أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصمت المنلا - الشعب يُريد - كبش فداء - يابشار















المزيد.....

الشعب يُريد - كبش فداء - يابشار


عصمت المنلا

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.. وحولك يابشار" الأكباش" الذين رَعَوا وسَمِنوا, وطفحوا مُعظم "الكلأ", وأفقروا, وتجَبّروا..!
جرّب أن ترمي للشعب.. وَلَوْ "كبشاً" واحداً من أولئك السِمان الذين أتوا على الأخضر واليابس من قوت الشعب المُبْتلي يأمثالهم..!
ربما يسمح الوقت بذلك اليوم، مع أن خطوة كهذه كان يجب اتخاذها في الأيام الأولى لانفجار الأزمة.. لابأس، إنه سهم صائب ولَوْ جاء مُتأخراً.
والدك فعل ذلك من قبل عندما كشف الغطاء عن شقيقه رفعت ورماه خارج البلاد التي عاملها رفعت كمزرعة، يغرف من خيراتها ويُحَوّل ناتجها لحسابه في الخارج مُؤسّساً المشاريع الإستثمارية الكبرى بالتزامن مع ارتكاباته الأمنية القاسية مع الشعب.. فأبى والدك أن يستمر شقيقه في فساده وجبروته، وحسم الأمر بطرده من الجنة.
سوريا جنة يا بشار، وخيراتها تكفي كل مواطنيها حتى الإشباع لَوْ وُزعَت الخيرات بالقسط والعدل.. وأنت الشاب المُتعلّم، الذكي، صاحب الأفكار العصريّة (ألَسْت تلميذ عدالة وانفتاح أوروبا على شعوبها..؟).. لكن تنقصك المشورة الحسنة، الرؤساء الآخرون مِمّن درسوا في أميركا تعلّموا من أجهزتها.. كيف ومتى يستخدمون "عصا موسى" في حلّ الأزمات التي تواجههُم، مُصْطَلَحْ "عصا موسى" هو أوّل درس يُلَقنه جهابذة الإستخبارات الأميركية لكبار الضبّاط (عَرَباً وأجانب) الذين يفدون – عادة – الى أميركا في دورات عسكرية أو مُخابراتية، وسُرْعان مايُطبّقون هذا الدرس في بلدانهم بمواجهة المشكلات الأمنية التي قد تنشب.. وربما أنت يابشار لم تعْتدْ هكذا حِيَلْ ميكيافيلية تعتمد"الغاية تبَرّر الوسيلة" في التعامل مع الآخرين.. البراءة في التعامل الأمني والسياسي تعتبر رومانسية من كماليّات العمل الرسمي للمسؤولين في كافة بلدان العالم، وأحياناً تتحوّل مثل هذه البراءة الى سذاجة إذا لم يتخذ المسؤول قراره (الشخصي) في الوقت المناسب لحل الأزمة التي يتناسب حلّها مع اتخاذ هذا القرار.. وتعْلَمْ يابشار عِلْمَ اليقين، أن قراراً بإبعاد حفنة من الفاسدين الذين يُحيطون بك وتجريدهم من الثروات التي اغتصبوها من الوطن والمواطنين سيكون له مفعول السحر في تهدئة الشعب وعودته للإلتفاف حولك مهما كان التغرير به قويّاً من جانب المُتآمرين، وسيُساعد ذلك في انكشاف العناصر المدسوسة بإغراءات مالية، أو بوعود في مناصب وسلطات في حال فاز المُتآمرون.. إن مثل هذا القرار كان يجب اتخاذه منذ بدأت صيحات الغضب الأولى التي طالبت بالإصلاح والقضاء على الفساد، ولا حاجة للتذكير بأنك وَعَدْت الشعب بذلك منذ تولّيك المسؤولية الأولى.
دَعْنا لانكَبّر الحَجَرْ، لازال بالإمكان (قبل فوات الأوان) تقدبم "كبش فداء" واحداً كأضحِيَة.. فذلك سوف يُسهّل إنقاذ السفينة التي أنت قبطانها.. من الغرَق في لجّة المؤامرة الكبرى المُسْتشرِسة في هذه الأيام على سوريا..!
على خطى والدك يابشار، فأنت لن تخترع جديداً إذا اتخذت قراراً ضدّ واحد من المُقرَّبين منك، فتجرّدَه من ثروته التي جمعها بالفساد والتسلّط.. واجعله عِبْرَة لِمَن يَعْتبِر.. لكن أقدِمْ على هذه الخطوة الشجاعة اليوم، قبل أن يفوت أوانها.. فإذا لم يرتدع الجمهور عن غيّه وواصَلَ استجابته لخداع المُتآمرين، تكون قد اتخذت قراراً حكيما ستجد أصداءه الإيجابية لدى الرأي العام العالمي، ولا بأس من تجاهل فكرة أن يُطالبك الجمهور بمزيد من التنازلات في حال قدّمت له مثل هذا الإنجاز.
قبل والدك الذي أطاح بشقيقه الفاسد والسفاح رفعت.. استطاع عبد الناصر أن ينجو بأعجوبة من السقوط نتيجة هزيمته المُدَوّيَة في 5حزيران-يونيو1967 وأختصر في التذكير بذلك، لكن المقصد التهوين عليك يا بشار في إتخاذ قرار صعب يمسّ قريباً منك، لقد اضطرّ عبد الناصر المصدوم بالهزيمة التي هَدّدت نظامه بالسقوط الى تقديم "كبش فداء" كان بمثابة الصديق الحميم والأخ الأقرب الى نفسه من الشقيق، وأعلن للجماهير المصدومة بالهزيمة أن المشير عبد الحكيم عامر قد انتحر.. وكان قبل ذلك قد حَمّلَه مسؤولية الهزيمة إستناداً الى موقعه العسكري مُبَرّرا قرار عزله ووضعه في إقامة جبريّة مُشدّدة ، وعندما اغتيل، أعلن عبد الناصر أنه انتحر.. بالطبع، لاأحد حتى اليوم يستطيع أن يجزم بإقدام عبد الناصر على تصفية عبد الحكيم عامر، في حين تناقلت مصادر المعلومات والأوساط القريبة من الحَدَث في تلك الأيام ما مفاده أن الذي وضع مادة "الإكوانتين" السامة في طعام عامر هو الذي تصرّف مُنفرداً دون عِلْم ناصر بعد أن وعده بإيجاد حلّ يمنع سقوط النظام إثر الهزيمة، بخاصة بعد خطاب عبد الناصر الى الأمة الذي أعرب فيه عن إستعداده تحمّل مسؤولية "النكسة- هكذا اقترح محمد حسنبن هيكل تسميتها" والتنحّي عن موقعه، وكان ذلك ليلة 9يونيو-حزيران 67..وللتذكير، فإن "هيكل" كان آخر إنسان زار المشير عامر حاملاً اليه وجبته (الأخيرة) ساندوتشات مُتنوعة، تناولها عامر وبعد أقل من ساعة فارق الحياة..! واستمَرّ الحكم الناصري 3 سنوات أخرى حتى انتهى دوره وتمّت تصفيته في نهاية شهر أيلول الدموي في الأردن1970 إذ حاول ياسرعرفات في سبتمبر-أيلول الأسود تنفيذ مُخطّط إسرائيلي بتحويل الأردن الى كيان فلسطيني بديل تصدّى له الملك حسين عسكريّاً وأفشله بعد حرب ضروس استنزفت الكثير من الدماء والضحايا، استطاع عرفات بعدها تحويل إتجاه الخطّة الى جنوب لبنان حيث نجح (بمساعدة الإسرائيليين الذين وضعوا بتصرّفه كل أدواتهم اللوجستية في نقل العناصر المُقاتلة التابعة لأبي عمّار من حدود الأردن الى الجنوب اللبناني) بإقامة ما سُمّيَ في حينه ب"دويلة فتح لاند" التي برّرت لإسرائيل في صيف 1982 إجتياحاً أوصل قوّاتها الى العاصمة بيروت..!
أعطهم "كبش فداء" يابشار...إختر أسوأ الفاسدين حولك وضحّي به.. قبل فوات الأوان.. إن اللجوء الى أسلوب "عصا موسى" قد يُنقذ البلاد من المؤامرة، إن بقاء سوريا مرهون اليوم بحكمتك وجرأتك في آن معاً، ولا بأس من الإستفادة من تجارب الآخرين، وبالمُناسَبة (إضافة لما ذكرناه الآن في هذه العجالة وهنالك أمثلة كثيرة) لقد وضع أصدقاؤك الأتراك تجربتهم وخبرتهم في تصرّفك.. فأقدم، ولا تحْجمْ.. والحُرّ تكفيه الإشارة.



#عصمت_المنلا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآن،الآن يابشار.. وليس غداً
- أسباب إختلاف الوضع السوري عن الآخرين


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصمت المنلا - الشعب يُريد - كبش فداء - يابشار