أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد أحمد صالح - الموت الهادئ في الزمن الصاخب














المزيد.....

الموت الهادئ في الزمن الصاخب


جهاد أحمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


أبو خالد البطراوي
الموت الهادئ في الزمن الصاخب
جهاد أحمد صالح
عاري الرأس، مكشوف الصدر، حافي القدمين، خالي الجيوب، ويد بيضاء بغير سوء..
رحل أبو خالد بهدوء.
رحلت تلك الروح النقية التي لم تلتبس بظلم، ولم تهزمها كل الظلمات المكاتفة
عبثاً حاول الضباب أن يلتصق بجلد أبي خالد، وبهذا القلب الواضح كالبرق، يتحدى من خلف متراس ثقافته الوطنية، تلك الرطانة والغموض في خطاب الإرتهان، الذي ما انفك يلاحق كل أنفاس الحرية والإبداع.
بهدوء مذهل، وبدفء إيمانه العظيم بقضيته التي تستبطن شرايينه، ونخاع عظمه، وخلايا دمه،
آثر أن يسلك خطاً مستقيماً يوصله إلى نقطة واضحة المعالم، إلى هدف لا لبس فيه.
صافياً، وديعاً كساقيه، في سهوب ربيعية حافظت على ألوانها.
وبصمت، يراكم تجربة فوق تجربة، حتى أصبحت عالماً فسيحاً عنوانه فلسطين،
وأداته ثقافة لا تساوم، ولا تهادن.
موقفاً ثقافياً نقدياً، ينفذ عميقاً كمبضع جرّاح، صاغه من فتات من الصبر،
عصياً على كل أنواع التخدير، والتحذير الذي يراه، ونراه،
موغلاً في الثبات.
موغلاً في حب الأرض والشعب،
موغلاً في الإصرار، أن المستقبل لنا ما دمنا مدمنين الحلم.
اختار ليلة حزن وسافر فيها دون سابق انذار، فصدمنا جميعاً
صدمنا، لأننا كنا نعتقد، ويهمس أحدنا في أذن الآخر.
"حين يرحل أبو خالد، سيموت كثير من الطهارة،
ومن العفوية، ومن الحب،
ومن النكتة الجميلة".
وحين اكتب الآن عن أبي خالد، أحاول أن لا يتملكني وهم الافتخار بمعرفته، والزهو بزمالته...
فمن يعرفه، يعرف ذلك الصامت، الذي يوحي للبعض أنه نسي الكلام،
أو أنه زاهد يعبّر عما يعتمل في داخله بالرحيل إلى الآفاق،
يختزل الكلام، يحّوله إلى جمل مفيدة، تختلج في ضمير شعب كامل
وديعاً كساقية... سافر أبو خالد في ليلة حزن.
تارك لنا بوصلة، واتجاهاتً،
وتجربة فوق تجربة،
أن أية بقعة من بقاع الله يمكن أن تكون ساحة لكفاحنا،
وأن نقطة الحبر الواضحة التي هي زادنا كمثقفين وأدباء، يمكن أن تكفينا ذخيرة لسلاحنا،
نجعل منها بحراً لا ينضب، ومحيطاً لا حدود له ولا شطآن..
هكذا تركنا أبو خالد البطراوي...
عاري الرأس، مكشوف الصدر، حافي القدمين، خالي الجيوب، أبيض اليدين... وكان:
برقاً من وضوح مذهل،
محيطاً من الكلام المضيء وخطب التعنيف الصامت،
وأناشيد الغضب المهموس،
ودعوات الرفض المزلزل.
وأخيراً... أيتها الروح النقية التي لم تلتبس بظلم.
ستجدين من بيننا، من يحفظ الوصية، ويدافع عن طهارة الذات والقضية.



#جهاد_أحمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش ... وجع الغياب


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد أحمد صالح - الموت الهادئ في الزمن الصاخب