أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالباسط سيدا - وتستمر ثورة الكرامة السورية














المزيد.....

وتستمر ثورة الكرامة السورية


عبدالباسط سيدا

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 15:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو أن مجموعة القرار في الحكم السوري عازمة على الاستمرار في نهجها القديم- الجديد المتمثل في اعتماد الازدواجية سلوكاً مراوغاً يبغي تضليل الداخل والخارج. فهي من جهة تعلن عن تفهمها لمطالب الناس المشروعة ، مع ضرورة الإشارة إلى أنها تقزّمها وتختزلها في مطالب سطحية هامشية محدودة لا تقدم ولا تؤخر؛ ولكنها من جهة أخرى تلجأ إلى استخدام العنف والقمع الهمجي في مواجهة السوريين المتظاهرين سلمياً بكل مكوّناتهم من أجل غدٍ أفضل جديرٍ بسورية والسوريين؛ و لا تكتفي بذلك فحسب، بل تصر على كتم الأفواه عبر اعتقال الناشطين في مختلف المدن السورية، واعتقال الكتّاب (مثال: فايز سارة) ممن خاطبوا الناس، وخرجوا على الملأ عبر الفضائيات، وحددوا بكل موضوعية وهدوء المطلوبَ في أبسط مستوياته.
بالإضافة إلى ذلك تلجأ المجموعة عينها إلى بث الافتراءات التي تفتقر إلى أي أساس، وتختلق روايات بائسة هزيلة، لم ولن يصدقها أي عاقل.
فالمجموعة المعنية توحي - من دون أي التزام مؤكد- أنها ستلغي حالة الطوارئ، وستعدّل الدستور من خلال إلغاء المادة الثامنة على سبيل المثال، وستفسح المجال أمام الإعلام الحر وســ... وســ... وســ... ألخ الوعود الوردية التي لا تتسق بالمطلق مع الماهية البنيوية للمجموعة ذاتها التي تُدرك قبل غيرها أنها تفتقر إلى أية مشروعية، وأنها ستنهار شعبياً لدى أي منعطف ديمقراطي حقيقي. لذلك فهي لا تدخر وسيلة - بغض النظر عن قساوتها وقذارتها- إلا وتستخدمها. تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين العزّل المطالبين بالحرية والكرامة والعدل الاجتماعي. تصفّي الضباط والجنود المعترضين على جرائم أدوات الاستبداد والفساد. تهدد بالفوضى العارمة والتناحر المجتمعي. تخيّر الداخل والخارج بين القمع والإرهاب الذي قد أتقنت صناعته وتسويقه. تحاول خلط الأوراق إقليميا علّها تحظى بلفتة تكريمية من أصحاب القرار الدولي، لفتة تمكّنها من الاستمرار بشروط جديدة مقابل التغاضي عن جرائمها في الداخل. ومن أجل التغطية على كل ذلك، تقوم هذه المجموعة - كما عهدناها دائما- بترويج جملة خزعبلات متهافتة عبر إعلامها البليد، خزعبلات تنقض ذاتها بذاتها تثير استهجان كل السوريين وامتعاضهم، وتقوّي عزيمتهم، وتدفعهم بإصرار منقطع النظير نحو الاستمرار في ثورتهم الشبابية المباركة.
إنها الثورة السورية الكبرى الثانية، ثورة ستستمر حتى تتحقق الأهداف المشروعة النبيلة المتمفصلة حول ضرورة القطع مع سلطة الاستبداد والإفساد، وهي السلطة المتجسدة في الأجهزة الأمنية التي تقود الدولة والمجتمع والفرد من خلف الستار. فالسوريون قد أدركوا منذ زمن بعيد أن حزب البعث ما هو سوى يافطة التمويه والشعارات الخاوية، يافطة تتستّر على الحكّام الفعليين لسورية، هؤلاء الذين حوّلوا الدولة إلى مسرح عرائس تمتد إليهم كل خيوطه؛ كما أن المجتمع بالنسبة إليهم ليس سوى حشداً من الأقنان؛ أما الفرد فهو مجرد رقم في ملف أمني ينظم قبل ولادة صاحبه، ويستمر إلى ما شاء الباشا السلطان.
سيخرج السوريون غداً في سائر المناطق ومن جميع المكوّنات في يوم الجمعة الذي استعاد رونقه ودوره الريادي الجامع بين كل الطوائف والمذاهب والقوميات، ليكون يوم تواصل وتعاضد؛ يوم التضامن مع بانياس ودرعا ودوما وغيرها من مدننا السورية العزيزة؛ يوم العمل المشترك من أجل إلغاء المادة الأولى من الدستور السري للدولة العميقة التي تقودها الزمرة اللامرئية، وهي المادة التي تمنح الصلاحيات المطلقة للأجهزة الأمنية لتتحكّم في مصير البلاد والعباد، بعيداً عن أية مساءلة أو محاسبة.
النظام الديمقراطي الذي ينشده السوريون، ويضحون من أجله هو النظام الذي لا مكان فيه لأي جهاز أمني خارج سلطة الحكومة التي تستمد مشروعيتها من ثقة البرلمان المنتخب بإرادة الشعب دون سواه؛ نظام يقوم على التعددية بأوسع معانيها، وحرية التعبير، وشفافية الصحافة، والعدالة الاجتماعية، واستقلالية القضاء. نظام جديد يطمئن سائر المكوّنات، ولا يتسامح مع أية نزعة ثأرية أو انتقامية. نظام يستوعب كل السوريين عبر مشروع وطني متكامل يتفهّم الواقع بتعقيداته واختلاطا ته ومراراته؛ نظام يحتضن الجميع بعيداً عن الاستبداد والفساد؛ نظام يمكّن الشباب السوري الأبي من تحقيق أمانيه النبيلة وبناء وطنه باقتدار، لتستعيد سورية دورها الحضاري التواصلي الذي نعتز ونتباهى به جميعاً.



#عبدالباسط_سيدا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفي مصراته ينتشر الموت لتنتصر الحياة
- وفي درعا أزهر الربيع السوري
- من وحي ثورة الشعب الليبي: الصادق النيهوم مفكّر المستقبل
- من وحي ثورة الشعب الليبي: الصادق النيهوم مفكر المستقبل
- و سيُرحّل الزعيم ولكن ماذا بعد؟
- الصمت في مواجهة ما يتعرض له الشعب الليبي جريمة
- يوم توشحت كوباني بالسواد
- كان عاشقاً متميّزاً من عشّاق الكُرمانجية
- وقائع يوم نرويجي
- عامودا .. مدينة الأنفة والمعرفة
- تركيا: المحكمة الدستورية في مواجهة الحكومة الشرعية
- سورية: النجاح الخارجي مقابل القمع الداخلي
- حل المسألة الكردية في تركيا .. استحقاق كبير ...
- موقع السحر من العلم في بلاد ما بين النهرين
- ما هي الأسطورة: دراسة في المصطلح 2/2
- سورية: المشروع الوطني هو الحل
- ما هي الأسطورة؟
- الحرية للكاتب فاروق حاج مصطفى وسائر سجناء الضمير في سورية
- جائزة أوصمان صبري ومعاناة الشعب الكردي في سورية
- انتفاضة قامشلي المباركة في ذكراها الخامسة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالباسط سيدا - وتستمر ثورة الكرامة السورية