أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امان - ضحايا هجمات بالمواد الحارقة في باكستان يطالبن بالعدالة















المزيد.....

ضحايا هجمات بالمواد الحارقة في باكستان يطالبن بالعدالة


امان

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 07:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تسعى ضحايا الهجمات بالمواد الحارقة وأسرهن للحصول على العدالة في محاكم باكستان، ويتحدثن علنا عن شكل من أشكال العنف يشوه وجوه مئات من النساء كل سنة.
مولتان، باكستان ( وُمينز إي نيوز)-- ما زال داود عزيز صديقي يعيش حالة حزن شديد بعد مرور عامين تقريبا على قيام أقارب إنسان ساخط تقدم لطلب الزواج [من إحدى بناته ورفضه صديقي] بالهجوم على أسرته بمواد حارقة وقتل اثنين من أطفاله.

وفي حديثه عن الفترة التي قضاها مع ابنته ربيعة البالغة من العمر 18 عاما في المستشفى، يقول صديقي: " رأيتها تتلاشى أمامي يوما بعد يوم... وقد استيقظت في أحد الأيام لأجد أن أذنها اختفت تماما."

وفيما يتحدث صديقي، تنتحب زوجته طاهرة الواقفة بجانبه قائلة: " لو أن شخصا ما أُطلقت عليه رصاصة، فإنه وفي معظم الأحيان ستُجرى له عملية وينتهي الأمر عند ذلك. بيد أن الألم في حالة الهجمات بالمواد الحارقة يستمر إلى ما لا نهاية."

حدث الهجوم في ساعة مبكرة من صبيحة يوم 23 يوليو عام 2002، فيما كان صديقي وزوجته وابنتهما ربيعة وحفيدتهما خولة البالغة من العمر أربع سنوات نائمين في فناء منزلهم في مولتان. وتسلق والد شخص تقدم لطلب يد ربيعة ورفضه آل صديقي جدار المبنى ورش المادة الحارقة على النائمين.

ومن داخل بيت الأسرة، سمع أحد أفراد الأسرة الآخرين صرخاتهم وهرع إلى الخارج ليرى المهاجم زافار سيال يهرب.

وحينما وصل آل صديقي إلى المستشفى، كان الجلد على ظهر طاهرة وذراعها اليمنى قد تلاشى. أما ربيعة وخولة فقد تشوهتا بدرجة أكثر حدة.

وفي محاولة منهم للتعامل مع معاناتهم وإبلاغ الآخرين بها، يتابع آل صديقي قضيتهم في المحاكم الباكستانية ويتحدثون في وسائل الإعلام القومية عن شكل من أشكال العنف يشوه مئات النساء كل سنة في هذا البلد الجنوب آسيوي.

** ويسمونه الماء الحارق باللغة الأردية

يسمونه " تيزاب" أو الماء الحارق باللغة الأردية، وهو عادة ما يستخدم لأغراض زراعية. ويمكن الحصول على النترات وعلى حامض الهيدرو كلوريك بسهولة، حيث يتم تحويلها بشكل أكثر اعتيادا مما يجب إلى سلاح يستخدمه الرجال ضد النساء وأسرهن.

وبعد اعترافه بجريمته، اُعتبر سيال مذنبا في ديسمبر 2003، وتم تحديد العقاب له بموجب قانون "القصاص"، وهو القانون الذي يُلزم مرتكب الجريمة بأن يعاني نفس الألم الذي تسبب فيه للضحية. والقضية معروضة الآن على محكمة الاستئناف فيما يحاول سيال تجنب حكم القاضي بوضع قطرات من المادة الحارقة في عينيه.

وتذهب مئات النساء ضحية كل سنة للهجمات بالمواد الحارقة، وعادة ما يكون ذلك على أيدي أزواجهن أو متقدمين للزواج تم رفضهم أو على أيدي أفراد الأسرة. وفي باكستان، وفي عام 2002، أسفرت الهجمات بالمواد الحارقة عن مقتل 280 امرأة، فيما أُصيبت 750 امرأة أخرى بتشوهات وفقا لتقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان الصادر الصيف الماضي.

وتحدث معظم الهجمات في المناطق الريفية حيث تسود القوانين القبلية، وحيث العنف وسيلة شائعة لحل النزاعات. وفي وسط وجنوب إقليم البنجاب، حيث تقع بلدة مولتان، زادت حالات الهجوم بالمواد الحارقة التي تم الإبلاغ عنها بصورة ثابتة من تسع حالات عام 2001 إلى 56 حالة عام 2002 إلى 74 حالة عام 2003.

وتكون النساء اللواتي يتعرض للهجمات بالمواد الحارقة أحيانا نساءً يسعين للطلاق، أو زوجات يعترضن على زواج أزواجهن مرة ثانية. وقد يكون الحدث الذي يؤدي إلى هذه الهجمات تافها في بعض الأحيان مثل الخصومة بشأن البقالة أو النقود.

** الكثير من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها

يقول وسيم منتظر نائب منسق مركز المساعدة والتسويات القانونية، وهي منظمة غير حكومية في باكستان تساعد في الدفاع عن المعوزين وتقدم لهم الرعاية: " الكثير من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها لأن معظم النساء لا يعرفن حقوقهن، أو لأن مرتكبي الجريمة يأخذونهن إلى المستشفيات للعلاج زاعمين أن ما حدث كان حادثا غير مقصود، ويهددون الضحية أو أطفالها بالعقاب إن هم تحدثوا عما حدث."

ويردف منتظر بالقول: " عادة ما يعتمد المحامون على رواية الضحية وحدها، إذ نادرا ما يتقدم الشهود للإدلاء بشهاداتهم... ومن ثم فإن معدل الإدانة دون نسبة الـ5 في المائة بكثير. وقليلة هي الحالات التي تصل حتى إلى المحكمة."

وهذا هو الواقع السائد خاصة في البلدات الصغيرة والقرى حيث معدل التعليم بين النساء لا يتجاوز نسبة الـ10 في المائة، وحيث يمكن إبقاء النساء ضحايا الهجمات بالمواد الحارقة بعيدات عن الأنظار بسبب نمط الحياة السائد فيها. فالنساء الشابات اللواتي يصلن مرحلة البلوغ يتم حصرهن ضمن منازل الأسرة، وغالبا ما يُمنعن من رؤية الأقارب الذكور من خارج الأسرة المباشرة.

ويقول منتظر لمجلة وُمينز إي نيوز: " لا يعني ذلك أن الناس لا يكترثون، بل أن غالبية الحالات يتم إخفاؤها، وتظل مقموعة من قبل الأسر الأكثر نفوذا."

وهذه حقا قصة رعب تعرفها بشرى هالي على نحو وثيق.

فبعد مرور عامين على زواجها، بدأ زوجها وعمتها في مطالبتها بشكل متكرر بالحصول على مبلغ 50,000 روبية ( ما يعادل 900 دولار) من أسرتها التي تنتمي إلى الفئة الدنيا من الطبقة الوسطى للمساعدة في سداد الفواتير المستحقة عليها. ولم تستطع أسرة هالي تدبير المبلغ، لكن زوجها اتهمها بالكذب.

وتقول هالي فيما تتذكر ما حدث لها: " لم أفهم ما الذي كانوا سيفعلونه. لم أصدق قط أنه كان بوسعهم أن يفعلوا هذا." ففي صبيحة أحد الأيام قبل تسع سنوات، قامت عمتها بربط يديها وراء ظهرها، وبدأت في ضربها. ثم قام زوجها بلف قطعة من القماش حول رأس عصا وغطسها في سائل حارق. وبعدما قام الزوج بتمرير هذه العصا على وجهها، سلمها إلى أمه.

وآخر ما تتذكره هالي في ذلك اليوم هو أن عمتها كانت تنقض عليها بالعصا فيما كان وجهها يحترق. وتعرضت هالي لتشوهات بالغة لدرجة أنها لم تستطع التحدث لمدة سنة ونصف. وفي تلك الأثناء، شوّه أهل زوجها سمعتها متهمين إياها بالدخول في علاقة غير مشروعة مع رجل آخر. وظن أقارب هالي أنها أتت فاحشة.

وفي ضوء سعيها المستميت لتجنب العودة إلى بيت أهل زوجها، تنازلت هالي عن محاولاتها لمقاضاة الزوج وأهله مقابل حصولها على الطلاق. وفي خضم ذلك، فقدت حقها في رؤية أطفالها الثلاثة الصغار، إذ أنها لم ترهم منذ صبيحة يوم الهجوم عليها.

تقول هالي متأسية: " الله وحده يعلم ما هي الأكاذيب التي سيسمعها أطفالي عني. إنني أبدو كوحش، وأخيف الأطفال في الشارع، فكيف لي أن أعود؟ كيف لي أن أعرف إن تبقى لديهم بعض المحبة لأمهم؟"

ولقد أُجريت لهالي التي تعيش مع أمها المسنة 38 عملية جراحية. وهي تقضي معظم وقتها بين جدران المنزل، وتلف وجهها بإحكام شديد بوشاح كبير حينما تغادر المنزل.

وتبكي قائلة: " إنني أموت عشر مرات في اليوم، ولا أحد يدري. لقد دُمرت بالكامل."

وبالنسبة لآل صديقي الذين قضوا ساعات لا تُحصى ولا تُعد في تعلم كل ما يمكن تعلمه عن الهجمات بالمواد الحارقة وعواقبها، فإن ضمان صدور حكم ضد سيال هو الطريقة الوحيدة للحصول على بعض العدل لأنفسهم وللناجيات من الهجمات بالمواد الحارقة مثل هالي.

وأسوأ مخاوفهم هو أن يُبقي محامو سيال القضية لأمد طويل في محاكم الاستئناف لدرجة أنه سيظل طليقا في نهاية المطاف. وقد نظم آل صديقي مظاهرات، وتحدثوا مع الساسة وأطلقوا حملة إعلانات في وسائل الإعلام القومية لضمان أن ذلك لن يحدث.

يقول داود عزيز: " لو كان الأمر يعود لي، فإن كل رجل مذنب بارتكاب هذه الجريمة سيُعاقب بشدة... على الأقل، السجن مدى الحياة، لكي يعلم الجميع أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب."

ويقول فيما ترتعد فرائصه: "أملنا الوحيد هو الاستمرار في التحدث والكفاح... والصلاة لكي لا تمر الجريمة التي سببت لنا هذه المعاناة دون عقاب."

جولييت تيرزييف... صحافية مستقلة تقيم حاليا في باكستان. وقد عملت في السابق لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل ومجلة نيوزويك ولشبكة سي أن أن الدولية وصحيفة صنداي تايمز اللندنية



#امان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشويه الأعضاء التناسلية ممارسة تقليدية - كردستان العراق
- حقوق الإنسان السعودية تتحرى عن العدالة
- معدلات‏ ‏الطلاق‏ ‏ترتفع‏ ‏بين‏ ‏الشباب‏.. ‏ومعظم‏ ‏الأسباب‏ ...
- تقرير التنمية البشرية لعام 2004 : حول الحريات الثقافية
- حقائق وإحصائيات تفضح واقع المرأة الغربية
- ضرب النساء ... الضحية لا تذهب إلى الشرطة
- الأرقام تتكلم... حول العنف ضد المرأة
- شركات تجميل تبيع الوهم ونساء يشترين
- حقائق وإحصائيات تفضح واقع المرأة الغربية
- شادي صدر تتحدث عن الحركة النسائية الإيرانية
- إنها حقاً مشكلة عالمية.. مليار إمرأة في العالم يتعرضن للإنته ...
- العنف والتميز الجندري ضد المرأة العربية - صوت ضحايا العنف ال ...
- اليونيسف: 121 مليون طفل في العالم خارج المدرسة
- ظاهرة التسمين القسري للبنات في موريتانيا
- مطالب نسائية سياسية وإجتماعية لمناسبة يوم المرأة العالمي
- المطالبة بهيئة تلاحق المعلنين الذين يسيئون إستغلال الأنوثة ف ...
- طالبات بغداد.. ومأساة الإغتصاب
- نساء النجف يعتصمن من أجل تمثيل أكبر في المجالس المحلية
- حقوق المرأة العاملة
- أخ يقتل أخته ويجر رأسها في القرية فرحاً - من قتل دلال؟!


المزيد.....




- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امان - ضحايا هجمات بالمواد الحارقة في باكستان يطالبن بالعدالة