أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - المحاكمة. ساعة الحقيقة.















المزيد.....

المحاكمة. ساعة الحقيقة.


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحاكمة. انتظرتها الشعوب دوما, فجاءت. لم يتوقعها الطغاة يوما, وجاءت. وتعمل على قدومها شعوب أخرى, وستأتي لا محالة. طبيعة الطغاة دون استثناء إنهم لم يقرؤوا ــ فأنّا لهم وهم لا يجيدون القراءة ــ رائعة أبو قاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. لم يقرؤوا التاريخ, ولم يستخلصوا منه العبر. ولم يؤمنوا بغيرهم صُنّاع قدر. رفضوا دخول الحداثة والعصر. صور لهم منافقوهم وعملاؤهم صفات خارقة فيهم, فوق إنسانية, فتجبروا.أوحوا لهم بإمكانية الخلود فحلموا وسعوا للتوريث, وزرعوا تماثيلهم في الشوارع والساحات مشوهة معالم البلاد وتاريخها, معلنة للسياح وكل زائر: هنا موطن الاستبداد هنا يُعبد الأفراد. فرعنوهم فتفرعنوا. نفخوا فيهم روح الشر والعدوان والطغيان فانتفخوا. وصفوا لهم المطالبين بالحرية والكرامة الإنسانية من أبناء شعوبهم أعداء للوطن والوحدة الوطنية, فراقهم الوصف ليخرجوا ويعلنوا بان المنتفضين على الطغيان مجرد جرذان, أو عصابات ملثمة, أو جماعات مندسة متآمرة, مرتبطة بالأعداء, جزء من المؤامرة المستديمة العدوانية على أصحاب المقاومة وحدهم, الصامدون دون غيرهم, (عفوا من أرواح الشهداء). وحين اقتربت الساعة اهتز الطغاة وتنادوا للإصلاح في الوقت الضائع. وبدأ عملاؤهم وأزلامهم (المستشارون) في التحضير للقفز من مراكبهم في قمة "زنقتهم". بئس المصير.
اسقط الشعب النظام الفاسد في دول عربية, ويهزها عنيفا في دول أخرى. رأت الشعوب بالعين المجردة من هم هؤلاء الطغاة, الساقط منهم والآيل للسقوط. عظمتهم الزائفة ووطنيتهم المتبجح بها: قمع وسرقات وفساد. لن يسمح لهم الشعب حسبما يعلن في مظاهراته واعتصاما ته بالهروب بجرائمهم والأموال دون محاسبة ومحاكمة وعقاب. لن يهربوا من أقدارهم. من القدر الذي ظنوا طويلا بأنه رهن إشاراتهم. لن يكتفي الشعب بمجرد الإسقاط. ثقيل ثقيل تاريخ الطغاة. جرائمهم بأنواعها أكثر من أن تتسع لها لائحة اتهام فهي:
ـ جرائم سياسية:
إفساد الحياة السياسية:
ـ اغتصاب للسلطة والتفرد بها والاستمرار والإصرار على الاغتصاب.
ـ انتزاع سيادة الشعب من الشعب ولقهر الشعب.
ـ التحكم بالدولة وسياساتها الداخلية, ورهن سيادتها وسياساتها الخارجية.
ـ إلغاء الدولة المدنية, وإنشاء الدولة "الأمنية" أي دولة أجهزة الأمن والمخابرات.
ـ ربط مصيرها ومستقبلها باتفاقات ومعاهدات تفرط بالوطن دون استشارة الشعب مجرد استشارة أو إبلاغ لأخذ العلم. ـ حضر الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني, رغم إباحة قوانينهم لذلك.
ـ التزاوج بين السلطة والثروة.
ـ تزييف مكشوف للإرادة الشعبية لإيصال الأعوان إلى المجالس النيابية المصفقة, والمصوتة بالتصفيق والهتاف, لا تراقب السلطة التنفيذية وتحاسبها, ولا ترى في ذلك مهمتها, وإنما تهتف لها ولرأسها بالروح بالدم, كأن "ممثلي الشعب" تلاميذ مدارس ابتدائية, أو خلايا حزبية, أو أعضاء نقابات مهنية بتعيينات أمنية, يا لسخرية التاريخ!!!.يا لسخرية الأمم الديمقراطية !!!.
ـ دمج السلطات واحتكارها باليد الواحدة, انتهاكا لدساتيرهم هم.
ـ تأبيد قوانين الطوارئ والأحكام العرفية, ومحاكمة المواطنين أمام محاكم غير ذات اختصاص استثنائية وميدانية, تفتقر لأبسط قواعد النزاهة والعدالة والإنصاف, وبالمخالفة مع كل المعايير الدولية للدعوى المنصفة.
ـ إفساد القضاء والقضاة.
ـ إفساد الإدارة والمحاكم الإدارية وربط الكل بالأجهزة الأمنية.
ـ عرقلة مصالح المواطنين بالفساد الإداري وربط انجاز المعاملات بدفع الرشاوى.
ـ جرائم حقوق الإنسان:
ـ جرائم قتل, وسجن, وتعذيب, وتشريد, وانتهاك حقوق وأعراض.
ـ اعتداءات على كرامة الكائن البشري وحقوقه الطبيعية, وانتهاك الحريات العامة والحقوق الأساسية. ـ ـ جرائم ملاحقات وتشريد, وتصفيات جسدية للمعارضين وللمشكوك في ولائهم للزعيم, من المهجرين ومنع دخولهم لوطن. أو السماح لبعضهم بدخوله بشروط فيها إهانة وإذلال.
ـ اعتقالات تدوم سنوات طويلة دون اتهام ومحاكمات.
ـ إخفاء الموقوفين والمعتقلين وعدم معرفة مصيرهم من قبل دويهم أو منظمات حقوق الإنسان.
ـ سجن معتقلي الرأي مع مساجين الحق العام والطلب من هؤلاء بالاعتداء عليهم بين حين وحين.
ـ التعذيب الجسدي إلى درجة الموت والتعذيب النفسي من جلادين لا علاقة لهم بالإنسان والإنسانية.
ـ المنع من السفر وحرية التنقل.
جرائم حقوق الإنسان, يا سادة "يا كرام", تطارد المجرمين مدى الحياة ولا تسقط بالتقادم.
ـ جرائم ثقافية:
ـ الانحطاط بالتربية والتعليم, واستحداث مناهج لا علاقة لها بعصرنا وروحه.
ـ التثقيف بعبادة الزعيم وتزييف تاريخ الشعوب وثقافاتها.
ـ تعيين الأطر التعليمة على أساس الولاء لفكر السلطة, دون اعتبارات للثقافة والتعليم والتأهيل والتكوين. مما خلق أجيالا من حملة الشهادات نصف متعلمة وغير مثقفة. تهتف وتصفق, وتخلط بين الولاء للحاكم والولاء للوطن.
ـ احتكار الصحافة وكل وسائل الإعلام وقصرها على أخبار الزعيم ونشر صوره. أجيال بكاملها, منذ الولادة وحتى بلوغه الثلاثين أو الأربعين من العمر, لا ترى من الوطن إلا صور وتماثيل الزعيم, ولا تسمع إلا خطبه الفصيحة البليغة, المفسدة للذوق العام, بما فيها من رداءة الإلقاء وركاكة التعبير ونشاز الصوت, وتحطيم اللغة وقواعدها وآدابها.
ـ استحداث مناهج لا علاقة لها بعلوم وثقافة عصرنا, تقوم على ترويض الإنسان فكريا, وتخلق منه أداة طيعة قابلة لعبادة الشخصية.
ـ استبدال المواطن البصيم" و"السمّيع" المردد لما يُملى عليه ويقال, بالمواطن المبدع.
ـ تخريج جامعيين لا يثقون بقيمة شهاداتهم ولا بتكوينهم. مصيرهم البطالة والشوارع.
ـ إعداد إطارات ,داخليا وخارجيا, تفتقد للمعرفة والمنهجية ونقل المعلومة للمتلقين ممن أوقعهم القدر بين أيديهم.
ـ إرسال بعثات طلابية بطرق غير قانونية, لا تقوم على المسابقة, والكفاءة وتكافؤ الفرص, ولا تحترم حتى شروط السن فكثيرا ما نرى مبعوثين اكبر سنا من أساتذتهم. واقل مستوى بما لا يقاس من زملائهم.
ـ الترويج, من قمة السلطة إلى سافلها, بان شعوبنا غير ناضجة بعد للحرية وللديمقراطية. (ما زالت دون الشعوب. امة دون الأمم !!!)
وبكلمة العمل على تسطيح ومسخ ثقافة الإنسان بثقافة أحادية المفهوم والمنحى والاتجاه تصب في "فكر" ومفاهيم النظام. ووضع الإنسان تحت الوصاية والتوجيه والحجر عليه في زمن الحرية وحقوق الإنسان.
ـ جرائم اقتصادية:
ـ نهب علني ونهب خفي لثروات الشعوب, والإثراء غير المشروع, وتحويل المليارات من الدولارات للبنوك الأجنبية, حسبما كشفت بعض المصادر المالية الأجنبية.
ـ تخريب الاقتصاد بسياسات ارتجالية هدفها الأساسي تحقيق المصالح الخاصة للزعيم وزوجته وأبنائه وإخوته وأقاربه وحاشيته.
ـ ظهور المفايات الاقتصادية وتعامل السياسة معها ولصالحها.
ـ انخفاض مستوى المعيشة لملايين المواطنين إلى ما تحت خط الفقر.
ـ ملاحقة الدخل الضعيف للفقراء بالضريبة التعسفية غير المدروسة, حتى أوصل العديد منهم للانتحار وحرق النفس للخلاص من ذل الفقر, والآم المرض, وأعباء الحياة.
ـ التسبب بهجر الملايين للأوطان بحثا عن لقمة عيش كريمة وكرامة مفقودة, هجرات في جزء كبير منها غير شرعية تعرض أصحابها للموت في البحار بقوارب الموت, أو على الحدود والمعابر البرية. وللملاحقات القانونية من قبل سلطات دول المقصد.
أضاف هؤلاء لهذه السياسات والممارسات غير الوطنية, غير الرشيدة, القائمة على النفعية والاعتداء على أصحاب الحقوق خلال عقود, جرائم قبيل السقوط والمتمثلة بالمجازر الجماعية للمطالبين بالحرية, والقتل العلني بالرصاص الحي, في الميادين والساحات العامة والتعذيب في السجون وانتهاك أدامية الإنسان, سحل الجثث في الشوارع, والدروس على الرؤوس والظهور, والإهانات العلنية المعنوية والشخصية. جرائم تصنف على أنها من الجرائم ضد الإنسانية. ضد مواطنين عزل مسالمين, خرجوا بعد عقود من الصبر والتحمل يطالبون بالحرية.
هل بعد مثل هذه الأفعال والسياسات والممارسات الممهنجة, وما ذكرناه غيض من فيض, هل يمكن الإفلات من المساءلة القانونية , ومن المحاكمات العلنية العادلة النزيهة بمحاكم وطنية ذلت الاختصاص. ليس للانتقام من هؤلاء المرضى غير السويين الذين تحكموا بشعوبهم في غفلة من التاريخ, وإنما للتاريخ, وليكونوا عبرة لمشاريع طغاة قادمين في حال انتصار الثورة المضادة. أو في حالة فشل دولة الحق والقانون المنشودة والتي في طريقها للبناء.
بإسقاط النظام أنجز وسينجز الشباب جزءا من الثورة. وبفرض محاكمة رؤوس النظام وأذنابه سينجزون جزءا آخر من الثورة. وببناء الدولة العصية على الثورة المضادة, دولة الحق القانون العدالة والمساواة دولة المؤسسات وحقوق الإنسان, دولة المواطنية والديمقراطية, سيتوجون الثورة.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد اسقاط النظام كل النظام
- سموا الاشياء باسمائها
- إصلاحات ما قبل الرحيل
- محامو السويداء. للحق وقفة. اعتصام وحداء.
- سُعار السلطة
- في محاكمة بيتان مارشال فرنسا هل يفلت طغاتنا من المحاكمة ؟
- ميادين التحرير. اسقاط أنظمة ورقابة شعبية 2
- ميادين التحرير. إسقاط أنظمة ورقابة شعبية .
- الثورة والبناء الديمقراطي
- ثورة لا إصلاح
- أم الدنيا تعود للدنيا أما للعرب
- على هامش الثورة. حكماء وسياسيون مفلسون
- ثورة شباب مصر والبلطجة
- الشارع يُسقط الدكتاتوريات والتنظير والتكفير
- أسف فرنسي على بن علي تم سريعا لحسه
- سيدي بوزيد.. العصابات الملثمة .. والضرب بالرصاص ..
- في الحماية الدولية لحقوق الانسان 4
- على أبوب عام جديد
- في الحماية الدولية لحقوق الإنسان 3
- مؤسسة البناء المتمدن


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - المحاكمة. ساعة الحقيقة.