ألف ياسمينة للمرأة في يوم المرأة

ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 05:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

" إن وضع المرأة في المجتمع مؤشر على مدى سلامة المجتمع وتطوره.
الاشتراكي الطوباوي الفرنسي فوريه

اخترت الياسمين لأنه ناصع ، نظيف من الشوائب ، لم يرضى على رأي الشاعر السوري عمر الفرا أن ينحني لا اجلالا ً ، و لا رجاء ..
بقيت الياسمينة بيضاء ، ناصعة ..
اخترت الياسمينة لأنها دمشقية جميلة ، اخترت أن أهديها لنساء كدن أن يعادلن الرجال ..
أكرر بعضا من أسماءهن المحفورة في أناي الداخلي .. لأحييهن ، ولنحييهن معا ً .. و" نعظمهن " سلام ..
أولهن تلك نسوة اعتقلهن نظام القمع الذي أحكم قبضته دون أن يحاسبه أحد منذ عقود..
الكاتبة حسيبة عبد الرحمن التي واجهت الاعتقال التعسفي لفترة ثمان سنوات ، ورفيقة دربها وزنزانتها المرحومة ثناء الكردي التي شاركتها سنوات السجن .
وآخرهن الصبية طل الملوحي المفترى على شرفها الطاهر من جانب نظام لايستحي أن يؤلف قصصا وحكايات خيالية فقط ليبر عملية اختطافه لها عنوة بعد أن تآمرت عليها البعثة الدبلوماسية السورية في القاهرة وأعطوها كلمة ( أمان ) ..
صدقتها الفتاة وعادت إلى الوطن الذي تحول إلى سجن كبير لا متناهي في الكبر والقذارة ..
أحيي الناشطات الكرديات منال إبراهيم, فاطمة احمد حاوول و هدية علي يوسف ، والسيدة يسرى الحسن ، والمهندسة أميرة حويجة ، والسيدة سحر البني ، والسيدة لينا وفائي ، والسيدة غرناطة الجندي التي اعتقلت لمدة أربع سنوات وكان عمرها آنذاك 21 ربيعا ً ..
الكاتبة رغدة حسن ..
وعدد كبير من النساء اللاتي واجهن السجن والسجان ، وعرفن أسماء أساليب التعذيب الجسدية والنفسية ، وخبرن رطوبة الزنزانات في اقبية فروع المخابرات ..
يوم الثامن من آذار له وقع أنثوي خالص لأنه يخص المرأة وحدها ، المرأة الشريكة ، الصديقة ، الزوجة ، الأخت ، الأم التي تصنع مستقبل أطفالها كما تريد أن يكون مشرقا وسعيد .
لابد أن أذكر فيه نساء أخريات مارسن دور الرجال في أوطانهن ، وفي غربتهن ..
السيدة نوفين حرسان في السويد ، سندس النجار في النمسا .. كلاهن تحدتا الرجال ، ونجحتا رغم كل المعوقات ، فأصبحت إحداهن ممثلة عن الجالية الكردية في البرلمان السويدي ، والثانية قادت جمعية لالش ، وتحملت المشؤولية رغم كل الصعوبات ..
الثامن من آذار ، اليوم الذي تم إقراره بناءا على مقترح تقدمت به السيدة كلارازيتكن اليسارية من أصل الماني ، وذلك خلال كونفرانس الأممية الثانية للمرأة الاشتراكية المنعقد في كوبنهاغن سنة 1910. بهدف تعبئة النساء للنضال إلى جانب الرجل في سبيل حياة أفضل دون استغلال من قبل الطبقة البرجوازية ، والفكر الطبقي المعادي للطبقات الكادحة في المجتمع أصبح يوما ينتظره الرجال أكر من النساء ..
في الثامن من آذار لابد أن أذكر السيدة مريم نجمة التي شاركت زوجها المناضل جريس الهامس في نضاله الطبقي والوطني في الوطن ، وعمل الكتابة والثقافة في الغربة ، وحياة النفي ..
في هذا الصدد تحديدا ً ، يجب أن نعرف نحن الرجال إذا ما كنا نريد فعلا القضاء على اللامساواة السائدة في بعض المجتمعات التي تعتبر المرأة ذات عقل ناقص يتوجب علينا أن نفسر لماذا يفكر اللاعقلانيون بلا عقل في المرأة ، ولماذا يعتبرونها متعة ليس إلا !!
انظروا المرأة في الدول ذات الانتاج الرأسمالي الصناعي .. إنها تتحمل الأعباء كاملة بالتساوي مع الرجل ، وتستطيع العمل كالرجل في البناء ، ومعامل الصب ، وأعمال الدهان ، و تربية الأطفال ، وفي الحياكة ، والتطريز ، وأعمال السكرتارية ، والهندسة ، والمحاماة ، وفي السياسة ، الكثير من المهن و الأعمال .
" عدم المؤاخذة " أرى أن أولئك (اللاعقلانيين ) يغضوا النظر عن رؤية الابتسامة والوجه الجميل للمرأة .. ياله من قصر نظر ، وتخلف ، وعمى بصر ..
المرأة كانت في فترات تاريخية طويلة تحكمت بدول ، وبسياسة الدول ، وبالحركات السياسية المناضلة من أجل الديمقراطية والتخلص من الاستعمار أشباه الاستعمار .
الشهيدة ليلى قاسم ، والشهيدة الآشورية " مارغريت جورج بطل بطلتان استشهدتا مناضلتان عظيمتان في صفوف الثورة الكردية ؟
السيدة (مينا خانم ) زوجة الشهيد قاضي محمد .. (زاريا خانم علي يونس ورقية خانم علي يونس ، السيدة هيلينا كورليشوفا زوجة القائد الكردي عبد الرحمن قاسملو ، روشن بدرخان من المؤسسات لجمعية ( إحياء الثقافة الكردية في دمشق 1954-1955 ) ، السيدة أم سيروان زوجة الكاتب الكردي المرحوم حافظ القاضي والتي تحملت معه آلام المرض والنفي والغربة ..
البطلة الجزائرية جميلة بوحريد .. البطلات الشهيدات : شيلان ، شيرين حسين .. فالينتينا تيرشكوفا ..
الكثير من النساء اللاتي لم نسمع عنهن في عصور التخلف التي مرّت بها شعوب العالم ..
كلهن لهن في ساحة الشرف مكان رغما ً عن كل الساقطين من أنظمة الذل والقمع .
أحيهن ، أحي المرأة ، نأتظر منها رفع صوتها في الشارع بوجه الطغيان ، وأن تولد للعالم كل يوم أطفالا ً يصبحوا رجالا ذات يوم ... رجالا .. رجالا .. رجال ...
في يوم المرأة ، أقدم ألف تحية ,وألف ياسمينة لكل النساء ..

#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات