أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال سواعد - موسم الرؤوس المتدحرجة : ما قبل السياسة وما بعد الديكتاتور














المزيد.....

موسم الرؤوس المتدحرجة : ما قبل السياسة وما بعد الديكتاتور


جمال سواعد

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سقط ديكتاتور تونس زين العابدين بن علي مفتتحا موسم الرؤوس المتدحرجة على لوحة الشطرنج العربية التي يشترك في تحريك ملوكها وقلاعها اكثر من لاعب بين ظاهر وخفي ودولي واقليمي لا نستثني منه اسرائيل بطبيعة الحال. لكن اللاعب الذي يبدو انه اكثر اللاعبين قدرة على التأثير واشدهم براعة في خلخلة منطق اللعب وقلب المعايير على رؤوس اصحابها ,اللاعب الذي أجل لسنوات والذي لم يحسب حسابه احد من المنظرين والمنجمين وفتاحي الفأل هو الذي تحرك هذه المرة وهو الذي حمل اللافتات واشعل الاطارات واغلق الشوارع فأطاح بالديكتاتور.
اللاعب _ الشعب لم يكن غائبا بل تم تغييبه بفعل فاعل وبمؤامرة تتاخم حدود الجريمة الانسانية والسياسية ,تم تفتيته الى طوائف وتجزئته الى مذاهب وملل حوصرت الاحزاب وقمع نظامها الاجتماعي قبل السياسي فانهارت اطر التضامن الضرورية والحيوية لكل مجتمع حديث تلك الاطر القادرة على انتاج مواطن ينتمي لبلده وامته وشعبه قبل انتمائه للطائفة او للعشيرة ,وفي السياق نفسه تمت تغذية الانتماء الاقليمي على حساب الانتماء القومي لعزل شعوب الامة عن بعضها البعض ثم تفتيتها الى طوائف متناحرة تماليءالفساد وانظمة القمع وتشكل بنية تحتية ملائمة لتقسيم المنطقة الى كانتونات اثنية تدور في الفلك الاسرائيلي.
بعكس تونس, تحتل مصر مكانة اكبر على خارطة الوجدان العربي لقربها من بؤرة الصراع ولذاكرتها الوطنية الحافلة بمشاهد مقارعة الاحتلال الاسرائيلي ..لكن هذا بالذات قد يشكل خطرا اكبر على الثورة سواء من خلال محاولة البعض وضع العصي في دواليبها او محاولة تحريف وجهتها وافقادها البوصلة من خلال تدخلات مشبوهة قد تحاول اغراق مصر بالفوضى فمركزية مصر في الوطن العربي قد تجعل البعض يحاول اغراقها في مشاكل داخلية ومشاغلتها عن لعب دورها في الساحة العربية التي كانت ساحة مصرية بامتياز . لكن نجاح الثورة وضمان تقدمها يعتمد على مهارة اللاعب الذي كان مؤجلا والذي خرج من القمقم مفاجئا العالم بأسره بشجاعته منقطعة النظير وببراعته الفائقة.
لقد كانت مصر مرشحة منذ فترة طويلة للتغيير على طريقة الكاوبوي وكثيرا ما وصفها منظرو الفوضى الخلاقة بالجائزة الكبرى في شرق اوسط جديد ترسم حدوده جنازير الدبابات الامريكية بما يضمن تفوق اسرائيل..فالقمع السياسي ومصادرة الحريات وأفقار الطبقة الوسطى ومحاربة اي تحرك حقيقي للمجتمع المدني اعادت المجتمع المصري الى مجتمع ما قبل سياسي مقسم اثنيا وجغرافيا وعرقيا ومجتمع كهذا يشكل بيئة خصبة ومساندة لكل انواع الاقتتال الداخلي والحرب الاهلية..
قفزت مصر مرتين الى صدارة النشرات الاخبارية هذا العام: الاولى بعد تفجير الاسكندرية الذي اريد له ان يكون صاعق التفجير الطائفي ممهدا للتغيير على الطريقة السودانية ذات الاسلوب الامريكي في الفصل الديني والتقطيع الدموي ونسف اسس شرعية الانتماء الى هوية وطنية جامعة..والمرة الثانية كانت مع انطلاق يوم الغضب حيث تجاوز الشعب آثار الاحتقان الديني وسائر الامراض التي يخلفها العيش تحت انظمة العسكر المدعومة بالمخابرات والفساد والرأسمالية الرثة ..اريد لشعب مصر ان يعود الى مرحلة ما قبل المجتمع حيث يتحول الى مركبات متناحرة يجمع بينها الخوف من الرئيس واجهزة مخابراته وعيون بصاصيه فاذا به يخرج واحدا متحدا ملتفا حول هويته الوطنية والقومية الجامعة مطالبا بكنس النظام وأزلامه مرة واحدة وللابد .
مصر هي حجر الزاوية لاي تحرك عربي وهذا ما يرعب الكثيرين الذين سيحاولون اجهاض الثورة كما اسلفنا .. لكن النقلة النوعية فوق رقعة الشطرنج يقودها هذه المرة لاعب حاذق مسلح بذاكرة قومية ارادوا لها ان تموت وان تتفتت لكن الشعب الذي تجاوز امراضه واحزانه ودموية جلاديه وتجمع في ميدان التحرير وجد لكي ينتصر ووجد لكي يستمر وخرج لهدف واحد لا شريك له : يسقط الديكتاتور.
(صحفي من فلسطين)




#جمال_سواعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال سواعد - موسم الرؤوس المتدحرجة : ما قبل السياسة وما بعد الديكتاتور