بيان المكتب السياسي للشيوعي اللبناني

الحزب الشيوعي اللبناني

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بيـان صادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
حيّا المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، مرة جديدة، الإنتفاضات الشعبية المستمرة من المحيط الى الخليج، ورأى في النهوض الثوري العربي الإستثنائي تصميم الشعوب العربية، والشباب العربي، بشكل خاص، على إنجاز مهمة التغيير الديمقراطي والتصدي لقوى الثورة المضادة، التي تتحرك بدعم من القوى الإمبريالية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، لوقف عملية التغيير، والحفاظ على الأنظمة بعد ان سقطت رؤوسها.
وتوقف المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني أمام التدخل العدواني السافر للإمبريالية وذراعها العسكري، حلف الناتو، في ليبيا، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للحلف وقيادته الأميركية ـ الأوروبية ببحث إرسال قوى عسكرية للمشاركة في العمليات الحربية مما يؤشر الى انتقال العدوان الى مرحلة جديدة، اكثر خطورة، ستؤدي الى الإحتلال المباشر للأرض بعد تأجيج الحرب الأهلية التي بدأت مؤشراتها تتوضح أكثر فأكثر، بالإستفادة من الدور الذي يلعبه النظام الليبي ورمزه معمر القذافي. من هذا المنطلق، يدعو المكتب السياسي للحزب قوى المعارضة الليبية الى التنبه للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن هذا التدخل العسكري المباشر، ويحذر من الانزلاق في الاعتماد عليه حفاظاً على وحدة ليبيا واستقلالها.

أما حول الوضع في سوريا، فرأى المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني أن من حق الشعب السوري الشقيق، كما الشعوب العربية الأخرى، أن يتحرك بكل الوسائل السلمية والديمقراطية من أجل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومواجهة الفساد، التي يراها ضرورية لتأمين ممارسة ديمقراطية سليمة وشفافة تضمن حق التعبير عن الراي وممارسة العمل السياسي بشكل حر، وتفسح في المجال أمام استيعاب مفاعيل السياسات النيوليبرالية المتوحشة وما أدت إليه من أزمات.

ان هذا الحق المبدئي يصبح أكثر إلحاحاًً عندما يقر الرئيس السوري بأن الإصلاحات المنوي تنفيذها كانت قد أقرت منذ العام 2005 ولم تنفذ على الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات؛ بل، على العكس من ذلك، زادت الأجهزة الأمنية من تدخلها في الشؤون السياسية والإجتماعية الى حد منع حرية التعبير واعتقال مفكرين كبار لهم تاريخهم الوطني المشرّّّّف ودورهم في مواجهة المؤامرات الإمبريالية على سوريا والعالم العربي، أمثال د. الطيب تيزيني وميشال كيلو...

وفي هذا المجال يشيد المكتب السياسي للحزب بالخطوة التي اقدمت عليها الحكومة السورية الجديدة برفع حالة الطوارىء، ويأمل في ان تسارع الى تنفيذ سائر الاصلاحات التي تقدم بها الرئيس بشار الأسد، وفي مقدمتها إطلاق الحريات الديمقراطية العامة والخاصة، ومحاسبة الفاسدين والمفسدين، وكل الذين أسهموا في قمع التحركات الشعبية وفي إطلاق النار على المتظاهرين، مما أدى الى سقوط العديد منهم بين شهيد وجريح. كما يأمل في أن تسارع الحكومة ايضاً الى القيام باصلاحات إقتصادية واجتماعية أصبحت أكثر من ضرورية لرفع كاهل الازمات عن الشعب السوري.

ان المكتب السياسي للحزب، ومن موقع الحرص على صمود سوريا في مواجهة المشروع الاميركي ـ الاسرائيلي الرامي الى تفتيت المنطقة وبناء شرق اوسط جديد يضمن تفوق اسرائيل وهيمنة اميركية على مقدرات المنطقة، اذ يدعو القيادة السورية لان تكون سباقة في التفاعل مع شعبها في تقديم مطالبه الإصلاحية المحقة، على حساب اية مساومة مع الخارج، لانه يرى في تنفيذ سلة الاصلاحات تلك المدخل لتحصين الوحدة الوطنية السورية، والاساس الذي يعزز من مواجهة سوريا للفتنة الداخلية التي تسعى اليها الإمبريالية الأميركية وإسرائيل بالتعاون مع بعض القوى العميلة والمغرقة في رجعيتها داخل سوريا وخارجها، والتي تريد النيل من موقف سوريا الوطني والقومي غير الخاضع للاملاءات الاميركية ومشاريعها، دون اي حساب لتقدم الشعب السوري وديمقراطيته ورفاهيته. فانه في الوقت عينه يدعو كافة القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية السورية للتوحد في مواجهة محاولات الرجعية والقوى المرتبطة بالخارج جر سوريا الى فتنة لا يدفع ثمنها الشعب السوري فقط بل كل الشعوب العربية. كما يدعو كافة القوى اللبنانية الى التنبه لهذا الخطر الذي لن ينجو منه لبنان الا من خلال العمل بمنطق وطني ديمقراطي شامل يرمي الى تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية باتت ضرورية في لبنان، بعيدا عن منطق الفئويات الضيقة، أو المحاصصات الطائفية، او المراهنات على المشاريع الأميركية ووعودها التي لا تصدق إلاّ في سرقة ثرواتنا وفي الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني.

بيروت في 19/4/2011
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي اللبناني

#الحزب_الشيوعي_اللبناني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل