أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - اصلاح شامل














المزيد.....

اصلاح شامل


خالد احمد العلاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 17:03
المحور: كتابات ساخرة
    


اصبح الحديث يدور حول الاصلاح الشامل بعد ما رأيناه من حركات التغيير التي برزت وخاصة في الوطن العربي ، فأخذت الدول والحكومات تسعى الى استباق هذه الحركات بالاعلان عن استعدادها للاصلاح الشامل وذلك لتتجنب موجة التغيير القادمه ، ورغم كل ذلك الا ان جميع الدول العربيه تقريبا طالتها مظاهر الاحتجاج ، من المظاهرات ، الى المسيرات ، الى الاعتصامات ، والغريب بالامر ان هناك مظاهر تأييد معاكسه ، والمضحك ان بعض الناس من الشعوب العربيه المسكينه المستعبده على مدى عشرات السنين ، يشاركون في الاتجاهين ، فاجد البعض يهتف اليوم في مسيرة احتجاج بانه يريد اصلاح النظام ، ثم تجده في اليوم التالي يهتف بالروح بالدم نفديك يا رئيس ، وكان المواطن لا يدري ماذا يريد .

المهم في الامر ان موجة الاحتجاجات وصلت الى بيتي ، فكان اولها احتجاج ابنتي الصغرى على حقيبتها المدرسيه ، فرغم انها صالحه للاستعمال فهي من السنة الماضيه ولا بد من التغيير ، ثم احتج ابني بأن بوطه لم يعد مناسبا للارتداء رغم صلاحيته ويرفض اطلاقا محاولة اصلاحه بل يريد بوطا جديدا ، اما ابنتاي الوسط فدائمات الاحتجاج ، وبرأيهن ان الاهتمام دائما بالصغرى والكبرى اما الوسطى او (الوسطانيات )على حد تعبيرهن فهن مهملات ولا يستجاب لمطالبهن ، ووصل الاحتجاج الى الزوجه التي لا يعجبها ان اذهب الى مقهى الانترنت ، ليس خوفا من ان ادردش مع النساء مثلا ، ولكن خوفا من ان اخوض بمواضيع سياسيه رغم انني احمل شهادة بالعلوم السياسيه ، حتى امي دائما تقول لي دير بالك من السياسه ، ولا تمشي مع جهاد العلاونه لانه بوصلك الديار السودا ، كل ذلك بالطبع خوفا من ان تداهمني الاجهزه الامنيه يوما لاقتلاعي من بينهم .

كان لا بد لي من ان اركب قطار المناداه بالاصلاح بعد ان اتفق اولادي على الاعتصام امام البيت للمطالبة بمزيد من الحريات والحقوق ، فأعلنت خطة للاصلاح ، ستكلفني كثيرا خاصة ان وارداتي محدوده وصندوق النقد لن يقرضني وكذلك البنك الدولي ، حتى انني لا استطيع الاقتراض من احد لاني سأعجز عن السداد وتبدأ الشكاوى والمحاكم ، وأنا مش ناقصني .

انتهزت فرصة عدم وجود زوجتي وابنائي بالبيت وبدأت خطوات الاصلاح ، فاحضرت مجموعة من المسامير ومفك وشاكوش وبدأت باصلاح باب الخزانه الذي وقع أكثر من مره لكثرة الاستعمال ، ثم بعد ذلك قمت باصلاح زرفيل باب البيت الذي اصيب بخلل بسيط ، وبعد ذلك اتجهت الى المطبخ وقمت باحصاء الادوات التي تحتاج الى اصلاح لاباشر باصلاحها حسب الاولويه ، في هذه الاثناء عادت الاسره وفوجئوا بما يحدث وعندما استفسرو عن تناثر ادوات المطبخ على الارض ووضعها في مجموعات أخبرتهم بانني بدأت بعملية الاصلاح ولا داعي للاعتصام او الاحتجاج وذلك للمحافظه على الاسره ووحدتها ، فبادرتني ابنتي الصغرى ، شو دخل شنتتي بمفرمة اللحمه ، وقال الابن انا بدي بوط مش تصلح طاسة الضغط ، اما ابنتي الكبرى والتى كانت اوعى قليلا قالت يا والدي الاصلاح الذي نريده ليس ضحك على الذقون مثل الاصلاح العربي ، احنا بدنا اصلاح اقتصادي بتحسين المصروف ، بدنا اصلاح اجتماعي نطلع رحلات وشمات هوا وزيارات ، بدنا نغير شنتاتنا واحذيتنا وملابسنا كل شهر ، وبدنا رصيد في التلفون ، بدنا تشتري سياره ، وبدنا ، وبدنا .

صدمت مما سمعت ، لان هذا التغيير يحتاج الى موازنة دوله وانا يا دوب راتب تقاعد ، حاولت اعمل لجنة حوار الا انهم رفضوا ، وقالوا انه انت بدك تعمل لجنة حوار ، مع مين بدها تتحاور ، طبعا معك ومع ماما ، واحنا ما حدا يسأل فينا ، يعني مثل لجنة طاهر المصري ، معظم اعضائها من الاحزاب ، ورح تحاور الاحزاب ، اكيد ما رح تنزل للشارع او المزرعه او المصنع او الورشه او المدرسه او الجامعه او تلف البلد زنقه زنقه حتى تحاورهم وتسمع رأيهم ، ولجنتك يا بابا اكيد ما رح تقعد معنا وتستمع لرأينا ، واحنا هيك ما بنستفيد .

تركتهم ودخلت غرفة النوم لانام قليلا ، وظلوا خلف الباب يهتفون (نحن نريد اصلاح الاسره) ، ( يسقط الاستبداد )



#خالد_احمد_العلاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجاوز ،،، لا تتجاوز


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - اصلاح شامل