أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن الفرطوسي - تونس ومصر.. ثورة بوعي حديث














المزيد.....

تونس ومصر.. ثورة بوعي حديث


حسن الفرطوسي

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 07:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"لسنا على استعداد لتغيير أي شيء.. من لا يعجبه رقادنا الأبدي على كراسي الحكم، يخبط رأسه بأقرب جدار.. نحن دكتاتوريون، تعسفيون، ظالمون، قساة، جائرون ولا نغير مقدار أنملة في سياستنا.. ليس أمامكم سوى القبول بنا كما نحن، وإلا سنجعل الإسلاميين يحكمونكم ويحيلون حياتكم إلى جحيم".. تلك هي الرسالة الضمنية في خطاب الأنظمة العربية الموجه إلى شعوبها.
بعد ثورتي تونس ومصر اختلفت الموازين.. الإسلاميون اتخذوا موقفاً مغايراً، أفسدوا أنفسهم كسلاح بيد الحاكم وما عاد بوسعه أن يلوّح بهم ليبث الرعب في قلوب الناس.
حسني مبارك حاول أن يستدعي المارد مع انفجار الثورة.. لكن المارد لم يحضر! ماذا جرى؟ لقد غير موقفه، سلك طريقاً لم يطرأ على ذهن الحاكم.. ربما شعر الإسلاميون بأنهم كبروا على هذا الدور وما عاد يليق بهم، رغم مكاسبه الكثيرة.
ثمة من يعتقد بأن الإسلاميين سيركبون الموجة ويتسلقون الثورات وصولاً إلى الحكم، وهذا أمر وارد طبعاً، بيد إنهم سيركبون موجة الديمقراطية هذه المرّة، وهذا إنجاز بحد ذاته وتحوّل منهجي إيجابي نحو الانفتاح على الآخر ودلالة على تخلي تلك القوى الراديكالية عن جزء من ثوابتها المتشددة كإقامة دولة الخلافة أو ولاية الفقيه أو ما شابه، ومن الواضح أن تلك القوى والأحزاب قادرة بسهولة أن تستحوذ على مفاصل مهمة في حياة الشعوب الطامحة لبناء نظم مدنية وديمقراطية وفق معايير حقوق الإنسان والشرعية الدولية، إلا أن وعياً مغايراً أفرزته التجربة، وهذا هو المهم، وعياً شاباً يدرك التعامل مع وجود قوى الإسلام السياسي كواقع حال وكمرحلة لابدّ من تخطيها بأساليب مغايرة لأساليب مواجهة الأنظمة الدكتاتورية التقليدية، وإذا كانت مواجهة النظم الدكتاتورية بوسائل ثورية، فمواجهة الإسلام السياسي في ظل نظم ديمقراطية يتم بأساليب معرفية وثقافية.
اعتماد نظام حسني مبارك على بعبع الإسلاميين جعله يتخبط في لحظة مواجهة التمرد بعد أن اكتشف عدم فاعليته، فعاجل في استخدام وسائل عفا عليها الزمن واستهلكتها التجارب في أماكن أخرى، مثل إطلاق المجرمين من السجون لإحداث فوضى السلب والنهب لتشويه الثورة وتقويض التعاطف الجماهيري معها، واستئجار بلطجية قادتهم مخيلتهم السينمائية العالية إلى امتطاء الخيول والجمال، وآخرها تفجير أنبوب الغاز في سيناء والممتد إلى إسرائيل، في محاولة بائسة لكسب التعاطف الأمريكي والإسرائيلي، بالإضافة إلى المحاولة الأكثر بؤساً لعزل الثوار في ميدان التحرير عن العالم الخارجي من خلال قطع وسائل الاتصال ومنع الصحافة من نقل ما يدور هناك.. كل تلك الوسائل لم تكن ذات جدوى، لأنها وسائل تقليدية ومستهلكة إذا ما قورنت بالوسائل الحديثة التي انطلق معها الثوار الشباب، جيل الفيس بوك وتويتر.
الوعي الحديث الذي نتحدث عنه، وإن لم تتضح بعد ملامحه بشكل كامل، لكنه يتعامل مع الحياة وفق معايير المنهج التجريبي، لا وفق معايير الإيمان المطلق بالذات - ديدن الثقافة الشرقية التقليدية - مما جعله أكثر جرأة في اقتحام مرحلة ما بعد الأنظمة الدكتاتورية، رغم المعرفة المسبقة بتحديات تلك المرحلة في ظل وجود الأحزاب والحركات الإسلامية، انطلاقاً من إدراك واقع لا يمكن نكرانه، هو أن الطريق إلى الحرية لا يتلخص بتغيير النظام السياسي فقط، بل بتغيير الثقافة السائدة أيضاً، ثقافة الاستبداد التي أفرزتها النظم الاستبدادية وغرستها في مجتمعاتها، تلك الثقافة البالية التي أحد مفرداتها تحث على التعايش مع الخراب والإبقاء عليه من خلال المقولة المشهورة "امسك على مجنونك وإلا يأتيك ما هو الأكثر جنوناً" فمعالجة الجنون بكل مستوياته أصبحت ضرورة حياتية لابدّ من الإقدام عليها.



#حسن_الفرطوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيوية الشعب التونسي وحياء رئيسه
- يوسف زيدان: الإسلام هو امتداد للنسطورية
- لماذا لا نهدم ضريح الإمام علي؟
- حتى انت يا مجلس الحكم ؟!
- لاتحزن ياهادي نحن بأنتظارك


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن الفرطوسي - تونس ومصر.. ثورة بوعي حديث