أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدر - أنا فضولي : أصفر أو النسخة الصفراء:إشكاليات الستينات في وثائقية قدمت عنصر التجديد وعلاقة عاصفة دمرت الفيلم














المزيد.....

أنا فضولي : أصفر أو النسخة الصفراء:إشكاليات الستينات في وثائقية قدمت عنصر التجديد وعلاقة عاصفة دمرت الفيلم


بلال سمير الصدر

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 02:33
المحور: الادب والفن
    


أنا فضولي : أصفر أو النسخة الصفراء
إشكاليات الستينات في وثائقية قدمت عنصر التجديد وعلاقة عاصفة دمرت الفيلم
الأصفر هو رمز لعلامات لتغيرات طارئة حدثت في الفيلم السويدي حصلت منذ عام 1960،وكلمة أصفر في السويد تشبه إلى حد كبير كلمة الموجة الجديدة في فرنسا وربما الواقعية في إيطاليا،هناك نسخة ثانية من الفيلم تدعى ((بالنسخة الزرقاء) والألوان نابعة أصلا من ألوان العلم السويدي.
الفيلم مبنى ضمن قصة تختلف في البناء والشكل عن قصص هوليود التقليدية،فهناك الأسلوب المتقشف الخالي من المؤثرات الشبيه نوعا ما بالدوغما،وهناك الإصرار على اللونين الأبيض والأسود واستخدام القطع(Jump cut) مع التداخل بين البناء الفيلمي والعنصر الوثائقي والخلفيات من حيث ظهور الكادر وإقامة الحوارات معه كبناء ثالث أساسي في الفيلم،فالبطلة (Lana Nyman) هو أسمها الحقيقي وأسمها أيضا داخل الفيلم ،طالبة في الثالثة والعشرين من عمرها تطلب من المخرج(Vilgot Sjöman) –الذي يقول صراحة بأن هناك أمورا تحدث بينه وبينها- بإلحاح المشاركة في فيلمه هذا وهي أصلا حبيبة لهذا المخرج وستتطور الأحداث إلى أبعد من ذلك.
إذا زمن الفيلم هو الستينات،أي يتحدث عن فترة تعد الأكثر إشكالية في القرن العشرين كله،فهناك التحولات الاجتماعية الكبرى،من حيث ثورة الطلبة وبداية عهد الشباب الراديكالي والنظريات السياسية القومية مثل الاشتراكية وماوتسي تونغ،ولا ننسى أيضا حرب فيتنام،ولفترة طويلة من أحداث الفيلم تصطبغ بالصبغة الوثائقية،فالطالبة اليافعة سيكون دورها في الفيلم كمستطلعة لآراء الرأي العام من خلال طرح أسئلة فضولية متعلقة بالنظام الاجتماعي والسياسي،وعن النظام الطبقي في السويد وعن عدالة توزيع الدخل وعن مساواة المرأة مع الرجل وفرصها في المجتمع.
هذه الأسئلة توجه إلى عامة الناس ومن جنسيات مختلفة وحتى إلى نقابات العمل وحتى لو كان الفيلم يطرح أسئلة ولكنه يطالب بالتغيير السياسي في نفس الوقت من خلال هذه الأسئلة الذي يعرف أجابتها مسبقا....
ويتخلل الفيلم أيضا لقاءات مع شخصيات مهمة وذات تأثير في تلك الفترة،مثل مارتن لوثر كنج((صاحب مصطلح اللاعنف)) قام بها المخرج حقيقة أثناء زيارة هذا الأخير طالبا الدعم من السويد لحقوق السود الأمريكيين....
ويلقي نظرة أيضا على رفض الشباب السويدي على المشاركة في الخدمة العسكرية .
الفيلم حتى الآن هو تعبير عن الشارع السويدي ولولا الخلافات التي تحدث بين (lana) والمخرج من فترة إلى أخرى خلف الكاميرا والمضافة إلى الفيلم عمدا لاعتبرنا الفيلم وثائقية بحتة.
هناك مداخلات بكلمات كبيرة تظهر عرضيا على الشاشة باللغة السويدية بأسلوب يحاكي أسلوب غودار المبدع السينمائي الفرنسي الكبير،وأسلوبه في التجديد السينمائي.
هذه الكلمات تحمل معنى التهكم أحيانا،وأحيانا أخرى معنى الاستفهام مثل ظهور كلمة (تآخي) على الشاشة بشكل كبير عندما ينطق أحد الرادين على الأسئلة بها.
والقصد هو التهكم والاستفهام في آن واحد.
ولكن العنصر الأخير عندما تحدث قصة حب بين (lana) وأحد أصدقاء والدها الذي يعمل قي محل لبيع الملابس،هذه العلاقة العاصفة التي ستحمل جنسا وعراء مبالغا فيه ستكون سبب شهرة الفيلم وتدميره في نفس الوقت.
الفيلم محمل بنفس الستينات والجيل الطلابي الثائر والمنفتح جنسيا ف lana تلصق على جدار غرفتها ملصقات تحمل عناوين على شاكلة ((أنا حرة)) وهي متمردة جدا على الأب وحانقة من أجل عودته من أسبانيا لسبب مجهول بعد أن كان قد قرر المشاركة في الثورة الأسبانية ضد الديكتاتور فرانك وهي تعلق صورة لهذا الديكتاتور على جدار غرفتها كرمز للجرائم التي ارتكبت ضد البشرية وغرفتها تمتلئ بالكتب والشعارات وصور للسياسيين، وتظهر عبارة على الشاشة بعد العلاقة العاصفة تحمل معنى تأكيدي هذه المرة:عمرها 23 عاما ومارست الجنس مع 23 رجل،وكل ما نستطيع قوله عن الجنس والتعري الزائد في هذا الفيلم بأنه تعبير عن روح ذلك العصر والمخرج أرد التجديد فاتبع هذه الصورة التي ضيعت هذه المحاولة أو على الأقل شوهت صورتها الطموحة،ولكن لازال التحفظ قائم،وإن كان هذا يحدث الآن،فهل روح التغيير تمثل مثلا جنسا في الشارع وشرطي في الجوار ينظر،على الرغم أيضا من أن الفيلم أيضا ينطلق من معطيات العصر الذي يعيش فيه،ويضع تأملات أكثر منها تنبؤات عن الجيل القادم.
على أي حال فالجنس حدث عرضي في الفيلم على الرغم من أهميته.
تغضب المذكورة عندما تعرف بوجود زوجة لحبيبها وتهم في رحلة تطهرية إلى ضواحي السويد حيث الطبيعة والهدوء على متن دراجة هوائية،وهناك تفرض على نفسها حياة تقشفية من حيث قلة الأكل والتمرن على اليوغا والنوم على سرير المسامير كالرهبان ويعود حبيبها باحثا عنها ويلتقي بها فيكثر الفحش المصور على الشاشة.
وسرعان ما سيفترقان نتيجة عصبية زائدة منها وسيشعر المخرج نفسه بالغيرة لنشوء علاقة حميمة بين الممثلان على خلفية أن lana هي حبيبته في الواقع.
التداخلات بين ما يحدث خلف الكاميرا وبين ما يحدث أمامها تدعم خلفيات ذلك العصر وتقدم أجوبة لأسباب تصوير هذا الفيلم وتُبرز الحالة العدمية التي تعيش بها لانا.
استقبل الفيلم استقبالا مستهجنا ومنع لفترة بالسويد وفي بعض من الدول لم ترحمه أقلام النقاد في الولايات المتحدة خاصة،واعتبر فيلما بدلا من أن يقدم فنا طموحا وكان من الممكن أن يشكل علامة فارقة في تاريخ الفن السويدي الذي لازال يعيش في شرنقة بيرغمان قدم بورنوغرافيا واضحة.
الفيلم يلقي نظرة ممحصة على المجتمع السويدي والعادات والتقاليد وعن المرأة وحول نبذ الحروب بمفهومها الواسع والتآخي الاجتماعي وهي أسئلة يقدمها الفيلم بصيغة الجواب وليس بصيغة السؤال،حالة بين إبداع غودار وتجديده السينمائي وودي الن عندما يخلط بين حياته الواقعية والقص الفيلمي على شاكلة فيلم (Annie Hall) وإن كان البعض قد قال عن هذا الفيلم ممل فهو بأي حال من الأحوال من الصعب مشاهدته لأكثر من مرة..؟



#بلال_سمير_الصدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Ivetelo -1953- / فيدر يكو فليني سينما وعظية في سردية فيلمية ...
- عندما يختصر اللاوعي الجمعي للذات الفردية مصير وتاريخ أوروبا ...
- البكاء..--Grisis1946- وسفينة إلى الهند 1947 لانغمار بيرغمان
- ليالي كابيريا1957 لفدريكو فليني:كابيريا:الشخصية الوحيدة التي ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدر - أنا فضولي : أصفر أو النسخة الصفراء:إشكاليات الستينات في وثائقية قدمت عنصر التجديد وعلاقة عاصفة دمرت الفيلم