أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - لا رأيَ لحاقن















المزيد.....

لا رأيَ لحاقن


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا رأيَ لحاقن
بقلم: المحامي جواد بولس - كفرياسيف
على الرغم مما يعتريها، فالثورة الليبية المتفاعلة تستدعي الفرح. شعب ليبيا، متنسمًا شذى ياسمين تونس، يزحف ويملأ ميادينها وشوارعها لتصبح هذه، قريبا، توائم لميادين اللوتس في مصر الحرة!
ثورة جورية قانية. حمراء كالورد حرية الليبيين. حرية، أبواب فجرِها تدق بأيادٍ مضرَّجة وضحايا تسقط مهورًا، مهما غلت تفتدى كدين مستحق!
دولٌ تتحرر من حكامها/طغاتها. شعوبٌ هبَّت لتصرخ كفى! ترسم بدمائها وأحلامها لوحات بهية لشرق آخر، وتنوِّت بحناجرها معزوفات الحرية والكرامة والعدل.
لا شيء ينتقص من جلالة الحدث. لا أحد يقدر على تعطيل الرعشة وبهاء فرح الحالمين بفراديس أرضية، أصبحت قاب قوس وأدنى. إلى ذلك، وإن كان الحلم أثيرًا عندي، لاسيما وهو معزز ببرق وبريق اللحظة، فالواقع والتجربة علّماني، أن للحلم طعمًا يبدده طلل الفجر وصياح الديك في الصباح.
فها هي ليبيا تستنفر الفرح والحلم وتنثر عطر الورد البلدي الأحمر القاني، وورودها كما الورد، لا أقل، مزنرٌ بالشوك.
وها هي الدنيا تؤكد على تراتيلها، التي علمتنا، بين ما علمتنا، أن الشيء بالشيء يذكر، حتى وأن أدى ذلك إلى خلط الطاهر بالدنس وتغييب المتن لحساب الهامش.
فها هي ذاكرة البعض تعود وتستذكر ما اصطلح على تسميته "زيارة وفد عرب 48 إلى ليبيا".
ما الحكمة؟ ما الفائدة؟ وأين الرجاء؟
في حينه قلت بأنه "لن يكون هنالك إجماع حول تقييم الزيارة إياها إلى ليبيا. بعض الأخوة صرّح وبعضهم كتب ناقدًا، وأحيانًا بشدة، الزيارة ومن شارك بها.
لا أتوخَّى بدوري أن أناقش هؤلاء. فلهم الحق، كل الحق، بأن يقولوا رأيهم. لا بل أعتقد أن هنالك حاجة ماسة لإجراء تقييم موضوعي ومسؤول حول الزيارة، خاصةً فيما يتعلق بما أعلن عن منطلقاتها ودواعيها وكذلك عن كيفية وآليات تنفيذها وما تخللها من أحداث ومواقف.
يجب إخضاع تقييم كهذا، في البداية والنهاية، إلى ما يتحدث باسمه كل حزب وحركة سياسية وعلى رأسها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وهي مصلحة الجماهير العربية في إسرائيل. فهذه الزيارة كشفت مسائل خلافية كبيرة لم تستطع لجنة المتابعة، كإطار موحد ووعاء حاوٍ ومظلة حامية، أن تمنع انعكاسها المخيب للظن وفي بعض الأحيان المشين والمخزي".
كما في مسائل هامة أخرى، كذلك هنا، تغاضت قياداتنا ومؤسساتنا وامتنعت عن إجراء تقييم جدي، وغارت أحداث الزيارة في بطن الذاكرة. واليوم يحاول بعضهم أن يلتقطها من بين حمم بركان الليبيين ويقذفها كرة من نار، بقذف عشوائي يخطئ ولا يصيب الهدف. وأشعر أن لدى البعض يأتي هذا مدفوعًا بدوافع شخصية وتصفية حسابات داخل الحزب أو المؤسسة فيضيع السمين بالغث.
المغالطة مقصودة باعتقادي، وهي لذلك تصبح مزايدة، والمغالطة عندما يعيِّر كاتبٌ الوفدَ بزيارة العقيد معمر القذافي. لأن الوفد لم يبادر إلى زيارة ليبيا تحديدًا، ولا نظامها ومن يقف على رأسه. فالكل يعلم أن المبادرة جاءت من القذافي، ليس بكونه زعيمًا لليبيا، بل لأنه رئيس دورة القمة العربية. وهو بهذا يمثل الجامعة العربية كلها. وكذلك مبررها المعلن هو إعادة الاعتبار لجماهيرنا العربية بعد عقود من الغبن والإقصاء من قبل الأشقاء وأبناء الأمة!
فالزيارة بهذا المعنى لم تكن لليبيا وزعيمها، وهي لذلك كانت من الممكن أن تجري لو كان قابوس أو مبارك أو أسد أو عمر أو زيدٌ رئيسًا للقمة العربية وبادر لإطلاق دعوة مشابهة لنفس الهدف والاعتبارات. وهي لذلك تختلف عمّا سُوِّق بحماسٍ وتشاوفٍ وطني – قومي - نضالي تحت مسمى التواصل المشرِّف إلى سوريا الأسد مثلاً.
خلط المعايير يؤدي إلى إضاعة " الطاسة" ويحجب عملية التقييم الموضوعي الذي دعوت وما زلت أدعو إليه.
ففي حينه قلت أن الزيارة أبرزت بعضَ الإشكاليات الجوهرية وكتبت "أن أسئلة كبيرة، كبيرة أثارتها الزيارة هذه، تتمحور حول لجنة المتابعة العليا ودورها في ظل أحداث الزيارة وتداعياتها وكذلك شعار التواصل كيف وإلى أين؟ وكذلك حول الخطاب السياسي الذي استعرضته الأحزاب والحركات المشاركة في الوفد وتوافقه مع ما نعرفه عن هذه المواقف قبل الزيارة".
مرة أخرى قرأ من قرأ وأشاح بناظريه ولم يناقش. اليومَ وحين يطالب من يطالب بنصب المقاصل والمشانق معمِّما ذلك على مشاركي الوفد جميعًا ومعللاً ذلك بشخص القذافي تحديدًا، أرى أن القذف، مرة أخرى، يأتي جزافًا من وحدة "الخبط العشوائي" يصيب مرة ويخطئ مرات.
الزيارة كشفت عورات خطيرة في أداء لجنة المتابعة العليا، وهذا حتَّم وما زال يستدعي إجراء نقاش مستفيض جدي، واعٍ ومسؤول، حول هذه المؤسسة ودورها وأدائها القائم والمرجو والمراد.
الزيارة استدعت نقاش مسألة "التواصل"، الذي تحول لمصباح العجب، الكل يفركه ليُخرج عفريتَه خادمًا لمآربه ومصالحه الضيقة. عن هذا تحديدًا كتبت في حينه وقلت: "لا أراني أصرف هذا الشعار- التواصل - بذات العملة التي يصرفها غيري من المشاركين أو الغائبين عن الزيارة. في جميع الأحوال قناعتي الذاتية، التي تعززت بعد هذه الزيارة، هي وجوب بناء إستراتيجية واضحة، عنوانها هو جماهيرنا العربية في إسرائيل وبرامج نضالها تستهدف هذه الجماهير علاوة على المجتمع اليهودي الإسرائيلي. لا أرى معنى وفائدة تتجاوز ما ذكرته لهذا التواصل". هكذا قلت في حينه وما زلت أقول.
والزيارة استدعت مساءلة بعض المشاركين الذين صدحوا بمواقف سياسية استعرت بلهيب صحراء سرت، وتفيَّأت بظل فارسها المغوار يمتطي صهوة ثورة ناءت من وطأته واغتصابه لعذريتها وشبابها!
ولكي أكون واضحًا، فأنا لا أقصد من بالغَ وأغدقَ أوصافًا وألقابًا لم يحظ بها حتى هارون الرشيد، فهؤلاء أساؤوا لأنفسهم وللمشهد العام. لكنني أقصد من انتشى وغشي مستدفئًا على حضن "القائد المظفر الرمز"، الذي بيديه ما زال يرفع مشعل القومية العربية الثائرة والتي بعونه ودعمه ورشده وإصراره ستنتصر! هكذا قالوا.
أقصد أولئك الذين أساءوا واستغلوا زيارةً، عنوانُها وسببُها كانا واضحين وجليين، فجيَّروها عنوةً لمآرب فئوية حزبية ضيقة، فأضروا بها. أقصد بعض من شارك وآخرين آثروا أن يحظوا بزيارة الند للند، قائد مفكر ومفكر قائد، يجمعهم فكر واحد وقضية واحدة وأفق مخملي واحد. هؤلاء مطالبون اليوم بالحساب والمراجعة، لا سيما وأن بعضهم يغرقنا بتحليله وتأييده لشعب ليبيا الثائر.
حقٌّ أن نستذكر زيارة ليبيا اليوم، وبعض ما كتب مؤخرًا صحيحٌ وهام. إنما قيل قديمًا أن "لا رأيَ لحاقن". فبعض ما كتب كان بمثابة رأيٍ لحاقن.
وقلنا أن في التعميم نقمة، وبعض ما كتب جاء معممًا فخلط الطاهر بالدنس وغيَّب المتن لحساب الهامش، فأمسينا كحال ذلك الإعرابي الذي همَّ للصلاة فاستوضأ فوجد وعائي ماء، يعرف أن في أحدهما ماءً نقيًٌا طاهرًا وبالآخر ماءً نجسًا فاحتار بأيهما يتوضأ، وحينما يئس أراد أن يتيمَّم بالرمل فذلك أسلم. مر به شيخ واستأذنه الإعرابي بالتيمم. فجزره الشيخ لوجود الماء. بيد أن الشيخ عجز عن تصويبه لوعاء الماء السليم فنصحه أن يخلط الدلوين فيصير كل الماء نجسًا وهكذا يجوز التيمُّم.
فاستراح الإعرابي الذي مضى إلى صلاته مستغفرًا للشيخ وللعباد!
[email protected]



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - لا رأيَ لحاقن