أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوزينة - لماذا يطالب العمل بالتقاعد (والتقاعد المبكر) بينما لا يتقاعد الرأسمال أبداً؟















المزيد.....

لماذا يطالب العمل بالتقاعد (والتقاعد المبكر) بينما لا يتقاعد الرأسمال أبداً؟


محمد أبوزينة

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا يطالب العمل بالتقاعد (والتقاعد المبكر) بينما لا يتقاعد الرأسمال أبداً؟
هل عنصر العمل خامل ورأس المال مثابر؟
بقلم: د. محمد أبو زينة

لا يسعى هذا المقال إلى اختراق أو تفكيك الثالوث المقدس بعصا الاقتصادي المدنس! فهذا الثالوث المتمثل بعلاقة العمل ـ الرأسمال ـ الزمن جسّد ما هو أكثر من رمزية أيقونية لأنماط علاقات الإنتاج الاجتماعية السائدة منذ ما يزيد عن قرنين ونصف من عمر البشرية، وعليه فان اختراقه أو تفكيكه له مقام آخر غير هذه العجالة.

برغم هالة القداسة المضروبة حوله كسياج منطقة حرام الاقتراب منها رجس ودنس من عمل الشيطان، كانت أضلاع هذا الثالوث المقدس تبدو متحركة عبر الأزمنة رغم حالة الثبات النسبي من حيث جوهر الشيء ذاته، كمجموعة من الصور تعرض متتابعة بسرعة معينة على وسيط مسطح للعرض فتخدع العين البشرية بأن عناصر الصورة بها حركة، فالشكل وإن كان ثنائي الأبعاد (عمل ـ رأسمال)ـ مكون من ثلاثة رؤوس تصل بينها ثلاثة أضلاع (عمل ـ رأسمال ـ زمن)، فان هذا الأخير كان ولا زال المحدد الرئيس للمساحة الجيومترية، بما يعني وفق نظرية نظرية فيثاغورس ومبرهنة طالس أن معرفة طولي ضلعين من المثلث القائم (عمل ـ رأسمال)، كافٍ لمعرفة طول الضلع الثالث (المتمثل بعنصر الزمن).

طالما استوجبت تلك العلاقة الثلاثية، المتحركة شكلا والثابته من حيث ماهيتها، قليلا من السكون النسبي لإعادة ضبط عقارب الساعة بل ولإعادة إنتاج وتكيف عنصر الزمن ـ ليس باعتباره شكل آخر لتجسيد المادة في الوعي ـ وليس في الواقع المستقل عنه ـ (جَزر المسافة ـ إختصار الزمن عبر إنتاج وسائل موصلات واتصالات فائقة السرعة نموذجاُ)ـ بل باعتباره عنصر حيوي لإنتاجها وإعادة إنتاجها وبالتالي إعادة خلق منظومة القيم لاسيما القيمة الاستعمالية (المعبر عنها بلغة الاقتصاد الأرثوذوكسي المعاصر بدالة المنفعة ـ جانب الطلب المشتق من المنفعة الحدية) والقيمة التبادلية (المعبر عنها باستخدام اللغة ذاتها بدالة الإنتاج ـ العرض ـ والمقاسة بقيم الانتاج الحدية) على حد سواء. هذه الأخيرة ـ وان كانت لا تشكل سمة اطلاقية ينفرد بها العصر الذي نعيش ـ هي عنصره السيميائي الأبرز بل المحدد لضبط وإعادة ضبط إنتاج علاقة العمل ـ الرأسمال منذ زمن الولوج إلى عصر المانيفاكتوره الأول.

وهل لنا أن نستغرب ـ كما عبّر بعض المتشككين من اليساريين السنديكاليين قبل الممتعضين من اليمينيين الأرثوذوكسيين والنيوليبراليين ساخرين ـ من المعارك العمالية النقابية الأخيرة التي دارت رحاها في شوارع جمهورية الكومونة الأولى حول إطالة زمن العمل إلى سنتين إضافيتين! وكأن الساخرين قد تناسوا أزمنة السخرة (والسخرة للتذكير هو وقت العمل الإجباري بلا اجر وهو المحدد باستخدام لغة الاقتصاد الهيثروذوكسي للقيم الحدية المضافة ـ منبع ثروات الأمم كما سبق وأشار الى ذلك الإقتصادي الكلاسيكي آدم سميث) أو أرادوا لنا أن نتناسى تاريخ نضال الطبقات والذي كان ولازال عنصر الزمن ـ معرفاً بساعات العمل ـ عنوانه الأول! ألم تراق دماء بشرية على ضفاف نهر السين من أجل تقصير وقت يوم العمل إلى ساعتين فقط!!! فما بالك بخطاب اقتصادوي يريد إطالته الى سنتين فقط؟! ـ
لا باس فمعبد ‘‘ساكريه كير‘‘ شيّد على أنقاض جثث عمال الكمونة ولم يسقط لويس بونابرت الثامن عشر ومقولة ” نضال الطبقات سيمياء روح العصر”الذي نعيش مقولة بائسة سقطت من حيث نشأت ـ هكذا صرح الاقتصادي النبيل الحائز على جائزة نوبل ساميلسون؟!

انكب بعض الاقتصاديين المدهشين والمندهشين في آن على التمحيص في مسألة علائق فقه المتغيرات الاقتصادية، فنحن أمام علائق جد معقدة تحتاج بضائع وقت طويل وكبير ذكاء وعناء في التفكير، كيف لا وذلك يمس مركز أعصاب الرأسمال وشريانه التاجي؟!. بعد جهد جهيد في نمذجة وتكميم العلاقات الاجتماعية جبريا (نسبة إلى أسلوب التحليل الكمي الرياضي والذي قد يقود في كثير من الأحيان إلى تكميم الأفواه أيضا) وتقديرها قياسيا (باستخدام أحدث الطرائق الايكونوميترية دون أن ننسى رزمة الافتراضات المغرقة في التبسيط المبتذل في كثير من الأحيان واختبارات الفرضيات التي لا تخلو من هامش خطأ يتسع بتعقد العلائق وتشابكها)، ساق علينا هؤلاء الكهنة الكثير من المساخر الإقتصادية والفذلكات السياسية التي لا تنطـلي حتى على البلهاء من أبناء الطبقات مع الاحترام لكل مستويات الذكاء، على افتراض أن الأمر يحتاج إلى كبير ذكاء! وما علاقة فلاسفة الإغريق بكل من ملاك الأراضي والعبيد وتجار السخرة؟

لا داعي هنا للخوض في تفاصيل التحاليل الاقتصادية الإكلينيكية والامبريقية الايكونوميترية على أهميتها في كشف المستور من خبايا علائق العمل ـ الرأسمال، والتي لا زال البعض يصورها لنا على أنها علائق حميمة حتمية لا مفر منها كعلاقة الرجل ـ المرأة ـ ضرورية لاستمرار الجنس البشري وإعادة إنتاجه من حيث هو ـ هو وحدة الإنتاج الرئيسة ونقيضها المُتتم أي الاستهلاك ـ علاقة رومانطيقية تدوم بدوام الرغبة في الإنتاج ولكن لا بأس من بعض الفتور، بل التوتر والنفور من استهلاك ذات الشيء، كمتممة جبرية منطقية لدوام سيلان الرغبة في الاستهلاك والاستهلاك من جديد، والتي تستدعي البحث عن إنتاج/منتوج جديد، كسمة مميزة لرأسمالية يومنا الحاضرـ أي استهلاك الآخر من حيث هو مصدر إنتاج وإعادة إنتاج القيم المضافة، و بخلاف ذلك لا تستقيم العلاقات الاجتماعيةـالاقتصادوية شرعا ولا ينضح الرأسمال مالاً وإنتاجاً جديداً!

ليس الأمر بالشيء هو بالضرورة نهي عن ضده ـ كما جادل فلاسفة المعتزلة ـ فلأي مسألة طرفان أحدهما يتعلق بالشكل ـ الصيغة ولا يستقيم ذلك عند من لا يرى للأمر صيغة، والآخر يكمن في المعاني المتجسدة مادياً في علائق الذات بالآخر والتي لا تستقيم بالضرورة بالطرائق وإن تعددت أشكالها توحدت من حيث هي منتج الشيء ذاته ولذاته. فالأمر هنا لا يرتبط من حيث جوهر الشيء ذاته لا شكله بعجز موازنات مالية لاقتصاديات صناديق تقاعد وشيخوخة أو تأمين اجتماعي وصحي أو غيرها من مدخرات الكدح، فلم نسمع يوماً عن عجز ـ باستثناء العجز الجنسي ـ في موازنات الحروب والتسلح وغزو الفضاء ومقرطة مجتمعات البادية والأرياف، و لا يتعلق بمجتمعات أصبحت تعيش عمرا أطول ولم تعد تعرف ظاهرة الشيخوخة المبكرة، يترك أفرادها سوق الإنتاج ـ العمل وهم في ذروة خصوبتهم الاقتصادية والجنسية على حد سواءـ أي عمر الستين ـ و لا يتعلق بنزعات خمول وكسل عند عنصر العمل، بل الأمر يتعلق بإطالة عمر الرأسمال وتعظيم أرباحه حتى يتسنى لهذا الأخير تدمير ما تبقى من كوكبنا وإنسانيتنا بل وحيوانيتنا أيضا.



#محمد_أبوزينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوزينة - لماذا يطالب العمل بالتقاعد (والتقاعد المبكر) بينما لا يتقاعد الرأسمال أبداً؟