أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - شارون وعرفات حليفان موضوعيان!















المزيد.....

شارون وعرفات حليفان موضوعيان!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 991 - 2004 / 10 / 19 - 09:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


-1-
ليس هذا عنواناً للإثارة، ولا لجلب مزيد من السخط على كاتبه من قبل القبائل الفلسطينية المختلفة وخاصة الفتحاويين، ولا امعاناً في السير ضد التيار العام، ولكنه الحقيقة المُرّة والقاسية والمؤلمة والقاتلة.

فما يظنه الرأي العام العربي بطلاً قومياً لا يتعدى أن يكون حليفاً موضوعياً لشارون، وما يظنه الرأي العام الإسرائيلي ارهابياً يجب قتله والخلاص منه، يحافظ عليه رئيس وزراء اسرائيل حياً طوال أكثر من أربع سنوات، وهو القادر على سجنه وتعذيبه وقتله، دون حساب آو عقاب.

إذن، لا إثارة في عنوان هذا المقال، بقدر ما هناك حقيقة يجب أن يعرفها الشعب الفلسطيني قبل غيره من شعوب الأرض.

شارون وعرفات حليفان.

ربما تكون هذه مفهومة.

ولكن ما معنى موضوعي. ولماذا هما حليفان وموضوعيان أيضاً؛ أي ايجابيان لبعضهما؟

هذه بعض أطراف الحقيقة المُرّة والقاسية والمؤلمة والقاتلة.



-2-



كلنا نذكر كيف أن المجلس التشريعي الفلسطيني طالب عرفات بأن يتحول النقاش الذي تم بين عرفات وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في 18/8/2004 بخصوص الإصلاح السياسي والفساد المالي إلى قانون واضح. ورفض عرفات ذلك رفضاً قاطعاً محافظة على الفساد والمفسدين. وبأنه يمتنع عن المصادقة على وثيقة الإصلاح التي أقرها المجلس التشريعي في آيار/مايو 2002. وطالب المجلس التشريعي الفلسطيني برئاسة روحي فتوح في 30/9/2004 باسقاط حكومة أحمد قريع إذ لم تستجب لمطالب الإصلاح السياسي والمالي. وفي هذا الوقت أعلن شارون للمرة الألف بأنه سوف يقتل عرفات، أو أن قتل عرفات أو إبعاده خارج فلسطين ليس بالأمر المستبعد. وعندها قامت المظاهرات في غزة من فصائل فتح وغيرها من الفصائل الأخرى مؤيدة لعرفات، ومنددة بمن سيقتله أو يبعده عن فلسطين. واستنكرت نقابة العاملين في "جامعة الأزهر" بغزة، تصريحات شارون قائلة في بيان المبايعة: "نحن ضد قتل رئيسنا المنتخب ياسرعرفات". وطالب البيان المجتمع الدولي بالتحرك وإعلان موقفه الحازم والحاسم من تهديد شارون. وبذا دق شارون مسماراً جديداً في تثبيت عرفات من جديد كحليف موضوعي، له صفات ممتازة، تخدم سياسة شارون منها:



- أن عرفات قصير البصر ضيق البصيرة السياسية، ولا يصلح أن يكون شريكاًً لعملية السلام.

- لا يستأهل عرفات أن يكون مفاوضاً صالحاً لاقامة الدولة الفلسطينية الموعودة.

- عرفات عامل مساعد على ابقاء الفوضى والفلتان في الشارع الفلسطيني، وهذا هو المطلوب للاستمرار في القضاء على الأرض والشعب.

- لا يستطيع عرفات السيطرة أو وقف الارهاب الأصولي الديني المسلح.

- عرفات مكروه من قبل الادارة الأمريكية الحالية، وهي اللاعب الرئيسي في القضية الفلسطينية.

- لا ثقة اوروبية في قيادة عرفات، بعد أن وعد كثيراُ فأخلف، ولم ينفذ وعوده.

- وجود عرفات على رأس القيادة الفلسطينية ساعد على اقامة جدار الفصل العنصري، باعتباره هو وقيادته مُكبَلاً عضوياً وعقلياً وسياسياً، ولا يستطيع حراكاً. وقد كانت اسرائيل تتحين الفرص منذ زمن طويل لاقامة هذا الجدار، فلم تجد فرصة أفضل من هذه الفرصة التي وصلت فيها القيادة الفلسطينية إلى درجة الهزال.



وهذه كلها عناصر أساسية وفاعلة ومفيدة للسياسة الدموية التي ينتهجها شارون نحو الفلسطينيين.



-3-



منذ أربع سنوات، وشارون يعلن في كل مناسبة وكلما زاد سخط الشارع الفلسطيني على عرفات نتيجة لزيادة نسبة البطالة، وارتفاع مستوى الفقر، وزيادة المعاناة الفلسطينية، واستفحال الفساد المالي والسياسي، وتمسك عرفات بمقاليد السلطة من الألف إلى الياء، وفشل كل من محمود عباس وأحمد قريع في مهمتهما كرئيسين للوزراء بسبب عدم تمتعهما بالصلاحيات الكاملة واعتبارهما موظفين في الديوان العرفاتي.. الخ. كلما زاد السخط نتيجة لكل هذا وطالب الشعب الفلسطيني بسقوط عرفات، يهب شارون ويهدد عرفات بالقتل أو النفي، فينقلب الشعب الفلسطيني من ساخط على عرفات إلى مؤيد له، ومن ناقم عليه إلى راض عنه، ومن منتقد له إلى شاكر فضله، ومن مطالب بعزله إلى مُصر على تثبيته، ويحقق شارون بذلك هدفه في ابقاء عرفات، ويدق مسماراً غليظاًً في تثبيت عرفات من جديد كحليف موضوعي له صفات ممتازة لتبرير سياسة شارون الدموية، ومنها ما ذكرناه أعلاه.



وهذه كلها عناصر أساسية وفاعلة ومبررة للسياسة الدموية التي ينتهجها شارون نحو الفلسطينيين.

-4-



فما الذي يمنع شارون من قتل عرفات، وهو الذي قتل من هو أهم من عرفات، وأعلى منه صوتاً، وأقوى منه في الشارع الفلسطيني وهو الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهما من زعماء حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل؟

هل يخشى شارون من أمريكا، وامريكا ترحب اليوم قبل غد بالتخلص من عرفات؟

هل يخشى شارون من الاتحاد الأوروبى الذي فقد الثقة بعرفات وقيادته، وهدده عدة مرات بقطع المعونة المالية عنه؟

هل يخشى شارون من العالم العربي النائم في نعيم العسل الأسود، والذي يرحب بالخلاص من عرفات لمواقفه المشينة من الأنظمة العربية في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج ؟

هل يخشى شارون من الشارع الفلسطيني الذي لم يفعل شيئاً مذكوراً عندما قتل الشيخ ياسين والرنتيسي وغيرهما من القياديين؟

شارون لا يخشى أحداً. لا لأنه قوي، ولكن لأن لا أحد هناك.

إذن، لماذا لا يقتل شارون عرفات، أو ينفيه منذ أربع سنوات وهو في قبضته؟

ان شارون بكل بساطة لا يريد قيادة واقعية سياسية مقبولة فلسطينياً وعربياً وأوروبياً وأمريكياً ودولياًً تحرجه بالسلام، وتضعه في مأزق سياسي.



-5-

قد لا يكون عرفات خائن أو عميل أو متآمر مع شارون، لكي يبقيه شارون على قيد الحياة حتى الآن، ولكن بقاءه في السلطة وهو الرجل المريض بداء (البارانويا) وهو جنون العظمة وعقدة الاضطهاد الارتياب والشك والخوف من الآخرين، وهو الرئيس منذ نصف قرن تقريباً ومنذ عام 1956 (من اتحاد الطلبة الفلسطينيين إلى رئيس السلطة الفلسطينية وحتى الآن) في حين أن الرئيس لا يستطيع الحكم واعطاء افضل ما لديه إلا خلال ثمانية سنوات متتالية حسب تقدير علماء الاجتماع، وبعد ذلك يصبح كارثة على الأمة إذا استمر في الحكم كما هو الحال في العالم العربي الآن. وهذا كله يخدم سياسة شارون الدموية والتصفوية للأرض والشعب الفلسطيني بلا جدال. ولولا ذلك لكان البلدوزر الشاروني قد محا مكاتب المقاطعة في رام الله بمن فيها منذ زمن طويل، دون أي اعتبار لأمريكا، أو الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن، أو الاتحاد الأوروبي، أو الجامعة العربية، أو الشارع الفلسطيني، الذي أصبح مجرد ممر لعبور الدبابات الإسرائيلية فقط لا غير.

ولولا ذلك لما ناصب شارون محمود عباس العداء، وعرقل مهامه، وساعد في اسقاطه، لكي يبقى عرفات (الرجل المريض) في واجهة السلطة الفلسطينية.

ولولا ذلك ايضاً لما عرقل شارون مهام أحمد قريع، وامتنع عن مقابلته إلى الآن، وينادي باسقاطه لكي يبقى عرفات (الرجل المريض) الذي يملك ولا يحكم، في واجهة السلطة الفلسطينية دون غيره، ويبقى الشعب الفلسطيني بلا حاكم فعلي قوي، وبلا رجل دولة قدير، وبلا لاعب ماهر في لعبة السلام الدولية.



-6-

كتب الصحافي الإسرائيلي عكيفا الدار في جريدة "هاآرتس" قبل تولي محمود عباس رئاسة الوزراء يقول :

"عندما ضغط الأمريكيون في نوفمبر 1991 على شامير للذهاب إلى مؤتمر مدريد، سأل شامير مستشاريه، كيف يمكن أن يخرج من هذا الفخ الأمريكي ولا يذهب إلى مدريد. فأشاروا عليه أن يشترط حضور حافظ الأسد أولاً، وحافظ الأسد لن يحضر. وعندما أعلن الأسد بأنه ذاهب إلى مدريد كان ذلك اليوم أكثر الأيام سواداً في حياة شامير".

وأردف الصحافي عكيفا الدار قائلاً:

- وإذا جاء محمود عباس رئيساً للوزراء، فسوف يكون ذلك أكثر أيام شارون سواداً!

فمن مصلحة اسرائيل الآن ومن مصلحة شارون ومستقبله السياسي أيضاً أن تكون هناك سلطة فلسطينية فاسدة مهترئة مُخرّفة، تؤمن بالأساطير السياسية، ومرفوضة فلسطينياً وإقليمياً وأوروبياً وأمريكياً وعالمياًً ومتهمة بالفساد، وليس لديها خبرة سياسية في قيام الدول وبناء الدول وقيادة الدول، وليس لها القدرة على ضبط الشارع الفلسطيني، وضبط الارهاب وتحويل عناصره من ملثمين إلى محاورين، واجراء المصالحة الوطنية مع الفصائل المتواجدة على الساحة الفلسطينية.

فماذا يريد شارون أكثر من ذلك؟

الطريق معبد، والليل مضيء، والقمر ساطع، والمختار في ملكوته وعلى العرش استوى، والكل نيام، والحرامية يسطون، والقضاة مغفلون، وكل تمام يا افندم، ولا شريك للسلام الإسرائيلي، ولتبقى "دار لقمان" على حالها.



-7-



ما هو الحل؟

الحل في تداول الأجيال الفلسطينية الجديدة للسلطة، وليس في تداول الأفراد.

على رجال الثورة الفلسطينية أن يتنحوا، ويسلموا القيادة لرجال الدولة الفلسطينية.

الحل في أن يأتي جيل فلسطيني جديد.

جيل الدولة وليس جيل الثورة.

وهو جيل مثقف ثقافة سياسية رفيعة، يتكلم لغات اجنبية ويجيد العبرية، ويؤمن بالواقعية السياسية الفلسطينية والإسرائيلية والاقليمية والدولية، وبالمفاوضات السلمية وبأن القضية الفلسطينية صراع سياسي يجب أن يُحل سياسياً، ويستطيع أن يقرأ التاريخ بقلب وعقل مفتوح، دون تشنج أو عصبية.

وهذا الجيل الفلسطيني موجود الآن، وهو على استعادا لتحمل مسؤولياته، ولكن ليس من مصلحة شارون الإتيان به، بقدر ما هي مصلحته في أن يُبقي على عرفات (الرجل المريض) وسلطته التي لا سلطة لها.

وهذه ليست مسؤولية أحد، ولكنها مسؤولية الشعب الفلسطيني وحده.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي مصلحة العرب من هزيمة الارهاب في العراق؟
- الانتخابات الأفغانية: خطوة الديمقراطية الأولى على طريق الألف ...
- الإجابة على سؤال: لماذا دولة -الرسول- و-الراشدين- لا تصلح لن ...
- لماذا -دولة الرسول- و-الراشدين- لا تَصلُح لنا الآن؟!
- أيها الأزاهرة: ارفعوا أيديكم عن ثقافتنا
- هل العرب مسلمون؟!
- لو أن شيراك قالها حقاً، لكانت عين الصواب!
- الليبراليون السوريون الجدد ينهضون
- يا فقهاء الدماء: اهتدوا بهذا الكاردينال!
- فقهاء سفك الدماء
- العفيف الأخضر يموت حياً!
- عرفات وألاعيب الحواة!
- هل الصدر آخر الدمامل المُتقيّئة في الجسم العراقي؟
- لماذا أصبح الارهاب خبز العرب؟!
- قدَمُ عمرو ورأسًُ عرفات!
- طريق الثورة الملكية الأردنية
- أيها الخليجيون: احتضنوا العراق!
- ما هي الثورة الملكية التي يحتاجها الأردن الآن؟
- إلى متى سيبلعُ الفلسطينيون سكاكين الديكتاتورية نكايةً بإسرائ ...
- لماذا أصبحَ العربُ عَصْيين على التطبيع؟


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - شارون وعرفات حليفان موضوعيان!