أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة زعيتر - الفيزا














المزيد.....

الفيزا


نجاة زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


عندما شعرت بالصبر يسحب آخر جمراته كانت ذراتي تتمطى بعيدا عني بعناد مستفز،تنفض عنها ما علق بها من غبار مخلصة في نية البقاء.

لم يكتف الضوء بالإنسحاب و الخوف لم يبلغ الثقة،الظل أيضا إنحاز إليهم!تبرجت بعض رغباتي،أبانت عن وقاحة غير معهودة.

موت أمك لفظك من البيت.قدوم الغريبة أنزل صورتها من جدار الصالة.فماذا بقي لك؟ صوته الغائب يطرز لك نوايا الرحيل.الوقت لم يعد ملكك،هو أيضا لن يكون لك،عليه أن يتزوج إبنة خاله المسماة له منذ الرضاعة حتى لا تموت أمه كمدا! لا خير إلا فيما إختاره الموت.كلهم فرحوا لك ،هنؤوك،ما عدا عينيه الدامعتين في الخفاء."تولهي في باباك." ؟

نزلت ذراعاه تستفسر عن الباقي،صارت أصابعه أكثر قسوة. صورة أمك أنزلت من جدار الصالة،الغريبة ستكون سيدة البيت. لم نعد صغارا لكننا هنا لا نقدر إلا أن نحب ما لدينا.

"نرحل معا". و أبي الشيخ و أمي المريضة...؟

إمتدت أصابعه مرة أخرى تخاتل ما خفي،كنت أتوقع أن أمنحه بعضي و أن أخبئ كله في،أحمله معي،أضع وجهه بين طيات ثيابي تماما كما كانت أمي تضع أعواد الطيب و كريات الكافور في خزانة ثيابها

شجرة التين التي كثيرا ما طوقتنا خافت نزيفنا،أو هكذا أردت أن أصف تهالكنا أرضا حين عدنا إليها عجينة طين أسمر

الفكرة كانت جاهزة،نلتقي لنقول ما تبقى.تابعت مشاهدة ما يحدث،كعادتي حين لا أجد ما ألتهمه،إنهم تكفلوا بكل حياتنا ....لم يشفع لنا حبنا

لماذا الكلام إذن؟

الدموع تكاد تفقدني بصري،و سجنك الذي إخترته في غرفتك كاد يفقدك عقلك

ما تبقى لنا لن يقدر عليه غيرنا

-أنت مجنون

مجنون بك.

أظنها مطلع أغنية شرقية مشهورة؟

أرجوك

هل ينتهي هذا الصبر؟

ما زلت تحبين إلتهام الشوكولا

"أنت تعرف أنني لا آكل إلا ما أحب."

لم تعرفي الجوع يوما.

أدركت أنه يحاول أن يجد منطقا لحوارنا العقيم.لم أكترث كثيرا لصوت الأجنحة التي راحت تتخبط داخلي،ربما كانت تريد التحليق بي بعيدا ،حينها برقت لي فكرة لثم الخاتم الفضي المطوق أصبعه.

تضحك أختي للنكتة التي يطلقها زوجها و لا يمل من ترديدها،تضحك و تنظر نحوي أملا في إستدراجي لمجاراتها في الضحك..أحاول الإستجابة لتوسل نظرتها،لا يسعفني الصوت..الألم ينزل أسفل ظهري.

ما يشغلني الآن:كيف أتخلص من الألم و ضرورة الضحك أيضا.

إنها أعراض العنوسة تؤكد صديقتي "فاطمة" تتوقع أن أحتج أو أضحك لكنني أيضا لا أفعل. ربما هو تأثير الكعب الذي لا أحتاجه،لكنني أستعمله لزوم الموضة ...علي أن أضحك الآن...فما سيحدث لي غدا ليس مهما على الإطلاق،و لا يستحق أدنى قلق،أما ما يحدث الآن فواقع لا يد لي فيه.

صوت" جينا "في الهاتف مبحوح يقول الكثير عن غموض جل الرسائل المنثورة هنا و هناك.

الألم لا يبر ح أسفل ظهري،تصرفنا كمراهقين،قالها خجلا،لكن "موح" يسترسل في الحديث عنها كأنها تسكن جبينه.

لو تزوجت و منحت أسفلي لرجل،هل كان هذا الألم يزول؟؟

عليك بطبيب،تنصحني "فاطمة".

حين إعتلى صدري ذات مساء ندي تروي "جينا "في إحدى رسائلها :كنت لا أبغي سوى طفلا يشبهه طولا و سمرة و عيني غزالة شاردة.

يتعمد "موح "أن يضع رسائلها حيثما إتفق.منحت داخلي بعض الوقت للحديث،لم يكن فضا كعادته،أشرت إليه بالسكوت.لم يلب،لكنه إرتبك و راح يتحدث و يتحدث و يتحدث..عن بحة صوته،عن ذلك الشعور المطلق بالحب في حضرته،أشرت له مرة أخرى بالصمت.تركت يدي تلامس صدره،لم أشأ قمعها و أنا أردد لك بأن لا خيرة إلا فيما إختاره الحب

إستسلمت لحديث عاملة النظافة،التي بدأت تحدثني عن خطبة الرئيس و عن نيته الصريحة في القضاء على الموبقات الظاهر منها و الباطن

قلت في نفسي :حسنا فقد يقضي الرئيس على الخيانة أيضا؟

تمادت عاملة النظافة في ثرثرة محزنة:

الرجل لا يحزن على المرأة ،زواج أبيك راحة لك وله،تزوجي أنت،ثم لماذا لا تتزوجين؟أنظري إلى نفسك ،لو كان لي هذا الوجه و هذا القوام ....لكن ما علاقة زواج أبي بخطبة الرئيس؟!

عاملة النظافة تستمر في خطبة موازية لخبة الرئيس....و لا تكف هي الأخرى عن الحديث

أنا أتزوج،أنا أتزوج،أردت أن أصفع وجهي أو وجهها، أو أي وجه آخر يليق للصفع.أخذني المشهد بعيدا:"تولهي في باباك" وصية أمي على فراش موتها

إنسحبت أنزوي إلى مكتبي ،لا عمل لي فأنا هنا كي أقبض فقط،تلك مشيئتهم.

قال أبي اللواتي في مثل سنك أنجبوا ثلة أطفال،و قالت والدتك:أو ما أظنها قالته:إنها في مثل سنك،فمتى تنجبان أطفالكما؟

و قلت لك:سأنتظر رجلا لا يتباهى بنطفته علي و لا يفاخر بغرام أجنبية به،و حين إنشغلت بترتيب شعري و إعادة رسم زينتي كنت في الحقيقة أحاول أن ألتئم مع كلي، أن أعود مرة أخرى "أنا". أجرب أن أوقع مع أناي عقدا لا ينتهي بإنتهاء الحب....هذا الذي تسببت له في جروح كثيرة،ثم أغلقت عليه في كيس من النايلون الأسود و حين ذاعت رائحة العفن أسلمته لحبل السيروم ،ظننت أن "جينا" لم تكن في رسائلها سوى ناقمة .لكن الحقيقة أنها فقط عرفت.

لا خيرة إلا فيما إختاره الحب.

عقد آخر مع الغربة ؟

ليتزوج أبي.لتتزوج إبنة خالك المسماة لك منذ الرضاعة،كي لا تموت أمك كمدا.

لتعشق "جينا" أذنيك و حتى .... لتنته كل الموبقات بجرة قلم من يد الرئيس

لتجلس عاملة النظافة على الكرسي المقابل لمكتبي تعيد على مسمعي خطبة الرئيس

لأقف في الطابور بحي "حيدرة" ألصق بجواز سفري "الفيزا"..... لكن من قال أنني لن أعود؟؟؟



#نجاة_زعيتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القناع
- الإبتسامة المخنوقة
- رائحة الموت
- في إنتظار النبي
- الوردة أنت
- قطعة الموسلين الخضراء
- سؤال الجواب
- رحلة إنسانية
- المفقود


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة زعيتر - الفيزا