أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن الفرطوسي - لا ل -ثورة الغضب العراقي-














المزيد.....

لا ل -ثورة الغضب العراقي-


حسن الفرطوسي

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 09:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


العراق لا يحتاج إلى ثورة غاضبة كما هو الحال في تونس ومصر، بقدر حاجته لثورة باردة وتغيير ناعم على المستوى المعرفي والتربوي والثقافي والعمراني والفني، ثورة ثقافية ليتخطى المرحلة الأصعب في طريق التحرر من العبودية والطغيان، بعد أن تخطى مرحلة تغيير النظام الدكتاتوري في العام 2003.
الشعب التونسي والشعب المصري بالإضافة إلى شعوب أخرى في المنطقة في حالة مواجهة جريئة وشجاعة لتغيير أنظمتها الدكتاتورية، وحين يكتب لها النجاح ستلتحق بمرحلة التغيير الثقافي، أي بالمرحلة التي فيها العراق الآن.
طبيعة المرحلة العراقية تجيز أو (تستوجب) التظاهر السلمي، بمطالب واضحة وموضوعية، كالمطالبة بتوفير الخدمات والعمل، لكن محاولة استنساخ ما يجري في مصر حالياً تعتبر مخاتلة وهروب من الشروع في إعداد وتنفيذ برامج إصلاحية لتغيير ثقافتنا الاستبدادية والفاسدة، فحكومة الحرامية الحالية في بغداد هي انعكاس لثقافة المجتمع ولم تأت من كوكب آخر.
ركوب موجة الثورة العنيفة يعني العودة إلى نقطة الصفر، وهو ما سيضحك العالم بأجمعه على سذاجتنا، كيف يفهم العالم ما نقوم به حين نثور على حكومة لم يمض عام واحد على انتخابنا لها.. نحن بحاجة إلى نخبة واعية، مدركة لقراءة المشهد بالشكل الصحيح، لا لثوار لا يجيدون حتى صياغة شعاراتهم، ذلك ما يمكن استنتاجه من خلال نظرة سريعة على الشعارات المقترحة لما يسمى بـ "يوم الغضب العراقي" والتي أعلنتها بعض المواقع الألكترونية، فهناك خمسة عشر شعاراً يقول "الموت لديمقراطية......" ثم يلحق بصفة سيئة، مثل:
* الموت لديمقراطية الموت وقطع الرؤوس!
* الموت لديمقراطية تلقي القبض على القتلة ثم تطلق سراحهم وتعلن هروبهم!
* الموت لديمقراطية الجهل والفقر والتخلف والقتل!
* الموت لديمقراطية تغتال القلم والكلمة الناطقة بالحق!
وإلى آخره من نداءات الموت للديمقراطية، ولا أدري ما إذا كان هذا الابتعاد عن حقيقة المشهد مقصوداً أم اعتباطياً، لكنني أدرك بأن الخراب الذي نعيشه ليس بسبب الديمقراطية كنظام حياتي وسياسي، وإنما العلة في ثقافتنا المعطوبة التي نخرتها عمليات عسكرة المجتمع التي دأب عليها نظام البعث واستثمرتها الأحزاب الدينية من بعده.. أدرك بأن سبب الخراب الذي نعيشه هو بنيتنا الأخلاقية الهزيلة وثقافتنا المعادية للقلم وللكلمة الحرة وللنقد.. ثقافة الموت والاستعراض في ارتداء الأكفان، ثقافة التباهي بالجهل والفقر والتخلف.
شعارات من هذا النوع تشير إلى ثورة ضد الديمقراطية، لا ضد الفساد وقطع الرؤوس واغتيال القلم والكلمة الحرة.. هل يدرك من قام بصياغة هذه الشعارات ذلك؟
نعم للدعوة لمظاهرات ضد الفساد والظلم واستعباد الناس وسرقة حياتهم.. لا للدعوة لثورة ضد الديمقراطية بعد كل تلك المعاناة التي تحملناها والدماء التي أريقت في شوارع العراق.
وهنا أتساءل: هل تهدف ثورة الغضب هذه إلى إسقاط الحكومة الحالية؟ إذا كان الجواب نعم، كيف يتم تنصيب الحكومة الجديدة؟ هل يتم ذلك عبر انتخابات؟ إذا كان الجواب "لا" فذلك يعني إنها دعوة للدكتاتورية وحكم العسكر، وإذا كان الجواب "نعم" فستعود نفس الوجوه إلى الحكم، لأن الجهل المتفشي في الشارع العراقي سينتخبهم مجدداً.. فما جدوى هذه الثورة إذن؟
لذا فإن الحديث عن ثورة عراقية، على غرار الثورة المصرية، ليس سوى انسياق عاطفي غير ناضج وقصور في فهم حركة الأحداث ومراحلها الموضوعية، ذلك لأن العراق تجاوز مرحلة التغيير السياسي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ويعيش الآن مرحلة الثورة الثقافية للتخلص من مرحلة سطوة الأحزاب الدينية الحريصة على تغذية الجهل والتخلف والعنف والفقر، فأحداث التغيير لا تسير إلى الخلف يا معودين.
لنتعلم كيف نختار من يحكم البلد، بدل أن نتحامل على الديمقراطية وندعو لها بالموت.. الديمقراطية تمنحنا فرصة للاختيار، لكن ثقافتنا الرعناء تقودنا إلى انتخاب اللصوص والأفاقين والفاسدين.. فهل العيب بالديمقراطية؟.



#حسن_الفرطوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ومصر.. ثورة بوعي حديث
- حيوية الشعب التونسي وحياء رئيسه
- يوسف زيدان: الإسلام هو امتداد للنسطورية
- لماذا لا نهدم ضريح الإمام علي؟
- حتى انت يا مجلس الحكم ؟!
- لاتحزن ياهادي نحن بأنتظارك


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن الفرطوسي - لا ل -ثورة الغضب العراقي-