أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وفاء جمال - التّربية بالأعمال لا بالأقوال














المزيد.....

التّربية بالأعمال لا بالأقوال


وفاء جمال

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 18:10
المحور: المجتمع المدني
    


هو الله
على كلّ إنسان أن يفكّر قبل كلّ شيء في تربية نفسه ويفكّر في إكمال نفسه لأنّ تربية النّفس لازمة قبل كلّ شيء.
لاحظوا أنّ جميع الكائنات محتاجة إلى التّربية، ونرى أنّ كلّ نبات مهما كان ضعيفًا يزداد قوّة عند الاعتناء به. وأنّ الأزهار مهما كانت صغيرة تصبح كبيرة بفضل التّربية والشّجرة عديمة الثّمر حين تربّونها تصبح مثمرة والأرض المليئة بالعوسج والأشواك حين تربّونها تصبح حديقة الرّياحين والحيوان ينقلب بالتّربية من حال إلى حال والحيوانات الوحشيّة حين تربّونها تصبح أليفة أنيسة.
إذن اتّضح أن للتّربية تأثيرًا في جميع الأشياء ولكنّ تأثيرها أعظم في العالم الإنسانيّ. والإنسان بدون التّربية حيوان بل أحطّ من الحيوان فمثلاً لو بقي الأطفال في الصّحراء فإنّهم لن يتربّوا بل يبقون جهلاء حتمًا. ولا شكّ أنّهم يبقون ولا علم لهم بالمدنيّة. فلا صناعة ولا تجارة ولا زراعة. مثل أهالي أواسط أفريقية الّذين هم في منتهى الوحشيّة.

ما الّذي ميّز العالم الأوروبّيّ عن العالم الأفريقيّ؟ لا شكّ أنه التّربية. لأنّ أهالي أوروبّا حازوا على التّربية وأهالي أفريقيا حرموا منها وواضح ومشهود أنّ الإنسان يحتاج إلى التّربية.
والتّربية على نوعين: تربية روحانيّة وتربية جسمانيّة. تربية طبيعيّة وتربية إلهيّة. إنّ أنبياء الله مربّون روحانيّون ومعلّمون إلهيّون وهم يربّون النّاس بالتّربية الإلهيّة فيربّون قلب الإنسان وأخلاقه.
وعندما تتربّى روح الإنسان وقلب الإنسان وأخلاق الإنسان فإنّ التّربية الجسمانيّة تتحقّق حتمًا. فتحصل التّرقّيات الجسمانيّة ضمن التّرقّيات الرّوحانيّة. فأتمنّى إذن أن تبذلوا الجهد لتربية أنفسكم أوّلاً وتربية أخلاقكم وتنظيم أقوالكم حتّى تتبرّأوا من النّواقص وتتزيّنوا بفضائل العالم الإنسانيّ وعند ذلك تقومون بتربية النّاس لأنّ العالم الإنسانيّ مظلم. وإنّكم تلاحظون أنّ الحرب والقتال والنّزاع والجدال والخصام مستمرّة فالتمسوا من الله لعلّه يوفّقكم ويؤيّدكم في سبيل خدمة العالم الإنسانيّ وتصبحوا سبب نورانيّة هذا العالم.
وكذلك فإنّ قوّة التّعليم والتّربية على نوعين: نوع تتمّ فيه تربية النّاس بواسطة الأقوال ونوع تتمّ فيه تربية النّاس بواسطة الأعمال. فبإمكان الإنسان أن يربّي النّاس بالأقوال ولكنّ التّربية بالأعمال أعظم من التّربية بالأقوال لأنّ تأثير الأعمال أشدّ فمثلاً إنسان يتكلّم عن الوفاء ويدعو النّاس بلسانه إلى المحبّة والوفاء في حين لو يقوم هو بواجب المحبّة والوفاء فإنّ عمله له تأثير أكبر، أو مثلاً إنسان يدعو النّاس إلى الكرم في حين لو يكون هو نفسه كريمًا فإنّ عمله له تأثير أكبر. أو مثلاً إنسان يدعو إلى الرّأفة في حين لو يكون هو رؤوفًا فإنّ تأثيره يكون أكبر. فالإنسان الّذي يدعو إلى شيء تكون دعوته أكثر تأثيرًا لو قام هو بتطبيق ما يدعو إليه. أمّا لو أنّه دعا النّاس إلى حسن الأخلاق وكان هو سيّئ الأخلاق فلن يؤثّر فيهم أبدًا. ولو دعا النّاس إلى العدل وكان هو غير عادل فأيّة فائدة يجني من ذلك؟ ولو دعا النّاس إلى وحدة العالم الإنسانيّ وكان هو غير عامل بها فأيّة ثمرة تظهر من ذلك.
إذن يجب على الإنسان أن يربّي الآخرين بأعماله لأنّ الإنسان ما لم يكن جوهر التّقديس وما لم يكن عنده إيمان تامّ وما لم يكن مضحّيًا فاديًا وما لم تكن إحساساته إلهيّة وروحه منجذبة بالرّوح القدس وأفكاره نورانيّة وقلبه مقدّسًا وأعماله خيريّة فلا شكّ أنّ كلامه لن يؤثّر أبدًا وأفكاره لن تثمر أبدًا وكلّ ما يقوله وما يكتبه عبث وهباء.
إذن فاسألوا الله أن يوفّقنا إلى أعمال خيريّة ويوفّقنا إلى أخلاق روحانيّة فعند ذاك نستطيع أن نخدم العالم الإنسانيّ وعند ذاك نستطيع أن نكون سبب نورانيّة العالم الإنسانيّ وعند ذاك نستطيع خدمة وحدة العالم الإنسانيّ وعند ذاك نستطيع القيام بنشر الصّلح العموميّ. وأرجو أن تتوفّقوا إلى هذه الأعمال الخيريّة.
الخطبة المباركة لحضرة عبد البهاء
في لندن في 24 كانون الأوّل 1912



#وفاء_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرس فضيلة التسامح
- رسالة من أم شاب مصري
- ماذا لو علمناهم خدمة المجتمع المدني منذ الصغر
- أشجار بلا ثمر
- التربية الأخلاقية ومدى حاجتنا لها اليوم أكثر من غدا ( المقال ...


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وفاء جمال - التّربية بالأعمال لا بالأقوال