أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود سعيد كعوش - الذكرى السادسة والثلاثون لمجزرة -عين الرمانة- وبداية الحرب الأهلية اللبنانية















المزيد.....

الذكرى السادسة والثلاثون لمجزرة -عين الرمانة- وبداية الحرب الأهلية اللبنانية


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حلت الذكرى السادسة والثلاثون لمجزرة عين الرمانة التي أشعلت الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينات القرن الماضي هذا العام وسط أجواء قاتمة ومقيتة وفي ظل مخاوف وهواجس جمة اعترت اللبنانيين من احتمال تكرار تلك الحرب سيئة الذكر. وقد لعبت تهويلات بعض السياسيين وأمراء الحروب من اللبنانيين إضافة إلى التطورات الداخلية والعربية والإقليمية والدولية التي تكاد تكون مماثلة لما سبق اشتعال تلك الحرب الملعونة دوراً كبيراً في إضفاء الأجواء القاتمة والمقيتة وإذكاء المخاوف والهواجس عند اللبنانيين.
في الثالث عشر من نيسان عام 1975، لم يكن أحد يتخيّل أن ذلك اليوم سيكون يوما أسودا في تاريخ الشعب الفلسطيني .فبعد انفضاض مهرجان جماهيري شارك فيه الوطنيون اللبنانيون الفلسطينيين احتفالهم بذكرى أول عملية استشهادية فلسطينية ضد الاحتلال "الإسرائيلي" وتأييدهم لنهج المقاومة والممانعة لم يخطر ببال الفلسطينيين ال 27 الذين كانوا يستقلون حافلتهم في طريق العودة إلى بيوتهم في مخيم تل الزعتر أنهم سيكونون لقمة سائغة في أفواه أعداء الإنسانية، ولم يتوقعوا أن يكون موعدهم مع الشهادة على أيدي الغدر والخيانة والعمالة قد أزف .لم يكن أحد يتوقع أن يصل مدى الخيانة والعمالة والجبن باستهداف إلى تلك الحافلة ليودي بحياة جميع من كانوا فيها من أطفال ونساء وشيوخ في مجزرة لم تختلف عن المجازر التي اعتاد "ألإسرائيليون" على ارتكابها بحق الفلسطينيين منذ نكبة فلسطين في عام 1948. وكان قد سبق تلك المجزرة الإجرامية حدوث مواجهة عسكرية علنية بين اليمين اللبناني المتمثل بميليشيا "الكتائب اللبنانية" وعناصر من المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي جعل المراقبين يجمعون على أن المجزرة جرت في سياق إنتقامي على خلفية تلك المواجهة.
ووفق ما أجمع عليه المراقبون والإعلاميون فإن أسباب الحرب الأهلية اللبنانية كانت قد بدأت تختمر منذ عام 1967 حين شنّت "إسرائيل" في الخامس من حزيران ذلك العام عدوانها السافر ضد ثلاث من الدول العربية هي مصر وسوريا والأردن، وأوقعت بهم هزيمة عسكرية أدت إلى اختلال النظام الإقليمي وانشغال الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في إعادة بناء الجيش المصري والإعداد لحرب الاستنزاف، مما شجع اليمين اللبناني على طرح شعار ضرورة إعلان حياد لبنان في الصراع العربي - "الإسرائيلي".
وعندما بدأ بعض الفدائيين الفلسطينيين وبعض المجموعات اللبنانية المساندة لهم بالتسلل بشكل محدود من الجنوب اللبناني للقيام ببعض العمليات الفدائية داخل "إسرائيل" كانت هذه تردّ بعنف على القرى الجنوبية اللبنانية، ومع كل رد لها كان صوت اليمين اللبناني يرتفع أكثر فأكثر مطالباً بوقف العمل الفدائي من لبنان ليقابله صوت اليسار مطالباً في المقابل بتسليح الجيش اللبناني وتحصين الحدود وبناء الملاجئ في الجنوب وتأمين مقومات الصمود والوقوف ودعم القضية الفلسطينية باعتبار أن العدو "الإسرائيلي" له مطامع في لبنان.
وقد بلغ انقسام اللبنانيين ذروته بعدما قامت "إسرائيل" في ليلة رأس السنة من العام 1968 بعدوان همجي على مطار بيروت بهدف تأجيج الصراع الداخلي، إذ أدّى الصراع إلى انقسام عميق بين اللبنانيين استدعى تدخل القادة العرب وفي مقدمهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لتقنين الوجود الفلسطيني وتنظيمه في لبنان والحدّ من انتشاره مع ضمان حمايته في الوقت نفسه، فجاءت اتفاقية القاهرة التي سمحت بممر محدود للفدائيين في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني، الذي عرف في ما بعد ب"فتح لاند"، الأمر الذي اعتبره اليمين اللبناني مساساً بالسيادة اللبنانية. وهال هذا اليمين أن تؤدي إتفاقية القاهرة إلى فرض الإدارة العربية على بلدهم وفرض الوجود الفلسطيني المسلح فيه، ليبدأ هذا اليمين بالتسلح والتدرب لمواجهة الوجود الفلسطيني في لبنان.
اتفق المراقبون والإعلاميون على اعتبار حادثة "عين الرمانة" شرارة اندلاع النزاعات الأهلية التي تمركزت بشكل خاص في بيروت وضواحيها وامتدت حتى مطلع العام 1976 وسميت "حرب السنتين". ومن جديد تدخلت الدول العربية فعقدت قمة في الرياض شرعنت فيها لتدخل الجيش السوري في لبنان. وما أن انتشر هذا الجيش في عملية واسعة فوق الأرض اللبنانية حتى افتعل صداماً مع منظمة التحرير الفلسطينية وقوى اليسار بغية تمكين السلطة اللبنانية من استعادة سيطرتها بحماية ورعاية سورية طبعاً. لكن شهر العسل السوري لم يدم طويلاً، فما أن اشتد ساعد حزب الكتائب اللبنانية واكمل ذراعه العسكري "القوات اللبنانية" بقيادة بشير الجميّل آنذاك بناء نفسه حتى افتعل معركته المحتومة مع السوريين الذين طالبهم بالانسحاب من لبنان.
شهدت الحرب الأهلية اللبنانية صدامات ومواجهات متقطعة في بلد كان شبه مقسم وكانت تسيطر عليه الميليشيات المسلحة إلى حين الاجتياح "الإسرائيلي" له في عام 1982. وكان سبق ذلك الاجتياح اجتياح في عام 1978 للجنوب اللبناني حمل تسمية "عملية الليطاني". وقد تخللت الحرب الأهلية أعمال عنف متنوعة، وإعلان دولة سعد حداد في ما سُمي بالشريط الحدودي برعاية "إسرائيلية" ومباركة يمينية لبنانية.
بنتيجة الاجتياح "الإسرائيلي" الثاني عام 1982 اضطرت منظمة التحرير الفلسطينية إلى الرحيل عن لبنان بموجب اتفاق رعاه المبعوث الأميركي من أصل لبناني فيليب حبيب نكثته واشنطن في ما بعد، ووقعت حادثة اغتيال رئيس القوات اللبنانية بشير الجميل بعد انتخابه رئيساً للجمهورية في ظل الاحتلال "الإسرائيلي"، أعقبتهما مجزرتا صبرا وشاتيلا اللتان راح ضحيتهما أكثر من 4000 فلسطيني ومئات اللبنانيين وجميعهم من المدنيين العزل، وتم تنفيذها من قبل "القوات اللبنانية" الذراع العسكري لحزب الكتائب اللبنانية بمساعدة الاحتلال “الإسرائيلي” وإشراف وزير الحرب آنذاك الإرهابي آرييل شارون. ومع رحيل منظمة التحرير من لبنان بدأت الأهداف والأطماع "الإسرائيلية" تتوضح اكثر فأكثر في لبنان، إذ سعت تل أبيب إلى الضغط عليه لإجباره على توقيع اتفاقية سلام عُرفت في ما بعد باتفاقية 17 أيار لم تتم المصادقة عليها. وبعد ذلك اندلعت حرب بين الدروز والموارنة في جبل لبنان، وعقدت مؤتمرات لحل الأزمة اللبنانية، ابرزها مؤتمرا جنيف ولوزان، لكنها فشلت جميعها، في حين نجح سمير جعجع في وضع يده على المنطقة الشرقية وركزّ فيها مقومات دولة مسيحية ونظّم شؤونها، حتى ضدّ رئيس الجمهورية " أمين الجميّل في" والجيش اللبناني. واستمر هذا الوضع حتى عام 1988 حين انتهت ولاية رئيس الجمهورية فعيّن حكومة عسكرية برئاسة الجنرال ميشال عون، قائد الجيش حينها، الذي تصادم مع قوات جعجع، بما عرف لاحقاً ب"حرب الإلغاء". لكن الطوائف الإسلامية رفضت "حكومة" عون وتمسكت بحكومة الرئيس سليم الحص الذي كان رئيساً بالوكالة إثر اغتيال رئيس الحكومة الشرعية رشيد كرامي من خلال إسقاط طائرة الهيلوكبتر التي كان يستقلها. وقد صدر حكم عن القضاء اللبناني لاحقاً قضى بإعدام سمير جعجع لضلوعه بعملية الاغتيال.
ومع تصاعد الوضع اللبناني وبلوغه مبلغاً معقداً تداعت الدول العربية لعقد قمة عربية في العاصمة المغربية كلفت بنتيجتها لجنة دعت النواب اللبنانيين الى اجتماع في مدينة الطائف السعودية، حيث أقر اتفاق الطائف الذي حمل تسمية "وثيقة الوفاق الوطني" في خريف عام 1989. وهكذا أقرت الإصلاحات في عام 1991 وثبتت سوريا سلطتها على لبنان حتى عام 2004 حيث شهدت البلاد استقراراً داخلياً نسبياً. ووفقاً لذلك الاتفاق استمرت اعمال المقاومة اللبنانية في الجنوب اللبناني بشكل مكثف وواسع حتى 25 ايار من عام 2000 حين أُجبرت "اسرائيل تحت ضغط المقاومة المكثفة على الانسحاب منه، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي ما تزال محتلة حتى اللحظة الراهنة.....ترى لبنان إلى أين الآن!!؟؟



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى الذكرى الثامنة لسقوط بغداد 19 آذار – 9 نيسان 2003
- في ذكرى مذبحة دير ياسين...9 10 نيسان 1948
- في ذكرى يوم الأرض
- ذكرى معركة الكرامة
- صرخة من القلب : كفى يا مجنون ليبيا....هيا ارحل
- الذكرى السابعة عشرة لمذبحة الحرم الإبراهيمي
- كلمتين وبس : هنيئاً لك النصر يا شعب مصر العظيم
- إرحل فشعبك قد لفظك ولم يعد يريدك
- الشعب المصري قال كلمته...فتحية له
- الإدارات المتصهينة
- هل ثمة ما يُخبأ للوجود الفلسطيني في لبنان ؟
- في ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات: هل آن الأوان لإماطة اللثام ع ...
- شعر : صرخة غريب.....محمود سعيد كعوش
- في الذكرى الأربعين لرحيله : عبد الناصر...نفتقدك الآن أكثر
- مجزرة صبرا وشاتيلا : وصمة عار تتجدد ذكراها في كل عام


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود سعيد كعوش - الذكرى السادسة والثلاثون لمجزرة -عين الرمانة- وبداية الحرب الأهلية اللبنانية