أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فرح عبد الإله - لماذا لا نقرأ؟














المزيد.....

لماذا لا نقرأ؟


فرح عبد الإله

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 17:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما أنتهي من كتابة مقالة، وأحاول ما بإمكاني أن أضفي أو أوضح للقارئ مجموعة من الأفكار والمعتقدات والبراهين حول موضوع ما كي يعود عليه بالنفع، أشعر حينها بالسعادة والرضا التام عن ما أكتبه، لكن يتبين لي مع مرور الوقت أن هذا الشعور يختفي، لأنني أكتب في وسط يعرف القراءة والكتابة لكنه لا يقرأ، مع العلم أننا أمة اقرأ. فما نفع الكتب إذا لم نكن نقرأ؟ وما نفع القارة السابعة التي تحتوي بشبكتها العنكبوتية على مجموعة من الكتب الإلكترونية، وهي لا تصنع من الإنسان قارئا سوى صناعة إنسان مدمن على موقع الفيسبوك وبرامج الدردشة؟

فالقراءة بالنسبة لي، هي التي تصنع الإنسان، والذي لا يقرأ كمثل الحي والميت، فهي تساعد على تنمية العقل وتجويد الذهن، وتصفية الخاطر، وتجعل من الإنسان القارئ يتحلى بالبلاغة والفصاحة.
إن القراءة أيضا هي السبيل إلى المعرفة، بمعنى أنها تقدم نفسها كوسيلة للمعرفة من أجل الوصول إلى فهم تفسيري لموضوع ما واستيعابه، والمعرفة هي التي تمكن للإنسان أن يسيطر على قوى الطبيعة ويسخرها فيما ينفعه، كما أنها تساعده على التحكم بزمام الأمور، ثم لو لا القراءة لما أصبحنا الآن فيما عليه، من تطور وتقدم في مجال الإعلاميات وفي المجالات الكبرى، كالصناعات الثقيلة مثل السفن والأسلحة وغزو الفضاء.... ولا ننسى مجال الأدب بالطبع.

لقد كانت القراءة منذ الحضارات القديمة (الإغريقية، المصرية، الرومانية) شرط من أجل الارتقاء، فإذا أردنا أن تكون لنا مكانة مرموقة بين الأمم والشعوب، هو بالطبع ما نقرأه من الكتب والمجلدات التي تعود علينا وعليهم بالنفع، وللإشارة هنا، إن القارئ عندما يستحضر النية بأنه يريد أن ينفع بما قرأه على الناس، فإنه يؤجر من عند الله، لأن غايته تكمن في إخراجهم من الظلمات إلى النور. وهذا ما جاء على قول رسول الله (ص): (من سلك طريقا يبتغى فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، فمهدت له طرق الجنة وفتحت له أبواب الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها إرضائاً لطالب العلم، وإن العالم ليَستغفر له من في السماوات ومن في الأرض. حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.) رواه الإمام الترميذى وصححه الشيخ الألبانى، فلماذا إذا لا نقرأ؟

فما كان جواب الأغلبية من الناس على هذا السؤال، هو طبيعة الحياة والتغيرات الهائلة التي لم تعد تمنح للإنسان وقتا للقراءة الطويلة...، وذلك من أجل البحث عن لقمة العيش والركض وراء الأحلام الزائفة انتهاء بغلاء الكتب.

أما جواب الأقلية من الناس، والذي يدعوا إلى نوع من السخرية هو إجابة هؤلاء الذي أصفهم بأصحاب الكؤوس الجوفاء كون عقولهم تتشبه بهذه الكؤوس بقولهم: عندما نقرأ فإنا بذلك يؤدي بنا إلى الفهم، وعندما نفهم فإنه يؤدي بنا إلى السجن... ويضيفون على هذا الكلام بأن علماء الدين أو المشايخ قالوا: لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة. فما أحقر هذا الجواب، بل أكثر من ذلك يطعنون بما أنزل الله وأنعم على رسوله الكريم وعلى عباده مرتين وهي كلمة اقرأ، بهدف تغطية عجزهم عن القراءة وانشغالهم بأمور ومواضيع تافهة لا معنى لها، ولو نطق الكتاب لا تبرأ منهم بقوله: اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء يا رب العالمين.



#فرح_عبد_الإله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب الانتحار عديدة...نتيجتها واحدة
- نظرية المعرفة
- المال والإنسان
- علم الاجتماع: من اجل حبة فهم
- العنف في التاريخ
- البطالة: مفهومها، أسبابها، تأثيراتها
- التواصل داخلة الأسرة المغربية
- الحداثة
- الكوجيطو الديكارتي
- نظرة إلى العولمة
- سوق الأربعاء الأسبوعي بجماعة المناصرة
- المخدرات آفة المجتمع


المزيد.....




- لطيفة التونسية تشارك جمهورها باختيار اسم ألبومها لـ 2025
- أوكرانيا تنفذ عمليات إخلاء في أكثر من 200 مركز سكني بمقاطعة ...
- نتنياهو يطلب مغادرة جلسة محاكمته مبكرا بسبب -مسائل أمنية-
- البرهان يصدر مرسوما بتعيين أعضاء جدد بمجلس السيادة الانتقالي ...
- عملية إسرائيلية -خاصة- في خان يونس و-ألوية صلاح الدين- تُعلن ...
- نتنياهو يتعهد بالسيطرة على كامل القطاع وسموتريتش يتوعد بتسوي ...
- قوة إسرائيلية متنكرة بزي نسائي تقتل فلسطينيا وتعتقل زوجته وط ...
- طهران تستدعي القائم بالأعمال البريطاني بعد توقيف لندن إيراني ...
- WSJ: جولة المحادثات الخامسة بين طهران وواشنطن قد تعقد في روم ...
- -أكسيوس-: فانس ألغى زيارته إلى إسرائيل خشية فهم الخطوة كدعم ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فرح عبد الإله - لماذا لا نقرأ؟