أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - همسة الهواز - الناي السومري















المزيد.....

الناي السومري


همسة الهواز

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 20:49
المحور: الادب والفن
    



أن عـــزف الـــنــاي الـــســـومـــري نـــازفـــاً فـــي الـــظـــلام
يــصـبـــح الـــدمـــعَ فـــي الــفــرات لــحــنــاً
ويــجـعَـــلُ الــشعــرَ فــي بــغــداد نــايــا
أمـحــو فــي صــمتــك شــرائــع ســومــر
وبــيــن قـــدمـي عــشــتــار تــتــراقــص الألــوان
والــصــور تــتــحدث فــي ثــراي
الــمـعــتـقـاتِ
أشــارت إلــى نــايــاً يــلــمــلــم أوراقــهُ
بــبــوح الــعــبــيــر
يــبــث الــنــاي الــســومــري خـزائـنـهُ فــي فــؤادي
لــيــســجــد كــل عــشــاق الــســمــاء بــاكــيــن
فــتــدور الــكــواكــب
بـالـشــجــن الــســومــري
ويــلــتــف خــيــط الجــنــون
غــرامــاً مــتــراقــصــاً بــلــيــلــةٌ شــهــرزاديّــةُ
بــكــل الــعــنــاقــيــد
يــعــزف مــرحُ الــســاهــريــن
حــيــن تــبــارك دجــلــة
حــبــاتــه اللــؤلــؤيــة
وعــيــنــيــن يــطــلــعــنــي ســوادهــمــا نــشــوى
مــســاءٍ حــزيــن
أثــقــلــتــهُ الــســنــابِــلُ بــالأريــج
لــســمــع الــســنــيــن
مُــثــخــنًــا بــعــبــيــرِ
مــن أمــاســيِّ دِجــلــةَ
يــثــقــلُ أجــواءهُ بــالـحــنــيــن
لــصــبــاح يــعــم شــجــونــهُ
كــفــراشــة حــامــت عــلــى قــنــديــلِ
تــعــزف نــايــات صــوتــك
كــالــضــيــاء
تــهــزني الآهــات
وتــدق شــرفــتــي
مــوقــظــةً أفــراحــي
فــتــســافــر الأشــواق بــيــن جــوانــحــي
ويــضــيء هــمــس شــذاك
لـيـل ضــواحــي الـعـــشــاق
وتــحــلــق عــلــى مــشــارف
آلِـهـة بـابــل نــغــم أحــرفــي
فــأذا نــأت نــايــاتــك
بــكــت عــلــيــك مــحابــري
وشــكــت عــيــون الليــل فــيــك
جــراحــي أدمــنــت عــمــق الــحــزن فــي عــيــنــيــك
وجــمــعــت أقــداري عــلــى كــفــيــك
لــصــبــاح يــعــم شــجــونــي
فــأرى بــيــن تــردد عــيــنــاه الــنــجــلاوتــيــن
بــســمــتــهــا الــســومــريــة الــمــرســومــة فــوق الــشــفــاه
يــتــســلل صــوت الــنــاي فــي الــمــاء
يــغــســل أدران الــحــزن الــجــاثــم فــي صــدره
تــلــحــن نــاي الأقــدار
عــصــافــيــر
يــصــفــرن فــي غــســق الــشــوق
نــحــوي

ونــاي الــنــديــم
لــحــنــهُ يــبــوح لــي
بــمــفــاتــن عــشــتــار فــي أحــورار
نــاظــرهــا الــســحــر
للــيــل الــســمــار
فــمــهــا
كــم زهــرة غــفــت بــيــن نــداهــا بــأحــمــرار
فـيـهــا مــواطــن الـحـــب
والــعــطــر فــي الــقــلــب ســاكــن
إذا مــا نــثــرت شــعــرهــا نــطــق الــقــداح في غــصــنــه إلــيــهــا مــواطــن
قــامــة كــالــنـخـيــل تــلتــف روحــهــا حــولــهُ غــبــطــة وراء الــبــحــار
وشــذاهــا مــوج يــلــف خــيــالــهُ فــلــعــلــى خــطــوتــهــا تــصــوغ الــجــنــان
وعــشــتــار ســافــرت مــع اللــيــل
والليــل يــغــشــي الــبــرايــا
والــنــاي الــحــزين يــشــكــي
وحــده ومــا فــي الــظــلامِ شــاكٍ ســوايــا
أصــبــح الــدمــعَ وتــراً
والكــلـمات نــايــا
وهــل يــلــبّــي حــطــام أشــعــلــتــه نــيــران بــغــداد
تــوغــل فــي جــســدي
والــريــحُ تــذرو الــبــقــايــا مــا أتــعــسَ الــنــاي
بــيــن الــمــنــى و الــمــنــايـا
يـــشــدو
ويــشــدو
حــزيــنــاً
مــرجــعــاً شــكــوايــا
ورحــت أصــغــي
وأصــغــي لَــم أُلْــفِ إلاَّ صــدايــا
وحــدك فـــي الــدجــى
أيــهــا الــنــاي الــحــزيــن
ضــاقَــت بِــنــا الــدار
غــريــبــاً
ورُوحــنــا أقــصتــهــا أســفــارُ
ظــمــآن
لا مــاءَ يــروي غــلَّــتــنــا
والــعــزم فــي عــيــنــنــا إصــرار
والــمــاء فــي فــمــنــا قـــد جــف ألــمـاً
كــأنــمــا صــب فــي أحــشــائــنــا نَــارُ
وكَــم شــجٍ الــنــغــم ضــاحِــكـاً
فــي لــيــل الــصــمــت
والــحُــزنُ يــســحــقــنــا
تــزهــر الأشــواق فــي وجــدانــنــا
أوقــظــت بــغــداد
نــاي قــلــبــنــا
وعــشــتــار تــنــوح
هــو الــدمــع يــذرف فــي الــعــيــون
تــغــفــو غــصــون الــقــرنــفــل
عــلــى رشــقــات الــرصــاص
فــمــا عــاد لــي وطــنــاً أو شــجــر أتــدفــأ فــي حــضــن صــبــابــتــه
ومــاعــدت أراقــب عــصــفــورة الــنــخــل
وهــي تــزقــزق كــل صبــاح فــتــوقــظ غــفــوة أنــشــودتــي
ومــاعــاد الــنــاي الــســومــري الــمــغــنــي يــغــازل صبــيــة
غــادرتــنــا الأمــاكــن و الــشــرفــات
هــجــرت لــونــهــا الــريــح صــار يــحفــظــنــا الــقــتــل عــن ظــهــر قــلــب
يــرتــل أســمــاءنــا
واحــداً
واحــداً
تــلــو الاخــر
ويــقــاســمـنــا كــل هــذي الــمــراثــي
ونــائــحــة للــبــكــاء الــطــويــل تــســكــب الــريــح أنــفــاســهــا الــعــبــرات
يــرســم مــقهــى لأوجــاعــنا
ويــلــغــي الــمــواعــيــد
يــشــاطــرنــا الــعــزف فــي الــمــفــردات الــتــي ضيــعــتــنــا
ويــغــمــس أنــيــاب وحــشــتــهُ فــي أضلعــنــا ثــم يــبــكــي عــلــيــنــا
وعــشــتــار الــقــلــب هــاجــرت مــع الــطــيــور
بــكــت عــلــيــه الــســمــاء الــمــجــروحــة
ومــافــاض مــن جــســدك
حــملــتــهُ عــصــافــيــر بــابــل بــاكــيــةً عــلــى حــب
مــات مــع أول قــطــرة مــطــر
غــفــت بــيــن أضــلــعــهِ نــيــران
الــرحــيــل
لــيــعــزف الــنــاي الــســومــري الــحــزيــن
مــن الـمـنـافـي الــى بــغــداد
لــيــلــمــلــم فــي مــشــيــتــهُ جــراح وطــنــنــا يــنــزف بــالأســى
لا يــنــام الأ تــحــت راســهُ كــفــن أوجــاعــنــا
يــنــهــض كــل لــيــل مــن الــكــفــن
يـــقــص شــراشــف أحــلامــنــا وهــزيــمــة رؤانــا
ليــعــزف الــنــاي الــســومــري شــجــن النــجــوم
فــيــغــرن اللــيــالــي الــمــقــمــرات مــنــك مــهــابــةً وأجــلالاً

بـقـــلـــــم
هـمـــســــــة الــــهــــواز

الـشــعــر مـحــفـــوظ لـــدى دار الــيـاســمـيــن للــطـبــاعـــة والــنـــشـر والـــتــوزيـــع
بـــــيـــــروت






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة العرب على الصمت الطويل
- زقورة أور
- الأضحى وعروسة البلدان
- الفراشات الذهبية
- السياب ونوارس دجلة


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - همسة الهواز - الناي السومري