أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مرتضى عبد الرحيم الحصيني - تحقق نبؤة فوكوياما














المزيد.....

تحقق نبؤة فوكوياما


مرتضى عبد الرحيم الحصيني

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 13:42
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كثيرة هي الثوابت التي أطاحت بها ثورات العالم العربي وكثيرة هي المبادئ التي ثبتتها هذه الثورات ورغم اختلاف الظروف والمستوى الاقتصادي والعلمي للشعوب الثائرة إلا انه يلاحظ وحدة الشعارات التي رفعها المتظاهرون أهمها و أبرزها بلا منازع الديمقراطية بل حتى الحكام أنفسهم لم يستهجنوا مطالبة الجماهير تلك وادعوا أنهم موجودين بشكل ديمقراطي أو على الأقل لا ينافي الديمقراطية ما يعني تحول الديمقراطية إلى مرجع متفق عليه حتى بين الأعداء والمتخاصمين وان نظريا فقط بغض النظر عن بعد ذلك عن الواقع .
ولكن ما يحدث يكشف إلى حد بعيد مدى نجاح النظام الديمقراطي في إقناع شرائح واسعة من المجتمع من اختياره كنظام حكم وهو ما كان يدعيه فوكوياما في كتابه الشهير نهاية التاريخ أو الإنسان الأخير . فقد خلت الساحة تماما لدعاة الديمقراطية لليبرالية ولم نعد نسمع صوت يذكر للاشتراكيين الذي ملئوا العالم العربي ضجيجا قبل أكثر من أربع عقود ولم تعد الحركات الشيوعية واليسارية إلا تجمعات يغلب عليها الطوباوية والمثالية لا تستهوي إلا قلة من الفنانين والشعراء . وليس الطبقات الفقيرة والمسحوقة من المجتمع كما يفترض فقد شكل هؤلاء الوقود الحقيقي لمعظم الثورات التي انطلقت في معظم أنحاء الوطن العربي وربما تمتد إلى بلدان غير عربية مجاورة دون أن تكون هذه التظاهرات مختصة بطبقة معينة بل شملت حتى الأغنياء والمترفين كما لاحظنا ذلك في بلدان مثل البحرين واليمن . ولكن ذلك لم يشكل مفاجأة حقيقية فقد انحسر المد اليساري والشيوعي منذ بداية عقد التسعينات وليس خلو تظاهرات اليوم من أي تأثير شيوعي أو اشتراكي إلا نتيجة طبيعية
لذلك الانحسار رغم وجود استثناء يستحق عناء البحث والدراسة في أمريكا اللاتينية التي تشهد منذ أكثر من عشر سنوات صعود مضطرد للتيار اليساري ! سنحاول التطرق له في مقال لاحق .
لكن ما شكل مفاجأة حقيقة في الثورات العربية هو انحسار المد الديني وعدم وجود أي مطلب له علاقة بالدين ما عدا ما أثير حول المطالبة بتغيير المادة الثانية في الدستور المصري والمتعلقة بدين الدولة الرسمي وهذا بحد ذاته يكشف عن الاتجاه الذي تتجه نحوه الثورات العربية و الأجواء التي تعد الثورات العربية قريبه منه وهو العلمنة .
ولم تبذل الحركات الإسلامية في الدول العربية المحررة أو حتى تلك التي مازالت تكافح من اجل الحرية أي جهود تذكر لركوب الموجة وان شكليا أو من اجل تحقيق مكاسب سياسية . حتى قيل أنه ذلك تكتيك أقدمت عليه الحركات الإسلامية لعدم اثارة مخاوف الغرب ولكن نبض الشارع والشعارات السائدة تكشف حقيقة انحسار المد الإسلامي هو الأخر وانتقال المجتمع العربي بشكل أو بأخر وبدرجات متفاوتة حسب الدولة والمجتمع إلى اعتبار الديمقراطية مطلب جماهيري متفق عليه .
قد تكون الديمقراطية قد تحولت إلى إلى مطلب جماهيري بفعل وجود الديكتاتورية وليس الحرمان الطبقي أو الاحتقان الديني أو الطائفي فتبعا لوجود مشكلة الديكتاتورية فلا شك أن تكون أهم مطالب هي إنهاء حكم الفرد واللجوء إلى نظام دولة المؤسسات التي رسمت بشكل منظم وواضح في النظام الانتخابات البرلمانية الديمقراطي ولكن ما يدحض هذا الرأي هو أن شعار الديمقراطية رفع بعد دورات نضوج حقيقية ولم تبنيها من قبل الجمهور إلا بعد عدة تجارب متنوعة فشلت بشكل كارثي دفعت ثمنه الشعوب العربية باهضاً .
وأصبحت الديمقراطية مبدأ تطالب به شعوب تعاني من الطائفية القبلية مثل اليمن وشعوب تعاني من الطائفية المذهبية مثل البحرين وتطالب به شعوب انهكها الاختلاف الطبقي المادي مثل مصر وليس الجميع في الأمثلة أعلاه يعانون بشكل دقيق من الديكتاتورية مثل الجزائر التي فيها فسحة كبير من الحرية أو الأردن .
اذن الموضوع اكبر من أن يحصر أن ردة فعل على الديكتاتورية المطبقة على أنفاس الشعوب العربية.
أذن هناك ما يستحق الإنصات له بجدية ليس حول كون النظرية الديمقراطية ستكون الأخيرة في قائمة الإبداعات البشرية وانه لن يكون هناك وليد جديد للفلسفة الإنسانية فذلك ليس بذات أهمية بقدر ما يتمتع موضوع إنصاتنا لصوت الواقع الذي أرغمنا على الإنصات له أخيرا بعد سنين من القهر والدموع والدماء وهو كون الديمقراطية هي النظام الأكثر مناسبة للنفس البشرية في الوقت الحالي على الأقل .
ونتسأل بعد أن اخذ منا كل هذا الوقت كي نعي أن الديمقراطية هي الحل كم يستغرق من الوقت كي نعي أن لا ديموقراطية من غير علمانية ومن غير فصل الدين عن السياسة



#مرتضى_عبد_الرحيم_الحصيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمة الديمقراطية أو ديكتاتورية الأكثرية
- تسنن التشيع.. نقد التجربة السياسية الإسلامية عراقياً
- أنحسار الصحوة الإسلامية وتدجين الدين
- هل نفي الشيطان من الغرب ليعيش في الشرق
- تغيّر العالم ,حدودٌ تخبو وأخرى تُرسم
- المساواة الثقافية كإشكالية تُهدد النظرية الديموقراطية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مرتضى عبد الرحيم الحصيني - تحقق نبؤة فوكوياما