أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق حميد - في مواجهة قوى الثورة المضادة















المزيد.....

في مواجهة قوى الثورة المضادة


فاروق حميد

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امواج الثورة اتت لتلطم اسوار قصور الحكام و تثير الهلع بين صفوف الطبقات الحاكمة التي لا خيار لها الا التراجع امام المسيرة المظفرة للجماهير الثائرة التواقة الى التخلص من انظمة حكم شريرة تتشبث بالسلطة الى اخر لحظة. و منذ بداية الثورة رفعت الجماهير الثائرة بوعي شعارين جنبا الى جنب هما اسقاط الرئيس و اسقاط النظام
ان الثورة حققت شعارها الاول المتمثل باجبار رأس النظام على التخلي عن السلطة ، حيث اجبر بن علي في تونس على الهرب ، مبارك في مصر على التنحي. غير ان الشعار الثاني لم يتحقق بعد. اذ ان النظام القائم باق كما هو دون تغير يليق بمستوى طموحات الجماهير و تضحياتها. و هنا يكمن الخطر الحقيقي على الثورة. ان الوقائع و الاحداث الميدانية في الفترة الاخيرة تشير الى محاولة قوى الثورة المضادة "انهاء" الثورة عبر الطلب من المتظاهرين العودة الى البيت و كذلك بواسطة هجمات الجيش و قوات الامن الفاضحة على تجمعات الجماهير المطالبة باسقاط النظام. يوما بعد يوم تتضح الملامح الطبقية للثورة اكثر فاكثر حيث تقف الجماهير الثائرة من الشباب والعمال والشغيلة بثبات حول مطلب اسقاط النظام و التغير الجذري في خندق واحد بينما تتجمع ثلاثة قوى اساسية في خندق الثورة المضادة تتهامس فيما بينها و تغازل بعضها البعض حول كيفية ايقاف زحف الثورة و الاحتفاظ بالحكم القائم. ان القوى الثلاثة عبارة عن الجيش و المسجد و الاحزاب القائمة سواء منها في الحكم ام في المعارضة
ان السؤال الاشد الحاحا هو هل ينبغي الاكتفاء بالطلب من الطبقة الحاكمة و عبر الجيش ان تفي بوعودها ام المضي قدما بالثورة حتى النهاية ؟ تبين الاحداث الجارية بجلاء ان الطبقة الحاكمة تحاول من خلال تكتيك التسويف و المماطلة صرف النظر عن مطلب الثورة الفوري القاضي بتغير النظام ، لا بل تحاول بشتى السبل لملمة شملها كي تحضر نفسها لاحقا لمواجهة الثورة. من المعروف ان الجيش هو الخادم التقليدي للطبقة الحاكمة و الوسيلة لضمان بقائها. على الثوريين ان لا يتوهموا بالجيش. لطالما بقي الجيش اداة في يد حفنة من الضباط الذين خدموا و لازال النظام القائم الى اخر لحظة لما امكن الوثوق به. علينا ان نتذكر ان الجيش نزل الى الشارع بهدف صد المتظاهرين و قمع الثورة. غير ان التفوق الهائل لعدد للمتظاهرين و الصلابة الحديدية التي ابدتها نواة الثوار اجبرا الجيش على التحيد، و ان كانت هناك شواهد و دلائل دامغة تثبت تورط الجيش في عمليات تعذيب المتظاهرين افرادا كلما كانت تسنح الفرصة
ان اختيار الجيش لعدم المواجة مع الجماهير لم يكن حبا بالجماهير و انما كان تحت ضغطها،
اذن الخيار المرجح هو ان تستمر الثورة بشعاراتها الداعية للحرية والعدالة الاجتماعية متجاوزة بذلك الالاعيب البرلمانية للاحزاب البرجوازية و مشاحناتها الورقية حول الوعود بانتخابات نزيهة و ما شابه من ترهات الديقراطية التي تمثلت بمؤسسات كانت فيما مضى تكملة لسلطة الحاكم او رئيس الجمهورية
ان الثورة تساعد في تسريع نزع اوهام الطبقات المسحوقة في نفس الوقت التي تساعد في نزع قناع الطبقات الجائرة
في هذه الايام الثورية يحلو لكثيرين ممن حتى لم يصدقوا في يوم من الايام ان تهب الجماهير المسحوقة ان يركبوا امواج الثورة بغية استغلالها في مساومات حقيرة حول السلطة في المرحلة المقبلة
نرى ان الاحزاب البرجوازية الاسلامية او الليبرالية سباقة الى الاستحواذ على مكاسب الثورة و اجراء المشاورات باسم الثورة مع الجيش و و الحكومة القائمة . تحاول قوى الثورة المضادة تلك استرضاء الغرب الذي يرى حلفاؤوه يصرعون ارضا امام عينيه واحدا بعد اخر تحت ضربات الثورة و القلق اساسا على انهيار ما يسمى بمعادلات التوازن و مشروع الشرق الاوسط الكبير في المنطقة
من نافل القول ان نقطة الانعطاف في مسار الثورة في تونس و مصر تمثلت في نزول الطبقة العاملة الى الميدان و اعلانها دعم الثورة عبر حركة اضرابات و احتجاجات واسعة افصحت عن غريزة ثورية هائلة افزعت الطبقة الحاكمة مما حدا بالصحافة البرجوازية شن هجوم شنيع على العمال و اتهامهم بانهم يبغون مصالح فئوية بينما الوطن في خطر ! ليست من المبالغة القول ان المرحلة القادمة تمثل مرحلة اشتداد الصراع تتضح فيها ملامح قوى الثورة المضادة المتكونة من المسجد و الجيش و الاحزاب البرجوازية الحاكمة او المعارضة من جهة و في الجهة المقابلة في خندق الثورة نرى نواة الثورة الاصلية: العمال و الشغيلة و الشبيبة الثائرة و معهم بقية الجماهير المسحوقة
انطلاقا من ذلك تقع مهام جسيمة على الشيوعيين و العمال الثوريين. لقد طرحت الثورة على بساط البحث مسألة السلطة السياسية حيث تتهافت الشخصيات و الاحزاب و التيارات البرجوازية على طرح بدائلها و تصوراتها للكيفية التي يدار بها الحكم و التي في الحقيقة لا تتجاوز في مجملها كذبة الديمقراطية القديمة حول دستور يضمن حق الجميع و القسم بالشرف البرجوازي حول ضمان اجراء انتخابات نزيهة و ماشابه من ترانيم فارغة ملت منها الجاهير منذ زمن بعيد التي في الحقيقة ثارت بالضبط ضدها في الثورة الحالية. ان الوضع الثوري الحالي يتطلب من الشيوعيين طروحات ثورية بمستوى الاحداث. ان هذه المرحلة من الثورة هي مرحلة استيقاظ الجماهير و انخراطهم في النضال المباشر. لقد عم الاضراب مختلف القطاعات الصناعية والمراكز الخدمية و تطورت الى اضرابات سياسية شاملة تطالب السلطة بالرحيل. و عبر مثل هذه الاضرابات الشاملة يشعر العمال بذاتهم كطبقة تنازع لامن اجل حقوقها الانية فحسب و انما من اجل السلطة السياسية. ان الثورة الحالية خلقت المقدمات السياسية الاساسية العامة لصراع الطبقة العاملة على السلطة في كل من تونس و مصر. ان ما يمنعها من ذلك هو غياب تنظيم ثوري عمالي يقود النضال و يوحده من اجل كسب السلطة. لذا يتوجب على الشيوعيين و العمال الثوريين طرح منظورهم حول السلطة السياسية و كسب الملايين من الجماهير الى جانبهم و كذلك طرح بديلهم الثوري المتمثل بسلطة المجالس الثورية. ان المجالس يجب انشائها عندما تفصح حركة الجماهير الفعلية عن حاجتها اليها. لايمكن مواجهة قوى الثورة المضادة دون تنظيم جماهيري واسع يكسب الملايين من الجماهير الناقمة على النظام القائم الى جانبه
ان جواب الفوري للشيوعيين و العمال الثوريين على قوى الثورة المضادة الثلاثة: المسجد و الجيش و الاحزاب البرجوازية لايمكن ان يكون غير تأسيس: حزب شيوعي عمالي , حزب شيوعي عمالي, حزب شيوعي عمالي.



#فاروق_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين بيت الابيض وابوغريب
- الدين والقومية - الجزء الاول


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق حميد - في مواجهة قوى الثورة المضادة