أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاضل عباس البدراوي - ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الاولى















المزيد.....

ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الاولى


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 11:35
المحور: سيرة ذاتية
    


القسم الاول
مقدمة
كتب العديد من الساسة القدماء، بمن فيهم شيوعيون سابقون، اما رحلوا من الدنيا اواعتزلوا الحياة السياسية، او انتقلوا الى ضفة سياسية اخرى، بعضها معاد ومتقاطع مع ما امنوا به سابقا، بعد ان تغيرت قناعاتهم، او لاسباب شتى، الا انه من واجب الشخص الذي يريد تدوين مرحلة من مراحل حياته السياسية ان يكون موضوعيا في كتابته ويبتعد عن العدائية في تناوله للاحداث، حتى وان كانت تلك الاحداث قد المته شخصيا، ويجب عليه ان يبتعد عن الشخصنة، ويركز على مسيرته الذاتية ودوره في احداث عاشها ودور الحزب الذي كان يعمل في صفوفه، و يتناول الاحداث بايجابياتها وسلبياتها، فاحيانا كان لشخص ما رأيا مخالفا لسياسة الحزب عندما كان يعمل في صفوفه، واثبت الزمن خطأ ما كان يؤمن به، فعليه الان وبعد ان تغيرت مواقفه السياسية الا يتمسك بما كان يعتقده صوابا بعد ان اثبت الواقع خطأه، والاعتراف بالخطأ فضيلة.
فكرت وانا في العقد السابع من عمري، ان ادلو بدلوي في احداث عشتها وكنت شاهدا عليها خلال مسيرتي السياسية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وانا الان خارج صفوف التنظيم ولم احاول العودة الى الحزب الذي ناضلت في صفوفه منذ صغر سني حتى عام 1963 أي ما يقارب عقد من الزمن، وكان هذا العقد مليئا بالاحداث المهمة والخطيرة، سواء على الصعيد السياسي العام في العراق او على صعيد سياسة الحزب وتركيبته التنظيمية، لا ادعي القول بأني كنت في مركز متقدم في الحزب بل كنت في مركز وسطي في اواخر ايام عملي في صفوف الحزب
( عضو عمالية المشاريع الصغرى)، وعندما ادون ذكرياتي تلك لا اقصد منها التباهي والتفاخر وادعاء البطولات وغيرها انما القصد منها هو اطلاع جيل لم يكن في صفوف الحزب انذاك بل انه لم يخلق اصلا، ومن حقه علينا ان نطلعه على حقبة تاريخية حافلة بالاحداث، في فترة زمنية كتب غيري عنه كما اسلفت، الا انني ساتناول تلك الاحداث من تاريخ حزبهم النضالي من وجهة نظري الشخصية ، وساكون صريحا ربما في نقدي لجوانب من سياسة الحزب، بالاخص في فترة حكومة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، حيث لم اجد لحد الان في كتابات الرفاق الذين اطلعت على مذكراتهم وكانوا يشغلون مراكز عليا في سلم قيادة الحزب، نقدا وتقييما مبدأيا لسياسة الحزب في تلك الفترة المفصلية من تاريخ العراق السياسي الحديث، ومن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، الذي كان في تلك الفترة من اقوى الاحزاب السياسية باعتراف الجميع، واسهم في صنع احداث كبيرة وخطيرة ايجابية منها وسلبية، ربما تغلب على هؤلاء الرفاق رغبة الابتعاد عن تناول مسيرة الحزب وسياسته انذاك لانهم كانوا من صناعها، وحاول البعض منهم اسدال الستار عليها وعدم كشفها للاجيال الجديدة من الشيوعيين ربما لشعورهم بالذنب، وهذا برايي يتنافى مع التدوين الحقيقي للتاريخ.
اريد التأكيد على ان انتقاداتي لبعض سياسات الحزب في تلك الحقبة الزمنية والتي انعكست على مجمل الحياة السياسية في العراق، وامتدت لحد يومنا هذا، لا ابغي منه الانتقاص من الحزب الشيوعي العراقي الذي اعتز بعملي ونضالي في صفوفه منذ نعومة اظافري، لان للحزب مكانة تاريخية في الحياة السياسية العراقية لا يستطيع أي كان ان يتجاوزها، فهذا الحزب، هو كنز من النضالات والتضحيات الجسام منذ تأسيسه ولحد الان، فما من حزب تعرض للاضطهاد والقمع خلال مسيرته النضالية لاكثر من سبعة عقود، كالذي تعرض له الحزب الشيوعي العراقي، فعندما اتناول دور بعض القياديين السابقين للحزب ممن رحلوا او ممن ما زالوا على قيد الحياة في اقتراف اخطاء جسيمة لم تؤثر على حياة الحزب حسب، بل كان له تأثير كبير على حاضرالعراق ومستقبله ،أأكد القول بانني اكن كل الاحترام لهؤلاء الرفاق، حيث ان معظمهم قضى زهرة شبابه في سجون العهد الملكي والعهد الجمهوري بمختلف مراحله، وان عددا من هؤلاء المناضلين استشهدوا وقوفا تحت سياط الجلادين، صامدين مدافعين عن حزبهم ، لكنني استثني من هؤلاء القادة عدد قليل ممن خانوا الحزب وارتموا باحضان الرجعيات والديكتاتوريات المقبورة.
عندما ادون ذكرياتي هذه لا ادعي في كل ما اتناوله من انتقادات هو انني على صواب بل هي قناعات تولدت لدي عبر عقود من الزمن وبعد نضوج فكري معين واحداث مرت على البلاد، عسى ان يتفضل رفاق اخرون في تصحيح بعض ما وقعت به من اخطاء.وانني اعزي سبب الاخطاء الكبيرة التي رافقت مسيرة الحزب النضالية، لسببين، اولهما، ان الحزب كان يعمل طيلة حياته السياسية في ظروف سرية للغاية، وان سرية العمل تؤثر بشكل مباشرعلى اداء الحزب بالاخص فيما يخص عقد مؤتمرات دورية تجرى فيها انتخابات للهيئات القيادية، لذلك تغلبت المركزية على الديموقراطية في الحزب. ثانيهما تعرض الحزب منذ اواسط اربعينيات القرن الماضي الى ضربات كبيرة من قبل الاجهزة الامنية لمختلف الحكومات المتعاقبة حيث اعتقل معظم قيادات الحزب المجربة، فاعدم من اعدم وسجن من سجن واسقط سياسيا من اسقط، هكذا لم يجد الحزب استقرارا في قيادته يمكنه من انضاج سياسة تتفق مع مراحل العمل السياسي، وكلما كانت تذهب قيادة تأتي بالطبع اضعف منها من كل الجوانب، الفكرية والتنظيمية وغيرها.
القسم الثاني
بداية الطريق
ولدت في مدينة بدرة التي تقع في اقصى شرق العراق على الحدود العراقية الايرانية، في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، كان ابي عصاميا تمكن من ان يرتقي بعائلته الى مستوى معيشي متوسط، واصبح من وجهاء المدينة بفضل تكوينه لعلاقات اجتماعية واسعة مع ابناء مدينته ومع المسؤولين الاداريين في المدينة ايضا. الا ان القدر لم يمهله كثيرا حيث فارق الحياة وهو لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من العمر، وترك عائلة متكونة من زوجة وابنين وثلاث بنات، وكانت زوجته وهي امنا، شابة لم تتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر عندما فارق زوجها الحياة، الا انها آلت على نفسها ان تجاهد وتعمل على تربية اطفالها بالرغم من تقدم الكثيرين بطلب يدها الا انها رفضت كل تلك العروض بأباء، وعانت الكثير من المصاعب والتضحيات في سبيل تربية ابنائها تربية صالحة بعيدة عن أي انحراف، لاننا كنا صغارا في السن عندما فارق والدنا الدنيا، فاخينا الاكبر محمد كان في الثالثة عشر من عمره عند وفاة الوالد عام 1947.
كانت مدينة بدرة مكانا لابعاد السياسيين المعارضين وخصوصا الشيوعيين منهم منذ عام 1948 ذلك لبعد المدينة عن العاصمة بغداد (المسافة بينهما 200 كم) وكذلك لانقطاع السبل بينها وبين المدن الاخرى خصوصا في فصل الشتاء حيث لم تكن الطرق معبدة، فكانت الحكومات الملكية تقوم بابعاد السجناء الشيوعيين والديمقراطيين الى بدرة بعد انتهاء مدة محكومياتهم حيث يقضون فيما سمي بمراقبة الشرطة بين عام وعامين، كان من ابرز الشخصيات التي ابعدت الى بدرة الشخصية الديموقراطية البارزة الشهيد المحامي كامل قزانجي والشهيد المحامي عبدالرحيم شريف ( اصبح فيما بعد عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي) ومنهم ايضا القائد النقابي الفقيد علي شكر والشهيد شهاب التميمي الذي اصبح بعد سقوط الديكتاتورية نقيبا للصحفيين، كما ابعد في السنين الاخيرة من عمر النظام الملكي الرفيق كريم احمد( ابو سليم) والشهيد نافع يونس واخرين. ان السلطات لم تكن لتحتسب امرا مهما عندما ابعدت هؤلاء الى بدرة، حيث اصبحت المدينة بيئة خصبة لانتشار الافكار الشيوعية، لكونها كانت تعاني من نقص كبير في الخدمات اذ كانت محرومة من الطاقة الكهربائية حتى عام 1954 ولم يكن هناك مشروع اسالة ماء ولم تكن في القضاء الا مدرسة ابتدائية واحدة للبنين فقط، وعندما يتخرج التلاميذ منها يترك معظمهم الدراسة لعدم توفر مدرسة متوسطة فيها، عدا قليل من ابناء المتمكنين يكملون دراستهم اما في مركز اللواء (المحافظة) الكوت او يرسلون من قبل ذويهم لاكمال دراستهم في بغداد، كما كانت المدينة تفتقر الى مستشفى، حيث كان هناك مستوصف بائس يديره موظف صحي فهو الطبيب وهو المضمد وهو الصيدلي! كانت البطالة تضرب اطنابها في المدينة وكان فلاحو البساتين في المدينة يعانون من ظلم واستغلال اصحاب البساتين والاراضي (هذا الامر كان الى اواسط الخمسينيات من القرن الماضي) حيث حدث بعض التحسن في بعض من مجالات الخدمات بعد ذلك نتيجة للوعي الشعبي الذي بدأ يتنامى في الاوساط الشعبية في المدينة للاسباب الواردة ذكرها اعلاه، ذلك بتقديم مذكرات مطلبية الى المسؤولين لتحسين احوال المدينة واستجابت السلطات لبعضها.
لقد انجذب شباب المدينة الى الافكار الشيوعية للاسباب الواردة ذكرها اعلاه ، كما ان اختلاط المبعدين بالاهالي وحملات التثقيف التي كانوا يقومون بها لمواطني المدينة بالمطالبة بحقوقهم على الدولة، وتنظيم عرائض الى المسؤولين يقدمها ابناء المدينة لتوفير الخدمات واستحصال الحقوق، كما كان والحق يقال للاخلاق الحميدة التي يتمتع بها هؤلاء المبعدون، مركز جذب اخر لشباب المدينة، وكانت السلطات قد انتبهت الى هذا الامر الخطير اذ قامت بعزل المبعدين عن السكان ومنع الاختلاط بهم ذلك عام 1955.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام مر على استشهاد كامل شياع، والقتلة مجهولون!!
- نظرة عن قرب على نتائج انتخابات مجالس المحافظات


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاضل عباس البدراوي - ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الاولى