أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رزكار نوري شاويس - عربة ( البوعزيزي ) لا تزال تتدحرج - بأي حق و بارادة من يحكمون ؟















المزيد.....

عربة ( البوعزيزي ) لا تزال تتدحرج - بأي حق و بارادة من يحكمون ؟


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 22:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عربة بيع الخضار التونسية لا تزال تتدحرج على مهل و يبدوا انها تستمد طاقتها الحركية من بركان السخط العادل لشعوب المنطقة على الحكام المستبدين ..تمضي قدما و تستمد نفسها الطويل من صبر المظطهدين العتيق الذي طال و طال ليفرغ فجأة غضبا و اصرارا عادلا على محاسبة معذبيهم على الارض .. عنيدة هي هذه العربة عناد الحكام المتشبثين بالسلطة حتى اخر نفس , لكنها حتى الان هي الاقوى تاثيرا في الحكام وايضا في الشعوب التواقة لاسترداد ارادتها .
العربة ( البوعزيزية ) عبرت الشمال الافريقي الى البر الاسيوي و بدأت الكثير من النظم الحاكمة تراجع على عجل اوراقها و حساباتها استعدادا لمواجهة صرير و قرقعة هذه العربة العجيبة القادرة على الانتشار شرقا و غربا , شمالا و الى الجنوب ..
فجاة ..! وفي صحوة غير مالوفة فيه ( من تاثيرات القات اليمني السعيد ) ادرك حاكم هذه البلاد المنكوبة بحكمه الدكتاتوري البليد و الموبوءة في عهده التعيس بكل الوان الفساد و التخلف و العصبيات البغيضة ؛ الخطر المحدق بعرشه .. فهب من نشوته مذعورا مرتبكا .. امرا ناهيا ازلامه و اعوانه المترفين من قيادات حزبه الحاكم و اعضاء برلمانه الكرتوني متقمصا شخصية الاصلاحي الالمعي الاوحد في البلاد و ليقرر و يعلن هو و ليس اي اخر غيره عن حفنة من الوعود التي وصفها بخطة لاصلاح الحال الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي , هي في الواقع عاجزة عن الاصلاح كونها جاءت في حالة هلع دكتاتورية , كمحاولة هبوط اضطرارية لارادة شعب ساخط .. نعم هي وعود اضطرارية لا رجاء فيها و لا امل فوعود الديكتاتوريين دائما ديماغوغية كاذبة ..
المطلوب شعبيا هو تغيير النظام و هذا هو المفهوم الصحيح و السليم للاصلاح مع هكذا نظم و حكام .
الغريب الذي ليس غريبا في امر هؤلاء الحكام , انهم في اجواء تحليقهم العالية يستصغرون امكانات شعوبهم القادرة على الفهم و الادراك و من ثم استيعاب الحجج المحرضة شرعا و قانونا على التغيير .. ينسون و هم في اوج ملذاتهم السلطوية المطلقة ان عالم اليوم ليس عالم الامس و عالم الغد ليس عالم اليوم و ان حركة التغير هي حركة انسانية عالمية دائمة النشاط و الانتشار وان الامم و الشعوب حتى وان كانت في ادنى حدود الوعي و الاطلاع على مايدور في العالم صارت تعي و تدرك الحد بين حق الحاكم و حقوق الشعب , وان حق الحاكم مرهون بارادة و رضا و قبول الشعب و كرامة الشعب مرهونة بتمتعه بكامل حرياته و حقوقه .. بمعنى اخر ان الشعب هو صاحب الحق في كل شيء و بقراره يمتلك الحكام و مؤسسات الحكم حقوقا و صلاحيات و واجبات و التزامات هدفها تحقيق رضا الشعب .. فالحكام و نظم الحكم يجب ان يكونوا خداما لشعوبهم , و ليس اسيادا لا خير ولا بركة في وجوههم الكالحة و لا في فعالهم الفاسدة و المفسدة ..
ان الخطط الاصلاحية التي صار بعض حكام المنطقة يطلقونها ( بعد ان حدث ما حدث في تونس و مصر ) ليست نابعة ابدا من روحا اصلاحية همها تخفيف معاناة شعوبهم بل تعبر عن حالة ذعر و تحوط من انتقال العدوى التونسية المصرية لبلدانهم .. هي وعودا تطلق لا حبا بالشعب و لا من اهتمام صادق بهموم و مصالح و مطاليب شعوبهم العادلة بل هي محاولة منهم من محاولات التشبث اكثر بتخوتهم و عروشهم و سط مخاوف امتداد مد التغيير على المنطقة ..
يقال ان شر البلية مايضحك , ومن المضحكات ] في بلاءحكم هؤلاء الحكام الدكتاتوريين و بعد ان طفح الكيل وبدؤا يعلنون ( كهبة و مكارم سخية منهم ) خططا و مشاريعا لاصلاح احوال ( الرعية و الرعاع ) [ .. ان احدهم صرح متباهيا بوعوده الاصلاحية الضبابية , قائلا بكل فخر واعتزاز ( نحن لا نشعر بالخجل لاننا نفعل ذلك ..) !
تصريح غريب .. اليس كذلك ؟ فهل الاصلاح و الانصياع لمطاليب الشعب يا ترى امر مخجل ؟ ام انه في قرار نفسه يحس بالخجل فعلا لانه اضطر اضطرارا للاعلان عن ما سماها بالاصلاحات و هي لا تزال مجرد وعود ديكتاتورية مبتورة بلا ملامح و لا يمكن ان تاخذ صفة او سمة نوايا اتخاذ مسار واضح نحو اصلاح حقيقي , لا تبدأ الخطوة الاولى فيه الا بتنحيه عن الحكم و بتغيير شامل و جذري في مؤسسته الحاكمة .. افلا يدري هؤلاء الحكام ان شعوبهم تتسائل .. لم لم يبادروا بالاصلاح عبر كل العقود الطويلة من حكمهم الا بعد ان حدث ماحدث في مصر و تونس ؟ .. بالتاكيد انهم مرغمون خوفا على ضياع سلطانهم على اطلاق مثل هذه الوعود و ليس من حس وطني ديمقراطي و ثقافة وفكر اصلاحي خاضع لمصالح الشعب .. و يقولون انهم لا يشعرون بالخجل من اطلاقهم لوعود اصلاحية في الوقت الضائع ..! اجل انهم لا يخجلون من عدم رضا الشعب و لا يخجلون من التملق لعواصم الدول الكبرى و الانصياع لأوامرهم بالتحرك حتى لو كان هذا التحرك شكليا و محدودا باتجاه الاصلاح .. متناسين او يتغافلون ان الاصلاح عملية اكثر عمقا و تعقيدا من وعودهم الاضطرارية الارتجالية اوتعديلات في الوزارت و المناصب باشخاص من نفس الطينة و العجينة الفاسدة .
الان اصبح من الواضح للعالم و بشكل جلي ان غالبية شعوب المنطقة ترفض حكامها و الحالة تتطور الى حالة عداء مستحكم بين طرفين .. طرف هو الشعب و هو على حق دائما , و طرف مستبد ينكر هذا الحق , و هوة الخلاف بين الطرفين تتسع لحظة بلحظة .. فالرفض واضح و معلن و الاسباب صريحة و تؤكد بلا نقاش هذا الرفض الشعبي الذي يجرد بزخمه و اتساعه الحكام و انظمة حكمهم من شرعية الحكم و ادارة شؤون البلاد و المطلوب هو تغيير الانظمة ومحاكمة الفاسدين و المفسدين و اصلاح الاحوال السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و مكافحة الفقر و اطلاق الحريات و الغاء الدساتير المكرسة لتشديد قبضة الحاكم و ورثته و صفوته المختارة على الحكم ..و المطلوب من شعوب المنطقة المنتفضة المحافظة على وحدة صفها و مطاليبها بصفتها ثورة شعبية و طنية و ليس انقلابا ياتي بنظام يحل محل نظام شبيه به .. انها ثورة و ليست حركة يقودها حزب او اكثر لمكاسب حزبية .. انها ثورة شعبية تتطلب بالطبع الكثير من الصبر و التضحيات من اجل تغيير شامل و عميق في عموم الحال السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي للمجتمع بما فيه من تغيير ( يجب ان يحصل ) في اساليب عمل و برامج الاحزاب السياسية و في مقدمتها الاحزاب المعارضة التي انحصرت كل مطاليبها و مهامها الوطنية السياسية التي بنت عليها مواقفها المعارضة في مطالب و رؤى حزبية ضيقة لا تتجاوز الفوز بمقاعد معدودة في برلمان لا حول و لا قوة له الا بارادة حاكم البلاد , او المشاركة في وزارة تدعوا للحاكم بالمزيد من العز و الخير و تستلهم برامجها و خططها من افكار و توجيهات الزعيم و القائد الملهم ..!
ان احزاب المعارضة في طول المنطقة و عرضها مطالبة هي ايضا بالتغيير , فهي ايضا تتحمل ( كقوى سياسية شبه مستهلكة و فاقدة الصلاحية في وضعها الحالي ) وزرا كبيرا من تردي الحال السياسي و الاجتماعي و الثقافي الوطني في عموم المنطقة و صارت تجمعات لقوى متصارعة فيما بينها مستخدمة اخس و اقبح الوسائل في منافساتها الحزبية الضيقة و سببا اساسا في التشرذم و التشتت و بالتالي اضعاف قوى الشعب القادرة على الضغط على الحكام و الحكام لدى اول بادرة انحراف منها عن المسار المطلوب شعبيا ..الامر الذي يعني منح الحكام المزيد من الفرص لتشديد قبضتهم على رقاب الجميع .
ان رياح الثورة و التغيير التي تهب على المنطقة تنبع من مطاليب و حاجات شعوبها وليس احزابها , هي ملك شعوبها وان الشعوب بارادتها الموحدة هي وحدها فقط القادرة على احداث التغيير هدف ثورتها , و مرحلة التغيير هي المرحلة الاصعب و الاكثر تعقيدا التي تحدد مصير الثورة بالفشل او النجاح , فاولى المهام بعد اسقاط نظام رفضه الشعب يبدأ بحرص الثوار على سلامة مسار ثورتهم و اهدافها بالتحوط و الحذر ممن سيحاولون الالتفاف عليها او سرقتها من قبل عناصر احترفت ( الانتهازية السياسية ) و التي ستبرز بكثافة و تنشط بفاعلية و احترافية خبيثة في هكذا تحولات و مراحل حاسمة .
وعلى قوى الشعب ( اصحاب الثورة ) و تجنبا لاي خلاف او انشقاق ان تتفق مسبقا و تحدد بدقة و وضوح مشروع التغيير الذي تطالب به و تراه فاعلا في انهاء عهد مرفوض و بناء عهد ينال رضا الشعب .. و لا ننسى دائما ان للتغيير اتجاهين متعاكسين , اتجاه ايجابي هدفه تطوير الحال باتجاه حضاري يمتلك دائما المرونة و قابلية الحركة الى الامام و التحديث و التطور مع مسيرة تمدن و حضارة مجموع المجتمع الانساني ... و تغيير سلبي ارتجاعي , و هو التراجع الى وراء و التقوقع و الجمود في ظلمات التخلف و قيود عصبياتها المذهبية و الدينية او العقائدية و الى القومية الشوفينية المتطرفة , والتي تعد من البيئات الخصبة المهيئة دائما لتوليد و تفريخ ديكتاتوريات و نظم حكم مستبدة ..
و خلاصة الكلام اقول ان رياح التغير على المنطقة ساخنة و لافحة تحمل سؤالا يدوي و يتردد صداه في المنطقة .. باي حق تحكمون يا حكام ؟ فاذا كان الشعب هو من منحكم هذا الحق فاخضعوا لأرادته و احكموا بالعدل و ازيلوا لصالح الشعب كل سوء فهم بينهم و بينكم .. و اذ لم يكن الامر هكذا فحكمكم باطل فاقد الشرعية ... .



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربة البوعزيزي المتدحرجة -مصر ام الدنيا-
- عربة البوعزيزي .. مزار الياسمين
- عودة الى .. قيمة الانجاز على سلم الحضارة
- قيمة الانجاز على سلم الحضارة


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رزكار نوري شاويس - عربة ( البوعزيزي ) لا تزال تتدحرج - بأي حق و بارادة من يحكمون ؟