أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - همسة الهواز - الفراشات الذهبية















المزيد.....

الفراشات الذهبية


همسة الهواز

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 01:29
المحور: الادب والفن
    



فــي أحــدى لــيــالــي الــربــيـع الـمـضــاءة بـقـنـاديــل ِ الـقــمـــرِ الـفـضـي
كـانـــتْ هـذه الـفـراشـة الـذهـبـيـة كـعـادتـهــا تـرفـرفُ بـيـن الأزهـارِ تـشــمُ رائـحــة َ الـورودِ وتـشــربُ مـن رحـيـقـهـا الألـحــان
تـسـتنشـقُ بـعـض الأمـل ِ وتـغـنـي بـســعـادةٍ وفـرح ٍ وتـرشـفُ رحـيـقَ الأحـلام ِ فـي ضـوءِ الـنـرجـس
وكـلًّ صـبـاحٍ تـحـلقُ الـفـراشــات الـذهبـيـة لـتـنـثـرَ عـبـيـرَ الـنـرجـسِ الـمـعطـر بـين الأوديـةِ والـحـقـولِ والـبـلـدانِ
كـمـا إنَّ زهـورَ الـنـرجـسِ لـجـمـالـهـا تـعـتـزلُ فـي كـبـريـاءِ عـن بـقـيـةِ أزهـار الـحـقـل
وفـي أحـــدى الأيـــام ِ حـيـنَ سـكـنَ اللـيــل ورقـــدتَ الــحـيـاة فـي مـديــنـةِ الـــشــمـــس ِ وأنــطــفــئـــتْ الأنــــوارُ
فـي تــلك الــسـاعـــةِ الـمـمـلـؤةِ بـسـحــرِ الـهــدوء ِ الــمــوحــدة بـيــن أرواح ِ الـبـجـعـاتِ الـنـائـمـاتِ وأحـــلام الــفــراشـــات
أقـتـربَ الـنـرجــس َ مـن بــركـةِ الـفـراتِ كــانـتْ مـيــاهــهُ تـتـألـقُ وسـط َ بـسـتـان ٍ رائـع ٍ تـنـيـــرهُ أجـنـحـة ُ الـبـجـعـاتِ الـبــيـــضــاء ِ
بـعـــد أن شـربــتْ زهــور الــنـرجـس ِ مـن مـيــاهِ الـبــركـةِ الـمـقــدســةِ تـتـأمـلُ نـفـسَـهـا فـي أنعــكـاس صــورتــهــا عــلى الــمــاء
أخــذتْ تــقــبــلُ وتــحــاول معـانـقـة َ نـفـسَها فـسقـطـتْ بـشـكـل ٍ عـاشـقـةًِ أنـعـكـاس الـصـورة
فـحـلـقـتْ الـفـراشــاتَ الـذهـبـيـةِ مــســرعـة ً لاأنـقـاذهــا لـكـنـهـا عـلقـت بـشـجـرةِ الـظـلام ِ
وبـقـيـت وحـيـدة ً بـاكـيـة ً
بـيـنـمـا زهـرة الـنـرجـس تـتـصـارعُ غــارقـة ً فــي الـمـيـاهِ الـمـقـدسـةِ وأيـقــض صــراخـُـهـا كــلَّ الـبـجـعـات ِالـنـائـمـاتِ
تـحـت أجـنـحـةِ الـقـمـر ِالـفـضـي
وطـارتْ أمـيـرة الـبـجـع نـسـريـن ألـيـهـنَّ وكــل الـنجـوم أضـاءتْ لـهـا عـمـقَ الـميـاه ِ
وفـتـحـتْ مـنـقـارهــا
وألـتـقـطـت عـلـى جـنـاحـيـهـا كـل الـزهـرات الـنـرجـسـية العــذبـة الـى بــر الأمـان
وحـيـثـمـا كـانـت زهــور الـنـرجـس ِ تـجـفـفُ أثـوابـهـَا الـمـبـللـةِ تـتـنـاقـل بـيـن الأوجــه ِ
نــدى الـدمـعــات الـحـائــرة
فـطـارتْ أمـيـرة ُ الـبـجـعِ ورفـرفـت بـجـنـاحـيــِهـا بـقـربـِهـم
وسـألـتـهـم بـصـوتٍ هـامـس ٍ
هـل هـنـاك شـيء ...؟؟؟
وأنـقـطـعـتّ كــلَّ زهــور ِالـنـرجـس ِعـن الـكـلامِ
وبـقـتّ تـنـظرُ إلـى نـفـسِـهـا مـستـغـربـة ًً مـاذا حــدث ...؟
ثـم قـالـتْ زهــور الـنـرجـس
أيــتـُّهـا الأمـيـرة ُ عــلـّـقـت بـعـض مـن الـفـراشـات الـذهبـيـة
فـي شـجـرة الـظـلام حـيـن سـمـعـت نـداءي الـمـستـغـيـث
أهـكــذا يـاأمـيـرة الـبـجـع...؟؟
لـم تـعـد الأوديـة والـحـقــول بـأستـطـاعـتـهـا أنْ تـستـمـتـع َ بـرائـحـة ِ الـــورود ِ
أو بـأسـتـنـشـاق ِ العــبــيــرُ الــمــقــدس أو بــأرتــشــاف ِ رحــيــقُ الــنــرجــس ِ
حــتــى ذبــلــتْ الــحــقــول وأنــطــفــأتْ ألــوانــهــا الــزاهــيــة
بــيــنــمــا الــفــراشــات كــانــت حــولــنــا كــل يــوم ٍ تـنــثـرُ رحــيــقـنا الــمــقــدس
لتــرتــوي بــه كــل الحــقــول وتــتــزيــن بــه الأوديــة والعــصــافــيــر
بــعــدهــا كــتــبــتْ آمــيــرة ُالبــجــع ِ بــريــشــهــا حــروفــاً ذهــبــيــة ً عــن الــفـراشــات الــمــسكيـنات
حـيــث تــناقــلــوا الخــبــرَ الــيــقـيـن عــلـى بــريــد الــشــمــس وســمعــتْ بــه كــل الــبــلــدان
وعــانــقــتْ زهــورَ الــنــرجــس ِ الــفــراشــاتِ ذاتَ الــشــعــر ِالــذهــبــي
وتــعــانــقــتْ الــشــمسَ والــقــمــرُ لــتــرســمَ وشــاحــاً مــضــيــئـاً
فــي ســمــاء الــبجــعــاتِ الــمــحــلقــاتِ فــوق شــجــرةِ الــظــلام ِ
ورفــرفــتَ بــجــنــاحــيــهــا أميــرة ُ الـبــجــع ِ نــســريــن
قــربَ الــفــراشــات ِ وأنــقــذتــهــم وحــلــقــوا كــلَّ الــفــراشــاتِ الــذهــبــيــةِ فـــرحـة ً
مــتــراقــصــةً ً مــع البــجــع ِ تــتــغــنــى بــشــوق ٍ مــع الــعــصــافــيــر ِ
ذُوبـت الـنـرجـس صخـرتـهـا الـصــمـاء
وعـانـقـتْ زهـورُ الـنـرجـس ِ نـجـم َ الـسمـاء ِ ودقــتْ أجـراسُ الـصـبـاح ِ
وحـلـقـتْ الـفــراشـاتُ الـذهـبـيـة تـغـنـي
هــاهـنــــــــــا
زهــور الـنـرجـس
فــــــي بـــرائـــتـــها تـتفــتـحُ بــراعـم الأشـجـار ِ
بـيـنـكـم أحـبـتـي الـحـقــول تـنـثـر عبـيـر أزهـارهـا ِ
هـاهـنــــــــا
زهــور الـنـرجـس
إن أبـتـــسـمـتْ تـــزهـــر جمـــيـــع الحـقـــول الـعـــاريـــة
وإن غــفـــتْ عــلـــى الـنـــدى صـبـــاحـــاً
تـــعــبـــقُ الـــريـــاحيـيـــن جـمـيـــع الأوديــة
فــتـــدور الـكـــواكـــبَ وتـتـلــونُ الـشـــمـــوسَ بـقـــداحـهـا ومـــن نــداهــا
تــرتــوي دجـــلـــة عـطـشـــاً فـــي رقـتـــهـا
وعـلـى ضـفـــاف الـفـــرات يـــغـفى الـقـمـر فـــي فـــمهـــا
فـتـتـــراقـــص فـــراشـــات الـــحـــب مـــن حـــولـهـــا
هـاهــنـا
زهــرة النــرجـس
نـنـتـظــر نـدى هـطـولـهـا
لـتـرتـوي بـسـمات حـقــولـي
بـكـم
ويــدفـعـنـي لـمـزيـدٍ مـن العـطـاء ِ
والــذي أنـتـم أسـاســهُ
هــنـــــا
أنـتـظـرُ كـلمـاتـكـم الـتـي هـي أسـاس الــوطــن
وآرائـكـم الـتـي هـي مـفـتـاحُ الـدنـيـا
كـونـوا بـخـيـر ٍ أحـبـتـي
زهـور الـنـرجـس
أنـتـم لـحـظـة مـن الـعـمـر لاتـنـتـهـي
تـرمـي بـنـا دومـاً فـي حـلـم ٍ يـمـنـحـنـا الـحـبَ الـمـقـدس ِ
نـجـمـعُ بـه كــل أزهــار الـكــون وغــنــاء الـعـصـافــيـر
وتـتـزيـن أرواحـكـم بـثــوب ٍ مــن الـسمـاء الـعــذبـة
كــونـوا بـخـيــر ٍ أحـبـتـي
زهـــــور الـــنـــرجـــس





الـــفــراشـــات الـــذهـبـيــة
من روايـات همــسـات الطــيــور

بــقـــلـــم الـشـــــاعــرة
هــــمـــســــــة الــــــهـــــــواز







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياب ونوارس دجلة


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - همسة الهواز - الفراشات الذهبية