أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فرياد إبراهيم - ألكِّلابُ أوّلا














المزيد.....

ألكِّلابُ أوّلا


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 20:47
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك الف دليل على صدق الكلاب. فالكلب هو الحيوان الوحيد الذي يصادق الانسان في كل الظروف الحياتية.
ومن هذه الكلاب المخلصين والأوفياء هو كلب اهل الكهف. فكلبهم لم يبرحهم وهم نيام فنام معهم .وهو الكلب الوحيد كما أظن الذي سيدخل الجنة التي اخرج منها ابو البشرنتيجة منافسة غير متكافأة وبسبب التعتيم ألإعلامي السماوي حينذاك.
وهناك إعتقاد سائد بأن وجود الكلب في البيت يمنع عنه الملائكة . هذه هي النظرة الشرقية الأسلامية العامة . و هناك نصوص تؤكد هذا الموقف السلبي تجاه الكلب. ففي كتاب المستطرف هناك مقارنة ومشابهة جميلة لا تخلو من الواقعية بين الأنسان والحيوان اقتطف منها هذه الفقرة مع تضميني إياها نظرتي الخاصة بين القوسين: " ...فليس احد من الخلق الا وفيه خلق من اخلاق البهائم. العرب تقول اجهل من نمر اذارأيت الرجل جاهلا في طبائعه غليظا في طبائعه قويا في بدنه لا تؤمن ضغائنه فالحقه بعالم النمورة (لو خُيّرت لصنّفت القذافي في هذه الخانة). واذا رايت الرجل هجاما على اعراض الناس فقد ماثل عالم الكلاب فان دأب الكلب ان يجفو من لا يجفوه ويؤذي من لايؤذيه فعامله بما كنت تعامل به الكلب اذا نبح الست تذهب وتتركه (والحق بهذا الصنف إعلام وأبواق أنظمة العرب بلا إستثناء). وإذا رايت إنسانا قد جبل على الخلاف ان قلت نعم قال لا وان قلت لا قال نعم فألحقه بعالم الحمير ، فان دأب الحمار ان ادنيته بعُد وان ابعدته قرُب فلا تنتفع به ولا يمكنك مفارفقته ( هذا هو الخامنئي بلا منازع)."
ويقال ان الكلب على سيرة سيده فكلب جورج بوش هجّام وكلب كلنتن عاشق مزمن وكلب السيدة عقيلته هيلاري كلب ذكر رومانسي ، تتخذه كوسيلتها الوحيدة لأثارة غيرة زوجها متى دعت الحاجة .
أدري قليلا ولا ادري تماما ما سر تعلق اهل الغرب بالكلب الى حد العبادة.
" الوقت ذهب." مثل سائر في مجتمع الغرب عموما. فلو كان البشر سببا في اضاعة خمس دقائق من صاحبه أو وزميله لثار هذا وهبّ إلى استشارة ساعته اليدوية. ثم مضى في سبيله يلعن حظه لهذه المداخلة التافهة.
وهذا الشخص نفسه يخرج كل يوم بمصاحبة كلبه ساعة او اكثر . رغما أن الساعة الواحدة في مذهبه تساوي خاتما ذهبا.
قالت لي احداهن أن الكلب مثلنا يحب المشى والطبيعة والهواء النقي واللعب فقلت لها متقززا: وماذا بشأن كل هذا الغائط الذي يملأ الطرقات؟" فقالت: " ليس ذنبي." ثم اخرجت حفاظات للأطفال من حقيبتها اليدوية وهي تبتسم إبتسامة الظفر في وجهي المنكمش.
أما جارتي فهي الأخرى قد أجرت مؤخرا عملية جراحية تجميلية - ترقيعية لأنف كلبها المدلل بمبلغ (800 ) ثمان مائة اورو!
وقبل فترة اجليت كلاب هولندنية من ليبيا قبل أصحابها. فأذاعت اذاعة هولندا الرسمية (ن. و. س. جورنال ) النبأ العظيم دون أن تذكر شيئا عن المذبحة الواقعة هناك على قدم وساق وتحت اعينهم . وجاء نص الخبر: " خلاص لقد وصلت الكلاب والقطط بأمان الى هولندة." وحتى لم يتطرق الخبر الى الجواسيس الهولنديين الثلاثة الذين وقعوا في الأسر في نفس الزمان والمكان .
هذه المشاهد والحقائق غريبة. ولكن ما حدث في ليلة من الليالي كان لأعظم وقعا.
قبل بضع سنين كانت جارتنا كارين خير عون لنا وسند في السّراء والضّراء. وقفت معنا في الغربة . ساعدتني ووقفت بجانبي في كل الظروف والصعوبات الا في حالة واحدة استثنائية اصبت من جرائها بصدمة نفسية لشدة المفاجئة . قصة حقيقية حسبتها اغرب من الخيال.
كاتي، اسم دلع لها، وهي ارملة، كان لها كلبان كبيران ذكر وانثى وكلما زرتها في بيتها كانا يستقبلاني بمد لسانيهما تماما الى حلقة الوسط من حزامي، الشئ الذي بث الرعب والدهشة في نفسي.
في تلك الليلة كانت زوجتي على وشك الولادة . وقد كانت بحاجة الى من يقف بجانبها أثناء ذلك. فلم نجد خيرا من كاتي. فاتصلت بها هاتفيا وعبرت لها عن رغبة زوجتي. فما هي الا ان ارتفع صوتها المتهدج من الطرف الآخر:
- كم انا سعيدة بالنبأ، اليوم لنا فرحتان إذن ولهذا اعتذر عن المجئ، يا للمفاجئة ويا للتوقيت غير المناسب.
قلت: عجبا ماذا حدث هل حدث مكروه لا سمح الله؟
قالت: بل حصل كل الخير، ابشرك ..كلبتي باتي تضع هذه الليلة ايضا فيترتب علي ان اكون بجانبها، أليس كذلك، تحياتي لزوجتك وتمنياتي لها بولادة يسيرة.
تسائلت زوجتي مندهشة لريبتي وصمتي بعد المكالمة.
فقلت لها بمرارة المفلس: " باتي كلب كاتي ستلد هذه الليلة لذلك انها لا تاتي وتتمنى لك بسرعة النجاة، و لولا باتي ، قالت نصا كاتي، لفديتها بحياتي وأرسلت لك طنا من التهاني ورطلا من التحيات والسلامات ومثلها من الأمنيات. تبت يدا كاتي والوليد الآتي، هات يدك هات، يا مولاتي ، قومي تأبطي ذراعي، وهيا بنا إلى مستشفى الولادات."

7-3-2011

www.Freeyad Ibrahim.nl
[email protected]



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشير طنطاوي يمثل دور الشرير في فلم كوميدي اسمه الدستور
- بريطانيا وامريكا: الإخوان إخوان
- ألكَلب ووَظِيفَةُ الإسفَنج
- الحكومات الغربية تكافئ مجرمي الحرب!!
- دكتاتوران في كوردستان
- جَيشُ مِصر...ووظيفَةُ الأِسفَنج!!
- استشراء الفساد في كردستان العراق
- السارق
- ألأنبياء الملوك !
- آفة اسمها الغلوّ والمُبالغَة !
- لإختِبَاء وَراءَ الأسمَاء اللمّاعة


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فرياد إبراهيم - ألكِّلابُ أوّلا