مصطفى معروفي
الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 23:23
المحور:
الادب والفن
إن الكثيرين من كتاب ما يسمى بقصيدة النثر يريدون أن يصبحوا شعراء بين عشية وضحاها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة الشعر على الأقل،فمن خلال متابعتي لما يكتب منها لم أكد أجد ولو نصا واحدا جميلا تتوفر فيه مواصفات الشعر كتبه أحد هؤلاء الكتبة النثريين.وقد كنت أستغرب من كل هذا العداء منهم للقصيدة الموزونة عمودية كانت أو قصيدة تفعيلة حتى وجدت الجواب أوقل بعض الجواب عند أحد شعارير آخر هذا الزمان ،وهو بالمناسبة له مجموعات نثرية مطبوعة في السوق وعضو في اتحاد الكتاب،وذلك لما قدم له أحد الشعراء بيتا للمتنبي طالبا منه أن يدله على البحر الذي يجري عليه فعجز .والسبب أنه لا يعرف العروض أصلا،كما صرح هو بذلك.إن هذا الشخص ،وهناك آخرون على شاكلته ،ير يدون أن يتجاوزوا شيئا هم جاهلون به ،فتصوروا هذا الغباء وهذه البلادة من هؤلاء الذين أتوا الشعر من النوافذ كاللصوص ،وظنوا أنهم أنهم يفعلون خيرا.
أنا أعتقد أن التجاوز ،وأتحدث هنا في ميدان الشعر،ينبغي أن يتم عن علم وبينة من الأمر لا عن جهل واستغباء للقارئ،فالشخص الذي يريد أن يكون نثريا هو حر في ذلك ،لكن أن يأتي بمبررات هي أوهى من بيت العنكبوت ،كمبرر الحداثة مثلا - قرأت شعراء الحداثة الغربيين ولم أجد كل هذا الإسفاف والابتذال الموجود عند نثريينا المصاقيع!!!- ليبرر بها خربشاته وزعيقه فذلك إن تم على البعض تمريره فهو من الأكيد لن يمرر على الجميع ،إذ هي في هي التحليل الأخير مبررا ت تثير الشفقة لدى البعض ولو كان له ولو إلمام بسيط بالشعر ومواصفاته ،كما تثير السخرية لدى البعض الآخر،والدليل هو أن هذا النوع من النثر لم يعطنا لحد الآن شخصا واحدا يمكن أن نشير إليه بكل اطمئنان على أنه شاعر.
إنه الإسفاف ،وإنها الرداءة في زمن التسيب والتمييع.
وأخيرا أقول للذين يستسهلون الصعب إنكم واهمون،وإن ما يمكث في الأرض هو الشعر،وأما الغثاء فمصيره يعرفه البادي والحاضر.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟