أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ورغمي الورغمي - الهرطقة البعثية وخطرها على هوية تونس واستقرارها














المزيد.....

الهرطقة البعثية وخطرها على هوية تونس واستقرارها


ورغمي الورغمي

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 09:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد رحيل الطاغية إلى غير رجعة زال الكابوس الذي جثم على الصدور وانكسرت قيود الاستبداد وأخذت أجواء الصفاء تعمّ البلاد التونسية فزالت الغشاوة عن الأبصار تدريجيا مما يسمح برؤية الأشياء على حقيقتها ويمكّن من السير في الاتجاه الصحيح السليم لتحقيق ما يصبو إليه الشعب التونسي ويطمح إليه من تقدّم وازدهار وأمان.
لكن بعض الجيوب التي نمت وعششت فيها الأغلوطة في ظل النظام السابق لا تزال في مخابئها ومكامنها مثل الأفاعي المتحفزة لشل حركة الجماهير التي هي حركة التاريخ كله مستغلة كل الظروف لعرقلة نضالات الأمة التونسية وخلط الأوراق لزرع بذور الشر من جديد سعيا لإعادة شعب تونس الأبي إلى مربع القهر والإذلال.
ما ذا يعني أن يذهب البعث المقبور غير مأسوف عليه في العراق وأن يتململ الشعب السوري ويتحفز لكسر أغلال طغاة البعث في دمشق، ليظهر في تونس حزيب بعثي يرفع عقيرته بشعارات البعث المقيت، أليس في سيرة البعثيين المؤدلجين الشوفينيين العنصريين الذين ارتكبوا ويرتكبون أفظع أشكل التعذيب في حق شعوبهم ما يدعو إلى الاعتبار وأخذ الدروس لتجنيب تونسنا الحبيبة من الوقوع في مطبات هي في غنى عنها.
كانت الهرطقة البعثية كما ادّعى أصحابها دائما "حلا" إيديولوجيا للحالة الطائفية التي تميّز مجتمعات الشرق الأدنى، وهي بذلك لا علاقة لها بالمعطيات الاجتماعية في شمال أفريقيا ومن الحماقة نقل تلك الهرطقة إلى منطقتنا لزرع التعصّب العرقي الذي لا تعرفه بلادنا التونسية ولا نريد أن تعرفه ولعلّ جميع العقلاء يدركون خطورة استيراد الأيديولوجيات الغريبة والآثار المترتبة عن الترويج لها ومدى تهديدها للسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي.
ومن آثار هذه الهرطقة البعثية نشر يوتيوب يجرد تونس من تاريخها ويتنكر لماضبها العرق ولهويتها ويجعلها استثناء في المنطقة المغاربية هذا اليوتيوب ينفي على تونس أن تكون جزءا من شمال أفريقيا وينفي وجود الشعب التونسي الامازيغي وينسب تونس إلى امرأة فارّة من بلدها وإلى جالية من التجار الطارئين على البلد ونسي بل إنّ الذين لقّنوه تلك المعلومات المغلوطة نسوا عن قصد أن أسطورة إليسا تقول أن هذه الأخيرة استأجرت من ملك البلاد بارباس (Hiarbas) قطعة أرض لتقيم عليها قاعدة تجارية وهذا يعني وجود ملك على رأس دولة وشعب فمن تكون هذه الدولة غير الدولة الأمازيغية (Amazigh ou Berbère) ومن يكون شعبها غير الشعب الأمازيغي.
نتصفح تاريخ ابن خلدون التونسي ليعرفنا بالشعب التونسي الامازيغي بقبائله وعشائره وأسره وملوكه ولم يرد في أي كتاب تاريخ لمؤرخي الفتوحات الاسلامية أن العرب وجدوا شعبا آخر في تونس غير الشعب الأمازيغي (البربري إن شئتم) ولم يذكروا لنا أنهم وجدوا فينيقيا واحدا ببلادنا وهل في مقدور مدينة صغيرة مثل صور أن تعمّر بلادا بحجم تونس وشمال أفريقيا وجزر المتوسط واسبانيا، ألم يكن أولئك البحارة مجرد جالية تجار أمّا الشعب الذي كان يعمر قرطاج فقد كان أمازيغيا ألم تكن جيوش قرطاج من الأمازيغ وهذه الجالية الفينيقية وجدت في اسبانيا وجزر المتوسط كما وجدت عندنا فهل تفينق الأسبان والصقليون، ولماذا يريد هؤلاء المشعوذون البعثيون أن نكون الاستثناء وهذا كله فرارا من أصولنا ومن هويتنا التاريخية التي يناصبونها العداء ويقدمون لنا تاريخا بديلا مزيفا لا يقف على أرض الواقع.
لا ريب أن أقسام التاريخ بجامعاتنا التونسية على وعي كبير بخطورة تزييف التاريخ وهي المسؤول الأول عن تصحيح التاريخ وأن نفي أمازيغية تونس تاريخيا ليس في مصلحة الأمة وعليه ينبغي ألاّ نترك المجال لأمثال هؤلاء المشعوذين ليجعلوا من لغتنا العربية اليوم التي يتداولها التونسيون لظروف تاريخية - المؤرخون هم أعرف بها من غيرهم - أداة لضرب هوية تونس التاريخية ومن ثمّ جعلها أداة حاملة لأيديولوجيات النقاب والحجاب والجلباب وما يترتب عن ذلك من كوارث.
يا شعبنا في تونس الحرة المتحررة ويا نخبنا المستنيرة نهيب بالجميع ألاّ يستهين بمثل هذه الهرطقات وأن يتنبّه إلى مخاطرها ولنا كل الثقة في وفائكم للوطن ووقوفكم دائما بالمرصاد في وجه كل نحلة وهرطقة تهدد استقرار البلد.



#ورغمي_الورغمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّ على السيد اللهبي : تونس تونسية أفريقية
- من أطاع غضبه أضاع أدبه وخرب وطنه
- أطلقوا سراح الأخوين مادغيس وفتحي أبو زخار
- عتاب لنخبة المؤرخين التونسيين
- تصحيح التاريخ (5) أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية ما ارتكبه ...
- الأستاذ محمد امزالي والهوية الأمازيغية !!
- تصحيح التاريخ (4) جنرال العباسيين ابن الأشعث يشنّ حرب إبادة ...
- تصحيح التاريخ (3) الاسلام في تونس بين الدعوة السلمية والفتح ...
- تصحيح التاريخ: حقيقة العروبة والاسلام في تونس
- عملاق المسرح القديم : ترنتيوس
- تصحيح التاريخ : أشفاط قرطاج هم الذين غدروا بماسينيسا
- تونس : المعنى العميق للاستقلال
- استعراب تونس : الفقهاء يعبدون الطريق للقومية العربية
- قرطاج أمازيغية
- جنيالوجيا الشعب التونسي
- الموقف من الهوية الأمازيغية بين الاستعداء وسوء التقدير وقليل ...


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ورغمي الورغمي - الهرطقة البعثية وخطرها على هوية تونس واستقرارها