خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 15:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
درعا الوجه الحقيقي لثورة ربيع سورية...!!!
مشهدان مختلفان طغيا على مفاصل الحياة العامة للدولة السورية، في مشهد صراعي تغيري وقمعي .
-المنظر السوري الأول... إصلاحات ودبابات،،، والثاني تظاهرات ودم ... الإصلاحات الذي وعد بها النظام من خلال خطاب الرئيس السوري الأول في مجلس النواب بعد أسبوع على الاحتجاجات الشعبية التي دفعت بدورها على إعلان النظام السوري بتنفيذ رزمة إصلاحات ترضي جمهور الوطن الغضب ممثلة هذه الإصلاحات بإلغاء قانون الطوارئ المعمول به في البلاد منذ العام 1969،والذي سيطر ها القانون على كل مفاصل الحياة السورية ،إلغاء محكمة امن الدولة العليا ،والعمل على إنشاء قانون يجيز للأحزاب بالعمل العلني ،وقانون تنظيم الإعلام،ومنح حقوق الجنسية العام للأكراد الذين يقطنون سورية .
أمام هذه الحالة التي يحاول النظام الالتفاف على الشعب المحتج والثائر نرى دبابات الجيش العربي السوري تهاجم وتقتحم المدن السورية ، هجمت الدبابات مدينة درعا الجنوبية بذلك اتخذ قرارا سياسيا ورسميا بإخراج الجيش من ثكناته والتوجه به نحو المدن لقمعها ومحاصرتها ومهاجمتها ودكها بكل أنواع الذخيرة الحية واقتطاعها عن باقي المدن الأخرى ،الدبابات تحركت وبدأت القصف بعد أن اتسعت رقعت الاحتجاجات في القطر السوري وانضمام العديد لها واستجابت الجماهير لنداء المعارضة ،والتي رفعت فيها شعارات،قوية وصلبة تطالب بإسقاط النظام...
-المنظر السوري الأخرى التي تجسد بجمهور غاضب من خلال احتجاجات تظاهرات تعم المدن السورية تكسر الخوف تخرج عارية الجسد تتحدى النار بصدورها العارية ،الاحتجاجات نزعت الخوف عن الجمهور المنتفض والمحتج،المقموع والخائف على مدى نصف قرن من هول الأجهزة الأمنية التي عبثت بمصير الشعب السوري، للشارع رهبة قوية انتصر فيها الشارع على سلطة الأجهزة الأمنية والمخابراتية،بعد دعوة الجمعة العظيمة التي هتفت جميعها بصوت واحد في كافة المناطق الغاضبة ومن كل الطوائف بان سورية حرة والجميع يد واحدة،والشعب يريد إسقاط النظام هذا المطلب والشعار أخاف النظام وأزعج الأجهزة الأمنية التي عمدت هي بدورها إلى إراقة الدم السوري الذكي من اجل إرعاب المتظاهرين،،، فكان الموت التي تزايد العدد فيه إلى العشرات من القتلة والجرحى،بالرغم من هدر الدم بدم باردة،لان هذه الطريقة القمعية لم تعد تخيف الثوار المناضلين الثائرين من اجل الحرية والعدالة،لقد ربط الشعب السوري مصير ثورته بسائر الثورات العربية الأخرى التي نجحت بتغير جذري لأنظمتها القمعية والاستبدادية"المصرية،التونسية،اليمنية. فالشعب فهم الفخ المنصوب من قبل النظام لا إصلاح وقتل تحت سقف واحد، لأنهما يلتقيان أبدا إلا في الأنظمة الشمولية والقمعية،لا يجود في العالم كله نصف ثورة فالثورة ثورة إلى نهاية تحقيق المطالب المرفوعة وخاصة مع أنظمة دكتاتورية متسلطة على شعوبها.
هنا نرى بان الشعب السوري أصبح المعارضة الحقيقية والقوية لنظام الرئيس بشار الأسد الذي أصبح هدفه اسقط نظامه.فالشعب السوري بكل حالته الاجتماعية قال كلمته الأخيرة بهذا النظام،ولا عودة عنها ،التظاهرات أصبحت تهدد النظام كله لأنها كسرت حاجب الخوف المفروض عليها ،انتفض الجميع بوجه الأجهزة الأمنية وتسلطها.
بالرغم من القتل والتنكيل الذي يمارسه النظام بحق الشعب السوري لا تزال التظاهرات الاحتجاجية تخرج وتوجه القمع والعسكر ،تخرج إلى الشوارع متحدية البطش والقمع مرحبة بالموت الشريف فداء هذا البلد .تظاهرات نسائية تخرج ،مشاركة كبيرة للجميع ،استقالات جماعية من حزب السلطة"حزب البعث العربي الاشتراكي، تظاهرات في خارج القطر السوري تؤيد مظاهرات الخارج وتدعم مدنهم، استقالات من مجلس الشعب،ومجالس المحافظات،تمرد في قيادة الفرقة الخامس التي تعصى على أوامر القتل،ضباط وأفراد يساندون المتظاهرون في احتجاجاتهم،تململ دولي رسمي وشعبي من تصرفات النظام السوري وممارساته القمعية بحق شعبه.عقوبات اقتصادية مموجة بحق إفراد من النظام السوري بالانتظار،فشل إدانة مبدئية في مجلس الأمن بحق النظام السوري،لهجة قاسية من الدول الروبية التي تعبر عن أنزعجها لتصرفات النظام السوري،والتي عبرا عنها الرئيس الفرنسي "نيكولا سركوزي"،والذي قال بأنه من الممكن التدخل إذا قضى الأمر دون موافقة مجلس الأمن،تململ وانزعاج تركي ،لان تركيا التي حاولت منذ البداية الفعلية للازمة السورية بإيجاد حل مشرف للرئيس بشار الأسد والتي دعته بالتوصل إلى سلة كاملة للإصلاحات والحفاظ على وجوده في سدة الرئاسة،هاهي اليوم تحتضن مؤتمر المعارضة السورية التي عقد في اسطنبول،وكأنها تقول بان البديل موجد للحكم أو للحوار .
الروية الجديدة التي عملت ألأجهزة الإعلامية السورية الرسمية على فبركتها والتي تبثها في القنوات المحلية وترسلها إلى الوكالات العالمية وتنشرها في الصحافة اليومية بالتنسيق مع المخابرات ،بالنسبة لهجوم الدبابات، بان الهجوم تم بطلب إغاثة من المواطنين في درعا لإنقاذهم من سيطرت الإرهابيين والمرتزقة التي باتت تسيطر على درعا وضواحيها، قصص جميلة من كتاب ألف ليلة وليلة السوري لكن القصة لم تحك فصولها جيدا لان طلب الإغاثة من وحي السلطة ولم يكن محاك بشكل سليم، لم نرى صده في أية وكالة إعلامية أو منشور،كيف لبى أهلي درعا نداء المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام والذي بلغ عددهم أكثر من نصف مليون نسمة،واليوم تقول الدولة "اغيتونا" نحن معتقلون في سجن كبير من قبل الإمارة السلفية ،لماذا قطعت الكهرباء،والماء والاتصالات،حتى الخبز حجب عن اهلي درعاالذين طلب الإغاثة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة ،،من الذي سمح للجيش بالخروج من الثكنات العسكرية والهجوم على درعا ،هل الرئيس وقع على هذا المرسوم بصفته هو القائد الأعلى للقوات المسلحة،لماذا جز بالجيش في عملية قتل وبطش المواطنين في درعا بالرغم من وجود عددا هائلا من عناصر الأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري التي تكفي لقمع كل دول الشرق الأوسط .
لكن الجواب على كل هذه الاستفسارات المطروحة ينتهي بان صقور الشام استطاعوا بجز الجيش في الشارع السوري لتعميق الهوة الكبيرة بين الجيش والشعب ،وإسقاط الثقة عن الجيش حتى يبقى الجيش في صف النظام ويدافع عنه ،لان هذا التفسير يأتي من خلال شعور الصقور بقرب انهيار النظام السوري،وهم على حافة الهاوية ،وكي لا يكرر الجيش السوري سيناريو الجيش المصري الذي انقض البلاد من أزمة كبيرة واجبر الرئيس المصري على التنحي لحفظ البلاد،فالجيش السوري هو صمم الأمن للشعب العربي السوري وادخله في أزمة تأتي لمصلحة المنتفعين من البقاء على سدة النظام... النظام السوري في أزمة وأصبح عاجز عن اخذ القرارات السليمة ،سوى قرارات القمع والتنكيل والدليل المصالحة الفلسطينية –الفلسطينية التي وقعت اتفاقها الأول في مصر بحضور ورعاية مصرية،وكذلك المصالحة المسحية –المسحية في لبنان،وأيضا العجز الكامل للنظام السوري من تشكيل حكومة من لون واحد في لبنا بالوقت الذي يعتبر هذا للون سوري –إيراني بامتياز... حتى لا نستبق الأمور نحن بانتظار الرد السوري المعارض من شوارع كافة المدن والقرى السورية في جمعة الأسد ردا على الدبابات واجتياح المدن،فهل الجيش سوف يجتاح كل محافظات القطر السوري العربي،وتسيل الدماء.
د. خالد ممدوح العزي
كاتب وخبير استراتيجي
Dr_izzi2007 @hotmail.com
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟