سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 06:58
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
علاقتي مع الآخر تؤسس كرامتي الليبرالية الإنسانية،وهي تعني الاعتراف بالآخر كشبيه لي،وبمسئوليتي تجاهه التي يوقظها فيَ وجوده وحضوره.وبالتالي فان مفهوم الكرامة الإنسانية لي كليبرالي تقوم على أساس علاقيّ،وان كرامتي نفسها تتطلب مني احترامي لكرامة الآخر.
ان قيامة الكرامة الإنسانية على أساس علاقيّ يُفيد عدة معانِ.فانه يعني أننا نريد المساواة بين البشر،وأن نعمل على ألا يفرض الأكثر عنفاً أو نفوذاً إرادته على الآخرين،ويُفيد هذا أن نحيا العلاقة مع الآخر كعلاقة تضامن فعليِ تُبرز الاهتمام به ،لأننا نحيا الكرامة الإنسانية ونبرهن عليها من خلال التزامات ليبراليتنا،تلك الليبرالية التي نترجمها في ابتكار الأفعال والمواقف التي تؤسس هذا الرباط بيننا وبين اخوة لنا في الإنسانية.
ويؤدي أساس الكرامة الإنسانية العلاقيِّ إلى رفض ما هو غير مقبول في زمن ومجتمع ما قد يصبح فيهما كل شيء ممكنا ومسموحاً.لذا علينا إن نرفض ما يجب رفضه،وآلا نستسلم للضغوط ،لان ضميرنا الليبرالي يتكون ويتضح من خلال تحدينا للاستبداد ومقاومتنا له.
إن جميع علاقاتنا الاجتماعية الصحيحة يجب ان ترتكز على الحقيقة والعدالة،التي تقر لكل شخص حقه في العيش الكريم باعتباره بشراً لا متاعاً سائباً.
أما القاعدة الأخلاقية التي تحرم سلب الإنسان حريته واعتقاله لكلمة قالها،أو لفكر نادى به،فليست امتيازاً اًواستثناء لاحد.
على عاتق السياسة يقع دور هام في احترام الكرامة الإنسانية والدفاع عنها.ومن وظيفة القانون،في أي مجتمع،إن يقرّ ويمكّن من قيام نظام اجتماعي تظهر وتتحقق فيه =الإنسانية=بين الناس،ويسمح في قيام علاقات مختلفة في مأمن من العنف ,وسلب الحريات.
في الليبرالية ،تقتضي كرامة الإنسان أن يوفر له كل ما يحتاجه ليعيش حياة إنسانية حقيقية ،كالغذاء والكساء والمسكن والحق في اختيار الحياة التي يريدها اختيارا حرا،والحق في أن يؤسس عائلة ويربيها،والحق في العمل ،والحق في المحافظة على حياته الخاصة وفي حرية عادلة حتى في القضايا الدينية.
في الليبرالية،الاعتقال التعسفي،التعذيب الجسدي والمعنوي،الضغط النفسي،أوضاع الحياة المنحطة،السجن من دون مبرر ،الاستعباد،التسلط،انتهاك حريات الإنسان،ان كل هذه التصرفات هي في الواقع شائنة.تلحق العار بالذين يمارسونها على شعوبهم،اكثر مما تلحقه بضحاياه،كما أنها وصمة عار على شرف أي دولة .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟