أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - الساعة السادسة














المزيد.....

الساعة السادسة


رحاب ضاهر

الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


كل يوم في نفس الساعة منذ اكثر من ثلاثين عاما ، لا تتقدم دقيقة ولا تتأخر برهة ولا تسهو "تكه" . تقف فوق رأسه وتشير له بيدها المتعجرفة ذات الأصابع الستة المطلية بالأحمر أن يتوقف عن النوم ويبدا يوما طويلا في السادسة تماما .
منذ أن كان في الخامسة من عمره يبدا يومه بالساعة السادسة ليذهب الي المدرسة ،كان يكبر وينمو ويطول وينتقل من مرحلة لأخرى وتبقى هي على حالها صيفا شتاء لاتصاب بالزكام ولا تضربها الشمس لا تطول ولا تقصر ، لاتبارح مكانها ولاتزور جارتها من الساعات المتأخرة ،تضع ساقا فوق ساق تشرب قهوتها وتدخن سيجارتها بخبث واضح وفي السادسة تماما تسلط عقاربها عليه لتنتزعه من فراشه وتقطع عليه لذة النوم الي ما بعد السادسة . النوم الي ما بعد الساعة السادسة حلم يستيقظ منه كل يوم على أمل تحقيقه أيام العطل ، لكن رعب الساعة السادسة يلاحقه في كل ساعة سادسة أيام العطل كانت والدته تدير غسالتها في السادسة وتبدا صخب التنظيف والكنس والمسح يهب من نومه مذعورا يهاجم الساعة ويكسر زجاجها ويقتلع السادسة من مكانها ليصبح وقته دونها ،لكنها تعود لتتربع في أقصى الساعة ساخرة منه وتخرج له لسانها في كل ساعة سادسة .
لم يمر يوم في حياته دون أن تلدغه عقاربها ،عندما أنهى تعليمه اعتقد انه لم يعد بحاجة لوجودها قرب سريره وانه سوف يدوس أنفها ويكسر رقبتها ويشتت دقائقها ويبعثرها ثانية ثانية ، لكن حين استلم وظيفتها كان عليه مجددا أن يبدا حقده مع الساعة السادسة ،يعاندها ويرفض سماع صوتها ويقرر أن يستقيل من وظيفته لينام الي التاسعة أو العاشرة ،يتمنى أن يبدا يومه بالثانية عشر ظهرا يستغرق في أحلامه ،لكنه كان يعاني سكرات الساعة السادسة في كل ساعة سادسة من كل يوم . بائع الماء يأتي في السادسة صباحا ويملأ الحي ضجيجا وزعيقا ، بائع الخضار ينادي على الخس والبقدونس والسبانخ الطازجة في السادسة ،البقال يفتح محله في السادسة ،جارته البدينه تطرق سجاد منزلها في السادسة حتى زوجته عندما تكون حاملا يجيئها المخاض في السادسة ،كل شيء مظبوط على الساعة السادسة هو أيضا صار يستيقظ تلقائيا ودون منبه في السادسة، اصبح هو الساعة السادسة، لكنه اليوم لن يحقد عليها ولن يسري فيه سمها، ولن يستحم ويسمع صوت بائع الماء وصوت الغسالة ، سوف ينام لابعد من الساعة السادسة بكثير بل لن ير وجهها بعد اليوم أبدا لأنه في السادسة تماما ...........كان ميتا!!!



#رحاب_ضاهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة الشمس - قصة قصيرة
- كوليسترول ثقافي
- مقابلة مع الكاتب اليمني وجدي الاهدل
- هل تنشب أزمة بين ليبيا وفلسطين في سوبر ستار؟


المزيد.....




- سوزان طه حسين: الحب الذي أضاء ظلام عميد الأدب العربي رغم اخت ...
- فنان سوداني لاجئ يصرخ في وجه العالم.. -لماذا يهملوننا-؟
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- -هجوم على ذاكرة شعب-.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة م ...
- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - الساعة السادسة