أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسنين السراج - الكلاسيكو السياسي















المزيد.....

الكلاسيكو السياسي


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 04:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


زادت شعبية المالكي بشكل نسبي في الفترة التي واجه فيها الميليشيات وتحالف مع الصحوات لمواجهة القاعدة . فكان الأنسان العراقي يطمح لشيء واحد وهو الامان وتمكن المالكي من تحقيق هذا الهدف بشكل نسبي .
الحقيقة الواقعة أن المالكي يملك القدرة السياسية والذكاء السياسي لكنه يفتقر للذكاء الاجتماعي ومقيد بحزب راديكالي وتظهر أعراض القيود الحزبية واضحة من النظرة الأولى لفريق العمل السياسي المحيط بالمالكي .


بواقعية


الذكاء السياسي والنفوذ والقدرة مكنت المالكي من كسب مجموعة من السياسيين السنة الذين لهم وجود سياسي لا يستهان به . لكنه فشل في كسب جماهيرهم لانه يفتقر للذكاء الاجتماعي . ولاحظنا بشكل واضح الفشل الكبير في الانتخابات للشخصيات التي رشحت عن قائمته في محافظات سنية . كان بامكان المالكي استثمار أجواء الارتياح الشعبي في العام الذي ضعفت فيه الميليشيات والقاعدة على حد سواء . كانت لديه فرصة تاريخية ليتحول الى زعيم عراقي .
- لو تخلى عن فريق عمله السياسي او عن أغلبه , خصوصا هذا النوع الذي يتضح حتى للطفل انهم لا يعرفون شيء لا في السياسة ولا في غيرها .
- لو حاول كسب الجمهور المضاد له . بخطوات بسيطة وذكية لا تخفى على من يملك لمحات من الذكاء الاجتماعي .
- لو حاول بناء أعلام مستقل ينتقده هو وفريقه السياسي قبل غيره .
- لو حاول الحفاظ على أستقلالية الهيئات الرقابية المستقلة بدل محاولة تحويل تبعيتها الى رئاسة الوزراء .
- لو حاول خلق أجواء مناسبة لظهور معارضة سياسية واقعية فعلية .
- فضلا عن توفير الحاجات النفسية والمادية وهي الأهم .


لتمكن من خلق دولة مدنية حديثة يعيش فيها المتدين وغير المتدين بأسلوب الحياة الذي يختاره ويحترم كل منهما أختيارات الاخر . ولكان الواقع السياسي الان مختلف . ولتمكن من خلق أجواء أكثر نقاء من الناحيتين السياسية والاجتماعية . ولأختفت الكثير من الظواهر السياسية المشوهة . ولكان لهذا الرجل دور كبير في بناء الدولة العراقية في القرن الحادي والعشرين .

في الجانب الاخر نجد ان نسبة كبيرة من المعارضين له في الدورة الانتخابية السابقة لم يكونوا يعارضوه لأنهم مكترثين وحريصين على بناء الدولة والمصلحة العامة بل كانوا يعارضوه لأجل النفوذ لا أكثر ولا أقل .

في الدورة السابقة لمجلس النواب قدمتالحكومة لمجلس النواب أكثر من مشروع مهم , لو تحقق لكانت النتائج طيبة على الواقع النفسي والمادي للفرد العراقي . أن اعاقة تطبيق هكذا مشاريع بحجة أنها دعاية أنتخابية . يدل على أن المعظلة تكمن في النفوذ والقوة.

والفرد العراقي واعي جدا لهذه الحقيقة في حين أن السياسي العراقي لا يدري أن الفرد العراقي واعي لهذه الحقيقة . ويكرر محاولاته في أستغباء الانسان وأستغفاله من خلال تصريحات غبية تقول أشياء ليس لها علاقة بالواقع الذي يفهمه الجميع ما عدا السياسي طبعا .

نعود للموظف بدرجة رئيس وزارء نوري كامل المالكي .




الرجل يملك أدوات البقاء في السلطة . فهو تمكن من الحصول على التأييد الأقليمي على نطاق واسع . وتمكن من الحصول على التأييد الامريكي والدولي . وتمكن من لي ذراع كل القوى السياسية وتقطيع أوصالها والبقاء في الكرسي . كل هذا أعطاه أحساس عالي بالقوة والقدرة مما دعاه مثلا الى التفكير في ضم الهيئات المستقلة تحت جناحه لانه لم يعد يخشى من شيء يقف أمامه . وبغض النظر عن نجاحه في ضمها من عدمه فمجرد محاولته تعد تحول كبير في طريقة تفكيره بسبب تمكنه من جميع المعارضين .

أن عدم وجود زعيم قوي يقود المعارضة في العراق ليعادل كفة الميزان من شانه خلق ثغرة كبيرة في المستقبل السياسي . وما حصل مع أياد علاوي من فريقه السياسي قبل خصومه كان كفيل بأضعافه وشله وقتل دوره السياسي كزعيم معارضة متوقع . مع اني لست من مؤيدي أياد علاوي خصوصا في الانتخابات الاخيرة . لكني لو كنت محل حسن العلوي لما فعلت ما فعله حين أنشق عنه وهو وصل الى مجلس النواب بأصواته ولولاه لما كان عضو في مجلس النواب أصلا . الا أنها ثنائية العراق الازلية ( المصلحة والمزاجية ) .

الكثير من الناس في مجتمعنا تحكمهم المصالح والمزاجيات في تحديد مواقفهم فكان لا بد أن ننتج سياسيين يشبهوننا . ان واقعنا السياسي لم ياتي من فراغ . هو وليد مجتمعنا ووليد خياراتنا . المجتمع الناضج ينتج حكومات ناضجة والمجتمع الغير ناضج ينتج حكومات غير ناضجة بكل تأكيد . ونحن مجتمع غير ناضج . ومصطلح (غير ناضج) ليس مصطلح مهين او مسيء . بل هو تعبير عن واقع . والواقع أن كل شيء يمر بمرحلة الى ان يصل الى مرحلة النضج ونحن كشعب وحكومة لم نصل لهذه المرحلة بعد كما أن أوربا قبل قرون لم تكن ناضجة .

ليس أمر غريب ان تجد شخص يمدح صدام حسين في الدقيقة الاولى ويذمه في الدقيقة الثانية ويترحم عليه في الدقيقة الثالثة ويسبه في الدقيقة الرابعة . ولا تعلم ماذا يريد وكيف يفكر . فهو قد يمدح صدام حسين حين تذكره بقرار من قرارات صدام كان له فيه مصلحة . ويسبه حين تذكره بقرار من قرارات صدام حسين سبب له ضرر . ما يحرك مواقف الناس في كثير من الاحيان هو ثنائية المزاجية والمصلحة وليس المبدأية والموقف .

قبل فترة كان أحد أصدقائي يسب ويشتم باحد الاحزاب السياسية الاسلامية ويلقي اللوم علي هذا الحزب في معظم نكبات العراق . وبعد ايام وجدته في طريقه لحضور أجتماع في هذا الحزب وحين استفسرت عن سبب هذا التغير المفاجيء تبين أنه انظم لهذا الحزب أملا في ان يساعدوه في العودة الى وظيفته السابقة . فهو لا يبالي ان يتواجد في حزب كان يلقي اللوم عليه في كل مصائب البلد في سبيل تحقيق مصلحة شخصية . فهذا هو المعيار لدى الكثيرين ( المصلحة والمزاجية) .
لهذا سياسيينا يشبهوننا الى حد كبير . المجتمع الغير ناضج ينتج سياسي غير ناضج يشبهه . (المصلحة والمزاجية هي العنوان الاكبر) . وما يثبت ذلك هو ان سياسيينا جميعهم منتخبن من الشعب على أختلاف توجهاته .

بناء دولة أمر محوري تاريخي . وهناك عدة عوامل من شانها خلق دولة ديمقراطية قوية منها :

- قضاء مستقل أستقلال كامل لا يميل الى تأويل النصوص (حمالة الاوجه) في الدستور بطريقة غريبة ومرتبكة تدعو للقلق .
- حكومة تعمل بكامل طاقتها لتحقيق الرفاهية المادية والمعنوية للفرد والمجتمع .
- معارضة قوية داخل البرلمان يقودها شخص يحمل كاريزما الزعيم
- هيئات رقابية قوية كاملة الاستقلال
- أعلام رسمي كامل الاستقلال والحيادية
- رأي عام ناضج وقوي (حراك شعبي ومنظمات مجتمع مدني)

أن حكومتنا لتنضج وتتعلم وتعرف الطريق الصحيح بحاجة الى الشعور بضغط المعارضة الشعبية البرلمانية الايجابية التي تعارض حين يحتاج الأمر الى معارضة تمدتدح حين يحتاج الامر الى مديح :


- معارضة سياسية برلمانية واقعية تعبر عن أعتراضات الشارع العراقي ومطالبه وليس معارضة تعرقل سير الخطوات الايجابية كي لا تحسب لفلان وعلان .
- معارضة ذات تماس مباشر بالشارع وليس معارضة تسكن مجلس النواب ولا تفعل الأ الصراخ
- معارضة تفهم لغة أمتداح الحكومة والشد على يدها حين يكون هناك خطوات أيجابية في عملها . فليس عيب أن تمدح نوري المالكي اذا قام بفعل ايجابي بل العيب أن لا تمدحه .
- يقود هذه المعارضة زعيم ذو كاريزما مقبولة شعبيا ليكون لهذه المعارضة واقع على الارض . وهذه النقطة مهمة كونها من أسس الطبيعة الاجتماعية للمجتمع العراقي الذي يميل الى تقييم الفرد اكثر من المؤسسة .



أن الواقع السياسي العراقي بدون معارضة حقيقية أيجابية . هو واقع باهت وبارد ومحبط ويشبه الى حد كبير الدوري الاسباني بدون أحد قطبيه . فتخيل طعم الدوري الأسباني بدون برشلونا أو بدون ريال مدريد . ستقتل روح المنافسة وسيكون الدوري محسوم من المباراة الاولى .


لا تستقيم الامور دن أمتلاء كفة الميزان الثانية . وبقاء كفة المعارضة فارغة أو أمتلائها ببعض المهرجين الذين يسعون الى عدم نجاح الاخر وليس الى تحقيق ما هو افضل سيؤدي بالعملية السياسية الى نتائج اقل ما يقال عنها أنها محبطة .


أن التظاهرات الاسبوعية التي تحدث في ساحة التحرير وفي مناطق اخرى من العراق تعد أشارة واضحة على ولادة رأي عام شعبي . بغض النظر عن المطالب فهي بطبعها العام سلمية .وحضارية لو استثنينا بعض المشاهد النشاز . وهذه التظاهرات تشعر الطبقة السياسية بخوف كبير وحذر شديد وبدا الكثير منهم يحسب الف حساب قبل أن يصرح باي تصريح . وهذا مؤشر على أمكانية نمو تيار معارض فعلي واقعي يمدح ويذم ويطالب بمطالب الشارع .

الوقت هو العامل الذي لا يمكن أختصاره دائما . والطبيعة ستاخذ مجراها في الوصول الى مرحلة أخرى أكثر نضج مستقبلا . قريب أو بعيد . هذا ما يحدده مدى أستجابتنا كمواطنين وسياسيين للتعلم من التجارب .



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة العراقية ... أنا ولي نعمتك
- برميل القدر
- الارض أسطوانية أرتفاعها ثلاثة أضعاف عرضها ... فلاسفة الأغريق ...
- جرائم أرتكبتها ... حين كنت حارسا لدين الله
- صولجان الألحاد وسيف الأيمان
- الألحاد من فكرة الى عقيدة ... أسماعيل أدهم
- الإنسان وحده تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها ... عبد الل ...
- الخمار المؤمن
- لو كان النبي محمد من الصين
- تخيل دولة عربستان لتفهم دولة كردستان
- حقيقة الله


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسنين السراج - الكلاسيكو السياسي