أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يوسف حيدر - صواريخ: -ماركس الديمقراطية-















المزيد.....

صواريخ: -ماركس الديمقراطية-


يوسف حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 19:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لن اتحدث باللغة التي يرضى بها قرائي، حتى ادربهم خلال فترات صراخي الطويلة، ان يبحثوا عن الافكار التي تعجبهم، وكلما نجحوا في ايجادها زاد تشجيعهم لي، وبالتالي ازداد ارتياحهم لهذه الافكار، حتى لا يخيل لي انهم يصفقون لافكاري انما كانوا في الواقع وهذا الاخطر الانصياع لها.
هذا اولا اما ثانيا والحديث ربما لا يطول، لصعوبة ما سأطرحه كموضوع للنقاش الجدي التحليلي وادعو لكل من تسول له غيرته ان يطرق هذه الدرب ويفكر وبحرية ولكن مسنودة وان لا يؤمن بل يقتنع لان المنهاج الماركسي في التحليل يستند الى قاعدة (وهذا نقد للتفسير المثالي للتاريخ) ان عوامل تحريك التاريخ موجودة داخل المجتمع لا خارجه أكانت هذه العوامل اقتصادية صرفا، ام غير اقتصادية. وحين نقض ماركس الفكر المثالي مارس امرين في آن واحد، بوضع اسلوب فكره الجديد مطبقا هذا الفكر على عوامل تطور التاريخ الاوروبي ليخرج بتصور للسيناريو التاريخي الممكن حدوثه في اوروبا بفعل تصارع وتفاعل هذه العوامل. ويذكرني هذا باثنين قبله من فلاسفة التاريخ كابن خلدون وهيغل، فابن خالدون لم يكتب التاريخ فقط، بل مهد في مقدمته المشهورة، بكتابة فلسفته ومفهومه للتاريخ وعلم الاجتماع. وكانت المقدمة المجلد الاول من مؤلف كبير مارس ابن خلدون في مجلداته اللاحقة كتابة التاريخ عامة، في ضوء هذه الفلسفة للتاريخ على ما يفترض. اي انه استخدم هذه الفلسفة كمنظار جديد لاعادة كتابة التاريخ. وهذا شبيه بما فعله هيغل بعده باربعة قرون ونيف، حين خصص الجزء الاول من كتابه " فلسفة التاريخ" بتوضيح فلسفته الخاصة للتاريخ (وهي المصدر الكلاسيكي المعتمد للفكر المثالي الاوروبي الحديث) فيما تضمن الكتاب في اجزائه الباقية كتابة عامة للتاريخ في ضوء الفلسفة المثالية هذه. اما ماركس وضع ايضا فلسفته الخاصة للتاريخ وشكل منهجا ذهنيا جديدا لفهم التاريخ، حين قال ان السبب الاول لتحرك التاريخ هو في جدلية العوامل الموجودة داخل المجتمعات والمادة. واضاف ايضا تصوره لمستقبل التاريخ (الاوروبي اذا صح التعبير). بناء على تحليله وفهمه لتفاعل العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي كانت في اوروبا في ذلك الوقت. لذا حين الحديث عن ماركس علينا الاستيعاب والتفريق بين شيئين مختلفين : الفكر المادي، وهو النهج الفكري الذي يرد تحرك التاريخ الى عوامل من داخل الطبيعة والمجتمع والمادة بدلا من ردها لعوامل غيبية مثالية خارج هذا العالم، ثم السيناريو الذي حدده ماركس لامكانات تحرك التاريخ الاوروبي.
فهو مارس اسلوب الفكر المادي على ما وجده من عوامل في القارة الاوروبية، وبالمختصر المفيد ان اوروبا الرأسمالية ستشهد صراعا طبقيا يؤدي بها الى الاشتراكية. ولو وجد ماركس انطلاقا من ذلك نفسه امام عوامل اوروبية سياسية واقتصادية مختلفة اختلافا كافيا، واستخدم في تحليلها الاسلوب المادي نفسه في التفكير، لكان وصل حتما الى سيناريو تاريخي مختلف، وهذا اصلا مبدأ من مبادئ التفكير المادي. وما دامت العوامل السياسية والاقتصادية وغيرها من عوامل داخل المجتمع هي التي تؤدي الى حركة التاريخ فان اختلاف العوامل هذه لا بد ان تؤدي الى اختلاف في الحركة التاريخية، ومن هنا ان استخدام الفكر المادي كمنهج في التحليل التاريخي، قد لا يؤدي بالضرورة الى النتائج ذاتها التي استخلصها ماركس حين حلل عوامل مجتمعات تلك القارة (اوروبا) في ذلك الزمان النصف الاول من القرن التاسع عشر. وماركس نفسه يشجعنا على مثل هذا الظن وعدم اخذ افكاره بالحرف وفي كل زمان ومكان.
وتحدث ماركس ايضا على امكانية قيام الاشتراكية سلما موردا هذا التعديل الاساسي في تخيله على السناريو التاريخي لبريطانيا والولايات المتحدة مؤكدا ارتباط السناريو التاريخي بالعوامل الخاصة لكل بلد وامكان تعديل السيناريو اذا تعدلت العوامل المؤثرة، والفارق الذي يفصل بين قيام الاشتراكية سلما وقيامها بغير الوسائل السلمية لتحقيق دكتاتورية البروليتاريا هو فارق لا بد ان يكون ثمة في اصله اختلاف في العوامل المؤثرة في تطور التاريخ. وعلى هذه القاعدة علينا فتح آفاق عديدة للنقاش في قضية الديمقراطية في الماركسية اهي شكل ام محتوى؟ وجدلية علاقة الديمقراطية وحقوق الانسان بالاشتراكية وموقف ماركس وانجلز منها ولينين الذي بنى دولة مستلهما قيامها من الفكر الماركسي المستند على المنهاج الجدلي العلمي والفكر المادي للتاريخ. ويبقى السؤال هل احد عوامل انهيار الاشتراكية ايضا في عدم قدرتها على تطبيق الديمقراطية، مع الصعوبات الجمة العديدة التاريخية والتطبيقية التي واجهت الانظمة الاشتراكية في بناء الاشتراكية وتوطيدها، ام الاهمال النسبي الذي وصل احيانا كثيرة حد رفض الديمقراطية وحقوق الانسان مقابل القضايا النظرية الاقتصادية والاجتماعية، والذي كان علامة مميزة للاشتراكية، ليس في عهد لينين ومن جاء بعده، انما في عهد ماركس وانجلز كذلك، وهذا ما سنسبر غوره لاحقا اما وحيدا بمجهوداتي البحثية الخاصة او بفتح محاورة مستديرة بيننا نتراشق بها الافكار والتحليلات المبدعة المتفائلة في لجن السياسة الفكرية الآسن منذ عقد من الزمن، رغم التخبطات والبلبلة الفكرية للكثيرين من الثوريين الذين يئست منهم الارادة في تفعيل منهاج الفكر الجدلي المادي للتحليل لركوب موهبة التخمين المستقبلي وامتلاك ناصية التحكم في التغييرات الثورية الحاصلة، وها أنا قد بدأت.


*"حياة حمراء – محطات في حياة شيوعي اسرائيلي"*

الشيوعي بنيامن غونين المولود في تاريخ 18/6/1928 ابنا لحايا وسمحه جنيزدوبيش في مدينة شيحونوبيش في بولندا ولاخيه دوف واخته تسيبورا.هاجر الى فلسطين سنة 1935 وهو في سن السادسة والنصف من عمره، في ظل استيلاء هتلر النازي على الحكم في المانيا ووصل الى مدينة حيفا بها قطن( في منطقة الهدار) وما زال حتى اليوم يعيش في حي الحليصة العربي المناضل من اجل حقوق العمال اليهود والعرب ومن اجل الاخوة اليهودية العربية ومن اجل حق الشعب العربي الفلسطيني في الاستقلال والحرية واقامة دولته المستقلة الى جانب دولة اسرائيل.
هذا الشيوعي المخضرم لم يذق طعم الراحة وراحة البال في معمعان حياته التي قضى جلها رفيقا نشيطا وقائدا في صفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي. وما شدني لسيرة رفيقنا الغنية بالنضالات والمواقف المبدئية الصلبة في مواجهة عنصرية الدولة وانصاف المظلومين والمضطهدين المحرومين من ابناء الطبقة العاملة اولا العربية وبعدها اليهودية، مراجعة اصداره الاخير "حياة حمراء" الصادر عن دار "برديس للنشر" والمكرس ريعه لاتحاد الشبيبة الشيوعية الذي به تربّى وربّى. فالكتاب يتطرق لاهم المحطات في حياته الشخصية والمهنية، والنضال المشترك مع الرفاق امثال جمال موسى وجهاد عقل وغيرهم.
كما يتطرق الكتاب لمحطات مر بها خلال عمله، فكتب عن الحزب ايام عدوان سيناء، وعن مجزرة كفرقاسم، وعن المؤتمر الخامس عشر للحزب والانشقاق الذي حصل، وعدوان الـ 67 والتحديات التي واجهها كيهودي شيوعي واثناء عمله ايضا في شركة الكهرباء، كما دوّن العديد من النضالات مثل النضال من اجل مصانع كريات آتا في حينه، والنضال من اجل حقوق العمال الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة الذين كانوا يعملون في ايلات اثناء فترة بناء الفنادق الكبيرة في ثمانينيات القرن الماضي والملاحقات التي تعرضوا لها من قبل الشرطة، لقد سافرت في حينه مع الرفيق جمال موسى الى ايلات وكنا ننام مع العمال في غرفهم التي كانت حالتها اسوأ بكثير من زنازين السجون
وتطرق بنيامين غونين الى اول لقاء سري جرى في العام 1973 ابان مهرجان الشباب العالمي في برلين بين الرئيس ياسر عرفات وطاقم مرافق له وبين وفد من الحزب الشيوعي الاسرائيلي ضم المرحومَين توفيق زياد وجورج طوبي وبنيامين غونين. ففي هذا اللقاء تحدث عرفات عن الكفاح المسلح للتحرر من نير الاحتلال وانجاز الحق الفلسطيني بالاستقلال والدولة. في حينه ناقشه الوفد الشيوعي مؤكدين انه لا يمكن حسم وحل القضية الفلسطينية، قضية الصراع الاسرائيلي – العربي عسكريا. وفي لقاء وفد من الحزب والجبهة الرئيس ياسر عرفات وغيره من القادة الفلسطينيين في تونس قبل سنة من عودته الى الوطن وعشية توقيع اتفاقات اوسلو، تذكر لقاء برلين، وقال موقفكم يا شيوعيون كان الصحيح وكان الريادي في طرح الموقف الاكثر عقلانية وصحة في ظروف المتغيرات وحالة التوازن الدولية.
وفي مؤتمر للحزب الشيوعي والذي عُقِد في تل أبيب، حين كان عضوًا في سكرتارية الشّبيبة الشّيوعيّة، وقف كالطّود صامدًا في وجه المدّ القوميّ الصّهيونيّ برئاسة سنيه وميكونيس مُتحَديًا هذا الانحراف القومي واليميني ومهنِّئًا الحزب الشّيوعي "الذي حافظ في هذه الفترة القاسية التي مرّت علينا، على الوحدة اليهوديّة العربيّة التي هي بؤبؤ عين حركتنا، وحافظ على الامميّة البروليتاريّة والاخلاص لوطن الشّعبين".
وكذلك وقف في المؤتمر السّادس عشر لحزبنا الشّيوعي، عام 1969، حيث قال: إِنّ أخطر الأمور التي يزرعونها في هذه البلاد هي الشّوفينيّة، الاستعلاء القومي والغطرسة، وأخطر شيءٍ هو بأيّ الطّرق يُسرِّبونها إلى أوساط الشّباب. ويتابع قوله: أعتقد أنّ رئيس لجنة الخارجيّة والأمن في الكنيست دافيد هكوهين هو الذي لخّص الصّهيونيّة، بشكل صحيح، بقوله انّها، عمليًّا، مثل التّسمّم. وانتبهوا، كيف أنّ جيلا كاملا مُسَمَّمٌ بالسّمِّ الشّوفينيّ والصّهيونيّ.
لقد كانت وما تزال مواقفه طلائعيّة وجريئة في الدّفاع والكفاح والذّود عن حقوق الطّبقة العاملة وجماهير الشّعب الكادح، بعربه ويهوده، بعمّاله وفلاحيه، ومثقّفيه الثّوريّين، ضدّ حكومة الاحتلال والاستغلال والموالية للاستعمار وأهدافه والمعادية للسّلام وأخوّة الشّعوب والدّيمقراطيّة. ومن اعتاد النضال وخوض المعارك والعمل المتواصل لا يعرف السكون والهدوء، فالبرغم من خروجه للتقاعد من عمله النقابي في الهستدروت الا انه ما زال عضوا فعالا في اللجنة المركزية لحزبنا يناضل من اجل العدالة الاجتماعية وضد الاحتلال ومن اجل السلام العادل والشامل في منطقتنا.. فالله يطوّل عمرك يا رفيق بنيامين.. وتبقى لنا المعلم والملهم في النضال والانتصار.

* توابل
اعلان الحزن الجديد
" ايها الربيع المقبل من عينيها، ايها الكناري المسافر في ضوء القمر
خذني اليها قصيدة غرام او طعنة خنجر،
فأنا متشرد وجريح، أحب المطر وانين الامواج البعيدة
من اعماق النوم أستيقظ لافكر بركبة امرأة شهية رأيتها ذات يوم...
انني ألمح آثار اقدام على قلبي
دمشق يا عربة السبايا الوردية...
اسمع وجيب لحمك العاري"
( من قصيدة حزن في ضوء القمر – 1959- اعمال محمد الماغوط، ص 11-12).



#يوسف_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الثورة - في ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية
- أمام إطلالة عامٍ جديد رسالة الى السيد بوش


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يوسف حيدر - صواريخ: -ماركس الديمقراطية-