أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ضياء الدين ميرغني الطاهر - التغيير المنشود والامل المفقود فى المنطقة العربية














المزيد.....

التغيير المنشود والامل المفقود فى المنطقة العربية


ضياء الدين ميرغني الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 21:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ثمة أمور أساسية نفتقدها كشعوب وقيادات فى المنطقة العربية . ومنها بكل تأكيد فى وطننا السودان . وهى ترتبط أشد الإرتباط بممارسة العملية السياسية بمجملها .
يمثل غياب الإنسان الواعي ذو القناعات الديمقراطية الراسخة بغير حدود الجانب الاهم والركيزة الأساسية على رأس هذه المفقودات. فالديمقراطية ليست مطلبا سياسيا فقط، بل هى نظام حياة متأمِل ومتكامِل ينتج إنسان يتمتع بوعي ديمقراطي صميمى وحقيقى ، مرتكزا على نوعية من التعليم والتربية تجعلان وجود مثل هذا الإنسان متاحا منذ نشأته الأولى . وبالتالى إدراكه لأهمية الديمقراطية فى حياته.
وقد عمِلت السلطات والأنظمة العربية على بسط نوعية التعليم القائمة حاليا حتى تنتج جيل مُجّهل ومُغّيب عن المعرفة المطلوبة .
على المستوى القاعدى يُصبح من المفهوم لماذا تأخرت هذه التحركات الجماهيرية التى تجاوزت فى اغلب الأحيان قياداتها السياسية الهرِمة والعاجزة عن تحقيق اهدافها حتى فى ظل ظروف أفضل من اللحظة الحالية.
ولكن ليست وحدها الحكومات العربية هى من تتحمّل المسئولية فى انتاج هذا الجيل بل الحركات والأحزاب السياسية برمتها يسارها ويمينها ووسطها ، تتحمّل المسئولية ايضاً. فمثلا ما أن تبدأ دورة الدخول فى الحلقة الشريرة (ديموعسكرتارية) ، فإن أول ما يدور بخلد قادة هذه الاحزاب ، هو الإختفاء والنزول تحت الأرض لترتيب أوضاع هذه الأحزاب وكأنها هى وحدها من يمتلك سر إدارة العملية السياسية وهو زعم صحيح الى حد ما .فالتربية الحزبية الموجودة فى هذه الأحزاب ، لا تُرّسخ ابداً مفهوم القيادة الجماعية بل تسعى دائماً لإفراز نوعية من قيادات فردية مُلهِمة تملك وحدها عصا موسى فى الحل والعقد. وتساهم التربية الحزبية القائمة فى إنتاج عضوية تفتقد مقدرة التحليل وإدارة العملية السياسية بعيداً عن أوامِر القيادات الحزبية وتضعُف عندها المبادرات الفردية.
إن وجود جيل ثائر معظمه من الشباب لا ينفى غياب الجيل الذى نتحدث عنه . وبخاصة اذا كان معلوما لدينا أن هذه المرحلة العُمرِية مليئة بالحيوية وتداعب وتدغدغ عواطفها الكثير من الأحلام والطموحات.
وتأتى أهمية الحديث عن هذه النقاط لأسباب متعدِدة ، فكل الأحزاب في بداية مواجهاتها للإنظمة الدكتاتورية الوليدة ، تكون فى قمة قوتها بعكس خصمها . وبخاصة إذا كانت قراءتها وتحليلها للواقع السياسي سليما . وبسبب هذه القوة المتوهمة عند الأحزاب تغيب إرادة التنسيق والمواجهة المُوحدة للنظام الجديد بالإضافة الي الأطماع الحزبية والشخصية وهذا ما يسيطر على العملية السياسية على الدوام .
وغير بعيد عن هذا السبب ، تبدأ المساومات بين قيادات هذا الحزب أو ذاك وبين النظام الدكتاتورى من جهة، وبينها وبين القوى السياسية المُعارِضة من جهة أخرى وفي غالب الأحيان خلافا لإرادة ورغبة عضوية الحزب نفسه. وهذا ما يجعل هذه القيادات عاجزة وغير قادرة على تحقيق التغيير الجذري حتى بعد نجاح عملية تغيير الانظمة الدكتاتورية الحاكمة .
لا أدري إلى إي مدى يُماثل هذا الواقع السوداني بقية أقرانه في الدول العربية ، ولكن يُلاحظ بوضوح عدم تحقيق الثورات الشعبية الجارية الآن لكامل أهدافها فى التغيير سواء كان ذلك فى تونس أو مصر أو فى بقية الدول التي تسعى شعوبها للتغيير. وربما اتوقع حدوث التغيير الشامل للانظمة الحاكمة فى سوريا والعراق وليبيا إذا حدث التغيير فيها بسبب الطبيعة العنيفة والتراكمات السلبية والقمعية التي مارستها تلك الأنظمة والطبيعة العنيفة لشعوب تلك المنطقة. والسودان ليس بعيداً عن هذا التوصيف الأخير ، في حالة نجاح عملية التغيير للنظام الحالي. ويبقى السؤال :-
هل تنجح عملية تحقيق كامل أهداف الثورة ضد هذه الأنظمة ؟
فقط يظل النجاح رهينا بوجود جيل مِعطاء ومتجاوز للقيادات السياسية الهرمة ومتسلحاً بالوعي الديمقراطي وقدراً عاليا من الإستنارة تجعله قادراً على تحقيق أهداف ثورته دون مساومات أو إنكسارات هذا أولاً.
لهذا وصفنا فى مقال سابق ما حدث ويحدث فى السودان فى الفترة السابقة بأنه (هبة شبابية ومران ديمقراطي ).
وثانياً :- لم تحقق أي ثورة شعبية فى التاريخ إنتصارها من خلال فئة واحدة من الشعب كالشباب مثلاً أو النقابات الخ.. بل تنجح الثورة الشعبية بإقناع كامل تضامن فئات الشعب فى التحّرك لإجراء التغيير المنشود والضغط على النظام البديل لإنجاز كامل أهداف التغيير المنشود وإلاّ ، فإن عودة النظام القديم بوجوه جديدة سيظل وارداً وبالتالي إجهاض هذه الثورات وهذا ما حدث سابقا في السودان ونخشى حدوثه الآن فى مصر وتونس وربما اليمن لاحقا رغم وعي هذه الشعوب وانتباهها لذلك.
وثالثاً:- لا بدّ من وجود أهداف واضحة ومُحددة من أجل التغيير وهو ما يتطلب وجود نظام ديموقراطي مُنجِز حتى لا يتضّجر الشعب ويتّبرم من الانظمة الديموقراطية الولِيدة والتحّسُر على الانظمة السابقة . ويشكِّل هذا خطرا حقيقيا يواجه عملية التغيير وإكتمالها. ومن خلال قراءة الواقع تظل هذه الثورات فى بداية مشوارها وليست نهايتها كما يتوهم البعض.
واخيراً وليس آخراً لا بدّ من إستعداد هذه الشعوب للتضحية بأغلى ما تملك وهي الروح فداءاً للوطن والتغيير وبأن يكون كل فرد مستشعراً فى نفسه بأنه مشروع إستشهاد من أجل هذه الغاية . ودون ذلك لن تمتلك هذه الشعوب إرادة التغيير الكامل والشامل . اما الحديث عن العوامل الخارجية المساعِدة او صاحبة الغرض فى حدوث التغيير ، فهذا ما نتناوله فى مبحث آخر .
ضياء الدين ميرغني الطاهر



#ضياء_الدين_ميرغني_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهبة الشبابية فى السودان مران حقيقي من اجل غدٍ آتٍ سعيد
- نداء الوطن وواجب الساعة وحدة عادلة أو انفصال متحضر !! صرخة ا ...
- فاقان اموم فى حديث الصراحة والوضوح عن قضايا الوحدة والإنفصال
- السودان ومصر:


المزيد.....




- شرطة نيويورك تقمع المتظاهرين المؤيدين لوقف إطلاق النار في غز ...
- أستراليا تعتقل متظاهرين داعمين لغزة والشرطة الأميركية تفض بع ...
- الجزائر: لويزا حنون زعيمة حزب العمال تعلن ترشحها للانتخابات ...
- الجزائر.. زعيمة حزب العمال تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية
- نحن في النكبة
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تحيي الذكرى 33 لانبعا ...
- حركات يسارية وطلابية تنظم مسيرة ببرلين ضد الحرب الإسرائيلية ...
- وزير روسي: موسكو وبيونغ يانغ تبادلتا مجموعات السياح بشكل واس ...
- مئات المتظاهرين المناصرين للفلسطينيين يتجمعون في واشنطن
- مئات المتظاهرين المناصرين للفلسطينيين يتجمعون في واشنطن لإحي ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ضياء الدين ميرغني الطاهر - التغيير المنشود والامل المفقود فى المنطقة العربية