أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فلاح علي - الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 6)















المزيد.....


الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 6)


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 16:09
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


استكمالاَ لموضوعة العمل مع الجماهير التي تضمنتها الحلقه رقم 5 سأتناول في هذه الحلقة اعلام الحزب الشيوعي العراقي لاهمية موضوعة الاعلام الجماهيري . وقبل الحديث عن الاعلام الحالي للحزب الشيوعي لا بد من الاشارة تأريخياَ بشكل سريع ومختصر عن اعلام الحزب في ظروف العمل السري وتأثيره الجماهيري الذي برع فيه الحزب ومناضليه .



اعلام الحزب الشيوعي العراقي منذ التاسيس لغاية عام 1958 :

لا نستطيع الحديث عن امتلاك الحزب لوسائل اعلام جماهيرية في تلك الفترة , ارتباطاَ بغياب وسائل الاتصال الحديثة و بظروف العمل السري وقلة الامكانيات الماليه وغيرها وملاحقات مناضلي الحزب وزج النشطاء في السجون والمعتقلات وسياسة الاحكام العرفيه التي كانت مفروضه على البلاد آنذاك .

ولكن ما ميز نضال الحزب الشيوعي العراقي في تلك الفتره هو في قدرته الفائقه في التاثير الاجتماعي في اوساط جماهير الشعب رغم عدم امتلاك الحزب لاعلام جماهيري آنذاك .

كان اعلام الحزب في تلك الفترة يتكون من :

1- الجريدة والتي تصدر بشكل سري وباعداد قليله ويقوم مناضلي الحزب آنذاك باستنساخ بعض مواضيعها باليد وتوزيعها سراَ .

2- بيانات الحزب . كان لها وقع كالصاعقه على النظام يخشاها النظام ويخشى قوة فعلها وتأثيرها الجماهيري آنذاك لانه كان لها تأثير ايجابي على وعي ومزاج الجماهير في تحريكها نحو همومها وحاجاتها ومتطلباتها ونحو هموم الوطن .

3- المظاهرات التي يتبناها الحزب كان لها اثر في التاثير الاجتماعي من خلال شعاراتها التي تتبنى مواقف وطنية سياسية ومطاليب اقتصادية .

4- اضافة الى اضرابات العمال وانتفاضات الفلاحين رغم محدوديتها , ونشاطات المنظمات المدنية وحدثت خلال سنوات المد الجماهيري لكنها كان لها الاثر الكبير في التاثير الاجتماعي وتنامي الحراك الجماهيري .



ماهو سر نجاح الحزب في التاثير الاجتماعي آنذاك :

رغم ظروف العمل السري وعدم امتلاك الحزب للاعلام الجماهيري إلا ان الحزب الشيوعي العراقي تميز عن غيره من الاحزاب في قدرته الفائقه في التاثير الاجتماعي آنذاك .هذا يعود لعدة اسباب ومن وجهة نظري وعلى ضوء متابعتي لتاريخ الحزب الشيوعي العراقي أعتقد ان احد الاسباب الهامه في هذا النجاح يعود الى :

1- ان السياسة الاعلامية كانت منسجمه مع السياسة الحزبية اضافة الى نجاح السياسة التنظيمية واستقرار التنظيم وتوسعه رغم ظروف العمل السري . وقد اولى مؤسسي الحزب وقادته اهمية استثنائيه للعمل الجماهيري , وساهموا بجهد كبير في تنشأة شخصيات مناضله متميزة في وسطها ومؤثره في النشاط الجماهيري .

2-هذا النجاح المتميز للحزب الشيوعي العراقي , كأنه يوحي لنا الآن بان هناك عقل عبقري كان وراء هذا النجاح , ويشير الى وجود خطط وان كانت بسيطة لكنها خطط مرسومة بدقه , يحق لي ان اسميها استراتيجيه , أكدت الحياة صحتها كما ان العلم وتطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديث اكدت صحتها , ومن خلال متابعتي لسيرة الحياة الشخصية للوجوه الجماهيرية في الحزب ولفعل الحزب الجماهيري آنذاك يؤكد ان هناك سر علمي لم يستطع ان يجيده الا العباقره في علم الاجتماع . وقد تميز الحزب الشيوعي العراقي في الابداع والبراعه في هذا الميدان في علم الاجتماع والتأثير الاجتماعي , وهو بحق معادله علميه تحتاج الى طرفين , الطرف الاول هو ( الانسان الكائن الاجتماعي المناضل الحامل للفكر الذي يدعو للتغيير) والطرف الثاني هو ( المجتمع – المدرسه – المصنع - المحله – القريه – المدينه ...الخ) .

فكان الحزب يدفع بمناضليه الى التفاعل مع المجتمع والتاثير فيه ويُنشأ كوادر متميزة في هذا الميدان هذا هو سر نجاح الحزب الشيوعي العراقي في تميزه بالتاثير الاجتماعي , حيث اكد علم الاجتماع الحديث ان التاثير الاجتماعي هو احد وسائل الاتصال الجماهيري وهو بحق اعلام جماهيري متنقل يحمل رسائل متنوعه للبث يديرها اعضاء الحزب الذين تميزوا بحضورهم وتاثيرهم الجماهيري واجادتهم لفن الدعاية والتحريض والتوعية .



اذاَ جوهر ومحتوى اعلام الحزب كان يعتمد اساساَ على الاتصال الجماهيري :

لانه يشكل نتيجه للتفاعل الحي بين العضو المناضل ووسطه الاجتماعي , وهو بنفس الوقت يعد ضرورة للحياة الشخصيه الانسانية كحاجة وسمة الانسان في التفاعل الاجتماعي ولحياة النضال وديمومته وتواصله واندفاعه وتوسعه وتجذره . رغم ان الاتصال الجماهيري يعد عملية اعلاميه وقد تستخدم الدعاية والتحريض بنجاح فائق في هذا التفاعل الجماهيري الذي تميز به الحزب الشيوعي العراقي في فترة النضال السري وبفضل هذه الوسيله تحول الحزب الى قوة جماهيريه يحسب لها حساب.كان العضو يعيش في اعمق اعماق الجماهير ويعرف حاجاتها ومشاكلها ويتبنى مطاليبها اضافة الى انه يتابع مزاج الجماهير وهذا له اثر في دور الحزب ونهوضه وتوسع جماهيريته وتحديد طبيعة الشعارات التي يرفعها .



اعلام الحزب الشيوعي العراقي بعد عام 1963 :

لقد نجح الحزب في استخدام وسيلة اتصال جماهيرية فاعله ومؤثره وتبعث برسائل يوميه الى الشعب العراقي ولكن في هذه المره كانت تصل الرسائل لجماهير الشعب بشكل سريع ومباشر وذلك تمثل في نجاح الحزب من فتخ ( اذاعة صوت الشعب العراقي) . اعتقد كانت تبث من براغ , وكان لها تاثير كبير في التفاعل مع قاعدة الحزب وجماهير الشعب , وكانت منسجمه مع مهام الحزب وتسهم في نشر الخبر والتحليل وتوضيح المواقف , وكانت هذه الاذاعة تعد وسيلة تثقيف مباشرة وتعبويه. مع بقاء البيان السري والجريده والنشاط الاجتماعي والسياسي لاعضاء الحزب ودورهم في التاثير الاجتماعي , إضافة الى ذلك كان لدور التضامن الاممي مع الحزب آنذاك له قوة اعلامية وفعل جماهيري يصب في صالح الحزب ومناضليه .



اعلام الحزب الشيوعي العراقي في الفترة من 1973 الى 1978 :

في هذه الفتره لم يكن لاعلام الحزب مضمون تاثيري على الجماهير , وابتعد عن ممارسة النقد لممارسات السلطة (عدا ممارسه واحده مشهود لها هو بلاغ اجتماع ل.م في 10-3-1978 كان يحمل محتوى نقدياَ وتعرض الحزب وقادته آنذاك ورفاقه لمضايقات وطلب من الحزب سحب البلاغ ) , عدا هذا كان اعلام الحزب آنذاك باهت وبلا روح واحياناَ له اثر سلبي على مناضلي الحزب الذين تعرضوا للمضايقات والسجن والتعذيب آنذاك , كما انه ابتعد كلياَ عن الدعاية والتحريض , ويحق لي القول في الاعلام في تلك الفترة , بانه انفصل عن السياسة التنظيمية وكان له دور سلبي على اعضاء الحزب وجماهيره ولم يكن يتسم بالوضوح والمصارحة وتحول الى اعلام نخبه و ليس اعلام حزب يمتلك استراتيجية واضحة على كافة الصعد ومؤثرة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية .



اعلام الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1979 الى عام 2003 :

مع ظروف العمل السري في ظل النظام الدكتاتوري المقبور , لكن البيانات والجريدة كانت تصل للداخل بشكل سري , وسيلة الاتصال الجماهيري بين عضو الحزب والمجتمع ضعفت بسبب الظروف آنذاك والعمل السري والاتصال الخيطي . ولكن الحزب ابدع في ايجاد وسائل اتصال جماهيرية وهي :

1- اذاعة صوت الشعب العراقي التي تبث من كردستان العراق ويصل بثها اليومي الى بغداد ومناطق العراق الاخرى .

2- شكل الحزب مكاتب اعلامية في القواطع والافواج والسرايا , وبرزت كفاءات اعلامية متميزة نتيجة نشاطها في المكاتب الاعلامية , رغم ان بعض هذه الكفاءات قد رحلت والبعض الآخر لا تزال حيه وتميزت هذه الكفاءات رغم انها تعمل في الاعلام الا انها في نفس الوقت تمارس مهام عسكرية وتخوض اسلوب الكفاح المسلح في اصعب ظروفه .

3- لنشاط المكاتب الاعلامية كان له اثر في تننشأة جيل جديد من الاعلاميين ,فكان كل قاطع وكل فوج وكل سرية تصدر ( مجله شهريه) ذات طابع ثقافي وتعكس نشاطات السريه وفعالياتها وفيها اخبار العالم واخبار العلم وفيها التسليه فكانت بحق مجلة متنوعه , وكانت توزع على انصار السريه لقرائتها ثم ترسل للفوج ولا حقاَ للقاطع . وكانت السرايا تقوم بنشاطات سياسية وجماهيرية ذات طابع اعلامي في القصبات والتجمعات التي تتواجد فيها اضافة الى نشاطاتها العسكرية .

4- مع صدور رسالة العراق في الخارج , واستمرار صدور الثقافة الجديدة رغم ان محتواها فكري .

الا ان اعلام الحزب في تلك الفترة تميز بانسجامه مع سياسة الحزب ومهماته وتوجهاته , ولمس الجميع آنذاك بحق انه كان اعلاماَ فعالاَ ومؤثراَ ومنفتحاَ رغم ظروف العمل السري وانه جسد بحق اعلام حزب وليس اعلام نخبه .



اعلام الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 2003 الى عام 2010 :

رغم ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة ورغم أهمية الاعلام لنضال الحزب في الظروف الجديدة , وحاجة الحزب له في الوصول الى الجماهير والتاثير فيها , وفي نشر سياسته ومواقفه وابداء وجهات نظرة في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية , ورغم انه سلاح فعال والذي اعتبر في عصر التكنولوجيا بانه احد عناصر القوة التي تمتلكها الدول والاحزاب , الا اننا نجد ان الحزب الشيوعي العراقي لم يطور اعلامه في هذه الفترة , وبهذا فقد اهم عناصر القوة في عصر المعلومات التي تتطلب حضوراَ اعلامياَ جماهيرياَ فاعلاَ , ولا بد من الاشارة هنا ان الحزب الشيوعي العراقي الوحيد من بين كل القوى السياسية في العراق يتميز بانه يمتلك قدرات وكفائات اعلاميه متميزة على صعيد العراق سواء من اعضائه واصدقائه او مؤازريه لا يمتلكها اي حزب في العراق , لكننا نجد ان اعلام الحزب في هذه المرحله ليس انه لا يواكب الاحداث والتاثير فيها فحسب وانما تحول الى اعلام ضعيف بلا تاثيرجماهيري محدود بلا فعل , لا ينسجم مع المهام التي تواجه الحزب اعلام باهت , عدا انه صدرت من قيادة الحزب مقالات في الجريدة تشير الى معانات الجماهير وحاجاتها وعالجت العديد من القضايا الامنية و الاقتصادية والسياسية وحاجات الشعب والوطن وتحمل رؤية نقديه,عدا ذلك ظل الاعلام بلا فعل منغلق منعزل غير منفتح يتعكز على جهد اعضاء الحزب ومنظماته ومع ذلك يتعامل مع هذا الجهد بانتقائية ومزاجيه ,لا بل وساهم بفرض الحصار الاعلامي على الحزب والمفروض عليه أصلاَ من القوى والجهات التي لا تريد للحزب ان يكون له تاثير في البلاد .



وللتدليل على ذلك يمكن تثبيت الملاحظات التالية التي تعبر عن وجهة نظري :

1- غياب واضح للسياسة الاعلامية , وكأن الاعلام اصبح في فراق مع الخط السياسي ومع التنظيم ومع مهام الحزب واهدافه النضاليه ودوره السياسي والجماهيري المطلوب , وهذا خلل أو خطأ كبيروقع فيه من يقود الاعلام آنذاك , ومن نتائج هذا الخلل ظهرت اشكالات في مواكبة تطورات الاحداث وصعوبة تغطيتها وتخلف ظهور الموقف الواضحه , وغياب الوضوح والشفافيه احياناَ مع غياب النقد المباشر لكل ما هو سلبي في ظواهر وأزمات البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية, عزلة وانكفاء وتحوله لاعلام نخبه وليس لاعلام حزب جماهيري معروف على صعيد العراق والمنطقة له اهداف وتوجهات واضحه .

2- ظهور اشكالات في الكفائه وفي الاداء مع اشكالات في الخطاب السياسي وما يحمله من ثغرات لا يلبي حاجة المنظمات الحزبية والجماهير .

3- تعامل اعلام الحزب بطريقة ميكانيكية كلاسيكية مع البديهيه في الاعلام , وهي ان الاعلام مرتبط في السياسة ولهذا وفق هذه البديهيه الاعلام يتحمل قدر من الالتزام في الخط السياسي وفي فكر ونهج الحزب ولكن تناسى طاقم الاعلام الذي أختير بعضهم بطريقه غير ديمقراطية ان فكر الحزب منفتح ديمقراطي قابل للابداع والتطوير ومواكبة الاحداث والتأثير فيها , وتناسى طاقم الاعلام حاجة الشعب لخط ونهج الحزب اليساري الديمقراطي الذي يحمل مشروع التغيير الديمقراطي . ان التعامل الميكانيكي مع هذه البديهيه في العلاقه بين الاعلام والسياسة والتنظيم سببه ضعف المستوى الفكري لبعض طاقم الاعلام , وبهذا اسهم طاقم الاعلام في عزل الحزب عن خيرة الاعلاميين والكتاب اليساريين والديمقراطيين وحتى الشيوعيون منهم , اذاَ كيف يؤثر جماهيرياَ وهو منغلق على نفسه وكأنه اعلام حيادي لا يمثل الحزب , بانعزاله وتقوقعه وانغلاقه وعدم انفتاحه وضع فيتو على سبيل المثال في مجال النشر, بعدم نشر كتابات في موقع الحزب الطريق وفي الجريدة لانها تحمل في محتواها هذه النتاجات نقداَ والنقد وفق رؤية طاقم الاعلام مرفوض , ولكن نجده وفق الماركسية يعتبر عامل اساسي في التطور والتغيير والتاثير , رغم ان الكتابات تخص آراء الكتاب وليس موقف الموقع , الا ان محرري موقع الطريق والجريدة تعاملوا بطريقة غير مقبولة وكأن الموقع ملكهم الخاص وبطريقه تعبر عن مستوى فكري لا يتناسب وفكر الحزب وبهذا أسهم الاعلام في عزل الحزب مع ضعفه في المجالات الاخرى ذات الطابع الجماهيري , وبهذا حول الطاقم الاعلامي اعلام الحزب في هذا المجال الى اعلام نخبه , في الوقت الذي كان فيه الحزب في حاجه ماسه لاعلام جماهيري ينسجم مع خطه التنظيمي ومهامه وأهدافه وتوجهاته السياسية والحزبية . وفي هذا المجال الاعلام الالكتروني نرى هناك مواقع يقودها عدد محدود جداَ من الاعلاميين كالحوار المتمدن وموقع الناس وينابيع العراق انها في تطور مستمر وتقدمت كثيراَ على موقع الحزب , الذي بدأ يتحسن ببطأ بعد عام 2010 .

4- حتى في حملات الدعاية الانتخابية في انتخابات المحافظات والبرلمان , الجهد الاكبر في الشارع هو لاعضاء الحزب واصدقائه , في حين الاعلام كان يسير خلف الاعضاء وجهد الاصدقاء , مع الغياب الفعلي للدور المتميز في ابتكار آليات وووسائل وطرائق واساليب جديدة ينفذ منها الاعلام الى الجمهور , رغم توفر وسائل الاتصال الحديثة لكن الاعلام ظل ساكناَ .

5- اسهم الاعلام في حرمان الحزب للمبادرة الجماهيرية في تلك الفترة .

6- مع قلة الامكانيات المالية للحزب برزت ظاهره سلبية في الاعلام ان كانت مبرره اقتصادياَ , لكنها كألتزام فكري وسياسي وحزبي غير مبرره , وهي هناك بعض الاعلاميين قد يكون بعضهم ملتزم حزبياَ لكنه يعمل مع أجهزة اعلاميه أخرى ومنها قوى الاسلام السياسي , قلت ان كانت هذه الظاهره مبرره اقتصادياَ او مألوفه اجتماعياَ , الا انه من الناحية العمليه تكون غير منسجمه بين الالتزام السياسي والفكري وكيفية التوفيق مع فكر وسياسة ذلك الجهاز الاعلامي لا سيما اذا لم يكن جهاز يساري او ديمقراطي أو توجه البعض لمن يدفع أكثر , مع احتفاظ الحزب بنوعيه جيده من اعلاميه الناكرين لذاتهم المتطوعين للعمل في اصعب الظروف ولديهم قدره على التحدي والابداع وبذل كل شيئ من اجل اعلاء اعلام الحزب , ولكن يبقى اعلام الحزب بحاجة الى نوعيه تحمل مواصفات الشهيد عبد الجبار وهبي ابو سعيد وابو كَاطع والعشرات غيرهم من خيرة اعلامي العراق .



اعلام الحزب يعد منتصف عام 2010 الى الآن اوائل عام 2011 :

حصل تغيير ملموس , بدأ يتلمسه الجميع ولكن من وجهة نظري يكمن التغيير في :

1-انه حصل تغيير في الخطاب السياسي , وهذا يعود الى موقف الحزب السياسي وليس الى الاعلام فهذا التغيير في الموقف السياسي بدأ يؤثر بشكل ايجابي على الاعلام ويسهم في دفع الاعلام ليحتل موقعه المطلوب .

2- واعتقد ان هذا التغيير الملموس في الاعلام الذي جاء متأخراَ ,يعود الى دور قيادة الحزب الشيوعي العراقي لقناعتها بضرورة تخليص الاعلام من النخبوية ووضعه تحت رقابتها ,وحاجة الحزب لسياسة اعلامية تتناسب وسياسة الحزب والمهام والتوجهات والاهداف النضالية ويكون في مستوى الحراك والنهوض الجماهيري .



الخلاصة والاستنتاجات :

1- في الوقت الذي اصبح فيه الاعلام عنصر من عناصر القوة الدولية والمحلية و ساهم في اسقاط انظمة نرى اعلام الحزب شكل عبئ ثقيل كبل نهوض الحزب وتأثيره جماهيرياَ لا بل وساهم في الحصار الاعلامي المفروض على الحزب .

2- ورد في النظام الداخلي للحزب المادة (18) اللجنة المركزية مهامها وصلاحياتها الفقرة رقم (5- تؤكد الفقره اللجنة المركزيه تحدد سياسة الحزب الاعلامية , وتشخص هيئات تحرير صحافة الحزب المركزية وتشرف على نشاطها وهي مسؤولة عنها ).

اذاّ لماذا حصل هذا التراجع في اعلام الحزب في الفترة من 2003 الى اوائل عام 2010 ؟ ومن يتحمل مسؤولية ضعف الاداء والفاعليه والتاثير الجماهيري والانغلاق وعدم الانفتاح للاعلام الذي عزل الحزب عن محيطه وعن اصدقائه ووقاعدته الحزبية وعن المجتمع هذا سؤال مطروح على المؤتمر التاسع للحزب .

3- يدرك الشيوعيون واصدقائهم وجماهير الحزب ان الوضع المالي للحزب هو سبب يحول دون امتلاك الحزب لقناة تلفزيونيه ولكن سمع الجميع انه قدم عدد من الاصدقاء واعضاء الحزب افكار ومشاريع تساعد الحزب على امتلاك وسيلة اعلام جماهيرية , بدون تحميل الحزب أعباء مالية كبيرة ولكن الى الآن بلا نتائج ملموسه لكي يعرف الجميع ما هي الاسباب الاخرى التي تحول دون امتلاك قناة تلفزيونية عدا الاسباب المالية المطروحة .

4- اعلام الحزب الشيوعي العراقي بحاجه الى سياسة اعلامية تتسم بالوضوح والانفتاح على قوى اليسار والديمقراطية وتسهم بفاعليه في تنمية الفكر الديمقراطي في المجتمع وفي التأثير الثقافي الاجتماعي والجماهيري من هنا الحاجه لعقد كونفرنس للاعلام قبل عقد المؤتمر التاسع يدعى له اعلاميون حزبيون وغير حزبيون ديمقراطيون ومستقلون ويساريون حريصون على اعلام الحزب وتطوره ليكون ممارسة ديمقراطية يسهم في رسم سياسة اعلامية للحزب في ظل المتغيرات الجديدة في البلاد والمنطقه وفي ظل تصاعد النهوض الجماهيري .

5- لا بديل عن رقابة اللجنة المركزية لاعلام الحزب ومتابعته والسهر على تخليصه من الثغرات في الكفائه والاداء ولا بديل عن الديمقراطية لتطوير اعلام الحزب وتخليصه من الرتابه والتقوقع والانعزال وضعف الاداء والفاعلية والتاثير والانسجام مع اهداف الحزب ومهامه وتوجهاته .

6- رغم ان الاعلام يحتاج الى المهنية والكفائه , الا انه له علاقه بالابداع لانه مرتبط ومتفاعل مع الفكر والاهداف والمهام ومع السياسة الحزبية , فهو فن له علاقه بالسياسه والتنظيم كما له علاقه بمزاج الجماهير وتصاعده , فهو من وجهة نظري أعتبره عمل فكري بأمتياز وسلاح فعال في هذا الجانب .

7- طالما ان الاعلام في جوهره وادائه هو عمل فكري , يكون من المفيد هنا هو دمج مختصة الاعلام للحزب الشيوعي العراقي بمختصة العمل الفكري , وتسمى مختصة الاعلام والعمل الفكري ويقاد العمل من قبل مختصة العمل الفكري للضعف الفكري الواضح لبعض منهم في مختصة الاعلام مع تجنب الرتابه في العمل والصيغ الكلاسيكية والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثه .

8- في فترة الثورة الصناعية قال العبقري والثوري الاممي لينين مقولة ( اعطني خبزاَ ومسرحاَ أعطيك شعباَ مثقفاَ ) وفي ظل ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثه يجوز تحريف قول الثوري لينين بمقوله ثانيه وهي ( اعطني خبزاَ واعلاماَ جماهيرياَ اعطيك شعباَ مثقفاَ ) .

9- الشيوعيون العراقيون بما يمتلكوه من كفاءات اعلامية وثقافية وسياسية وفكرية وفعل جماهيري وإراده وتصميم وقدره كبيره في مواجهة كل التحديات ودحرها ورؤية مستقبليه وقدره على التطوير , لا أعتقد هناك مستحيل امامهم يحول دون امتلاكهم أعلاماَ ديناميكياَ وجماهيرياَ مؤثراَ .

سأ تناول في الحلقة القادمة عن التحالفات والعمل الفكري .

10-4-2011

( يتبع)



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 5)
- رسالة الى حزب الدعوة
- التغيير الديمقراطي مسار الاتجاه الحالي في الشرق الاوسط (2-2)
- التغيير الديمقراطي مسار الاتجاه الحالي في الشرق الاوسط (1)
- مظاهرات 25 شباط هل ستحقق التغيير الديمقراطي في العراق
- الشيوعييون العراقييون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 3)
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (2-3 ...
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (1-2 ...
- المتعصبون وخططهم لتدمير الثقافة والمجتمع
- الديمقراطيون وسعيهم لامتلاك الفضائية
- هل تمكن النسر الايراني من نتف ريش النسر الامريكي في العراق
- مستقبل الديمقراطية في العراق في ظل سيادة التطرف الديني والقو ...
- التطرف الديني والقومي والطائفية والارهاب ومستقبل الديمقراطية ...
- طريق الشعب ليوم 28-10-2010 تحدثت بلسان حال الشعب وبرؤية ذات ...
- الى اليسار يا بنات وأبناء العراق
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فلاح علي - الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 6)