أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسنين السراج - الارض أسطوانية أرتفاعها ثلاثة أضعاف عرضها ... فلاسفة الأغريق 1















المزيد.....


الارض أسطوانية أرتفاعها ثلاثة أضعاف عرضها ... فلاسفة الأغريق 1


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 00:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفيلسوف اليوناني أنكسيمندر: أن الارض أسطوانية أرتفاعها ثلاثة أضعاف عرضها , جزئها العلوي منتفخ قليلا ونحن نعيش فيه .


من نحن ؟ ما هي ماهيتنا ؟ لماذا نحن موجودين ؟ أين نحن موجودين ؟ ما هي ماهية الوجود ؟ الى أين نحن ذاهبون ؟ وماذا بعد كل شيء ؟ أين سنذهب ؟ وهل هناك شيء بعد كل شيء ؟ لماذا نحيا ؟ لماذا نتوقف عن الحياة ؟ هل ما نشعر به حقيقي ؟ هل ما نراه حقيقي ؟ ما هو تفسير ما نراه ؟ أهناك ألهة متعددة ؟ أم أله واحد ؟ أم لا يوجد أله ؟ لماذا نحن مهتمون بحقيقة وجودنا لهذه الدرجة ؟ لنتأمل كل شيء حد الأغماء . لننعش فضولنا لدرجة الأدمان. قد يقال عنا حكماء وقد يقال عنا مجانين ليس مهم , المهم أن نفهم من وما و كيف ولماذا وأين ومتى .


أنه لسان حال فلاسفة الأغريق أبتداءا من طاليس مرورا بديمقريطس وسقراط وأفلاطون وأرسطو وليس أنتهاءا بأبيقور . أن فضول الأنسان والظروف المحيطة به لها تأثير كبير على مستوى تأملاته وجرأته في التعبير عنها . وقوف اليونانيين على حقيقة أن حياة الأنسان قصيرة الى درجة لا تصدق جعلهم بأقصى حالات الجراة في طرح أفكار مكثفة قصيرة مرة ومسهبة مطولة مرة وهي بالمجمل بالغة الخطورة فهي وضعتهم في خانة العباقرة مرة وخانة المجانين مرة اخرى . وبكل الأحوال الواقع يقول أن هناك مدارس فلسفية أنجبتها الحضارة الأغريقية أثرها واضح في المدارس التي تلتها , فهي أخذت وقت طويل من حياة فلاسفة ومفكرين سواء حاولوا معارضتها أوتاييدها . وهذا دليل قوة تأثير المذاهب الفلسفية اليونانية في الفكر الانساني . وحين يطلع الأنسان على أفكارهم وتسلسلها الزمني , له أن يتامل من تأثر بهم ومتى وكيف وله أن يقارب ويقارن ليكتشف حقائق مذهلة .



الأيونيين


- طاليس (624- 546 قبل الميلاد)
- أنكسيمندر(610-547 قبل الميلاد)
- أنكسيمانس (588-524 قبل الميلاد)
- هيراقليطس(540- 475 قبل الميلاد)



في المستعمرة اليونانية أيونيا التي تقع وسط الساحل الغربي لاسيا الصغرى والتي أنجبت الشاعر هوميروس مؤلف الألياذة والأوديسة ظهرت المدرسة الأيونية . وفي مدينة ملطية أشتهر الفلاسفة الثلاثة وأسسوا مدرسة ملطية ضمن الاطار الاوسع للمدرسة الأيونية . أضافة الى هيراقليطس الذي ينتمي الى نفس المدرسة لكن من مدينة اخرى هي أفسس . وتتلخص فلسفتهم بالتفسير العلمي العقلاني للأحداث والأبتعاد عن التفسير الأسطوري الغيبي وأن الطبيعة يمكن أن تدرك من خلال تأملها أعتمادا على الفهم الأنساني .


طاليس

سافر طاليس الى الشرق ودرس علومهم , أهتم بالفلك والهندسة أهتمام كبير و يعتبر الفيلسوف الاول في الحضارة اليونانية لأنه كان سباق في أعطاء تفسيرات عقلانية بعيدة عن الأساطير . يقول نيتشة : (يعد طاليس أول الفلاسفة لأنه تحدث عن أصل الأشياء ومصدرها دون اللجوء الى الأساطير) . و أعتبرته اليونان أحد الحكماء السبعة .
يقول طاليس أن سبب فيضان نهر النيل رياح موسمية وعلى الرغم من ان تفسيره لم يصب الحقيقة الا أنه يعد صفحة جديدة في عالم الفلسفة في تفسير الأحداث والوقائع بطريقة عقلانية بعيدة عن الخرافة والأسطورة .

يعتقد طاليس أن الماء علة الوجود وهو أصل كل شيء وأن الكون عبارة عن ماء منبسط لا نهاية له يستند عليه جسم نصف كروي والأرض قرص طافي على السطح المستوي للجسم النصف كروي . ويقول أن العالم مملوء بالالهة وعلى الأرجح المقصود بالالهة ليس المعنى الحرفي للكملة بل يذهب المهتمين الى أنه يقصد الأنفس أو الارواح وهذا يعني أنه يعتقد أن هناك حياة في المادة . ويؤكد هذا المعنى قوله (أن للحجر المغناطيسي نفسا لأنه يحرك الحديد) يقول الباحث يوسف كرم معلقا على هذا القول : (هذا يدل على أن مبدأ الحركة والفعل عنده النفس) .

أنكسيمندر


أما تلميذه أنكسيمندر فقد أعتبر (اللامحدود ) مبدأ كلي يجعل العلم أكثر معقولية . ويقصد باللامحدود مادة غير محددة بكيفية وغير محددة بكمية وهي عبارة عن مزيج من الأضداد مثل الحار والبارد واليابس والرطب وغيرها . وهذه الأضداد كانت مختلطة معا في حالة تعادل وهذا يعني انها لم تكن موجودة كما نراها الان . ووجدت بهذه الصورة بعد أن أنفصلت كل حالة عن الأخرى ليتحول التعادل الغير مدرك الى حالة مدركة موصوفة . وسبب هذا الأنفصال هو حركة المادة وبما أن المادة في حركة دائمة ستبقى حالة الأنفصال والعودة الى التعادل مستمرة بدرجات متفاوتة لتظهر أجسام جديدة مختلفة دائما . يعتقد أنكسيمندر أن الارض أسطوانية أرتفاعها ثلاثة أضعاف عرضها , جزئها العلوي منتفخ قليلا ونحن نعيش فيه . ويعتقد أن الأرض مركز العالم اللامتناهي .

أنكسيمانس


تبنى أنكسيمانس تلميذ أنكسيمندر رأي طاليس بخصوص شكل الأرض ويختلف معه في تفسير الليل والنهار ويتفق معه في أن أصل كل شيء هو عنصر واحد محسوس لكنه أختلف معه في اصل العنصر فهو يعتقد ان الهواء أصل كل شيء فالهواء يتكاثف ويتخلخل فيحدث النار ثم الماء ثم التراب ويتكون منه ومن العناصر التي حدثت عنه جميع الأشياء .

هيراقليطس


اما هيراقليطس فقد أعتبر النار عنصر أعظم وهي عودة الى العلم الطبيعي . وأستعماله لمفردة (النار) لا يقصد به النار المتعارف عليها , بل يقصد نسمة حارة عاقلة ليس لها بداية ولا نهاية تملأ العالم ومنها اصل كل شيء ثم يعود كل شيء الى نار مرة أخرى خلال فترة زمنية طويلة (سنة كبرى) وتعود النار لتتحول الى أشياء وهكذا دواليك .

ويعتقد أيضا أن الوجود والعدم شيء واحد . ويقول أن الأشياء في تغير دائم وأن الانسان لا يستطيع أن ينزل في النهر الواحد مرتين فأن مياها جديدة تجري من حوله أبدا . ويعتقد أن التغير سببه صراع بين الأضداد ليحل بعضها محل بعض فلولا الشر ما وجد الخير والخير شر يتلاشى والشر خير يزول . يعتقد هيراقليطس أن الشمس قطرها قدم واحد ! كما نراها .


ثم جاء أمبيدوكليس(490- 430 قبل الميلاد) الذي لا يؤمن بالعنصر الواحد ويؤمن بالتعددية ليضيف عنصر التراب للماء والهواء والنار لتكون نظرية العناصر الاربعة التي أعتمد عليها أفلاطون وأرسطو فيما بعد . ولد أمبيدوكلس في أيطاليا وتحديدا في مدينة صقلية وأشتهر بالفلسفة والطب والشعر والخطابة ويقول أرسطو انه مؤسس علم البيان . كان شديد العاطفة الدينية وكثير الحنو والعطف على الناس ويدعو دائما الى المساواة ورفع الظلم عن المستضعفين . يعتقد أمبيدوكليس أن العناصر الأربعة مستقل كل منها بكيفيته الخاصة , فالحرارة للنار والبرودة للهواء والرطوبة للماء واليابس للتراب , تجتمع العناصر وتفترق بتأثير الحب والكراهية , المحبة تسبب (الخير والجمال) والكره يسبب (الشر والقبح) . ألا أن فكرة الحب والكراهية يجدها المختصون أقرب الى الشعر منها الى الفلسفة .




الفيثاغوريون



- فيثاغورس(580-500 قبل الميلاد تقريبا)




فيلسوف وعالم رياضيات يوناني أول من أبتكر مصطلح الفلسفة ((philosophia وتعني حب الحكمة بعد أن رفض أن يسمى حكيما (sophia)وقال أن الحكمة من أختصاص الالهة وأنا لست ألا محب للحكمة . يعتبر من رواد التصوف . ولد في ساموس وسافر الى الشرق ثم أستقر في جنوب أيطاليا . أسس جماعة دينية تؤمن بتناسخ الارواح , يؤمنون أن في الكون روحا واحدة تفيض الحياة على الموجودات وأن روح الانسان تنتقل من كائن حي الى اخر الى أن تعود الى الروح الواحدة الكونية .



يؤمن الفيثاغوريون بوجود أكثر من عالم الا أنها متناهية . ويؤمنون كذلك بعودة الاشياء بعد مدة طويلة (السنة الكبرى) عودة لا متناهية . يقول أوديموس تلميذ أرسطو لتلاميذه : أذا صدقنا قول الفيثاغوريين فسيجيء يوم نجتمع ثانية في هذا المكان فتجلسون كما أنتم لتسمعوا الي وأتحدث أنا أليكم كما أفعل الان . يؤمن الفيثاغوريون أن بعد الموت تهبط النفس الى الجحيم تتطهر بالعذاب ثم تعود الى الأرض تتقمص كائنا اخر وتستمر على هذا الحال الى ان تتطهر.


يعيش الفيثاغوريون وفق نظام معين للطعام والشراب والملبس وكان يدعوهم فيثاغورس الى العفة والأبتعاد عن الشهوات والأتجاه الى الصلاة والعبادة وحرم عليهم اكل اللحم والفول وقتل الحيوان أذا لم يؤذي الأنسان وحرم عليهم قطع الأشجار . كان العلم عندهم من المقدسات , دعاهم فيثاغورس الى البساطة و الأبتعاد عن الكبرياء . كان للرياضة البدنية مكانة مهمة لديهم . كان لفيثاغورس تأثير كبير على أتباعه ويطيعونه بشكل مثير للأهتمام ويعتبر الفيثاغوريون جماعة سرية حيث كانوا يتفاهمون فيما بينهم عن طريق أشارات خاصة . ثمة معلومة تقول أن السرية تشمل الأكتشافات العلمية فضلا عن المعتقدات الدينية.


هباسوس أحد تلاميذ فيثاغورس الأذكياء , خلال نقاش بين التلميذ والأستاذ حول مسألة في الرياضيات طرح التلميذ سؤال جعل الأستاذ في حيرة من أمره , يقال أن هباسوس كان مصيره الموت غرقا كعقوبة من الالهة جزاءا لوضعه المعلم فيثاغورس في وضع محرج جعله يبدو قليل الحيلة أمام الناس , لعل السبب الأهم لأغتيال هباسوس أنه أفشى أكتشافه أمام العامة وخرق قاعدة السرية , ما جعل الفيثاغوريين يشعرون بغضب لان أستاذهم أحرج امام العامة , قد يقودني الخيال الى تصور حدوث هيجان في البحر بعد هذه الحادثة مما جعل الفيثاغوريين يربطون بين الحادثين ليفسرون هيجان البحر بانه أشارة من الالهة لمعاقبة هباسوس غرقا . وقد تكون عقوبة الاغراق قاعدة متفق عليها بينهم لكل من يقوم بخرق فادح لقوانين الجماعة .



كانت المدرسة الفيثاغورية تعطي دروس في الرياضيات والهندسة والفلك والموسيقى وتقبل الذكور والاناث والمواطنين والاجانب على حد سواء , كان للأرقام أهمية كبيرة لدى فيثاغورس وكان يؤمن أن جوهر الكون عددي في حقيقته وهناك أرتباط وثيق بين الكون والطبيعة وللرقم عشرة قدسية خاصة فهو يمثل حاصل جمع الأرقام (1و2و3و4) والتي تمثل 1 العقل 2 الرأي 3 الأكتمال 4 العدالة ومجموع هذه الأرقام يساوي عشرة ويمثل الكمال وهي عدد الأجرام السماوية التي كانوا يعتقدون بوجودها . والواقع أن أعتقادهم بوجود عشرة كواكب سببه تقديس لغة الأرقام لكن الكواكب المعروفة في وقتهم كانت تسعة فقط لذلك أفترض فيثاغورس وجود كوكب عاشر يكون دائما خلف الشمس لا يمكن رؤيته .


يعتقد الفيثاغوريون أن مركز الكون يجب أن يكون مضيئا بذاته وساكنا لذلك الارض لا تمثل مركز الكون , وهذا الرأي يعتبر ثورة كبرى على الرأي السائد في زمانهم الذي يقول بمركزية الأرض . مركز الكون في أعتقادهم نار تدور حولها الأرض والشمس معا . أما أعتقاد فيثاغورس الأكثر ثورة والأول في تاريخ البشرية هو قوله بكروية الأرض .

أهتم فيثاغورس كذلك بدراسة النغم ويقول أن الكون يتألف من تمازج العدد والنغم وأن كل الاجسام المتحركة في الفضاء تحدث أصواتا تختلف درجة أرتفاعها على حجم الجسم وسرعة حركته ويعلو الصوت كلما أبتعد الكوكب عن الأرض ونحن لا نسمع هذه الأصوات لأننا نسمعها دائما دون توقف . تمكن الفيثاغوريين من كسب الناس بسبب فضيلتهم وبساطتهم في التعامل وزهدهم وهذا بحد ذاته يعد خطر يهدد قوة السلطة ويعتبر نشاط سياسي معادي . ولم تكن أفكار الفيثاغوريين تروق للحاكم . هجم رجال السلطة على مدرستهم وحرقوها ويقال أن فيثاغورس لم يكن موجودا ولم ينجو ألا أثنان فيثاغورس وشخص اخر .




المدرسة الأيلية




- أكسنوفانيس (570 - 480 قبل الميلاد )
- بارمنيدس ( 500 قبل الميلاد تقريبا )
- زينون ( 490 -430 قبل الميلاد )
- مليسوس (500 قبل الميلاد تقريبا )



أكسنوفانيس


يعتقد الفيلسوف اليوناني أكسنوفانيس الذي يؤمن بوجود أله واحد أن كل شيء يتكون من التراب والماء ويعتقد كذلك أن البشر يتصورون الالهة على هيئتهم ويقول : (لو ان الخيل والأسود كان لها يد يمكن أن تستخدمها في الرسم والطلاء وانتاج الأعمال الفنية مثلما يفعل الرجال فلسوف تقوم الخيل برسم الالهة على شاكلتها ولرسمت أجسام هذه الالهة على هيئة أجسامها . فأهل الحبشة يصورون الهتهم على أنها سوداء البشرة فطساء الأنف . ويقول أهل تارقيا أن الهتهم لها عيون زرقاء وشعر أحمر .)


تدور أفكار أكسنوفانيس حول الابتعاد عن المحسوس والتوجه نحو العقل والتفكير ويرى أن البحث عن حقيقة مطلقة بحث عقيم فلا يوجد حقيقة مطلقة بل يوجد معرفة عقلية نسبية من الجدير البحث عنها وكان يهاجم الأفكار الدينية الشعبية ويقول أن علينا أحترام الالهة وتقديسها معنويا عن طريق عمل الخير وتحقيق العدالة بين الناس .
ويقول عن عقيدته في الأله : لا يوجد غير أله واحد أرفع الموجودات السماوية والأرضية ليس مركبا على هيئتنا ولا مفكرا مثل تفكيرنا ولا متحركا ولكنه ثابت كله بصر وكله فكر وكله سمع يحرك الكل بقوة عقله وبلا عناء . يقول أرسطو : أن أكسانوفانيس نظر الى مجموع العالم وقال أن الأشياء جميعا عالم واحد , ودعا هذا العالم الله ولم يقل شيئا واضحا ولم يبين أن كان العالم عنده واحدا من حيث الصورة أو من حيث المادة .


بارمنيدس


في مدينة أيليا الواقعة على الشاطيء الغربي من أيطاليا الجنوبية وفي القرن الخامس قبل الميلاد ولد بارمنيدس وتأثر بفلسفة أكسانوفانيس وامن بوحدة الوجود ويعتبر المؤسس الحقيقي للمدرسة الأيلية .التي وضع أسسها أكسنوفانيس ومهد الطريق لبارمنيدس ليتمم تشييد فلسفتها .

يعتقد بارمنيدس ان طريقة ادراكنا للواقع في العالم الفيزيائي خاطئة وأن واقع العالم كينونة واحدة غير متغيرة وغير متوالدة وغير قابلة للأنهيار . طرح أفكاره شعرا في قصيدة اسماها (في الطبيعة) تتحدث عن الوجود والعدم ويقول أن الوجود واحد وثابت وبذلك يخالف هيرقليطس الذي يقول بالتغير الدائم .


ويقول أن الوجود موجود واللاوجود لا يدرك لذلك ليس أمامنا الا الوجود . وما الفكر الا نتيجة التفكير بالوجود ولولا الوجود لما كان هناك فكر . والوجود في حاضر دائم لا يوجد ماضي ولا مستقبل . والوجود واحد متجانس مملوء كله وجود . لذلك فالوجود ثابت ساكن في حدوده مقيم كله في نفسه . والوجود كامل متناه . وهو مثل كرة تامة الأستدارة لا يمكن أن تنقص أو تزيد .


زينون

أما تلميذه زينون الأيلي فقد كان منشغلا في الدفاع عن أستاذه بعد أن أصبحت فلسفته محل سخرية الفيثاغوريين . كان يستخدم المنطق لنفي الكثرة وأثبات وحدة الوجود . ونفي الحركة وأثبات الثبات . قال عنه أرسطو انه مؤسس علم الجدل فقد كان يسلم جدلا بأفكار خصومه ويستنتج منها نتيجتين متناقضتين فتصبح أفكار خصومه غير منطقية .

مليسوس

مع أن مليسوس ولد في أيونيا ألا أنه كان ينتمي للمدرسة الأيلية . أنشغل في الرد على اراء الأيونيين في الكثرة والتغير ويقول ان التغيرات التي تطرا على الأشياء حسية غير حقيقية ولو كانت حقيقية لكان الوجود كثرة متغيرة . وهذا يعني أن الوجود ينعدم واللاوجود يظهر وهذا يناقض قولهم أن الشيء لا يخرج من لا شيء والحقيقة الواضحة في العقل أن الوجود واحد متجانس ثابت . يختلف مع بارمنيدس في نقطة جوهرية وهي تناهي الوجود حيث يقول أن الكون لا متناهي وهو مطلق من حيث الزمان والمكان ويتفق مع أكسانوفان في أن للوجود حياة عاقلة .
ويبرهن ثبات وسكون الوجود بالقول : ليس للوجود بداية ونهاية أذن الوجود لامتناهي واللامتناهي واحد فقط ولا يمكن أن يوجد شيء خارج اللامتناهي لذلك لا يوجد مكان يتحرك أليه لأنه لو تغير لم يعد واحدا لذلك فالوجود واحد ثابت ساكن .


المدرسة الذرية

- ليوكيبوس (440 قبل الميلاد تقريبا)
- ديمقريطس (460 – 361 قبل الميلاد)
- أنكساجوراس (500 قبل الميلاد تقريبا)


ليوكيبوس


ولد ليوكيبوس في مدينة ملطية على الأرجح , وهو واضع اللبنات الأساسية للمدرسة الذرية التي رسخها ومد جذورها تلميذه ديمقريطس , ألا أن المعلومات عن ليوكيبوس شبه معدومة وهناك من يشكك في وجوده من الأساس و ثمة معلومة تقول أنه تأثر بأفكار أمبيدوكليس .

وملخص رأي الذريين أن المادة تنقسم الى أجزاء أصغر فأصغر الى أن تصل الى جزء بالغ الصغر غير قابل للأنقسام يسمى الذرة . وأن هذه الذرات أزلية وأن هناك فراغا يتيح لهذه الذرات أن تتحرك حركة دائمة وبدونه يستحيل حركتها . والذرات لا نهائية في عددها وتتحرك في فراغ لا نهائي . وأن الفراغ اللانهائي ليس فيه فوق أو تحت و حركة الذرات في روح الانسان تشبه ذرات الغبار التي نراها سابحة في شعاع الشمس حين لا يكون هناك ريح .
يؤمن الذريون أن كل شيء يحدث وفقا لقوانين الطبيعة . والحقيقتان المطلقتان هما (اللاوجود أو الفراغ) والذرات . وهذا يعني أن اللاوجود موجود أيضا . ولا يؤمنون بوجود حياة بعد الموت ويعتقدون أن نفس الأنسان تتحول الى ذرات متناثرة بعد موته .

ديمقريطس


يؤمن ديمقريطس بعدم وجود خصائص للأشياء داخل الأشياء نفسها فهي خصائص تبدو فقط للناظر اليها . ويقسم ديمقريطس المعرفة الى نوعين : (معرفة اللقطاء) وهي معرفة الحواس وهي معرفة ظنية متدنية المستوى والأخرى (معرفة الأصلاء ) وهي المعرفة الفكرية وهي الأرفع والفكر حسب ديمقريطس هو عملية مادية فيزيائية بحتة , فذرات الروح المنتشرة في الجسم تتصل مع الذرات في الخارج و تتعرف ذرات الروح داخل الجسد بذرات المادة و الفكر . والمعرفة تغير يحدث في مادة الروح نتيجة دخول الأنطباعات من الخارج والأحساس هو تغير يحدث في العضو الخاص به نتيجة دخول الجزيئات الخارجية المنبعثة من الأشياء , ينكر ديمقريطس حدوث أي شيء بمحض الصدفة .
يؤمن ديمقريطس بوجود الالهة وجاءت للوجود نتيجة العمليات الميكانيكية الناتجة عن أختلاط الذرات . لكن الأنسان لا يفهم طبيعتها وقدرتها . والالهة برأيه لها وجود مادي تشبه البشر بطبيعتها لكنها أعظم وأقوى وتعيش لفترات أطول . وهي ليست خالدة وينكر قدرتها على كل شيء أما عن تاثير الالهة على البشر فيقول أن تأثيرها قد يكون أيجابي وقد يكون سلبي . وهي مصدر ألهام الأنسان وتتمتع بحرية تفوق حرية الأنسان وهذه الميزة تجعل الالهة أكثر علما .

أنكساجوراس

لم يكن الأغريق يعبدون ألها واحدا بل كان لهم الهة متعددة تتجاوز ال 180اله وكل أله له دور خاص به مثل أبولو اله الشمس والفنون وأثينا الهة الحكمة وأفروديت الهة الحب والجمال . وتربط هذه الألهة فيما بينها علاقات شبيهة بعلاقات البشر كالزواج أو رابطة الأخوة لذلك ليس من الغريب أن تجد فيلسوف مثل أنكساجوراس يقاد الى المحكمة بتهمة بث فكرة (أن الشمس مجرد حجر مشتعل وأن القمر ليس سوى أرض كالتي نعيش عليها) .

هكذا أقوال تعتبر من قبيل التجاوز على المقدس ووقعها على النفوس قريب الى حد ما لوقع أفكار الملحدين في عصرنا الحالي على نفوس المؤمنين . لكنه تمكن من الأفلات من العقوبة بمساعدة صديقه بريكليس حاكم أثينا .
كان يؤمن أنكساجوراس أن كل مادة بنوعها هي أقصى حد للمادة ولا تنشأ من غيرها فالماء على سبيل المثال نشأ من الماء والخشب نشأ من الخشب وهكذا . ويؤمن كذلك بمبدأ العقل الكلي أي أن للعقل وجود مادي يدخل في تكوين الأشياء الحية وهو مصدر كل حركة وسبب كل التغيرات الفيزيائية . والعقل والمادة متلازمان مطلقان وهناك عقل يدير العالم نحو غاية معينة . ويختلف مع الذريين في قوله أن أنقسام المادة لا نهائي .


السفسطائيين

يتبع ...


المصادر :


ملاحظة : (ن - أ ) تعني ( نسخة ألكترونية)
(م – أ ) تعني (موقع ألكتروني )


ينظر :

- الفلسفة في العصر المأساوي الاغريقي – فريدريك نيتشة
تعريب: د. سهيل القش تقديم : ميشال فوكو .

- تاريخ الفلسفة اليونانية - يوسف كرم 1936
مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر - (ن – أ)

- الالحاد في الغرب - د. رمسيس عوض الطبعة الأولى 1997
سينا للنشر – الأنتشار العربي - (ن- أ)

- شبكة اللادينيين العرب – (م - أ ) - الألحاد في التاريخ ودكتاتوريات القرن العشرين 1/7 2009.
- موسوعة المعرفة - (م - أ ) – (المدرسة الأيونية – فيثاغورس – الفيثاغوريين – طاليس)
- موقع الفلك الروحاني – (م - أ ) - العناصر الأربعة 24/10/2009
- موقع طبيعي – (م - أ ) - رياضيات اللانهائيات
- مدونة محمود خضر – (م - أ ) – (المدرسة الأيلية – المدرسة الذرية )
- ورشة السهروردي – (م - أ ) - النبض والطاقة في الفلسفة اليونانية
- شبكة الملحدين العرب – (م - أ ) - مختصر تاريخ الفلسفة اليونانية 20/5/2009



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم أرتكبتها ... حين كنت حارسا لدين الله
- صولجان الألحاد وسيف الأيمان
- الألحاد من فكرة الى عقيدة ... أسماعيل أدهم
- الإنسان وحده تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها ... عبد الل ...
- الخمار المؤمن
- لو كان النبي محمد من الصين
- تخيل دولة عربستان لتفهم دولة كردستان
- حقيقة الله


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسنين السراج - الارض أسطوانية أرتفاعها ثلاثة أضعاف عرضها ... فلاسفة الأغريق 1