أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السماوي - السقوط المدوي للحزب الدموي















المزيد.....

السقوط المدوي للحزب الدموي


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السقوط المدوي للحزب الدموي:

ما يجري في سوريا ومن قبل في العراق يعيد للاذهان سيرة الحزب الدموي المسمى بحزب البعث وطريقة حكمه!.

قال شاعرهم: بعث تشيده الجماجم والدم....تتحطم الدنيا ولا يتحطم!.

هذا البيت الشعري هو خلاصة أثرية لتركيبة هذا الحزب الدموي المسمى البعث! سواء اكان فكرا ام سلوكا!...وتاريخه المرعب في العراق وسوريا هو حصيلة للارث الدموي لتكوين هذا الحزب.

لا يوجد حزب في العالم العربي مثل حزب البعث في الكثير من الصفات الجامعة له والتي تميز بها واصبحت علامات بارزة له كحزب فاشي لا يعير اي اهمية لكافة المثل والقيم الدينية والاخلاقية والانسانية،وبخاصة طريقة تسلقه السلطة بطريقة يعجز المغامرون عن تنفيذها!.

فمن علاماته الفارقة هي طريقة تأسيسه الغريبة والمريبة والتي لا يوجد مثيل لها وهي باقية في غموضها...كما ان سيرة مؤسسيه الاوائل البعيدة عن الثقافة والفكر والوطنية المخلصة هي اصبحت من علاماته المميزة...ومن ابرز علاماته الفارقة هي فقره الفادح في ادبياته والاسس الفكرية الهزيلة التي استند عليها!ولانه استند على قبضة المسدس وليس القلم فكان من الطبيعي ان يبتعد عن هذا الاتجاه الضروري لكل حركة سياسية...

فمن سرقة جهود المفكر السوري الارسوزي الى استعارة بعض ادبيات التاريخ الاسلامي وسرقة بعض النصوص والافكار من الفكر الماركسي، ودمجها بطريقة تثير الغثيان لهذا الخواء الفكري الذي ليس له قاعدة مستقلة،فأكبر مؤسسيه وهو ميشيل عفلق لا يوجد لديه سوى بعض المقالات التي كتبها بطريقة انشائية للصحف وجمعت في كتاب يسمى: في سبيل البعث!...وياللعار فقد طبعوه مرارا وتكرارا واعتبره انجيلا لهم وهو دال على ضئالة مستواهم،ثم لم تمض فترة طويلة حتى كان الجناح السوري للحزب قد نبذه وحاربه بينما تفتخر عادة الاحزاب والحركات بالانتساب لمفكرين وقادة حتى لو كانوا من بلاد مختلفة سواء فكرا او سلوكا مثل ماركس الذي تفتخر به الحركات الشيوعية والمفكرين المسلمين من شتى البقاع والذين تفتخر بهم الحركات السياسية الاسلامية المختلفة.

وجد هذا الحزب الصغير نفسه ضمن تيارات سياسية كبيرة الحجم والتأثير وبالتالي فأن مكانه ضمنها سوف يبقى في ادنى السلم ضمن التأثير العام مما جعله ينبذ الديمقراطية والحرية كوسيلة شرعية للسلطة بالرغم من الادعاء انها احدى شعاراته!... واعتمد على الانقلاب العسكري السري الذي ينجح بطريقة مريبة والذي لا تعرف مصادر تمويله ولا الطريقة التي جعلته يقفز بسرعة على السلطة عام 1963 في سوريا والعراق بينما تعجز اغلب الحركات بما في ذلك السرية والمغامرة في الوصول الى الحكم بنفس الكيفية! والانقلاب كوسيلة لتصديه للقيادة السياسية وجعلها حكرا عليه هي معروفة دوافعها لانه يعرف مسبقا انه لو اقيمت نظم ديمقراطية فلن يكون له وجود ابدا ضمن اختيارات الشعوب!.

لم يدخر هذا الحزب الدموي من وسيلة لاجل البقاء في السلطة!...فدمر البلاد التي حكمها ولم يستطع حتى توحيد بلدين حكمهما بالحديد والنار فكيف يريد ان يوحد العالم العربي!...فكانت البداية الصراع بين اعضاءه ورأينا كيف كان الصراع الدموي الوحشي الخالي من اي سمة اخلاقية او انسانية بما في ذلك نبل الفرسان فهي منعدمة الوجود ضمن السلوك الفردي لاغلب اتباعه!... وسقط نتيجتها عدد كبير من اتباعه الذين يتصفون غالبا بالانحلال الاخلاقي والضعف الثقافي والردع الذاتي لهما،وانتساب عدد كبير منهم الى فئات المجتمع المنبوذة مما جعل انتقامهم منهم يكون على اعلى درجات الوحشية الهمجية خلال سيطرتهم!.

مثل هكذا حزب سري غريب الاطوار...فأنه من السهل على من يملكون طاقات مثالية في القسوة والخداع، ان يتسلقوا سلمه للوصول الى غاياتهم في السلطة المطلقة والتمتع بها بشراهة حيوانية وتوريثها لاحقا لابنائهم واقاربهم مستغلين في ذلك فقدان مقدرة شعوبهم على التغيير كما ان يحسنون اللعب على المصالح الدولية واستغلالها لاجل البقاء في السلطة لاجل غير مسمى!...ومن هنا رأينا كيف وصل شخص وضيع مثل البكر وصدام واقربائهم الى حكم العراق وايضا حافظ الاسد وتوريثه السلطة لابنه بطريقة علنية خالية من اي اعتبار للراي العام او حتى لحزبه الذي رفعه مع ملاحظة سيطرة اسرهم جميعا على مقدرات البلاد والتحكم فيها بطريقة خالية من ادنى احترام او اعتبار لابناء الشعب وطبقاته الواعية!.

ان ضحايا هذا الحزب الدموي في العراق وسوريا والبلاد المجاورة والتي نكبت بسياساتهم الاجرامية هي تفوق بكثير ضحايا الصراع العربي مع اسرائيل بل مع اي صراع بين الانظمة العربية الاخرى!...وهذا العدد الهائل من الضحايا سوف يكون هو السيف القاتل الذي يقضي على هذا الحزب حتميا!.. فالتاريخ لن يرحم الطغاة وعصاباتهم الاجرامية وبالتالي فأن السقوط المدوي لبعث العراق كان متوقعا وسوف يتبعه لاحقا وان تأخر سقوط زميله البعث السوري!.

لم يجلب هذا الحزب للبلدين الذين نكبا به سوى الدمار والفساد وتوريث السلطة وضياع الموارد والفقر والجهل والفساد وعبودية الاصنام الحاكمة ومسخ الشخصية الوطنية المستقلة مما ادى الى ظهور فئات كبيرة الحجم في تلك المجتمعات،هي مشوهة في الفكر والسلوك!...وليس من السهل ابدا في فترة زمنية قصيرة ان تزال اورام هذا السرطان الخطير في الجسم العربي بشكل كامل! بل ان العلاج الطويل الامد هو السبيل الوحيد للخلاص الابدي من تلك الحركات الفاشية التي تسلطت بالغدر والخيانة على شعوبها التي حولتها الى عبيد يستسهلون حياة الذل بعذوبة غريبة!.

لقد كشف سقوط البعث المدوي في العراق جزءا بسيطا من حجم الدمار النفسي والاقتصادي والسياسي لهذا البلد وشعبه،وسوف يكشف المستقبل ايضا نفس حجم الدمار في سوريا وان كان اقل في حجم بعض الحسابات المادية! لان الفارق يبقى ظاهرا بين حجم البلدين ونوعية الحاكمين!.

لا يتعلمون من الدروس!

الاحداث التي تلت سقوط بعث العراق عام 2003 ومن ثم الثورات العربية الراهنة في عام 2011 لم تعي خلالها الانظمة الباقية حقيقة وحجم الكارثة المستمرة،ومن ضمن هؤلاء نظام البعث السوري الذي مازال يمارس نفس السياسات الخاطئة من قمع وفساد في الحكم والادارة مستغلا حالة الطوارئ منذ نصف قرن!...اي قيمة اعتبارية سوف تكون لكلمة الطوارئ والتي تبقى لنصف قرن؟!.

فقمعه الوحشي للمظاهرات المطالبة بالحريات الى اعتقاله التعسفي من قبل للمدونين ودعاة الحقوق المدنية واتهامهم بتهم زائفة وضيعة هي دلالة على المستوى الهزيل للنظام وبنيته الامنية التي ليس لها وجود سوى في الداخل! كما وان مسكناته المؤقتة لن تنفع في ازالة الاورام الخبيثة في الجسم مهما كانت نوعيتها!.

ان تكرار الاخطاء سوف يعجل بالنهاية الحتمية للحزب الدموي الذي هو في الحقيقة ليس سوى جثة هامدة لا روح فيها منذ تسلقه على السلطة عام 1963 في البلدين،عندما تحول الى جهاز امني تابع لرأس النظام ومهمته الرئيسية هي متابعة الشعب وحبس انفاسه وتجنيد الاعضاء بدون اي حرية للاختيار كما هو متعارف لدى الحركات السياسية!...كما ان الادعاء في مقاومة اسرائيل لن تنفع ايا كان من المحاسبة على اخطاءه!.

ان سقوط النظام في سوريا سوف يؤدي لا محالة الى ازاحة تلك الجثة المتعفنة التي طال امد تحنيطها،وسوف تكون من عبر التاريخ ومآسيه!.



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات من بيت الاغتراب 5
- عبقرية القمع الجديدة!
- المتسلقون الوضاعون!
- الرقص على آهات الضحايا!
- المحنة البحرينية
- زلات اللسان
- مصيدة الجرذان!
- في سياحة الكتب-11
- خناجر الغدر العربية
- مذكرات من بيت الاغتراب 4
- رشاوى في الوقت الضائع!
- موجات الثورات المعاصرة
- مذكرات من بيت الاغتراب 3
- المخادعون:القذافي نموذجا
- الابادة اخر اسلحة الطغاة
- امريكا المحتلة!
- الواجب المنسي
- لحظة صمت
- مذكرات من بيت الاغتراب 2
- عصر الثورات


المزيد.....




- ماذا دار في ‎أول اتصال بين السيسي ورئيس إيران بعد الهجوم الإ ...
- احتفالات مولودية الجزائر بلقب الدوري تتحول إلى مأساة وحزن
- بزشكيان لماكرون: العدوان الإسرائيلي دليل على أن خططنا الدفاع ...
- قبرص تعتقل مشتبها به في قضايا تجسس وإرهاب
- إيران تتعهد بتطوير صناعتها النووية بوتيرة أسرع بعد الحرب
- إيران تطلق الموجة 19 من هجماتها على إسرائيل
- رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
- سوريا: إيقاف وسيم الأسد المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات خلا ...
- إسرائيل حاولت زعزعة إيران فساعدت في توحيدها
- بانون يعارض الانضمام للحرب على إيران ويوجه تحذيرات لترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السماوي - السقوط المدوي للحزب الدموي