أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - أمر مبكياتك















المزيد.....

أمر مبكياتك


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3322 - 2011 / 3 / 31 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفقًا لما انعكس في وسائل الإعلام العربية المحلية، ووفقًا لتقييمات مَن تحدث من قادة ومسؤولين إلى هذه الوسائل، فلقد كان النجاح إكليلًا توَّج فعاليات إحياء الذكرى الـ35 ليوم الأرض.
من الصعب إخضاع هذه المسألة لعملية تدقيق وفحص مِخبَرِيَّين، أولًا لأن مقاييس النجاح والفشل تكون دائمًا نسبية، وثانيًا لأن الداعين لم يحددوا أهدافًا عينية إليها يقاس النجاح ونسبته.
عرفت جماهيرنا ومارست أسلوب النضال السياسي عن طريق الإضرابات الشعبية الجماهيرية. فهذه أداة من أدوات النضال السياسي، وفي حالتنا نحن في إسرائيل، لا شك أنّها من أرقى أساليب النضال المتاحة والقابلة للتفعيل.
إطلاق الصرخة والتعبير عن الموقف الشامل في القضية التي تكون عنوانًا للإضراب، شأنان هامان وضروريان، وهما يكتسبان وزناً إضافيًّا في حالة مراكمة رصيد وطني بين أفراد المجتمع وتزويدهم بجرعات من الحصانة والصمود في وجه ما تفرزه وتمارسه مؤسسات الدولة من قهر وتمييز عنصري متناميين.
إنّه من فئة الإضرابات السياسية الاحتجاجية التي لا ترافقها قائمة من المطالب، تحقيقها أو عدمه يكون عادة مقياسًا لفعاليته ومدى نجاحه. مع هذا، لا يمكن أن نغفل أن القضية العنوان التي من أجلها يُعلن الإضراب وتُعلى الصرخات وتُسجَّل المواقف، هي قضية الأرض والمطالبة بوقف عمليات نهبها ومصادرتها وتهويدها. لذا يحمل هذا الإضراب وما سبقه بعدًا مطلبيًا واضحًا يمكن العودة إليه وقياس مدى نجاحه أو الإخفاق فيه.
في جميع المقاييس يمكننا أن نعتبر أن إضراب عام ١٩٧٦ كان إضرابًا تاريخيًا ومحطة مفصليّة، شكّلت نقلة نوعية في نضال الجماهير العربية في إسرائيل وأداة هامة في صقل هويّتها الوطنية الجمعية وعلاقتها بالأرض/الوطن. بكونه كذلك، يتوجب قياس ما حصل ويحصل الآن إلى ما شكّله ذلك الإضراب من قمة كان المتوقع والواجب على قياداتنا الرقيّ بها إلى درجات أعلى مما حققه ذلك اليوم والزمن. فهل نجحت قياداتنا بذلك؟ هل استثمرت هذه القيادات ما وفّره ذلك اليوم من رصيد ووعي ووزن؟ هل مورست آليّات عمل نضالية من شأنها أن تحمي الأرض وتوقف عمليات السلب والمصادرة والتهويد؟ الجواب يقبع بما كنّا نملكه، نحن العرب، في هذه الدولة وفي ما تبيّنه خرائط مدننا وقرانا اليوم!
في كل عام، وفي هذه المناسبة، نسمع وبشكل مملٍّ ومستهجن، النقاش ذاتَه. فئة تصر بروبوتية معهودة على الإضراب الشامل وأخرى تستبعده وحججها دامغة. كما في كل المسائل يتحفنا أولي الأمر بقرار يمليه التوافق وخشية من مزايدة، فيصبح هذا موحِّدًا وموفّقًا، لا بل جاءنا النبأ هذه المرة معلناً "أن الشعب يريد الإضراب"! هل حقاً كذلك؟! أحيلكم أيّها القرّاء إلى ما نشره موقع "بكرا" حينما خرج مراسله البارحة إلى شوارع الناصرة ليسأل عيّنات عشوائية من المارة الشباب، عمّا يعرفونه عن يوم الأرض. اقرأوا الأجوبة فهي تختزل كل التساؤلات والإعياء. فهل حقًا الشعب يريد الإضراب؟!
سأنضم إلى رهط "المضحكات" كما في حكمة المثل العربي القديم. سأوافق من حسم وأقر بنجاح الإضراب بآلاف من شاركوا عرابة وأقل منهم شاركوا العراقيب. سأنتظر تقييم الرعاة والدعاة لأقرأ عن عوامل ومبررات هذا النجاح ولأهنئَ نفسي وأسعد أنني كنت واحدًا ممن في هذا الرهط ولم يخب أملي.
لحينه، سأكرر ما كتبته قبل إضراب العام المنصرم عندما اقترحت أن تقاس إنجازات يوم الإضراب بميادين ثلاثة رئيسية: "أولها، على مستوى لجنة المتابعة ومركباتها. بمعنى إن نجحت لجنة المتابعة باستثمار هذا القرار ليكون خطوة أولى على طريق وضع برنامج نضالي يلامس قضايا الجماهير المعاشة ومتفق عليه من حيث تسمية الإشكاليات وآليات المواجهة والعمل".
مرّ عام ويلح السؤال: هل حصل ذلك؟.
"ثانيها: على مستوى الجماهير العربية، فإن نجحت الخطوة في تحجيم ما يعتري مجتمعنا من حالة تشرذم أدّت إلى فردنة الانتماء وتؤدي مجددًا إلى بناء ثقة الجماهير العريضة بمؤسساتها وأهمّها لجنة المتابعة وتؤدي كذلك لتعزيز حسّها الوطني إزاء ما يتربٌص بها من مخاطر وإلى توثيق مشاعر الانتماء الوطني السليم، فبهذا قدر من نجاح. هذا إضافة إلى نقل رسالة واضحة إلى هذه الجماهير، بأنّ مشاكلها ومهما استعصت، هنالك من يرعى ويعمل على مواجهتها بشكل علمي وماديّ ومدروس. فالاعتماد على الغيب والغيبيات، كما هو الحال في مجتمعنا، لا يكفي ولن يكون وحده شافيًا".
هكذا كتبت قبل عام. فهل توقّف النزيف؟ هل انحسر التشرذم والتطيّف والتحزب؟ هل غابت المزايدات؟ "ثالثًا: على الساحة الإسرائيلية، فإن نجحت الخطوة بتمرير الرسالة بشكل هادف وواضح بدءً بأروقة المؤسسة الحاكمة ونهاية، والأهم، إلى مجتمع الأكثرية اليهودية، سيكون هذا مؤشر نجاح آخر". هكذا كتبت قبل عام. فهل من تقدم وإنجاز؟ أسأل سؤال الساذج. ففي عرابة لم يدع خطيب مشارك يهودي، على الرغم من مطالبة الجبهة والعربية للتغيير لإشراك خطيب كهذا. "الأكثرية" حسمت ومنعت ذلك، لأنهم باسم الشعب يتحدثون ولأنهم يعرفون أن الشعب يريد الإضراب ولا يريد أن يخطب فيه يهودي!
إلى حين أن يأتي تقييم القادة، سأمارس ما مارسته "المبكيات" في مثلنا الفصيح، وأكرر ما كتبته أيضًا قبل عام: "أعداد المشاركين عنصر هام لإنجاح هذه الخطوة ولكنه سيبقى موضوعًا نسبيًا ولا يصح اعتماده مؤشّرًا وحيدًا ولذلك سيبقى المعيار منوطاً بما سيتحقق في الميادين المذكورة أعلاه، وفيما إذا سيخترق هذا اليوم حاجز الصمت ويصد شبح الهزيمة والانهزام ويعيد للجماهير أملها وثقتها بنفسها وبمخزون طاقتها، فالغد، غدنا جميعًا، مرهون بهذا المخزون".
أعتذر أيٌها القارئ لأنني نسخت من ما كتبته قبل عام ولكن ما العمل ونحن في أحسن الأحوال نتمنى أن نبقى في حالة مثلنا "تيتي تيتي متل ما رحت متل ما جيت".
سيكون الفشل يتيمًا، كما دائمًا، أمّا النجاح وإن كثرت آباؤه فتستحقه جماهير يوم الأرض. الأرض زوجة السماء، هكذا، منذ البدايات، آمن البشر ورست عقائدهم. "طوبى للذي تغمرينه بكرمك" هلّل النشيد وكبّرت ثقافات وعقائد.
"فازحف نحو الأرض، أمك، علّها تحميك من العدم".

[email protected]



#جواد_بولس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميداننا في صفد
- لا رأيَ لحاقن


المزيد.....




- خطة ماكرون الجديدة في أفريقيا
- نائب رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة: علينا تجنب التخوين والت ...
- هل تغير موقف ترامب بعد قمة ألاسكا؟
- انفجار عبوة ناسفة في سيارة قديمة بدمشق دون إصابات
- ليست حربا للانتقام بل للإبادة
- محللون: عملية احتلال غزة هدفها تهجير الفلسطينيين وترسيخ نكبة ...
- الكويت.. الداخلية تعلن ضبط شبكة لتصنيع وترويج -الميثانول الس ...
- ميلانيا ترامب تكتب رسالة إلى بوتين.. ماذا جاء فيها؟
- تصويت في الغرب وصمت في الشرق .. انتخابات ليبيا تكشف الانقسام ...
- السوبر الألماني - بايرن يهزم شتوتغارت ويفوز بكأس فرانز بيكنب ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - أمر مبكياتك