أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - هل نسي المواطن السوري الفرح ؟؟؟














المزيد.....

هل نسي المواطن السوري الفرح ؟؟؟


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يشذ المواطن السوري عن باقي مواطني العالم العربي الذين رابضوا أمام شاشات التلفاز، فقد تابع بدقة أحداث ثورتي تونس الحرية ومصر الكرامة، في ذات اللحظة التي كان يتملكه فيها شعور الخوف من إجهاض ثورة الشعب المقهور، مما يعني فقدان الأمل في تحقيق حرية الإنسان وذاته التي حولتها أدوات الفساد والقمع السياسي .. إلى مجرد أشياء وسلع تُستخدم حين الطلب. وفي هذا قمة الهدر لكينونة الإنسان وذاته التي يجب أن تكون فوق كافة الاعتبارات والمصالح.و في هذا السياق يجب التنويه بأن واقع المواطن العربي متشابه يصل في بعض الجوانب لحد التماثل، فهو يعاني من الاستبداد السياسي وسياسات الإفقار والاغتراب والفساد ،وقمع الحريات السياسية والمدنية والتضييق على إنشاء الجمعيات وتحديداً المدنية والحقوقية، تغييب القانون المدني المستقل نتيجة لسيطرة قانون الطوارئ,قمع حرية التعبير،محاربة كافة النشاطات والممارسات السياسية والمدنية المستقلة حتى لو كانت تتقاطع في بعض اللحظات مع التوجهات الرسمية. ويجب التأكيد على أن من أسباب منع أو قمع الحريات السياسية والمدنية والتضييق على النشاطات المستقلة، هو أن النظام العربي المسيطر يرى بأن نهايته تبدأ في لحظة إدراك الإنسان لضرورة تحقيق حريته وتحرير ذاته وطاقاته الكامنة للتحكم في مصيره و المشاركة في صنع القرار الوطني ..؟؟؟ وقد بات واضحاً بأن القمع وتعميق ثقافة الخوف،لا ينتج إلا مزيداً من الاحتقان الاجتماعي، فإذا كانت فرائص رموز السلط السياسية ترتعد من مجرد تفكير الإنسان بضرورة الإنعتاق والتحرر، فكيف سيكون رد فعلها عندما تنهض الجماهير دفاعاً عن مصالحها ضد سياسات الفساد والإفقار و مطالبة بتحقيق الديمقراطية ... وبذات اللحظة فإن الإنسان العربي حتى الآن ورغم تجاوزه للخوف نسبياً بعد ما حققه الشعبين التونسي والمصري، لكنه يرتعب من هذه السلط كونها تمتلك أدوات القمع التي يمكن أن تُستخدم ضده في أي لحظة. وبالتأكيد فإن ذاكرة الإنسان العربي تفيض بصور من القمع العاري التي ساهمت في تحويل الإحساس بالخوف إلى وعي وثقافة سائدة اجتماعياً، مما يعني بأن تحول الخوف إلى ثقافة مسيطرة تشل أحياناً قدرة الإنسان على التفكير بإيجاد آليات تساعده على الخروج من واقعه الراهن...لكنه يحافظ بشكل دائم في داخله على عوامل قوته الكامنة التي يمكن أن تتحول في لحظة محددة إلى فعل بالقوة يتعين واقعياً. وكلما ازدادت شدة الاستبداد و تعمق تأثيره في بنية الوعي والتفكير الجمعي،كلما كانت إمكانيات تجلي القوة الكامنة كقوة فاعلة أكثر قوة ومنعة واتساعاً.(أي ترتبط حدة التحولات الاجتماعية وشدتها بأشكال الاستبداد ومستوياته) وهذا التحول يتحقق لحظة إدراك الإنسان لقدرته على التغيير،كونه يمتلك القوة والإرادة التي لا يمكن أن تقهر أو تدفن بفعل الاستبداد والاستغلال .. ومع انتشار أشكال القمع المستتر والعاري فإنه يمكن أن تتجلى التحولات الاجتماعية الثورية بأشكال سلمية،وبهذه الحالة بالذات تكون تجلياتها تعبيراً عن قوة وإرادة الحياة التي من الصعب أن يقهرها القمع،وهذا ما لاحظناه في ثورتي تونس ومصر اللتان تعبّران صراحة عن واقع ومستقبل البلدان العربية، ومن المرجح أننا سنلاحظه في الجزائر و اليمن و البحرين... والمستقبل كفيل بأن يوضح ويكشف ما تخبئه باقي النظم السياسية من أشكال القمع التي يمكن أن تستخدمها ضد شعوبها التي تزداد احتقاناً وتوقاً للحرية في آن واحد.ويجب التأكيد بأنه ليس فقط المواطن العربي يتعلم من التجارب الثورية الراهنة، بل أن النظم السياسية العربية تراقب وتتعلم وتدرس كيفية قمع الحركات الاجتماعية الاحتجاجية في مهدها.
لقد تابع المواطن السوري بدقة ما يحققه الشعب التونسي والمصري من انتصارات، وكان بالتأكيد يجري مقارنة مشروعة بين واقعه وواقع المواطن العربي في الدول الثائرة، فهو ليس أقل من الشعوب العربية الأخرى توقاً للديمقراطية والعدالة والمساواة والتحرر لتحقيق كينونته وذاته الإنسانية...، وليس أقل من أي مواطن عربي آخر من جهة شعوره ووعيه وتفكيره بضرورة التضامن مع انتفاضتي تونس ومصر ... وأيضاً فإنه بالتأكيد كان فرحاً وسعيداً لانتصارهما، لكن فرحه بقي ذاتياً وداخلياً لم يتجرأ أن يعبّر عنه بالشكل الذي يريد. وهذا يدلل على أنه يعاني خوفاً يحدّد تركيبته الداخلية ويتحكم بتجلياتها. لكن يجب أن نؤكد بأن تجاوز الخوف والقطع معه ليس مستحيلاً، لكنه يحتاج إلى وقت ليدرك فيه الإنسان أنه يمتلك داخله قوة خلّاقة قادر من خلالها على تحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سياق إنجاز مشروع التغيير الوطني الديمقراطي السلمي الذي يشكّل مدخلاً فعلياً لتجاوز كافة التناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة. لهذا يجب التأكيد على أن المواطن السوري ليس أقل من غيره شعوراً بالفرح والسعادة لنجاح ثورتي تونس ومصر ....، وهو يدرك بذات الوقت ضرورة التعبير عن تضامنه مع انتفاضة أشقائه العرب، وهذا نابع من كونه يحمل بداخله و في ذاته شعوراً فياضاً بحب الحياة والفرح، وهو بذات اللحظة يتمتع بالوطنية وقادراً على أن يكون ديمقراطياً وأن يعبر عن ذاته سلمياً بأشكال حضارية وإنسانية، لكن هذه المعاني الإنسانية وغيرها لم تزل كامنة لأسباب كثيرة.لكنه بالتأكيد بات يتحسس مواطن قوته وقدرته على التعبير عن ذاته لكونه إنسان ويجب أن يعيش كإنسان.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات اقتصاد السوق الاجتماعي في سوريا
- المواطن العربي يفتح باب التغير
- ثورة الفقراء في تونس
- في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري
- حوار في فضاء التقرير الفكري للحزب الشيوعي السوري
- الحوار في عيده التاسع
- عتبة الهدم الديمقراطي (قراءة في التجربة السوفيتية) القسم الر ...
- تهنئة وتعليق - من أجل ثقافة ديمقراطية حقيقية
- عتبة الهدم الديمقراطي (قراءة في التجربة السوفيتية) القسم الث ...
- عتبة الهدم الديمقراطي (قراءة في التجربة السوفيتية) القسم الث ...
- عتبة الهدم الديمقراطي (قراءة في التجربة السوفيتية) القسم الأ ...
- قراءة في الاقتصاد السوري في ضوء التقرير الاقتصادي للحزب الشي ...
- العلمانية في سياق الممارسة
- أشياء من الذاكرة
- بحث في بعض إشكاليات الشباب
- موضوعات الحزب الشيوعي السوري : مدخل لنقد اليسار الرائج
- غزة بوابة لتحولات إقليمية جديدة
- الأزمة اليونانية: الحلقة الأضعف بوابة لتّغيير
- أزمة اليسار : فكر أحادي واقع مستعصي
- إقرار مشروع الضمان الصحي وغياب دور نقابة المعلمين


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - هل نسي المواطن السوري الفرح ؟؟؟