أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين الورزادي - عوالم الحياة














المزيد.....

عوالم الحياة


ياسين الورزادي

الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 20:44
المحور: الادب والفن
    


أريد أن أكتب لكني لست أدري ماذا أكتب هل أكتب أغنية جميلة هل أحكي عن قصة حب حزينة أم أسرد معاناة إنسان مريرة ماذا أكتب هل أكتب عن الحياة ولغز الوجود ومصير الانسانية ؟
هكذا هي الحياة دائما وهكذا هي طبيعتها فنحن لانستطيع تملكها ولا نستطيع فهمها أبدا لأننا عاجزون ضعفاء مساكين وفقراء فهي أقوى منا لأنها دائمة ومستمرة وخالدة ونحن مؤقتون وعابرون فنحن نشعر بها ونحس بآلامها وأوجاعها ومأساتها وهي لا تشعر بنا ولاتكثرت لحالنا ولاتبالي بهمومنا وغمومنا بأحلامنا الجميلة بطفولتنا البريئة بخيالاتنا البديعة الجامحة وإنما تمضي في صمت وقوة كأنها صخرة صماء لا تصغي ولا تتأثر تسير في عنف وتجبر , تقهر فينا الإحساس وتبدد فينا الأحلام الجميلة وترسم لنا حقيقة الوجود البائس ومصير الانسانية الشقي اللاهي الغامض والمتعالي تكسر فينا الطموح وتبعث فينا الأمل الزائف والوهم الكاذب والوعد الغادر هذه هي الحياة وهذه هي طبيعتها عنف وقسوة وجبروت وحياة يتلوها موت وسعادة يتبعها شقاء ويسر يرافقه عسر وأمل تصاحبه خيبة وحسرة وندامة.
ليست هذه نظرة للحياة أو إحساس بالوجود ولكن بحث في طبيعة الحياة والانسان وتأمل في المصير والوجود , إنه تأمل في عالم بائس لا وجود فيه للمعنى بل إن معناه هو اللامعنى عالم نحسه ونشعر به ثقيلا على نفوسنا شديد الوطأة علينا ولكننا لا نستطيع التخلص منه لا نستطيع تجاهله لأنه يمضي في طريقه بلا تردد بلا شفقة بلا رحمة بلا رأفة سواء إنتظرناه أم سرنا معه فهو ماض بلا توقف وبلا إنتظار.
يعيش الناس في عالمهم الخاص غير مدركين لعالمهم الكبير يعيشون علاقاتهم وأنشطتهم ويحققون أحلامهم وأهدافهم ,يسرعون ويسارعون إلى أن تأتي عليهم لحظة الشعور بالعالم الكبير فيحسونه ويكتشفونه لكن بعد أن يتعبوا في عالمهم الخاص هذا العالم الصغير الذي يحجب عنهم رؤية الحقيقة ويستر عنهم معرفة العالم الكبير الذي يعطي لحياتهم معنى آخر غير الذي كانوا يعيشونه ذلك العالم الصغير الممزق الباهت الخافت الحافل باللامعنى والمليئ بالمأساة والملهاة هناك حيث يضيع الانسان ويضيع معه المصير وتتفتت فيه الأحلام الجميلة وتتكسر فيه الارادة والقوة والأمل.
هكذا هو عالمنا الخاص عالم يفتقد للبسمة الجميلة وينعدم فيه الأمل ويسوده الضياع وفقدان المعنى لذلك نحن في حاجة إلى العالم الكبير نبحث عنه نكتشفه نرقبه وننتظره ونتحسر عنه لماذا يا ترى هل لكي لننسى المعاناة أم لكي نهرب من واقعنا الصغير أم لأننا عاجزون ضعفاء مقهورون لا نستطيع الصمود لا نستطيع المقاومة والمجابهة .
ليت الأمر كما نعتقد ولكنه ليس كذلك إن حاجتنا للعالم الكبير حاجة تنبع من صميم طبيعتنا و طبيعة الوجود لا لكي نتحاشى المواجهة بل لكي نشعر و نحس بحقيقة عالمنا الصغير لكي نكتشف ملهاتنا مأساتنا معاناتنا وأوهامنا , لكي نستمر في الوجود لكي نعطي لحياتنا معنى أكبر ولكي لا ننسى لكي نفتح أعيننا على حقائق الحياة .
كم هي جميلة هذه الحياة حين نكتشف حقيقتها وكم هو صغير عالمنا الخاص حين نكتشف عالمنا الكبير إننا نحس به وكأنه يحمينا يرشدنا يوجهنا الى معاني أخرى معاني كثيرة لم نكن لندركها لولاه ولم نكن لنشعر بها من دونه .
هذه الروح الساكنة في أجسادنا هذه الحقيقة الكامنة في أنفسنا أليست هي من يربطنا بعالمنا الكبير أليست هي الحقيقة الدائمة الأبدية التي بها نكتشف عوالم الحياة ونميز فيها بين عالم صغير فاقد للمعنى وعالم كبير مليء بالمعاني والغايات.
وهذا الجسد أليس هو من يربطنا بعالمنا الصغير ويشدنا اليه شدا قويا ويبعدنا عن عالمنا الحقيقي الكبير بالرغم من أنه وعاء الروح ومستودعها فإنه لا يعكس لنا حقيقة الحياة ولا يسعفنا لرؤية الوجود وإكتشاف المصير.
ربما تكون الحقيقة عين الوجود ولكن المعنى ليس كذلك لأنه نابع من الروح التي تسري في الوجود وفي أنفسنا, الحقيقة هي عالمنا الكبير حيث يسموا بعالمنا الصغير ويأخذ بيدنا نحو المعنى .



#ياسين_الورزادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة الله في سقوط أنظمة الاستبداد
- ثورة الشعب الليبي العظيم
- مصر على طريق التغيير
- الإنتفاضة التونسية والدروس المستفادة
- الفلسفة الماركسية : دراسة نقدية
- قضية الحوار الديني والحضاري


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين الورزادي - عوالم الحياة