أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوزينة - أزمنة انتصار الهزائم والأزمنة الباقية في انتظار نصر















المزيد.....

أزمنة انتصار الهزائم والأزمنة الباقية في انتظار نصر


محمد أبوزينة

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


امتلأت الردهات بحضور حاشد، وضجت القاعات بهمز ولمز لافت، فاستحضر أحدهم الآية القرآنية {ويللٌ لكلّ همزة لمزة}. دون سابق إنذار انقطع الضوء عن المكان، حل ظلام دامس وساد صمتٌ مطبق، فبدا الزمان متوقفا عن الدوران. بعد طول انتظار في غياهب أزمنة خلت متوقفة عن السيلان، تسلل ضوء أحمر ساطع في إشارة إلى التنبيه والخطر كنا جميعاً في "انتظار نصر"* انعكست الوقائع في الذهن مقلوبةً، فاستطرت من مغامدي بضع نظريات وقوانين فيزياء أو طبيعيات كما أسماها العرب القدماء. فإذا ببنات العقل تشطح بالفكر بعيداً بسؤالٍ حول ماهية العلاقة بين الصوت والضوء ؟

زاوية السقوط = زاوية الانعكاس/ بزيادة زاوية السقوط تزداد زاوية الانكسار ولكن بصورة غير متناسبة/ ظاهرة السراب/ نظرية الخزانة ذات الثقب للحسن إبن الهيثم (965 م - 1039 م), البداية المقدمة لاختراع الكاميرا وتقنية المرئيات

لماذا نستخدم الضوء الأحمر للإشارة للخطر علماً أن العين حساسة أكثر للأشعة الخضراء؟
لماذا نصمت وقت الظلام؟
هل سبق الضوء الصوت أيضاً بالنشوء/ الخلق علاوة على سرعتة في الانتشار عبر الأثير؟
أم أن كلاهما سرمدي في حضوره عبر السديم؟،
هل الضوء شرط مسبق للصوت؟
اذا كان العرب القدماء ـ وهنا أشير إلى ابن الهيثم على سبيل المثال الذي سبق نيوتن في الاكتشافات لوسائط عصر المعلومات ـ قد سبقوا غيرهم في وضع اللبنات الأولى للتقنيات، لماذا كفوا وتخلفوا وتقهقروا في الوضعيات؟
هل للعقل حق التبصر النافذ في العلاقة بين الضوء والصوت؟
هل للعقل حق التبصر الناقد لمفهوم النص؟
ما مفهوم النص القرآني {ويللٌ لكلّ همزة لمزة}؟
هل يمكن مثلا إعتبار النقد (والنقد الذاتي) همزٌ ولمز؟

من الخزانة ذات الثقب طل علينا نصر (حامد أبو زيد)*، تربع على الشاشة، بدا حزينا ولكنه مبتسما، نظرته وقد خالجني همز ولمز، فقلت في قرارة نفسي لعلنا نجد في "انتظار نصر" بضع أجوبة لأسئلة حارقة كَالْمُهْلِ لأزمنة انتصار الهزائم

لم يكن نصر حامد أبو زيد (10 يوليو 1943 - 5 يوليو 2010) سوى واحد من عاملي العقل ـ الفكر المتنورين والقلائل في عصرنا المظلم والمطبق بالصمت الذين حالوا التصدي من باب الاجتهاد لا أكثر لأسئلة الْمُهْل الحارقة وأكثر لحالة متخلفة لأمة فكان الرد عليه إعلان جهاد بل أكثر!.

بخلاف غيره، نجى نصر أكثر من مرة من أحكامٍ مرتدة: اغتيال من تمرد على النقل، من أماط اللجام عن العقل، من أطلق للفكر عنان الترحال والتحليق في صحارى العرَبان الشاسعة ليمتلكها عبورا و يعبرها امتلاكا، من اقترب من هضاب الفكر الوعرة والمهجورة إلا من خفافيش ظلام مسعورة، من أراد التنقيب نبشاً في هرمنيوطوقيا رمال الصحارى الساكنة، من اجترأ على الاستقراب من حد النص الساكن تحريكا وتأويلا اجترأ على الْمُهْلِ،،،،، هكذا اقتبس ساكني الهضاب المهجورة فهمهم للنص {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21)}. 21

نزل علينا خبر قصاص أبو زيد أشد من وقع الْمُهْلِ، حكم قضائي ـ لعله الأكثر شذوذا وغرابة في أزمنة العرب ـ دعوى حسبة، اغتيال حبه، تفريقه عن شريكة حياته د.ابتهال يونس. الجريمة المفترقة، دعوى لإعمال العقل بديلا عن النقل، مسرح الجريمة وحيثياتها كتابات بينات لنصر في غالبيتها لم تقرأ، ولماذا تقرأ؟ إن كان لا فرق بين التفكير والتكفير عند ساكني الهضاب المهجورة، أصحاب المذهبيات الكلية المهيمنة، فالكلمتين وان اختلفت مواضع الحروف فيهما تشابهت فالتبست عليهم هرطقات من بعد زندقة,,,

إن ما كتبه نصر ليس نقداً للهرمنيوطيقا السائدة، لفلسفة مفهوم النص المقدس، أو نقد لحقل التحليل اللغوي واللسانيات فقط، ولكنه في حقيقته عبارة عن تأسيس لابستومولوجيا جديدة تستجيب لأوضاع واشتراطات المعارف البشرية الراهنة، تهدف إلى وصل حقول معرفية منعزلة عن بعضها البعض و إعادة تركيبها من خلال إعمال العقل بديلا عن النقل كشرط أبستمولوجي ضروري وإن كان غير كافٍ للنهوض بالأمه، وما نطق الرجل يوماً أن الدين بحد ذاته أو بقدر التمسك بنصوصه المقدسة هو مصدر التأخر والتقهقر، بخلاف ذلك أنشأ، انه بقدر الابتعاد عن إعمال العقل واستحضار القلب عند قراءة النصوص المقدسة، إذ كيف يمكن أن يبقى المقدسُ مقدساً إن لم يكن بالفكر معقولا، إن لم يعرض بادئ ذي بدء كنص لغوي لعمل العقل كما تعرض النصوص البشريه دونما قداسة، فالايمان ـ وفق نصرـ عين العقل، كما جاءت نصوص القرآن بذلك {أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها}، هكذا جاء العقل مناطا للتكليف وهكذا رفع القلم عن المجون، فلم يكلفه الله بشيء،،،

أصابتنا لوثة المعرفة ـ الخطيئة من جديد، فكان القصاص حياةّ! ا
رحل نصر في يوم 5 يوليو 2010، ولم يكن رحيله بسبب وفاة طبيعية أو مرض عادي، نزل علينا خبر اغتيال أبو زيد أشد من وقع الْمُهْلِ، عاد نصر من إحدى الدول الإسلامية حاملا لفيروس سيليبرالي غامض، لم يستطع الأطباء تحدديه، فما لبث أن فتك في دماغه وقضى على حياته،،، رحل إذاً من جديد"شهيد آخر للفكر والكلمة"، أما نحن فبقينا في انتظار نصر وابن عربي،،،

لروح نصر أستحضر قول الإمام جلال الدین الرومي (1207 - 1273):ا

"هذه الدار التي لا تفتر فيها الألحان، سل ربها أي دار هذه!؟

إن كانت الكعبة فما صورة الصنم هذه؟ وإن كانت دير المجوس فما هذا النور الإلهي؟

أيها السيد! أطل علينا من الشرفة، فإن في خدك الجميل أمارةً من الإقبال.

أقسم بروحك أن ما عدا رؤية وجهك، ولو كان ملك العالم، خيال وخرافة

تحير البستان أي ورق وأي زهر! وولهت الطير أي شبك وأي حب

هذا سيد الفلك كالزهرة والقمر، وهذي دار العشق لا حد لها ولا نهاية"ا

"آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان" نصر حامد أبوزيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* المراد فيلم "في انتظار نصر حامد أبو زيد" من إخراج علي الأتاسي. عرض الفيلم للمرة الأولى في مدينتي باريس ومرسيليا يوم 12 نوفمبر 2010، لاقى الفيلم إقبال واسع وعقبه نقاش وجدل صاخب. النص أعلاه مستوحى من مداخلتي في هذا النقاش



#محمد_أبوزينة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في نقد مفهوم الثورة
- لماذا يطالب العمل بالتقاعد (والتقاعد المبكر) بينما لا يتقاعد ...


المزيد.....




- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوزينة - أزمنة انتصار الهزائم والأزمنة الباقية في انتظار نصر