أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وحيد كحيل - مفهوم وحدة الحزب الشيوعي السوري














المزيد.....

مفهوم وحدة الحزب الشيوعي السوري


وحيد كحيل

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 09:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا وجود لأمر من أمور الحزب غير خاضع لأسس وقواعد ومقومات مرتبطة، بمفردها وبمجملها ارتباطاً عضوياً بالماركسية في تفاعلها المتواصل مع حركة الواقع. ولا جود لأية قاعدة من القواعد اللينينية في حياة الحزب، بدون أسباب إيديولوجية، أو مبرر موضوعي لوجودها، كما أن لا وجود لأي مبدأ من مبادئ تنظيم الحزب بدون ارتباط عضوي لهذا المبدأ بدور الحزب وبأهدافه ومهماته. فما هي إذاً المقومات التي تسهم في توطيد وحدة الحزب وتعزيزها وتطويرها تطويراً يجعل منها حجر الزاوية للانطلاق في الهجوم، وللثبات والتركيز المنظم في التراجع. وما هي هذه الوحدة بالذات التي يتنافس الشيوعيون من أجل تعزيزها، عبر المراحل التي يمر بها كل حزب، ومجمل الأحزاب الشيوعية في العالم.

إن الطبقة العاملة تخوض صراعاً مريراً مع عدوها الطبقي وتحكم مسيرة هذا الصراع قوانين موضوعية، ولكن هذا الصراع لا يتم عفوياً، بل عبر صراع إرادات ومصالح طبقية حادة ونزاعية، ولذلك ولكي تحقق الطبقة العاملة انتصارها المحتوم يشترط أن تكون جهودها موحدة ومركزة ومنظمة تنظيماً رفيعاً، والحزب الماركسي ــ اللينيني هو أرقى أشكال تنظيم الطبقة العاملة الذي يتوجب أن تتحقق فيه وتحت رايته وحدة الطبقة ومركزة نشاطها وتوفير أفضل الظروف لإطلاق طاقات ومبادرات الشغيلة وطليعتهم السياسية، ففي المعارك الطبقية من أجل انتصار الاشتراكية وفي إطار هذا الصراع الطبقي المرير، فإن المبدأ الأساسي لتنظيم حزب الطبقة العاملة هو المركزية الديمقراطية.

إن المركزية الديمقراطية ليست قالباً جامداً، وإنما مبدأ أساسي في بناء الحزب الشيوعي، وكما قال الرفيق خالد بكداش في كلمته أمام المجلس الوطني العام لحزبنا عام 1971: «إن المركزية الديمقراطية هي كل لا يتجزأ، هي نظام متكامل فكري وسياسي وتنظيمي يؤمن وحدة الإرادة والعمل التي بدونها لا يكون الحزب، وذلك الحزب البروليتاري المنشود ولا يستطيع القيام بمهمته كطليعة الطبقة العاملة والجماهير الكادحة».

فوحدة الفكر والإرادة والعمل لدى جميع أعضاء الحزب تكون بالالتفاف حول البرنامج والخط السياسي وتجسيدهما الحي أي قيادة الحزب، على هذه الوحدة يستند التطبيق الصحيح للمركزية الديمقراطية فمن المستحيل تطبيق هذا المبدأ في حزب تتصادم فيه المواقف لدرجة العداء.

لقد جاء في موضوعات اللجنة المركزية إلى المؤتمر السادس ما يلي:

«لابد من الانتباه الشديد إلى أن جهوداً مكثفة تبذلها أوساط إمبريالية ورجعية معادية لشعبنا، من أجل تحطيم صمود سورية وكسر مقاومتها للمشاريع الإمبريالية، ويشكل السعي لنسف وحدة الحزب الشيوعي السوري جزءاً هاماً من نشاط هذه الأوساط.

إن الواجب الوطني والأممي الكبير لجميع الشيوعيين هو حماية حزبهم وتعزيز وتوطيد وحدته، على الأساس المبدئي المجرب، وهو الأمانة التامة للماركسية ــ اللينينية والأممية البروليتارية، سياسياً وفكرياً وتنظيمياً، ونبذ وشجب كل أشكال التكتل والأنصار والشلل في كل منظمة وعلى نطاق الحزب بمجموعه، واستنكارها بشكل حازم».

لذلك فإن وحدة الحزب السياسية والفكرية والتنظيمية تعني الالتفاف حول برنامج الحزب وسياسته، وحول قيادته كقيادة موحدة منتخبة انتخاباً ديمقراطياً.

وكذلك حول الهيئات القيادية على كل مستوى. إننا ندرك أنه عندما تنفخ البرجوازية روح الشوفينية في الجماهير، فهنا يعني أنها تهيء حرباً ومساومة على الشعب الكادح، وعندما تنفخ الأحزاب الاشتراكية روح الشوفينية في أعضائها فهذا يعني أنها تحضر خيانة للطبقة العاملة، وتميل نحو الذيلية السافرة للبرجوازية. إن السير وراء العفوية لا يؤدي فقط إلى القضاء على الوحدة بل أيضاً إلى تصفية الحزب من أساسه وهذا ما لا يمكن القبول به، ولا القبول بما يعملونه باسم الوحدة القائمة أسماً بدون مسمى.

كتب لينين في «مرض الطفولة لدى الشيوعيين» ما يلي:

«لكي تتمكن البروليتاريا من القيام بنجاح بدورها التنظيمي (الذي هو دورها الرئيسي) ينبغي أن تسود المركزية المطلقة والانضباطية الدقيقة في حزب البروليتاريا السياسي».

فماذا يعني ذلك؟ وكيف يمكن الوصول إلى انضباطية فولاذية في حركتنا؟

ــ إن الانضباطية الفولاذية منوطة ببعض الشروط التي بفقدانها يصبح الكلام عن الانضباطية ضرباً من الثرثرة (لينين). الانضباطية شأنها شأن الوحدة، لها مقومات لازمة لها، لخصها لينين كما يلي:

1 ــ وعي طليعي بروليتاري وإخلاص للثورة، وضبط أعصاب، وروح تضحية وبطولة.

2 ــ مقدرة على الارتباط بالجماهير والاقتراب منها إلى درجة الاندماج بها.

3 ــ صحة القيادة السياسية للبروليتاريا، سلامة خطها وخطتها، على شرط أن تؤمن الجماهير بصحتها من تجربتها الخاصة.

بدون هذه الشروط، لا وجود لحزب ثوري يمكنه أن يجد في صفوفه مثل هذه الانضباطية، هكذا يحدد لينين الانضباطية، التي ينبغي أن تسود في حزبنا، بوصفها واعية مدركة، لأهداف الحزب، ومهماته، ودوره، والتي تقوم على الارتباط العضوي مع الجماهير لتكتسب قيادتها من خلال روح التضحية والبطولة لدى الشيوعيين، إنها الانضباطية المنبثقة من الوحدة اللينينية، ونتيجة تطبيق المركزية الديمقراطية.

إن المهمة الأساسية والواقعية والممكنة التحقيق هي ما قاله الرفيق خالد بكداش: «إلى الأمام أيها الرفاق نحو حزب لا يكتفي برصيده الوطني والسياسي الطويل، بل وفوق ذلك نحو حزب جماهيري واسع المواقع، بين العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والنساء والشباب وسائر الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم».

وحيد هاشم كحيل






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي السوري ... واستنهاض الحركة الجماهيرية


المزيد.....




- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- صفحات من التأريخ: الحزب الشيوعي العراقي ، 14 / تموز /1958 و ...
- محتجون في ميلان يطالبون بمقاطعة إسرائيل ووقف المجاعة بقطاع غ ...
- محتجون في ميلان يطالبون بمقاطعة إسرائيل ووقف المجاعة بقطاع غ ...
- الشرطة الألمانية توقف متظاهرين مؤيدين لفلسطين في برلين
- اعتقال متظاهرين مؤيدين لـ-بالستاين أكشن- في بريطانيا بعد تصن ...
- آيت بوكماز: دفاعا عن حق رئيس الجماعة المنتَخب في قيادة الاحت ...
- لماذا لا تحتج نساء الريف على قانون الأحوال الشخصية؟
- بين الحصانة والمطاردة: كيف تُشرعن السلطة الذكورية القمع وتكم ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وحيد كحيل - مفهوم وحدة الحزب الشيوعي السوري