أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد فكاك - الى ام الشهيد بوعزيزي: الام التونسية العظيمة.. المراة ذات الظل العالي.















المزيد.....

الى ام الشهيد بوعزيزي: الام التونسية العظيمة.. المراة ذات الظل العالي.


محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 15:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ـ من خريبكة(المغرب)مدينة العمال و الشباب
محمد فكاك
إلى الأم التونسية العظيمة،أم الشهيد بوعزيزي
المرأة ذات الظل العالي، والشريط الأحمر،وصفائح من ذهب
إلى غزالة تونس الحمراء التي أحصنت كرامتها،وعفتها،فلم يطمثهارجعي و لا مرتزق
أومرتد؛حتى نفخ فيها من روحه النسر الثوري العربي،فجاء البوعزيزي شرارة وحجارة،وشجرة ليمون
يتفيأ ظلالها شابات وشباب،لا تونس فحسب بل كل شباب الشعوب العربية التي ترزح تحت نير الطبقات الحاكمة كوكيلة للامبريالية و الصهيونية فما اطيب و اطهر رحِماً حمل بذرة طيبة، فيا ايتها الامهات الامازيغيات و العربيات في المغرب أكْرْمنَ بهذا الشاب الشامخ ، و لا تُكَحّلنَ أعينكن الا بهِ، وإذا أردْتُنَّ
أن تكْبرْنَ أو تعظِّمنَ أَحداً، فلا تُكبرْنَ إِلاّ البوعزيزي، واذا أردتن مُراودة أحد لِحُسنِهِ و جماله، فلا تراودن الا الشاب البوعزيزي لشرفه و بطولته و اقدامه و شموخه.لقد فضل هذا الشاب الآتي من أعماق تونس أن يموت واقفاً على قدميه على أن يموت على ركبتيه جاثيا حاثيا منكسراً.إنني أُشْهِدُكُن يا كل جميلات و حسناوات العرب أَلّا إمرأةً عظيمة إلا أُمّ البوعزيزي،والا ملكة او اميرة الا اليوم الا هذه الام
التي لا ندعوها اليوم الا اميرة الثوريات و الثوريين و ام الشهيدات و الشهداء.
إنَّ منزلك ايتها الام اولى و افضل قِبلة يؤمُّها الشباب الثوري للصلاة للثورة و الديمقراطيةو العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنيةو التحرر الفكري و العقدي و العقلانية و العلمانية.كيف لا، وابنك امتلك بصيرة اعمق، وبُعداً أشد، فجاء استشهاده ضحكة مُزلزِلة بين يدي زرقاء اليمامة ، لا باكيا و لا داعيا بل ثائراً،منتفضاً متمرداً، لقد استشهد ابنك لا يأساًأو إِحباطاً من اجل الموت او الانتحار المجاني، بل من اجل
الحياة، لانه يعشق الحياة ما استطاع الى ذلك سبيلا. لقد تحرر و حرر شعوبه من مركبات الخوف و الخنوع، فجاء صوته يحاكي صوت الشاعر العراقي العظيم محمد مهدي الجواهري، حين صرخ في وجه مضطهديه و جلاديه:


خلّفْتُ غاشيةَ الخنوعِ وَرائي --- وَ جِئْتُ أقتبسُ جَمرةَ الشُّهداءِ

لقد كان البوعزيزي يمشي منتصب القامة، يمشي مرفوع الهامة، علمته ضربة الجلاد ان يمشي ثم يمشي ويقاوم، في كفه قصفة زيتون،وعلى كتفه روحه و نعشه.
وانت ياأُمّ الثوار، لقد كنت اجمل الامهات عندما قلت إن ابني لم يستشهد لعضة الفقر و الجوع والجبن،بل لعضة الهوان و القهر و الظلم و الاضظهاد و الاستبداد، فاسمعْن و عينَ ايتها الامهات العربيات.
أي ميدالية شرفية تكريمية، أن يترجّل الامين العام للامم المتحدة لينحني أمامك تواضعاً واجلالاّ، وفي بيتك وبين اطفالك ليعترف امام كل كاميرات العالم (المتمدن كثيرا) أو( المتحضركثيراً ):
ـ إن ابنك هو وحده من حمل شرارة الثورة و الديمقراطية و الكرامة الى العالم العربي، وادخل شعوبه في نادي الديمقراطية و السلم العالمي و التسامح الفكري و العقدي و الايديولوجي، لتنهزم والى الابد فلول الارهاب و الطائفية و التعصب الديني و المذهبي و العرقي و التمييز العنصري وكل اشكال التطرف البغيض.
إن البوعزيزي هو الذي عزف نشيد الحرية الحمراء لشعوبه، وهو الذي زرع خصوبة الحياة في رحم هذه الشعوب، فأعاد اليها الامل و الثقة في النفس،و العبقرية العربية، و الحرية والديمقراطية و الرحابة الانسانية الكونية.إن سماء تونس الخضراء أمطرتنا نساء و نساء ونساء،فانتِ الام المولودة لا الوالدة، لقد وجدك ارملة، فجعلك اجمل و ابهى عروس يتمناها كل العالم، ووجدك امراة مسكينة فجعلك فينوس العصر، جمالا و روعة و كبرياء،إنك لابد أن تكوني مصغية اليه، وهو يناديك من خلف شجر الزيزفون،وسط كل شهيدات وشهداء العالم:
ـ لِديني من جديد يا امي،لديني من جديد يا امي حتى اكمل مسار الثورة، فلا تسقط و لا تتراجع امام الثورة المضادة، وتقع النكسة من جديد، فالاعداء و العديان من حول الثورة كُثْر و كثر.
إحكي يا شهرزاد التونسية العربية، كيف حملتِ بالبوعزيزي على غفلة من عيون فرعون تونس الذي لوعلم لقتَّلَ كل الامهات، أوإن لم يستطع لجفف كل ينابيع الارحام التونسية الخصبة، حتى لا ياتي الشاب
البوعزيزي، موسى تونس الخضراء، فيخرب عرشه، ويهُدَّ مُلْكه.
ـ إحكي يا أُمّاه،وهو بذرة جنينية، كيف كان يحدثك و تحدثينه، كيف كان يكلمك و تكلمينه، كيف وضعته،كيف عاد اليك رجلا شابا يافعاًمفعماً بحب الثورة، ووحي الثورة، وقرآن الثورة،و انجيل الثورة،و توراة الثورة، وصلاة الثورة، ووضوء الثورة.
أيتها المراة العظيمة، إسمحي لي بان اكون لك تلميذاًبارّاً، على ان تعلميني علم الثورة وفقه الثورة، ومنطق الثورة، ورشد الثورة، اعترف انني ما زلت مراهقا لا اعرف فنون الثورة لا الاستراتيجية ولا التاكتيكية.
ـ معلمتي ، معلمتي، معلمتي العظمى:
لقد فاض رحمك الاطهر عن اجمل شاب حمل معه فجرا جديدا للحرية، للديمقراطية، للكرامة، للاباء،للشموخ،ففاضت الارحام العربية انهارا وظلالا و اشجارا، فلا مصداقية لأيِّ رحم لا يلد لنا عزة أبي العزة، ولاأَنَفةَ أبي العزة، و لا علياء ابي العزة، لقد ضرب النسر العربي الجديد بعصاه الرحم العربي، فانفجر منه الوجود الانساني العربي الجديد،و الجنس البشري العربي الجديد، جنس وجيل النخوة و الغضب و الكبرياء.
ايتها الام النِمرة، حقاً لهِنّكِ لانتِ الارض و السماء، والماء و النار و القمع و الحنطة، و الزعتر و الليمون، و الخوخ و الرمان وانتِ مديح الظل العالي لكن ليس للزمان الخائب، بل للزمان الثوري الجميل، وزمن المارد العربي.
في الزمن الصهيوني الامريكي الرجعي البائد، بكى درويش قائلا:
ـ كم كنت وحدك يا ابن امي
يا ابن اكثر من اب
كم كنت وحدك
القمح مُرٌّ في حقول الاخرين
و الماء مالح
والغيم فولاذ وهذا النجم جارح
وعليك ان تحيا وان تحيا
وان تعطي مقابل حبة الزيتون جلدك
كم كنت وحدك
اما الان،فإنَّ محمود في الزمان الثوري المحمود ليندى ضريحه، ويطيب ثراه، وهو يرى أن شعب
تونس كان أوفى من الزمان، فحفظ دماء الشهيدات و الشهداء الفلسطينيين، ابي اياد وابي حهاد اللذين استشهدا بارض تونس في تواطؤ مكشوف مع النظام التونسي العميل مع الصهاينة و الموساد.
لم نتوحد يا محمود درويش،بمعجزة فلسطينية، فلسطين منقسمة بين الحكم الفتحاوي الارتدادي الانتهازي وبين الامارة الحماسية الماضوية ، لتضيع القضية :فلسطين.بل توحد بمعجزة تونسية،بمعجزة مصرية و الشعوب كلها ثورة وعاصفة وبرق ورعد وهدير،لا شيء يكسر شوكة الثورة،بل الذي انكسر هي العروش- النعوش التي اقامها الاستعمار ودعمتها الامبريالية و الصهيونية،عروش الظلم و التخلف و الجهل و الذلة و المسكنة و الخيانة و الهوان.
لو عدت يا درويش لرايت كيف تتمايس سنابل الثورة في تونس لتمدَّ زندها الى ارض الكنانة، لترفع راية الحرية عاليا، و تجعل الشعوب كل الشعوب سيدة نفسها ، كل السلطة لها، كل الحمد لها، كل الشكر لها، كل الخلد لها، كل النعمة لها، كل الفضل لها.
إنّ خريفنا يا درويش ليبتعد رويدا ر ويدا من حيينا، وهاهي ملايين السنابل الحوامل و الطيور تبشرنا بان ربيعنا يدنو من الابواب . وان بحرا للزمان المستعار يتراجع ليتقدمه بحر للزمان الديمقراطي الحقيقي. فلم نعد ابدا وحدنا يا ابنة اكثر من اب ، لم نعد ابدا وحدنا، لقد احلولى وطاب القمح و العنب في الحقول العربية ، والماء عذب فرات ، و الغيم ماطر ناعم، وهذا النجم بلسم باسم يهدي الحيارى و الحائرين الى السكة التاريخية الصحيحة، وعليك الان ان تحيا وان تحيا، والا تعطي مقابل حبة الزيتون الا عملك و عرقك وليس جلدك، فلا يسرقه مستغل او نصاب او نهاب او ملك اوشريف او ديكتاتور.

أيتها الام العظيمة، كل الشعب، عمال،فلاحين، شابات، شباب معك، لم تعد تونس حظيرة للرعاياو العبيد، مغلقة و منغلقة على الحزب الاستبدادي الواحد، و الحكم الفردي الواحد، و المراة السيدة الاولى الواحدة،تونس للشعب كله،بل تونس اليوم شعارها بلادي بلادي مفتوحة كالسماء.
ان كل دستور لا تؤنث بنوده ومواده ومضمونه ومسطرته، هو باطل و لا يعول عليه، والا لن نتحول الى دولة عصرية معاصرة، دولة ديمقراطية، دولة الحرية و الكرامة.
ان اولى المواطنين و المواطنات بحق الترشيح لرئاسة الجمهورية التونسية الديمقراطية الشعبية وباقي الوطن العربي هي المراة التونسية و العربية التي حملت على صدرها العصري العاري: بن علي ارحل
لم اجد مسكا او عطرا اختم به كلماتي هاته، ايتها اللبؤة العظيمة الا هذه المقاطع الشعرية المغناة بالحنجرة الثورية للثوري النبيل مارسيل خليفة و الشاعر حسن العبد الله:
اجمل الامهات التي انتظرت ابنها
اجمل الامهات التي انتظرته
وعاد مستشهدا
فبكت دمعتين ووردة
ولم تنزو في ثياب الحداد

آه..آه..آه..
لم تنته الحرب لكنه عاد
ذابلة بندقيته و يداه محايدتان
اجمل الامهات التي انتظرته وعاد
اجمل الامهات التي عينها لا تنام
تظل تراقب نجما يحوم على جثة بالظلام
لن نتراجع عن دمه المتقدم في الارض
لن نتراجع عن حبنا للجبال التي شربت روحه
فاكتست شجرا جاريا
نحوصيف الحقول
صامدون هنا.. صامدون هنا
قرب هذا الدمار العظيم.
وفي يدنا يلمع الرعب في يدنا
في القلب غصن الوفاء النضير
صامدون هنا ..صامدون هنا
باتجاه الجدار الاخير.

وصية البوعزيزي يا عبيد
في اي موطن او مكان
اما ان تجهزوا جيش الخلاص
او تقولوا على العالم :خلاص،خلاص،خلاص

ـ حامل اللواء ابن الزهراء: محمد فكاك



#محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع عبد الله العروي في محبسه الترانسوندونتالي Transcendantale ...
- المجلس العلمي الأعلى ومنهجية ذهنية التحريم وعقلية التجريم وم ...
- في الرد الحازم على فتاوى القرضاوي الوجه الأكمل لثقافة البتر ...
- إحياء ذكرى يوم الأرض يتطلب أخذنا إلى واقع جديد حياة ورؤى
- كل ثورة و احنا دايما فرحانين فرحانين فرحانين


المزيد.....




- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد فكاك - الى ام الشهيد بوعزيزي: الام التونسية العظيمة.. المراة ذات الظل العالي.