أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - لذكرى الروائي الفلسطيني عزت الغزاوي














المزيد.....

لذكرى الروائي الفلسطيني عزت الغزاوي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


لذكرى الروائي الفلسطيني عزت الغزاوي
شاكر فريد حسن
في نيسان العام 2003 ودعت فلسطين الأديب الروائي والمثقف الفلسطيني ابن دير الغصون عزت الغزاوي، رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين ، الذي مضى ورحل عن دنيانا اثر نوبة قلبية حادة ، بعد حياة قصيرة قضاها في انهاض الثقافة الوطنية واغناء المشهد الثقافي الفلسطيني بابداعه الروائي والقصصي وكتاباته الأدبية ومطارحاته النقدية . وبموته خسرت الحركة الادبية والحياة الثقافية الفلسطينية علماً من اعلامها البارزين الناشطين ورمزاً من رموزها الثقافية ، التي تركت اثراً بالغاً وعميقاً على تطور هذه الحركة ومسارها.
عرفنا عزت الغزاوي اديباً متنوع العطاء ، وانساناً هادئاً ورزيناً صاحب قيم ومواقف ، عشق الحياة وآمن بالمستقبل وجسّد فلسطين على الورق وبلور ابداعها المقاوم الأصيل، متشبثاً بالهوية الوطنية والطبقية ، وظل حريصاً على التفرد والتميز في نصوصه ونتاجاته القصصية والروائية والنقدية ، وجاءت لغته غنية وحساسة، وابداعاته واشراقاته مطبوعة بختم فنان مبدع.
آمن الغزاوي بأن الفن الإبداعي ما هو الا اشواق المسحوقين والمهمشين الظامئين والمتعطشين لحياة افضل وأجمل ، واشواق الانسان البسيط الفقير للخبز والكفاف، ورسالة ضميرية لمناهضة البؤس والألم والاغتراب الانساني ، واستعادة انسانية الانسان المسلوبة والمفقودة، وتحرير الكادحين من كابوس الظلم والقهر والاستغلال .
تميزت كتابات عزت الغزاوي بالعمق والشفافية والأصالة والارتباط بكل ما هو انساني وجميل في الحياة ، وفي هذه الكتابات عالج الواقع السياسي والاجتماعي وعبّر عن قضايا وهموم شعبه الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال وما يعانيه من اذلال وحرمان وفقر مدقع . واستطاع تصوير العلاقة الجدلية بين الأرض والانسان الفلسطيني ، والتعبير عن الصراع السياسي وتسجيل المناخ النفسي والاجتماعي والمكابدة اليومية للطبقات الشعبية الفقيرة المسحوقة ، ونجح في رسم الشخصية الفلسطينية المكتنزة بالأوبئة والعلل والأمراض الاجتماعية وابراز التركيبة الطبقية للمجتمع الفلسطيني ونمط الحياة بين الشرائح الاجتماعية ، وتصوير شعور الاغتراب السائد بين فقراء الوطن.
ترك عزت الغزاوي وراءه آثاراً أدبية وروائية ونقدية ابرزها: "سجينة ، الحواف، جبل نبو، عبداللـه التلالي ، الخطوات، رسائل لم تصل بعد، نحو رؤية نقدية للأدب الفلسطيني " وغير ذلك.
وكان قد حصد جائزة فلسطين للابداع عن عمله "عبداللـه التلالي".
وفي روايته "جبل نبو" يحكي عزت الغزاوي بلغة جميلة مشوقة ومشبعة بالايحاءات والدلالات، معاناة عائلة نزحت من السدير هرباً من الحرب واجتازت النهر شرقاً بينما عادت الابنتان آمنة وعفاف الى قريتهما ، وتقيم العائلة في المخيم وتنتقل بعد ذلك الى بصرى المستلقية بلا اضواء عند خاصرة الصحراء الشرقية ويكتشف رب العائلة جبل نبو الذي يطل على السدير. ومعاناة هذه العائلة ومكابدتها في عالم النزوح والتشرد مثال ونموذج لمجتمع النزوح الفلسطيني ذلك ان مصيرها الفاجع المخذول يوضح للقراء عوامل استمرارية التشرد الفلسطيني .
فسلام عليك يا عزت الغزاوي في ذكرى غيابك ، ايها الرجل الذي لا يموت ، يا رمز الثقافة الوطنية الملتزمة المقاتلة ، والشاهد على مأساة وغربة وكفاح شعبك ، يا من جسدّت معنى اقتران القول بالفعل، والكلام بالممارسة، وحملت المخيم الفلسطيني في عينيك وقلبك ، واعطيت عمرك القصير اغاريد لروابي وحدائق وساحات وحقول الوطن الملأى باللوز والزيتون ، الوطن الذي احببت وعشقت، وطاب ثراك.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مبادرة الجنرالات العسكريين والنخب الاسرائيلية
- قانون النكبة ..!
- غادر الشعراء .. أم انتهى زمن الشعر..!
- تحية للبيادر السياسي في عددها الألف
- الاصلاح تحيي ذكرى القائد والمناضل توفيق طوبي
- التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد قطاع غزة ،اهدافه وأبعاده
- جوليانو مير خميس أقوى من الموت والاغتيال
- محمد زفزاف شاعر الرواية المغربية
- عاش يوم الارض الخالد
- عن اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية
- شباب 15آذار والمصالحة الوطنية الفلسطينية
- حول الكتابة النسوية
- الأرض في أدبنا الفلسطيني
- عيد الأم
- محمد البطراوي يموت واقفاً كالأشجار
- (الاصلاح) مشروع ثقافي لم يكتمل..
- العدد (12) من مجلة -الاصلاح -الثقافية
- توفيق طوبي رجل المواقف والمهمات الصعبة
- أهكذا يكرّم ابو خالد البطراوي؟!
- تحية حب واضمامة ورد الى المرأة العاملة في عيدها


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - لذكرى الروائي الفلسطيني عزت الغزاوي