أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - بدي سايق محترم














المزيد.....

بدي سايق محترم


خالد احمد العلاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 15:06
المحور: كتابات ساخرة
    


بدي سايق محترم
ليس لدي القدرة على قيادة السيارة.. ولم أرغب يوما في أن أتعلم السواقة رغم أن أقاربي وأصدقائي كانوا يحثونني على الدوام بأن أتعلم السواقه ، لأن السواقة ضرورية على حد تعبيرهم ، لم أقتنع بذلك ولم تتولد لدي الرغبة في سواقة السياره ، وربما لأن حادثين كان لهما أثرا في حياتي ، الأول أن أحد أصدقائي عندما كنا في سن الحادية عشر أو يزيد قليلا كان ضحية حادث سير ، فبينما كان يركب البسكليت ويرى أنه كالعصفور يطير بحريته ، التهمته عجلات قلاب كبير فأنهت كل أحلامه ، وكم تألمت عندما رأيته مسجى وسط أسرته ووالدته تبكيه بحرقة وألم ، وبعد ما يزيد عن ثلاثين عاما ورغم ان عشرات الآلاف من الحوادث وقعت وذهب ضحيتها آلاف البشر إلا أن حادثا آخر أثر في نفسي وكانت الضحية طفله في الرابعة من عمرها قضت تحت عجلات الباص ، حملتها وفيها رمق من الحياة ، واعتقدت أنني أستطيع أن أساعد في إسعافها ، إلا أن القدر سبقني ، ففاضت روحها وهي بين يدي .
بعد هذين الحادثين أصبحت بيني وبين تعلم السواقة فجوة كبيره وبالتالي لابد أن أجد سائقا محترماً ، أأتمنه على نفسي وأولادي عندما يوصلهم إلى المدرسه مثلاً ، وأن يتقيد بالانظمه والتعليمات ، وأن لا يخالف اشارات المرور الضوئيه أو التحذيريه ، لأني لا اريد ان يقع احد من البشر فريسة بين عجلات سيارتي ، ولكن هل أجد ما أبحث عنه ، فأنا ارى كل يوم الكثير من السيارات التي تمر بسرعة البرق ، لاتتوقف على مثلث او مربع أو مستطيل ، ولا تتمهل على مطب ، ولا تتفادى حفرة ، كأنها طيارات على الارض ، وسواقوها كأنهم طيارين ، يرتدي الواحد منه نظارته السوداء ، وأصوات الموسيقى تتناثر من نوافذ سيارته في كل مكان ، يجبر الناس على ان يستمعوا لأليسا أو نانسي أو هيفا ، يصول ويجول ، واذا أعطيت أحدهم اشارة تعني التمهل والانتباه ، فإنه يبطنج عجل سيارته ، ويشحط بها ولا يعيرك انتباه ، هذا عن السيارات ، أما الباصات العامله على خطوط النقل العام وخاصة الكوستر فانها تابوت طائر أو مقبرة جماعيه لأناس كان قدرهم انهم لا يملكون ثمن سياره فيضطرون إلى ركوب الباص ، ويا ويله اذا واحد منهم اعترض على السرعة الزائده او على الصوت العالي للمسجل او على تصرفات الكنترول وألفاظه النابيه ، فانه يجد نفسه امام فريق المصارعه الذي ينهال على جون سينا كقطيع الكلاب .
فكرت مره ان ابحث عن سائق يعمل على سيارة كبيرة او ثقيله ، تريلا مثلا أو ثلاجه (براد) فربما يكون أكثر هدوءاً ووعياً ، لكني تذكرت انني عندما كنت اذهب إلى الكرك بالباص وعلى الطريق الصحراوي ، كنت اشاهد هذه التريلات والثلاجات وكأنها طائرات خارقة لجدار الصوت أو صواريخ عابرة للقارات ، وكم كنت أشاهد السيارات الصغيره التي تنزل عن الشارع إلى البنكيت بفعل هويد التريله او الثلاجه .
كثيره هي الممارسات الخاطئه التي كلفتنا الآف الارواح وخلفت لنا آلاف العاهات المستديمه ، واستنزفت منا ملايين الدنانير ، والسبب في ذلك بسيط وربما تافه ، لا يتعدى كونه مزاجاً من شاب يريد ان يفاخر زملاءه واقرانه بسيارته ، ويريد أن يريهم فنون السواقة والطيش ، والتشحيط والتخميس والتثمين ، أما سواقي الباصات فكل همهم نقلة زياده ، أو راكب على الطريق ، وذلك لكي يأمن غضب صاحب الباص الذي يريد غلة وفيره بغض النظر عن طريقة جمعها ، ما يدفع السواقين إلى التنافس على جمع أكبر غله في اليوم ليحوز رضا ومحبة صاحب الباص ، ولكي يصبح مضرب المثل عنده ، ليقول للسواقين (شوفوا فلان قديش جاب غله ، ليش ما تكونوا زي فلان ، الخ...) أما سائقي التريلات والثلاجات فهمهم الوصول إلى نقطة تفريغ الحموله بأقل وقت ، حتى يتسنى له الحصول على حمل آخر خاصة اذا كان الحمل القادم مغريا ، إلى دبي مثلا او إلى تركيا او إلى الكويت ، وبين كل ذلك الضحيه هو الانسان نساء تترمل وأبناء يتيتمون . وأمهات تثكل ، ودماء تسيل ، وأشلاء تتناثر ، آهات ، أنات ، آلام ، معاقين يصبحوا عالة على الدولة والمجتمع والاسره ، وكل ذلك دون رقيب أو حسيب ، حتى قوانين السير الهدف منها الجبايه ، تغليظ المخالفات ، رفع قيمة الغرامات ، ثم ينتهي كل شيء بعطوة عشائريه تتبعها صلحه ، ثم يتم البحث عن قيمة التأمين ، ولا يفكر احدنا يوما أن ما يجري هو اعتداء على حياة الانسان ، قتل وسفك دماء ، وآخر العبارات ( قدر الله وما شاء فعل ) فتنتهي القضيه بتحميل الدين مسؤولية ما جرى .
في كثير من الليالي أفكر في الطريقة التي أجد فيها سائقا بالمواصفات التي أريد ، وأنا مستعد لتوظيفه براتب محترم الا انني اصدم بالحققائق التي ذكرتها ، أحاسب نفسي على أحلام اليقظه التي أعيشها وأرجو من خلالها أن اعثر على كنز يجعلني من الاثرياء ، فأشتري سيارة فارهه ، وأحل مشكلة عدم معرفتي بالسواقه بالبحث عن سائق محترم ، فأتوجه بالشكر إلى الله تعالي على حالي التي أعيش والتي لا أستطيع بالتأكيد من خلالها أن يكون لي سيارة في الاساس حتى ابحث لها عن سائق محترم.



#خالد_احمد_العلاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيمة ابو معن
- اصلاح شامل
- اتجاوز ،،، لا تتجاوز


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - بدي سايق محترم