أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - همسة الهواز - ثورة العرب على الصمت الطويل















المزيد.....

ثورة العرب على الصمت الطويل


همسة الهواز

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 20:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


ثـــــورة الــعــرب عــلــى الــصــمــت الـطـويــل
لقد كان من هجعة الشرق بعد يقظته، ومن يقظة الغرب بعد هجعته في حضارات أفتقدوا لها، أن تبادر إلى أذهان كثير من الناس أن الشرق الأوسط قد شاخ وهرم
وأن الغرب لا يزال في أوج شبابه وعنفوانه.
لكن الشرق الأوسط الذي عاش في النفس أغوارًا سحيقة و بحاراً غرقت فيها أرواحاً عميقة و بعيونهم شموس تتحرق ونجوم تتألق وغموض مد كالمجهول ، كالغيب الخفي وإلا لما خلقت ثورة في كل بلد لتمكِّنُهم من تصوير دفائن النفس في أدقِّ معانيها وأشفِّ ألوانها، بل الشرق الأوسط لم يهرم بل الحياء في كبرياءه شاخ وعاد الآن شعبٌ غزير الحسِّ مرن الفكر وثاب الخيال لا بدَّ من أن يخلق لغة غزيرة الألوان مرنة المفاصل وثابة البيان همُّها الوصول إلى بواطن الأشياء دون التلهِّي بظواهرها التي هي الفهم الأقصى المؤدي في بلوغ الغاية المنشودة إلى الحرية القصوى.

أن من بصيرة الثورة في الشرق الأوسط التي قد فاضت على العالم مدٌّ جارف من الكمالات والجمالات الروحية والهتافات ضد كل حكم طاغي ودكتاتوري.
ومن الذي ينكرعلى الشرق الأوسط قوةً أندفعت من قلبه وفكره وروحه إلى كلِّ قلب وفكر وروح، فتغلغلتْ في نبضاته، وسيطرتْ على خلجاته، وتسلَّطتْ على أقدس أشواقه وأعزِّ أمانيه؟
لقد كان من مدِّ البصر أن حياة الإنسان في الشرق الأوسط أخذت تتقلَّب من حالٍ إلى حال بسرعة خاطفة فنُظُمٌ تنهار ونُظُمٌ تُشاد وحواجز تبنى وأخرى ترتفع وممالك تمَّحى وغيرها يُسيطَّر ولآلئ تغدو حصًى وحصًى تغدو لآلئ ما كان أمس حرامًا يصبح حلالاً وما كان حلالاً يمسي حرامًا.
وشمس الشرق التي حلَّ بها كسوفٌ منذ أن أنكفأ الشرق على ذاته في جَزْرِه الطويل حين جرع شقُّ النفس وقهر الجسد الى أن يغلب عليه الموت ويخلق إنساناً نظيرهُ في ثورة
لمن ذاق الذلَّ دهرًا أن يقمع سواه الذلَّ يومًا هذا هوالإنسان العربي الذي لم يهرم قط فهو الذي يخطف النسر في جوِّه والحوت من بحره وموجه وبالأسد في عرينه.
وهذا هو الوطن العربي بثورته يُمَنْطِقُ بصوته الأرض ويحبس نور النهار في أسلاك يسلِّطها على الليل فتمحو ظلامه الأبدي.

ما الذي ظل َّ سوى أن تبدأ الثورةُ من أول ِ حرف يغير خارطة الشرق الأوسط حتى يهتف الوعي العربي عالياً بعد صمتهُ الطويل لتولد ثورة تعرف الاميُّ الكاتبة والأعمى الحقيقة
بعد أن تخرج الصحف المبوءة بعناوينها صامتة في أمتداد ثورة رمالها بوقود الشمس تلتهب من أرض النيل الى الفرات لكي يشعر المثقـف في الوطن العربي أنه في طليعة مجتمعه المتغيرالمجتمع الذي فيه المنمق والمروق والمحجب والمبين فيه القريب بلا أبتذال والغريب وما يصون ومن الذي لايصون حفنة رمل وأن لاندع للغرباء أن يحكموا بلداً تعلم أن يحكم نفسه.

تلك الثورة التى أحدثت تغييرا جذرياً في مفاهيم كثيرة كانت سائدة قبل قيامها ، وسعت الثورة لتحقيق أهدافها منذ اليوم الأول لها وهى القضاء على
مبارك الذي ربط مصيرهُ الشخصي بمستقبل الوطن فأحب وطنه بطريقتهُ الخاصة رافضاً أن يعلمه أحد كيف يحب لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف في حين غضب منه الغاضبون والذين كانوا يتميزون في حضرته غيظاً وهو يرشقهم بعباراته الساخرة يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب لمن لا يرى
ببعث الرجعية والجاهلية. يتباكى على الضحايا كما يبكي ... كبار الأبطال في المسرحية
وشباب النيل الذين أوقدوا القنديل عالياً ورموا الأحجار أشرف ممن يجعل السيف والدماء سلاحه.
كل "الثورات العربية" لم تكن إلا أنقلابات على الحكم تحت شعار الثورة الشعبية والشعوب منهم براء من طغاة قمعوا كل أنواع الحرية أما اليوم مصر تشهد ثورة شعبية حقيقية غير مسبوقة على نظام من أكثر الأنظمة تسلطا وبطش ، بالرغم أن الثورة الحقيقية لها فكر خاص بها لها أيديوليوجيتها لها مميزاتها لها فكرها النابع من تقاليدها من أديانها من حضارتها من تراثها.
لكن عندما أنطلقت أول بوادر الثورة من تونس الخضراء أمتداداً الى ثورة يوم الغضب في مصر
تلك الثورة في تجسيد روح الوطنية والفداء والتي سوف تعيد لمصر حريتها وأستقلالها حين تبدأ مسيرة الأرتقاء بمستوى معيشة المواطن ، وسوف تشهد مصر مزيداً من مظاهر التقدم الحضاري والأقتصادي والأجتماعي والثقافي .


كما كان للثورة أشعاعها المنير فى العالم العربى على خطى ثورة الياسمين ستقوم العديد من الثورات فى المنطقة العربية وفى العالم لنيل الأستقلال والتحرر من براثن الصغاة .
لقد جاءت ثورة يوم الغضب الرائدة تتويجاً لحلقات كفاح الشعب المصري من أجل الحرية والأستقلال وستظل علامة مضيئة فى قلب التاريخ وستبقى حية ونابضة فى وجدان الشعب وضمير الأمة بأنها الثورة الرائدة فى التاريخ المعاصر.
لتمتد من النيل الى الفرات ليوقد العراق ثورة السلام وغيرها من الثورات منها ثورة عراقية زرقاء والتي نظمها الكاتب والمفكر السياسي أحمد هاتف وأنسج فكرها
هذه الثورة التي هي مجموعة وطنية لاعنفية تهدف الى التغيير السلمي وتعديل المسار الديمقراطي في العراق.
حيث أن سياسة تهنيد العراق تمهيدا سياسياً يليق بالمجتمع العراقي من الجانب الأجتماعي والحضاري وكافة المجالات والخدمات التي تخدم المواطن العراقي من أبسطها الأمان والكهرباء
النور التي ما كنَّا نلمحُها إلا كبرق في فضاء الرافدين تُسيَّل نورًا وطاقة في أسلاك من النحاس، أو تُسيَّر أمواجًا في الأثير تنقل أصوات الناس إلى الناس وأخبار الناس إلى الناس، من أقاصي دجلة حتى أقاصي الفرات.
والثورة أنطلقت اليوم حيث لايؤمنون إلا أن يبصروها نورًا في بيوتهم، ولا بالشيء إلا أن يلبسوا الأمان ثوبًا على أجسادهم أو يمضغوا تفاحة من النعيم بأضراسهم،
لذلك كان للعلم الحديث في التواصل الأجتماعي هذا الأثر البالغ في عقولهم وحياتهم ، ولهجعة الشعوب هذه المنزلة في ضمير الشرق.
وقد وصلتْ الآن كلَّ لسان، أينما كان، بكلِّ أذن قد مضى زمن المطامع ولاعيش لمن لديه مطامع في قمع الأنسانية والحرية ، بينما الكثير من العراقيون المثقفين في مصر
الذين عاشوا في نيلها بأمان وأرتوا من محبتها يعانون الآن من مصيرهم المجهول لا مجال للبقاء في مصير مجهول أو الرجوع الى وطناً ممزق بتراب الموت.
عندما بدأت حياة المثقف بالتغير الجذري الذي ربط مصيرهُ الشخصي بمستقبل الوطن عندما مثلت رؤاهم الجمالية حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚
عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية وكافة اشكال القهر.
أمتداد للمثقف العربي الحديث في شكله الكلاسيكي ، ذلك إنه وطد ما جاء به السابقون وأضاف إليه حدثاً جديداً
أشعل فيها ثورة وأعاد شرح قضيته في سقف نبوءته وحكاية الصقر العربي القادم بالضياء وثورة تفني المياه الآسنةْ وتثور آلاف المدائن والقرى بيداً واحدة في كف الحرية.

عاد الشعب العربي من دماء ثورة تجلو بها غشاوة هذه الأبصار حتى يعلم الشعب عن يقين أنها حرية القرار وبوق النضال ومنبر الأحرار حان الكفاح
همسة ً من الصراع وقطرة ًمن العرق الضاع في الأنفس الجائعات تلوك ما قطع الزارع من زهره الهزيل الصريع والأنفس لاهثات يركضنا وراء السّحاب يمطر قبل طلوع الفجر فاختمي ياسماء حروفنا بأول الدعاء وأبرقي ياروحنا في مسارح البقاء ما خفق بأضلعنا إليك غير ما حملته الأوطان.
إنّ موتنا حين تجتاح أروحنا ثورة كأحتراق في سكونكْ
من ثورة الحق في بلادي قمع قلمي في الحديد في ظلمة السجن حبرهُ طريح مكبّل لا يصرّ الأ على الحرية وأنفسنا حائمةً تفتّش في الظلمة عن منقذ ولا يستقرّ الأمل الأ في مذبحه
الملايين العطاش المشرئبهْ بدأت تقتلع الطاغي وصحبه سادها الحرمان دهراً لا يرى الغيث إلا غيثه والسحب سحبهُ لم تنل جرعة ماء دون أن تتقاضاه بحرب أو بغضبه

فالحرية روح الجسد واللاحرية عزلةُ لمن ليس جسدًا لهُ حين يضيء الليل بسيف يوقد في المهجة جمرة الحرية في كل بلد دون توغل مطامع الغرب في بلادنا العربية.

حين شرقٌ يقيم الأهداف في حريته وغربٌ طامع يمهد السبيل إليها

ونحن نتمى وطناً بلاحدود لهذا الشرق في أن تكون وثبتُه القادمة وثبةً تجلو الغشاوة عن بصيرته وعن بصر أخيه
وثبةً فيها القوة دون البطش، والمعرفة دون الادِّعاء، والرفعة دون الكبرياء، والقناعة دون الخنوع، والإيمان دون التعصُّب، والسلام دون الأنتقام، والنور دون النار، والسكينة دون الاستكانة.
والذي يعبِّئهُ الشرق لن يكون جيوشًا برية تحمل النقمة والثأر، ولا عمارات بحرية تزرع الويل والدمار، ولا أساطيل جوية تُمطِرُ الناس كبريتًا ونارًا ، بل سيكون بلسمًا لجراح الإنسانية الدامية، ودعامة لِما تصدَّح من إيمانها بالعدل والأخوَّة، وطعامًا وريًّا لِمن جاع وعطش فيها إلى السلام الذي لا ينام على الأسنَّة والشفار، والحرية التي تأبَى فوهة المدفع مسكنًا لها، والحقَّ الذي يُغيث ولا يستغيث
هكذا هو الشرق الأوسط أصلب عودًا، وأعمق جذورًا في تربة الوجود، من أن تلويه سياسةٌ أو يقتلعه إعصار.
وضعوني في إنـاءْ ثُمّ قالوا لي تأقلَـمْ وأنا لَستُ بماءْ أنا من طينِ السّمـاءْ وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي يتحطّمْ بثورةً تعتلي كل دين صعب لشعب متحضر بدمه بشعبه بحضارته أن يتقألم مع قمع الحرية.
وإذ ذاك فما على الشرق إلا أن يدير وجه البشرية شطر الهدف الذي أدارت له قذالها من زمان. فهدف الشرق ما برح وضَّاح الجبين والسُّلَّم الأوحد الواصل ما بين الأرض والسماء. والمنارات القائمة على جانبي الطريق المؤدي إليه ما تزال تشعُّ القوة والإيمان لكلِّ قلب جسور ينشد الحقَّ الأبدي، ولكلِّ روح مقدام يحنُّ إلى مواطنه الفردوسية
بما فيها من حياة لا تبلى، ونور لا يخبو، وحرية لا يطوِّقها زمان ولا يحصرها مكان.


بــــقــــلــم
هـــمــــســة الــهــواز



#همسة_الهواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زقورة أور
- الأضحى وعروسة البلدان
- الفراشات الذهبية
- السياب ونوارس دجلة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - همسة الهواز - ثورة العرب على الصمت الطويل