أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الورزادي - ثورة الشعب الليبي العظيم















المزيد.....

ثورة الشعب الليبي العظيم


ياسين الورزادي

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة الشعب الليبي العظيم

من كان يظن أن الشعب الليبي العظيم سيأتي عليه يوم ينتفض فيه على طاغية الزمان وأعجوبة العصر معمر القذافي الذي سعى في الأرض خرابا لا إعمارا وقذف شعبه بالصواريخ و الطائرات الحربية ولم يقذفهم فقط بألفاظه النابية والقبيحة وجند المرتزقة ليقتلوا شعبه ويفتكوا بهم كأنهم جرذان كما أطلق عليهم وحاشاهم أن يكونوا كذلك بئس كلمة خرجت من فاهه الكريه .

إن الشعب الليبي شعب الجبارين أحفاظ المجاهد عمر المختار وما أدراك ما عمر المختار زعيم المقاومة الليبية ضد الاستعمار وصاحب الأمجاد والبطولات في قهر الاستكبار.

لقد اراد هذا البيدق ان يكون استثناءا في كل شيء حتى في البطش والقتل ففي ظرف ايام معدودة فقط قتل المئات ولم يتورع في استخذام الطائرات والدبابات والمرتزقة وكل ما تطاله يده الكريهة.

وقد حاول أن يلعب بكل شيء ويستغل كل شيء راهن على القبلية والنزاعات العرقية فلم ينجح وراهن على إستغلال مقدرات الشعب الليبي النفطية للضغط على الدول الغربية ومساومتها فأدرك أن الغرب عموما لا يمكن أن يسند نظاما مفلسا فقد شرعيته السياسية وقاعدته الشعبية ولا يمكن أن يصمد أمام زحف الثورة العظمى .

في الحقيقة إننا لا زلنا نتعلم من الشعوب قيم الحرية والديموقراطية تعلمنا من تونس قيمة الحرية وتعلمنا من مصر قيمة الوحدة والديموقراطية بين المسلمين والأقباط والأن ها نحن نتعلم دروسا جديدة من هذا الشعب الليبي العظيم الذي أبى الظلم ورفض الخضوع لسلطة الجهل والقهر والغوغائية فعلمنا أن الاصرار والارادة هما كل شيء في النضال أن نتعلم أن نكون أحرارا وأن نتعلم أن نكون ديموقراطيين يعني أن نتعلم الاصرار والارادة وأن ندفع ثمنها وإن كان غاليا .

الشعب الليبي اليوم يستحق منا أكثر من التنويه والاجلال والاكبار الشعب الليبي اليوم يحتاج إلى تضامننا معه إلى الوقوف بجانبه نسانده في نضالاته وندعمه في كفاحه المرير أمام طاغية لا يعرف للحرية قيمة ولا يعطي للكرامة الانسانية أي إعتبار يجند المرتزقة الذي لا هم لهم إلا جلب الأموال والاغتناء وليس لهم وطن إلا حيث يكون المال ويكون معه القتل والذبح .

الطاغية الديكتاور لا يريد أن يفهم كغيره من حكام العرب المستبدين أن لحظته قد انتهت وأن زمن الفرعونية والطغيان قد ولى بلا رجعة وأن الشعوب قد وعت وأدركت أن التغيير ضرورة لا بد منها التغيير الديموقراطي السلمي المدني لقد ولى عهد الانقلابات العسكرية التي يسوقونها للناس على أنها ثورة ويريدون أن يحكموا الناس الى الأبد بإسم شرعية الثورة فماذا يكون الفرق بينهم وبين أنظمة الحكم السابقة التي أسقطوها وأي شرعية هذه ياترى , يقولون شرعية تاريخية كأنما الماضي سبب للحكم على الحاضر وكأن الزمن يرجع الى الوراء وينسون أن هذه التاريخية هي تاريخيات عديدة .

مثل هذا الكلام سمعناه مرارا وتكرارا سمعناه من حركة فتح حين أنكرت على حماس شرعية الحكم والسلطة وصرخت في وجههم نحن أبناء الثورة نحن أصحاب التاريخ نحن أبناء النضال والمقاومة وكأن كل ذلك يبرر لهم القعود والاستسلام ونبذ حقوق الأخرين وكأن كل ذلك يشرعن لهم البقاء على السلطة الى أبد الأبدين .ويسمونها شرعية تاريخية .

ومثل هذا كنا نسمعه أيضا من بعض الفصائل الطلابية التي تريد أن تحتكر العمل الطلابي بإسم التاريخية وتسمي نفسها بالفصائل التاريخية مع أنه ليس لها وجود إلا هذا التاريخ وهذا الماضي الذي لا يمكن أن يحكم في الحاضر ولا يمكن أـن نبرر به المستقبل .

الشرعية الحقيقية هي شرعية الجماهير شرعية الاختيارات الجماهيرية والشعبية لا شرعية الانقلابات و التوريث ولا شرعية الاستبداد والطغيان كيف يعقل لحاكم يحكم لعشرات السنين وكأن الشعب لم ينجب أحدا قادر على الحكم وكأنه الزعيم الملهم والقائد المحكم حقا إنه لأمر غريب هذا الذي يجري في عالمنا العربي يذكرنا بعقلية القرون الوسطى حيث كانت الحكام يحكمون الناس بإسم التفويض الالهي وليس لأحد أن ينكر عليهم قيادتهم وحكمهم الدائم والأبدي ما الفرق اذن بين هذا وذاك ما الفرق بين أن تحكم بإسم شرعية الاله وبين أن تحكم بإسم شرعية التاريخ وبين أن تحكم باسم شرعية الماضي .

حقا إننا نعيش زمن التناقضات والمفارقات في عالم يسود فيه منطق القوة والمصلحة وتهيمن عليه سلطة المصالح و السوق وقد رأينا كيف استغل القذافي ثروة الشعب الليبي في الضغط على الدول الإفريقية والأوروبية لشراء المواقف السياسية الداعمة أو على الأقل لشراء صمتها وحيادها حتى يخلوا له المجال ليفتك بشعبه ويعزله عن العالم ولكن هيهات هيهات فقد دقت ساعة الحقيقة فالشعب الليبي كغيره من الشعوب العربية أصبح يستخدم قنوات التواصل الاجتماعي وأصبح بإمكانه نقل الحقيقة الى العالم الحقيقة كما هي لا كما يريدها الطاغية القذافي.

إن الشعب الليبي اليوم في حاجة ماسة الى الدعم والنصرة حتى يحقق ثورته المحتومة ثورة المكلومين والبؤساء ثورة المحرومين والمضطهدين ثورة الأحرار في عالم الاستعباد والجبن والاستسلام إن ثورة اشعب الليبي مثلها مثل الثورة التونسية والمصرية من حيانها تصب في نفس المسارر وتهدف الى نفس الهدف وهو تحرير الشعوب كل الشعوب العربية فهي ليست تحرير للانسان الليبي ولكنها تحرير للإنسان العربي المهدور والمقهور و لذلك نجد انفسنا سعداء أشد السعادة حينما تقوم ثورة هنا وهناك في العالم العربي لأننا نجدها تحررنا نحن قبل أن تحرر نفسها تحررنا من وهم الخوف ومن وهم الجبن ونتعلم منها أن نفضل الحرية على السلامة والانعتاق على الاستقرار وتعلمنا أن الاستقرار هو إستقرار الحكام الأبدي على الكراسي وإستقرارنا نحن هو تحررنا من هؤلاء الحكام الطغاة الذي يحكمون الناس ظلما وعدوانا ويسومونهم سوء العذاب وهم عندهم مجرد أرقام وأعداد .

لقد أثبت الشعوب جدارتها وإستحقاقها للحرية فإلى متى ستظل الأنظمة تعيش في الأوهام , وتصم آذانها عن مطالب الشعوب العادلة والمشروعة , الشعب يريد الحرية يريد الديموقراطية يريد قضاءا عادلا لا جهازا مسخرا يريد حكما عادلا لا حكما جائرا يريد إنتخابات نزيهة لا إنتخابات مزورة يريد أن يكون مواطنا حقيقيا لا مواطنا من الدرجة العاشرة يريد شغلا قارا يضمن له كرامته ويعيل به عائلته يريد شرعية ديموقراطية لا شرعية تاريخية يريد ويريد ويريد ولكن هل من مجيب وهل من آذان صاغية لا أظن ذلك.

فالحكام ماضون في عتيهم وطغيانهم غير آبهين بمصائر شعوبهم وغير مكثرتين لمطالبهم فهل من الممكن مثلا أن نحلم يوما أن يتنحى حاكم عربي عن كرسيه عن قناعة وإختيار دون ثورات وانتفاضات أم أن ذلك من المعجزات السبع لماذا يتمسك الحكام بالسلطة الى هذه الدرجة رغم أنهم يعرفون أنهم على باطل وأن شعوبهم لا ترغب بهم حكاما عليهم بل ترغب بهم في السجن .

إن الكلمات تظل عاجزة عن وصف ما نتطلع اليه ونحلم به لأننا نرى بونا شاسعا بين نضال الكلمة ونضال العمل الميداني والممارسة العملية قد يصل بنا أحيانا إلى حد إتهام انفسنا بالنفاق.

تحية الى الشعب الليبي العظيم تحية إجلال وإكبار سر أيها الشعب العظيم على دربك درب الحرية والكرامة وإن النصر لقريب فقد لاحت تباشيره من بعيد لأن تلك سنة الله في خلقه أنهم إذا ما طغوا وتجبروا وتكبروا فمصيرهم الى مزبلة التاريخ .



#ياسين_الورزادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر على طريق التغيير
- الإنتفاضة التونسية والدروس المستفادة
- الفلسفة الماركسية : دراسة نقدية
- قضية الحوار الديني والحضاري


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الورزادي - ثورة الشعب الليبي العظيم