أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ضياء الدين ميرغني الطاهر - نداء الوطن وواجب الساعة وحدة عادلة أو انفصال متحضر !! صرخة المنبر الديمقراطي السوداني بهولندا















المزيد.....

نداء الوطن وواجب الساعة وحدة عادلة أو انفصال متحضر !! صرخة المنبر الديمقراطي السوداني بهولندا


ضياء الدين ميرغني الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 08:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


نداء الوطن وواجب الساعة وحدة عادلة أو انفصال متحضر !
- المؤتمر الوطني المسئول الأول تاريخيا عن دمار البلاد و في رقاب قادته دماء ما يزيد عن 2 مليون من السودانيين.
- الحركة الشعبية فشلت في التحول إلى حزب سياسي، تتحمل جزئيا وزر استمرار حرب دارفور و تزوير الانتخابات، و يبدو مصير الجنوب مظلما تحت قيادتها.- المعارضة الشمالية فشلت في الممارسة الديمقراطية فاستحقت الهوان الذي لحق بها.- أمريكا و الدول الغربية تنكرت لالتزاماتها الأخلاقية تجاه شعوب العالم الثالث باعترافها بنتيجة الانتخابات في صراع المصالح والنفوذ مع الصين.
بعد حوالي 147 يوما من الآن سيتوجه إخوتنا في جنوب الوطن بخطوات ثابتة نحو تقرير المصير عبر الاستفتاء المقرر عقده في الـ 11 من يناير القادم. كل المؤشرات ترجح اختيار الأغلبية الجنوبية لخيار الانفصال عن الوطن الأم. وقد يبدو الأمر هينا في الوهلة الأولي للجنوبيين فالخيار واضح شعوب شمال و شرق و غرب السودان شنت علينا حروبا متعددة و تنكرت لكل التزاماتها معنا خلال عاما 54 من الاستقلال إلى اليوم خسرنا فيها كجنوبيين 20% من مواطنينا ولم تبقى أسرة واحدة في كل الإقليم وإلا قد فقدت شخصا أو دفنت عدة أفراد سواء في صراع مباشر أو جراء نتائج الصراعات كالنزوح و الأمراض و عدم الاستقرار.

الأسئلة التي تطرح نفسها بشدة، ما هي الخيارات التي ستقدم إلى شعب الجنوب كي يستطيع الانتقاء منها، و ما هي النسب المئوية المطلوبة كي يكون الانفصال واقعا، و ما هي الضمانات كي تجري هذه العملية المعقدة بصورة سليمة تضمن للإنسان الجنوب حرية الخيار في مسألة بهذه الخطورة، هل يمكن أن تستأمن حتى الدول الغربية على مسألة لها مصلحة أساسية في نتائجها.

لقد حرمت السياسات الفاشلة للنخبة السودانية منذ الاستقلال الوطن من خيرة أبناءه و أكثرهم رغبة في البذل و العطاء كي ينهض هذا الوطن بإمكانياته الضخمة و يتبوأ مكانة جديرة به بين الأمم. على الرغم من ذلك أدى تشريد الوطنيين من أبناء السودان و لسخرية القدر إلى إبعادهم من جور و ظلم ذوي القربى و أتاح لهم الفرصة في التأمل و التفكير. هجرة الكثيرين من السودانيين إلى المهاجر القسرية لم يبعدهم فقط من بطش السلطة الحاكمة بل من عسف قياداتهم السياسية التي تكلست في مقاعد السلطة الأبدية.

أبناء السودان الأفاضل و مواطنينا الأعزاء، الوطن يحتضر ليس فقط بسبب الاستفتاء الذي يطرق الأبواب و الذي نكاد نعرف نتيجته سلفا إذا اجري في مثل هذه الظروف، و لكن بسبب تخبط السياسات و انعدام الأولويات للقائمين على أمر البلاد سواء في شمالها أو جنوبها. حرب استنزاف لا تكاد تخمد في جهة حتى تشتعل في جهة أخرى، صرف بذخي على الأمن بحوالي 75% من ميزانية الدولة و هو غير متوفر، غلاء منفلت في الأسعار حيث بلغت أسعار سلع أساسية من إنتاج البلاد كالسكر و الخضروات و اللحوم أسعارا خرافية، بنود الصرف الأساسية كالصحة و التعليم يوجه إليها مجتمعة حوالي 5% من الناتج القومي، ترهل غير مسبوق في إدارة البلاد حيث استحدثت 77 وظيفة بين وزير ووزير دولة. فساد يطغى على الممارسة التنفيذية للسلطة حيث يمنح من فشل في إقامة سد يوصل الكهرباء وزارة للسدود، و يرقى من استقال بسبب انهيار مباني أقامها في وزارته إلى وزارة أخرى. سلطة في جنوب البلاد تسلمت مبالغ ضخمة من عوائد البترول خلال الخمسة سنوات الأخيرة لم تنجح في تحويلها إلى نجاحات ملموسة.

إخوتنا في الوطن، إننا نعلم خطورة المسألة و جسامة المسئولة الملقاة على عاتق كل من يعقل منكم لإنقاذ هذا الوطن، إننا نعرف إن الطريق طويلة و لكنها ليست مستحيلة و قد مرت بها شعوب كثيرة وضعت رفعة أبنائها كهدفها الأساسي، نضالنا سيكون ضد العقلية المتحجرة في المجتمع لأنها هي العقلية التي تفرز هذه النخب و القيادات فى جميع مواقعها.
الواجب الآني هو ممارسة الضغوط على كل هذه القيادات كي تقوم بمسئولياتها سواء بالإضراب أو العصيان المدني أو بأي أساليب نبتدعها جميعا كي نرجح مصلحة الوطن. إننا نعتقد إن الأفضل للسودان أن يكون متوحدا، و لكن ليس بنفس الشكل القائم الآن، يجب أن تكون وحدة يكون للمواطن فيها نفس القيمة الإنسانية بغض النظر عن قبيلته أو ديانته، وحدة تعلي من معاني السلام و النماء، وحدة تسمو فيها المعرفة و العلم و الرفاهية، وحدة تنعدم فيها نقاط التفتيش و الجبايات و الإذلال، وحدة ترتقي فيها قيم الإنسانية في مواطنينا كي ينضحوا بأجمل ما فيهم، وحدة تبعد القبح و العنف و الإرهاب و الغلو الديني.

تلك هي الوحدة التي نحلم بها و نتوق أن نعيش في فضائها كمواطنين كاملي الأهلية في بلاد المليون ميل مربع، إذا لم نستطع تحقيق ذلك للجميع و كانت لدي البعض أحاسيس بالتفوق العرقي أو الديني أو الثقافي أو اللوني فتلك وصفه لإشكالات لن تنتهي، فالأفضل أن ننفصل عن بعضنا البعض انفصالا حضاريا ترسم فيه الحدود و توضح فيه الحقوق. كما سبقتنا إلى ذلك دولا كثيرة مثل تشيكوسلوفاكيا و جمهوريات البلطيق الروسية مثل ليتوانيا و لاتفيا و استونيا.

إننا في المنبر الديمقراطي في هولندا نعتقد إن الدرب الذي يسير عليه السودان الآن سيدخل البلاد في حرب طاحنة ستحيل نهار البلاد إلى ليل بهيم قد يطول عقودا طويلة، فكيف يمكن تنظيم استفتاء دون تحديد حدود الدولة المرتقبة، و كيف يمكن أن تمرر مسألة وحدة البلاد بأغلبية 50% +1 في حين إن قرارات اضعف من ذلك تتم بأغلبية ثلثي المواطنين و هو أمر متعارف عليه عالميا، هل يمكن أن نثق في المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية بعد أن ارتضيا معا نتيجة الانتخابات المعيبة و من قبلها نتيجة التعداد السكاني الواضحة التزوير.

إننا ندعو كل أبناء السودان الشرفاء داخل و خارج الوطن لممارسة ضغوط ضخمة عبر كل الوسائل المتاحة للإدلاء بآرائهم حول مسألة الاستفتاء، و لا يعنينا في ذلك نيفاشا أو غيرها بل مصلحة السودانيين الأساسية في أن تتم مسألة الاستفتاء بصورة شفيفة و عادلة، و ندعو الجميع إلى احترام هذه النتيجة بعد ذلك، أيضا نهيب بالجميع لممارسة ضغوط سياسية وعبر نشاطات ثقافية متعددة حتى نرغم السلطة على تكوين حكومة تكنوقراط انتقالية لفترة عامين أو أكثر تدير خلالها البلاد و تنسق مع المنظمات الدولية ذات الشأن في تنظيم الاستفتاء و إقامة انتخابات برلمانية نزيهة.

إننا لا نعتقد أن مقترحاتنا هي القول الفصل لكنها مساهمة في شحذ الهمم كي يكون لنا القول الفصل كسودانيين في مصير بلادنا.


المنبر الديمقراطي السوداني في هولندا
لاهاي15 أغسطس 2010



#ضياء_الدين_ميرغني_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاقان اموم فى حديث الصراحة والوضوح عن قضايا الوحدة والإنفصال
- السودان ومصر:


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ضياء الدين ميرغني الطاهر - نداء الوطن وواجب الساعة وحدة عادلة أو انفصال متحضر !! صرخة المنبر الديمقراطي السوداني بهولندا