(في ذكرى الرحيل .......... اخي عبدالهادي (ابو صويلح

محمد حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 15:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

بهذه الاهزوجه غادرتنا في تلك الليله التشرينيه البارده بَعدَ ان طرق بابنا الاوغاد من عناصر الامن والحزب وكاتبي التقارير الذين لم تتوقف اقلامهم عن الوشايه بك وبرفاقك وكل ذنبكم هو انكم كنتم تسعون جاهدين الاخذ بيد الشعب وان تحققوا له السعاده في ظل وطن حر ومستقل

قلتها ورحلت لكن صداها ملئ الدنيا ولازلت اين وقفت وباي حماس هتفت بها وكانت عيناك تنظران الى وجه امي وعيونها التي اطلقت حينها أسئله كثيره لكن بصمت ولانك تفهم جيداً هذه اللغه وتجيد قراءة عيون امي وحاولت اجابتها على بعضها وبنفس الصمت ولكنك لم تجب على الاسئله الاكثر اهميه وهي متى؟ كيف؟ اين؟

اما عن سؤالها الاول فهي كانت تريد ان تعرف متى يحين موعد عودتك الى حضنها الدافئ الذي كنت تهرب اليه كلما شعرت بحاجه الى جرعة هدوء وراحه حيث كنت تضع رأسك على رجليها فتمسح هي بيدها الكريمتين على شعرك الاسود السرح الجميل وكأن هذه اللمسات تغذي روحك وتبعث بك الطاقه والحيويه وتسلب منك كل عصبيتك وانفعالاتك حتى تغفو بعد دقائق بين يديها وهي تتبسمر في مكانها لكي تبقى مستغرقاً وتطمئن هي عليك

اما ثاني اسئلتها هو كيف سيكون حال القادم من الايام ؟ لانها تعرف جيداً مدى ظلم السلطه بشقيها الامني والحزبي وجبروتهما وكيف تستطيع هي ان تحافظ وتحمي من تبقى من العائله؟ وكيف ستكون حياتك وحياة رفاقك؟

وثالث الاسئله هو اين سيكون اللقاء القادم ؟ وهل ستكحل عيناها برؤيتكم ثانيةًوانتم احياء ام انها سوف تكتفي بزيارة القبور إن وجدتها

لقد بقيت هذه الاسئله دون اجابه ولكنها شعرت بأن حضنها سوف يضمك من جديد وانها سوف تسعى بكل جهد ان اطال الله عمرها لإجادقبرك لم يبقى سوى جواب الؤال الثاني وهو كيف؟ فقد اجابت عليه هي بنفسها وقد شهد لها القاصي والداني والغريب قبل القريب والعدو قبل الصديق بأنها امرأه شجاعه صابره صادقه وكذلك اجبت انت وقد شهد لك الجميع بالفخر والبطوله ولم يستطيع الجبناء من التمكن منك الا بالغدر



المجد والخلود لك ولكل شهداء العراق والعالم الذين ضحوا بحياتهم من اجل اسعاد الشعوب وتحرير الاوطان

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل