أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - امة الشعارات














المزيد.....

امة الشعارات


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان جميع مراحل تطورنا التاريخي وصراعنا مع الاخر ،اطرته وقادته شعارات ،حيث ان جميع حروبنا ،وانتصاراتنا الموهومة ،كانت عبارة عن شعارات في شعارات، فألهمنا الوجدان العربي بالشعارات،ولما جائت الهزيمة،عتمنا عليها كذلك بالشعارات. الم نكن و لا نزال نمثل امة الانهزامات ؟ ان اي مشروع ايديولوجي متكامل لا يمكن ان يكون بدون شعارات. لقد كانت الثورة الناصرية عبارة عن شعارات اججت حماس الجماهير، لانجاز القفزة النوعية ،في بناء القاعدة الاقتصادية الصلبة ،لتقليص الفجوة مع الاخر الذي استعمرنا واحتل ارضنا واهاننا في عقر دارنا. وللاسف اختزلت تلك الشعارات في ابي زعبل الذي اعدم فيه الشيوعيون والماركسيون اللينينيون والاخوان المسلمون،بشعارات كاذبة بحجة الدفاع عن طغمة الشعارات. ولما غفل الزعيم ،وجاءت هزيمة يونيو الستة ايام ،غفرت الجماهير للحاكم اخطائه ، وبسرعة البرق نسيت التنكيل ، ولما اراد الحاكم الاستقالة لفراغ الشعارات، ثارت الجماهير واعادته الى سدة الحكم باسم الشعارات. ولما مات الزعيم او موتوه ،سارت الحشود في جنازته وهي كالمعتاد ترفع الشعارات ،التي اختزلها الاحقون ، في الضفة والقطاع ضمن خارطة طريق رسمت معالمها من طرف يهود البيت الابيض او الاسود المشهود. ومرة اخرى يثور جزء من الجماهير ،ضد الخيانة الموؤدة ،بيع فلسطين والعراق،فيرفع فريق شعارات : من السيلية الى مصر صهاينة بالاصل ، ويرفع فريق : خيبر خيبريايهود جيش محمد سيعود. في ستينات القرن الماضي ، ونحن صغار ،كنا نذهب للفرجة والتسلية في الحلقة ،ونحن نسمع لحلايقي ،يحكي عن قصص سيف ذو يزن ،عاقصة النمرود ،عنتر وعبلة وسيدنا علي كرم الله وجهه وغزواته ، وحروبه مع آلصهيون من يهود وكفار ،وكم كنا فرحين مبسوطين ، لما كان لحلايقي يردد على مسامعنا، ان علي بن ابي طالب ، لما كان يوجه سيفه الى اليمين كان يقطف وبضربة واحدة الف راس يهودي، ولما كان يوجه سيفه نحو اليسار كان رحمه الله يقطف الفيي راس صهيوني،، وعندما كان يصيح ، في الوغى، كان شعر صدره يحدث ثقوبا في الواقية الصدرية التي كانت من حديد، مثلما عروق المغروسات تحدث ثقوبا في الارض ايام فصل الربيع . وعندما كانت تنتهي الحلقة بالصلاة على النبي الهمام، ويبدا لحلايقي في طلب النقود ،حتى نستل عائدين ، وكل منا يشعر انه يملك قوة سيدنا علي ،التي ستعيد تلك الايام الخوالي ، ايام مارك فوريست، هيركيل، ماسيست، غولياط، وإليس..وكلنا امل واستعداد في هزيمة اليهود وتحرير القدس وفلسطين.مرت سنون وسنون منذ بداية الستينات ، ومرت آلاف السنين على حروب علي مع اليهود ، والى اليوم لانزال نحارب آل صهيون، بنفس الشعارات الحماسية: خيبر خيبر يايهود جيش محمد سيعود . لاشرقية لا غربية جمهورية اسلامية .لقد كان جيش محمد في ذلك الإبان من العصور الخوالي، بضع عشرات. اما اليوم فان جيش محمد المليار ونصف مليار نسمة. والى الان لانزال ننتظر، قدوم جيش محمد الذي سوف لن ياتي ،لاننا امة الشعارات نخوض الحروب بالشعارات ، ونحول الهزائم الى نصر بالشعارات.
الم يكن المشروع الماركسي اللينيني لليسار الجديد السبعيني عبارة عن شعارات رددتها جماهير الطلبة والتلاميذ والمثقفون الثوريون ، لمواجهة عدو وهمي جسدته في انظمة الحكم المحلية ، المرتبطة مع الدوائر الغربية.؟ من منا سينسى شعارات الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،اللذان تحولا الى حملين وديعين، ينصحان بالتروي واستعمال العقل،في مواجهة عدو يسفك ويقتل ويغتال بمباركة وتشجيع من العم سام، وبتغطية من اصحاب القرار في كبريات العواصم الاروبية؟. من ينسى شعارات فتح برمي اسرائيل في البحر، وبان التحرير سيكون من البحر الى النهر؟. الم تبني حماس والجهاد امجادهما على الشعارات المتصادمة، وعندما تلذذت بمزايا السلطة، تنازلت عن فلطسين ، لتختزلها في الضفة والقطاع ، رغم ان الضفة كانت اردنية ،والقطاع مصرية. فاين هي فلسطين؟ واين التحرير من البحر الى النهر؟.
ولنطرح السؤال بعد كل هذه الهزائم. ماذا بقي من الشعارات؟ لقد افرغت شعارات اليسار الماركسي اللينيني السبعيني، لتنصهر وبدون مقدمات في المشروع الرسمي للاخر، الذي نظروا بالشعارات لقلبه، فتم التخلي عن دولة العمال والفلاحين، باسم شعار : كل واحد ايضبر لراسو . وافرغت شعارات حماس من مطالب الخلافة الراشدة ، لتعوض بالمرحلية ، والرشد ، وتحضير العقل ،بعد ان استلذت بامتيازات المناصب الحكومية، لتقبر ومنذ سنتين العمليات الاستشهادية، والانخراط في ما يسمى بالعمليات السلمية.
اما الشعارات القومجية من ناصرية وبعثية،فقد ازالت من قاموسها مقولة الصراع العربي الاسرائيلي، لتختزله جبنا في استراتيجية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. الم يهزم القدافي الغرب بالشعارات؟.
نحن امة الشعارات، ولا احد في العالم يستطيع ان يزايد علينا في الشعارات. لقد اصبحت الشعارات في هذا الزمن الرديئ،مادة دسمة للبيع والشراء. وبطغيان الشعارات، اصبح التضامن مع الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين في محناهم يقتصر على الشعارات.ففي كل مظاهرة للنصرة ترفع الجماهير الشعارات ، وعندما يقع الاشباع من التنفيس، وتسترخي الجماهير،ويزول الغضب ،تعود الجماهير الى حالتها العادية ،لتحكي عن طبيعة ونوع الشعارات. اما اللبنانيون والفلسطينيون والعراقيون، فهم مع مشاكلهم واحزانهم وقتلاهم مستمرون، ودائما على الدرب مناضلون..اننا امة الشعارات.



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش ثورة الكرامة في تونس : الغلاء وارتفاع كلفة العيش في ...
- الاشتراكية و الدين .. أية علاقة أي تقاطع
- هل أصبح الحكم الذاتي خيارا مغربيا لا مفر منه ؟
- الانتلجانسيا - الثورية - اللاثورية - كان يا مكان في قديم


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - امة الشعارات